اسمع خطاك تقترب في الرواق. تدق نبضات قلبي الكهل بفوضى كلما أصخت السمع لوقع خطوات الحذاء المطاطي التي تصلني كالهمسة. الآن تتوقف الخطوات الخفيفة عند الباب، ويتوقف قلبي لفترة قد لا تزيد عن الثانية، ولكنها تبدو لي أبدية. أكاد أراك تأخذ نفسا عميقا كما لو أردت أن تقنع نفسك المترددة بأنه بالنفس المنتظم يتم الانتصار على كل مخاوف الدنيا.
"ادخل. تفضل. اجلس."
أراك تركز أنظارك على الكرسي اليتيم الموجود في الحجرة المظلمة. تتردد ثانية وتتوجه إلي بسؤال غير مباشر.
"لا تأبه بي. اجلس. كنت جالسا طوال (…)
الغلاف > المفاتيح > نصوص > قصة قصيرة
قصة قصيرة
المقالات
-
الخاتم الفضي
1 حزيران (يونيو) 2006, ::::: حياة زغيش -
عِطرُ الأوركيد
25 شباط (فبراير) 2013, ::::: ليلي سويدانمضت فترة طويلة لم يطرق فيها باب ذاكرتي أحد سواك. كانت ذاكرتي مغلقة أمام الكثيرين، ولكن عندما سمعت اسمك فتح ذلك الباب. كان اسمك بمثابة ريح قوية لا تستأذن عندما تهز الأبواب.
في صباح ماطر لا أذكر منه شيئا كثيرا، كنت اجلس وحدي قرب النّافذة. كان المطر أكثر من الكلمات، والحنين مثل عاصفة يخلع قلبي من جذوره. كلّ شيء كان يشبهني. قطرات المطر حزينة مثلي. والريح الغاضبة التي كانت تكسّر الأغصان. كان غضبها يشبه غضبا نشب بين ذاكرة الحنين فيّ وحروف اسمك. حينها قررت أن أكتب، لأجل تلك الحروف التي منحتني (…) -
مجموعة قصصية: حب على حافة الوشم
25 تموز (يوليو) 2013, ::::: فتحي العكرميصدرت للكاتب التونسي، فتحي العكرمي، الزميل في "عود الند"، مجموعة قصصية عنوانها "حب على حافة الوشم. الناشر: دار إبداع، مصر (2013). قدم للمجموعة الروائي محمد حيزي. أدناه إحدى قصص المجموعة.
شواطئ العشق أقف تحت سنديانة وارفة الظلّ. أحدّث الرّبيع عن التي تسافر في ثنايا روحي. أجلس في حقل ملوَّن بأزهار تتمايل على إيقاع هواء خفيف. أجمّع قبيلة الحنين لوجهها الطّفوليّ.
تطير الفراشات قربي. أغنّي لها لحنَ حبٍّ ألّفتُه ذات فرَح. ترقص روحي على ذكرى مزركشة، تنثر حولها رذاذا من عطر الشّوق. تسير مراكب (…) -
الضحية والجلاد
26 تموز (يوليو) 2012, ::::: موسى أبو رياشدخلت سيارة الإشراف ساحة المدرسة، فاشرأبت الأعناق إليها، وشخصت العيون، ووجفت القلوب، تنتظر من سينزل! ومن تكون الضحية؟
نزل المشرف المسؤول عني، فمادت الأرض تحت قدميَّ، وقلت في سري: رحماك يا ربي! أخذتُ أمني النفس: لعله جاء لغيري؛ زيارة إدارية، زيارة تفقدية، تحقيق، زيارة لزميلة أخرى، متابعة نشاط ...
بعد دقائق، جاءني خبر يبدد بقايا أحلامي، ويضعني أمام قضاء لا مفر منه، خبر يبلغني أنَّ المشرف سيحضر حصة صفية عندي، فلأكن على أهبة الاستعداد، وفي قمة الجاهزية.
غاص قلبي بين ضلوعي، فقد جاءت لحظة (…) -
ثلاث قصص قصيرة
25 تشرين الثاني (نوفمبر) 2011, ::::: محمد التميميسمراء
تمددت أمامه بشعر أصفر ذهبي كسنابل قمح حان حصادها، وعيون زرق كسماء صافية في يوم مشمس، أبرزت له مفاتنها وسألته بلغة أجنبية وبلهجة متكبرة: "أتحبني؟"
تبسم مشفقا عليها وقال بلغة عربية فصيحة:
عيون المها بين (الرصيفة) والجسر --- جلبن لي الهوى من حيث أدري ولا أدري (*)
ثم قال لها بلغتها: "لن تفهمي ما أقصد، ولكن قلبي أسير سمراء الوجه، ذات العيون السود، لقد أحببتها ولن أنساها".
سألته مستنكرة: "أهي أجمل مني؟"
لم يستطع أن يكتم ضحكته، فخرجت عالية مدوية وقال لها: "نعم أنت جميلة، ولكنها (…) -
لماذا دعتني؟
1 حزيران (يونيو) 2021, ::::: فنار عبد الغنيالدعوة الأولى
كنت شديدة الحرص على إتمام تلك المهمة الخاصة بأسرع وقت ممكن وخفية. كنت أتمنى أن أبقى مجهولة الهوية لكي تكتسي مهمتي بلونيّ الصدق والإخلاص، فأنا بفضل الله لا أبتغي من عملي إلا مرضاته عز وجلّ. لقد علمت بحجم معاناة أسرة متعففة فقدت لتوها وليّ أمرها بعد معاناة طويلة من المرض، اضطرت ربة الاسرة الاستدانة من أجل دفع نفقات علاج زوجها وتأمين لقمة العيش لأطفالها، وبعد أن أجريت بعض التحريات السرية عن وضعهم المعيشي، قررت أن أمضي قدماً لتحقيق هدفي.
لم أكن أعلم عنوان تلك الأسرة واستعنت (…) -
أمهلني قليلا
25 تشرين الأول (أكتوبر) 2012, ::::: محسن الغالبيقال لي "إضاعة الفرصة غصة"، وان بعض الفرص تمنحها الحياة مرة واحدة، واحدة فقط، فإن أضعتهما فكأنما أضعت الحياة بأجمعها.
لم اصدق عيني لحظتها، اطلت الوقوف، حدقت كمن لم يجرب عينيه من قبل، أو كمن يخشى أن يفقدهما من بعد. كيف يعقل أن أكون على هذه الغفلة؟ سنتان أروح جيئة وذهابا كما الأعمى، كيف يمكن الآن أن أثأر لتينك السنتين والعمر يعبر كالحلم أو اسرع، وقد مضى منه أكثره؟ كيف يعقل أن ما بيني وبينها لم يكن سوى دورين فقط؟
طالما أتعبت السلالم بقدمي وأتعبتني، وهي كذلك مذ عرفتها من قبل أعوام، تأنف أن (…) -
العلبة الحمراء
25 كانون الثاني (يناير) 2012, ::::: عبد الجليل لعميريتسلم الوالد –الموقر– "الكولية" التي وصلت باسمه من مصلحة الطرود، بعد أن أدلى بحججه الدامغة في أحقيته بذلك. كانت عبارة عن علبة كرطون مستطيلة جميلة المظهر، يطغى عليها اللون الأبيض، الموشوم بالأزرق والأصفر. كانت متوسطة الحجم، وخفيفة. كتب عليها بحروف طباعية بارزة: "طرد متوسط"، مع اسم ثلاثي للمرسل من الكويت، وكذا المستقبل بالمغرب. خفة الطرد أثارت استغراب الأب، وجعلته يتساءل:
"لماذا كل هذا التعب والسفر الطويل من اجل هذا الشيء الصغير؟"
واستحضر صوت زوجته (الأم) تتوعده: "ما تفتح الكولية. فيها شيء (…) -
قــرع
24 شباط (فبراير) 2016, ::::: نازك ضمرةأتوق لفنونها وفهمها للحياة والحب، لكنني سأكون أمينا في نقل ما سمعته منها قدر استطاعتي، خاطبتني في إعياء:
"أثق بك يا فتاي، أراك إنسانا مختلفا كثيرا عمن التصقت، وأجد نفسي عاجزة عن فهم هذا الالتصاق، فأنت آخرهم، لذا أريدك أن تكتب سيرتي مطولة إن استطعت"، وناولتني ورقة.
"سيدتي تهمني أموري وأفكاري، ومسئوليات أسرتي، والأرض، وأنت ممن يعيشون على هذه الأرض".
"ألا تعدني أن تفعل ما طلبت؟"
"سأحاول"؛ وانطفأ مصباحها وطال الغياب.
بقيت بعدها أحن إلى لمساتها، وإلى كفاءتها في العزف على أوتار أعصابي، (…) -
النار لا تبعد عن الحليب
1 شباط (فبراير) 2009, ::::: بدري إلياسالتمر يغلي في حدود الكاف، والنون تتربص به حتى يتربع في الكأس. الوقتُ: عصر تحاورُ العناصرُ بعضها، والنارُ قاض لا يتحيز، ولا يأبى رشوة الهواء.
ها هي كاكا تدخل بكامل عتادها. تدخل كاكا وهي تتمثّلُ عنطزة ملك شأنُه أرزاق النّحل والعصافير. تضع أشياءها جوار النار. النارُ التي يضيئها المزاجُ، وتضبطُها حدّةٌ تراوح بين آه وأحححح. نارٌ كأنما أصابع عذارى تجرّبُ اللّذة على إيقاعها.
يطير دخانٌ خفيف ستخذله قوّتُه حالا لينتهي إلى خطوط لا تعلو رأس كاكا كثيرا وهي تعدل ثوبها برميه على كتفها اليسرى، كأنما (…)