تجولت بالقرب من مكتبتي وأنا أقرأ أسماء الكتب التي تحتويها، فصادفت عيناي ديوان "أمواج الخليج" لمنتهى الشيخ حسين، الذي استعرته من حنين، وقبل أن أرجعه لها فرقتنا السنين.
حنين فتاة بعمر الزهور؛ تملك من العمر خمسة عشر عاما. أذكر يوم أتت إلى مدرستي الثانوية بصحبة والدها الذي أراه كل صباح عندما يحضرها إلى باب المدرسة بسيارته البيضاء.
كانت حنين كزهرة الياسمين. لم تر الشمس يوما. نمت وتبرعمت في حضن أبويها. لم يسمحا لها بالخروج واللعب بعيدا عن جفنيهما، وهذا كان السبب في حرق بتلاتها ما أن وضعوها تحت (…)
الغلاف > المفاتيح > نصوص > قصة قصيرة
قصة قصيرة
المقالات
-
حنين: زهرة الياسمين
1 حزيران (يونيو) 2017, ::::: وسام أبو حلتم -
نصان: صراع + أوهام
26 حزيران (يونيو) 2014, ::::: وسام هلالصــراع
انتقلت في الصيف الماضي مجبرة إلى بيت عمتي بالمدينة لأكون قريبة من الجامعة. البيت تسكنه أشباح من هدوء، تمتلك مهنة صنع الملل بجداره، ليس فيه أحد من عمري لأتقرب إليه، وأؤنس وحدتي به.
عمتي أرمله لديها ولد يصغرني بثلاث سنوات، لاحظت منذ بداية إقامتي تعلقه الشديد بها، وانه نسخه مطابقة من كل تصرفاتها وحركتها. لا يشبه من هم في سنه من الصبيان الممتلكين لطاقه اللعب والحراك الدائم، حتى أنني ظننت أن الأشباح التي منحت لي الملل هي أيضا من وضعت الهدوء والسكينة بداخله. بمرور الأيام وجدته قد تأثر (…) -
قمرنا أحلى
1 آذار (مارس) 2019, ::::: فنار عبد الغنيأضاءت القنديل فهربت بعض خيوط الظلمة. بالكاد رفعت قدميها المتهالكتين وداست بخطى متهامسة في الرقعة الضيقة داخل الشادر. نقلت قدميها المتشققتين بحذر شديد، كانت تخشى استيقاظ أحد الأفواه الجائعة التي تكتظ بها الشوادر والتي أذعنت لسلطان النوم بعد عناء.
خارج الشادر سرحت تنهيدات غير مكتومة، أمسكت بالقنديل ووضعته فوق الحصى. لا شيء جديد تبصره في هذه الظلمات، الشوادر تحيط بها من كل جانب. يصل إلى مسامعها آلاف الأنفاس الهاربة من الشوادر المغلقة، سعال متقطع، ولهاث مخنوق، وتأوهات مكتومة، صرير أمعاء خاوية، (…) -
فتاة عادية
1 كانون الثاني (يناير) 2007, ::::: عود الند: مختاراتكانت الآنسة فاطمة عوض فتاةً عاديّةِ. فاطمة مثل ملايين الفاطمات ذلك لأنّه لم يحدث قط أنْ لفَتَتْ الأنظار إليها لأيّ سبب من الأسباب إلاّ في ذلك اليوم المشهود الذي سنأتي على ذكره فيما بعد.
لم تكن فاطمة قبيحةَ حتى تلفت إليها نظر موظف الاستعلامات مثلاً حين تدخل مبنى الوزارة صباحاً، فيغمغم لنفسه كما يصنع حيال منظر الموظفات القبيحات: "لا حول ولا قوّة إلا بالله." كما أنّها لم تكن جميلة إلى الدرجة التي تجعل إنساناً مثله لا عمل له سوى مراقبة الناس ينصب ظهره ويشدّ حيله كما كان يفعل حين تمر به (…) -
يوم بسبعين عاما
25 شباط (فبراير) 2014, ::::: جبر نشوانبعض الحب الذي يولد من لقاء يموت لاحقا. ولكن الحبّ الذي يولد من فراق لا يموت أبدا.
يوم أن استيقظ على صوت الفجر الأوّل، علم بأن شيئا قد حدث، فقد اعتاد منذ سنوات أن يوقظه صوت زوجته. نظر إليها وهي نائمة بجواره، وبصوت متردد ناداها مرارا فلم تجب. تلمّس يديها ووجنتيها فلم يجد دفء الحياة بهما. أحسّ نبضها بارتباك حائر فهزه سكون الموت.
صرخ اليقين في الظلام معلنا: "إنها لحظة الفراق الأخير".
لم يصل حزنه حدّ بكائه. كان يعلم بأن جوار ربها خير لها من جواره، فلقد صبرت نصف قرن على فقره وطبعه وعقمه (…) -
أقوى من الحب
25 تشرين الأول (أكتوبر) 2015, ::::: فنار عبد الغنيلم يكن الحب هو ما ربط بين حياتها وقلبه. لا زالت واثقة بأن شعورها تجاهه فاق الحب. في الواقع ظنت أن الأشياء الكثيرة التي جمعت بينهما كالشتات والفقر والنفي داخل مخيم مظلم يزداد صغراً يوماً بعد يوم لتزاحم اللاجئين المنبوذين والممنوعين من الأحلام عليه، هي ما جذب روحهما المعذبتين، لكن تباعد أماكنهما وتغير عوالمهما بعد مرور عقدين دحضا تلك الفكرة لديها.
لقد ظلت ومنذ اللحظة الأولي لتدفق هذا الشعور شديدة الحرص على حجبه ومراقبته حتى في نومها كي لا تُضبط متلبسة وهي شاردة الذهن أو باسمة المحيا. كانت (…) -
هَزيمةٌ
1 حزيران (يونيو) 2021, ::::: زكي شيرخان= ماذا تظن أن بإمكاني فعله؟
لم يفهم ما رمتْ إليه بسؤالها. نظر إليها بعينين تشيان بالكثير من الاستغراب. مط شفته السفلى ورفع كتفيه ثم استدار عنها مكملاً شد حزامه.
= لم تجبني.
= يمكنك أن تفكري بمصير الإنسان على هذا الكوكب المسمى الأرض وسط هذا الكم الهائل من ملوثات البيئة.
= ألا يجدر بنا أن نفكر بملوثات العقل البشري؟
= ملوثات البيئة يمكن إيجاد الحلول لها حتى وإن كانت على الصعيد النظري فحسب، أما ملوثات العقل فأشبه ما تكون بفايروسات تغيّر خارطتها الجينية باستمرار تفادياً لتأثيرات (…) -
بين فقاعات الصابون
26 تشرين الثاني (نوفمبر) 2015, ::::: شيماء غفارفقاعات الصابون تملأ شاشة الحاسوب، كم مر من الوقت وأنا مشدوهة في بياض صفحة "الوورد" أفكر فيما يمكن لي أن أكتبه عن يومي الاعتيادي جدا.
الأيام تمضي سريعا، أسرع مما ينبغي. منذ أن أصبحت وحيدة وهي تنسحب من بين فراغ يدي كحبات البازلاء، الكثير من الأيام المتشابهة التي تمضي دون أن أحس بها أو حتى أن أريد الإحساس بها.
ترى كم سيمضي من الوقت حتى أستطيع أن أفعل الشيء الوحيد المختلف في أيامي؟ أن أكتب.
كنت تسألني مرارا عن سبب تعلقي بالكتابة، دون أن أجيبك. ربما لأنني لا أعرف الإجابة الحقيقية الشافية، (…) -
النافذة
25 كانون الثاني (يناير) 2012, ::::: سوسن سيفكان العشب يتوهج تحت الشمس الشقراء بعد زخة من المطر. والزهور البيضاء اتخذت خطا مائلا تحت نسيم نيسان. وعلى مقربة كان ثمة أطفال يجرون خلف كرة ملونة وقد اختلط ضجيجهم مع ضجيج الطيور التي كانت مختبئة بسبب المطر.
عادت بها تلك الموسيقى اللذيذة إلى سنوات الطفولة، إلى زمن كانت فيه تجري وتلهو مثلهم تماما منتشية بالشمس التي كانت تظهر بعد المطر وراحت تستعيد تلك السعادة التي بهتت مع الأيام، الأيام التي تركتها بلا حراك هنا: قدمان وساقان ماتت فيهما الحياة ومات معهما كل شيء وكأن الستار انزل على آخر الرواية (…) -
أحلام دافئة
25 تموز (يوليو) 2015, ::::: زهرة يبرمبدأ الإعجاب مبكرا، وظل محبوسا في الصدور شهورا عديدة. هي تخشى أن تبادر. تخشى أن يكون فظا. وتخشى أن يرفض مبادرتها. وهو أيضا يخشى المبادرة. وطال حبس الإعجاب المتبادل، لأنهما إن تكلما استخدم كل واحد لهجة رسمية وكلمات مقتضبة، ويعود كل منهما إلى صمته.
في الحياة مواقف كثيرة، بسيطة كانت أو معقدة، تحتاج منا إلى اتخاذ القرار. وكما أن السرعة في اتخاذ قرار ما لها سلبياتها، فإن التردد في ذلك يقتل الفكرة ويقضي على كثير من الفرص.
ذات مرة، وبعد أن شجع نفسه كثيرا على المحاولة، قرر أن يبعث لها رسالة (…)