شعرت بكثير من الجذل وأنا أسير جنب سيدي في طريقه إلى بيت جاره وصديقه. لم تكن المسافة طويلة، لكنني كنت نشوانا وأنا أعدو في الهواء الطلق تحت أشعة الشمس، وغرتي البيضاء الكثيفة تهتز وتسقط على جبيني. وكنت كلما حاولت الانطلاق بعيدا يجذبني إليه بعنف بواسطة سلسلة معدنية مربوطة بعنقي، فأرتدّ إليه مقهورا. يقيد حريتي وكأن نهاية العالم بمنتهى طول تلك السلسلة.
أُعجبت بنفسي وأنا أراها في ظل يتبعني، والشارع المبلل بالمطر رائع وهو يلمع تحت الشمس. خاتلتُ سيدي غفلة ونزلت من على الرصيف حيث التراب المبتل يبعث (…)
الغلاف > المفاتيح > نصوص > قصة قصيرة
قصة قصيرة
المقالات
-
أغلى أماني الحياة
1 كانون الأول (ديسمبر) 2016, ::::: زهرة يبرم -
بائع شعر البنات
1 كانون الثاني (يناير) 2009, ::::: ربا الناصرقد يشار إلى أبطال القصص بأسماء يخاطبون بها عند سرد أحداثهم إلا أن صاحب هذه القصة اتخذ صفة الغائب فلا يهم معرفة اسمه قدر معرفة أحداث حياته، لتبقى هي الحاضرة والباقية. . أراح جسده النحيل على أكوام القش المفروشة على أرضية هذا المخزن المهجور، ملقيا إلى جانبه نايا خشبيا وعود الخيزران الذي تتدلى منه أكياس شعر البنات المتباينة في لونها بين اللون الأبيض والزهري.
نظر إلى سقف المخزن مطولا قبل أن يفكر للحظات في يوميات حياته التي يعدها بائسة، فأفكاره البائسة كانت تجول في مخيلته كأشواك يابسة تغص من (…) -
تواطؤ + حظر فرح
1 آذار (مارس) 2018, ::::: هدى الدهان. لوني أظافركِ بالأحمر
= ارتدي قناعا آخر بنفس لون طلاء أظافركِ.
= هذا القناع سيكلفني كثيرا، ويحتاج إلى إدامة. = الأمر يستحق، الأظفر الحقيقي بإمكانه أن يخدش وأن يؤلم؛ ولكن وجهك الحقيقي يجب أن يختفي حتى لا يرى عدوك سذاجته.
= = =
تواطؤ
اعتاد أن يجلس بالقرب من القفص الكبير الذي اعدّه لطيوره ليزعجه رفيف أجنحتها المتلاحق ولشجارها بالمناقير الذي غالبا ما ينقلب إلى تربيتة من منقار الذكر لرقبة الأنثى فتفرد له جناحا لتضمه أو لتذكره بسطوتها. كلا الأمرين وارد.
يجلس ليقرأ، وعندما تفوز (…) -
قصة من هذا الزمن
25 شباط (فبراير) 2014, ::::: نورة صلاحهربتُ إلى المقهى الوحيد الذي أعرفه في تلك المدينة، طلبت كأس شاي بالنعناع لأريح أعصابي الهشة، بعد أن أنهكني نقاشي العقيم معه، وجف حلقي وأنا أبتلع كلماتي لصده المتكرر لي.
اخترت الطاولة البعيدة لأعيد الهدوء إلى نفسي، بحثت عن قلمي لأسلي وقتي حتى يجهز ما طلبته، أخربش على ورقة مكتوب عليها اسم المقهى " كان زمان"، أخرجت من محفظتي بطاقة فيها عنوان مكتبه واسم الشارع ورقم العمارة، عنوان سأمنع نفسي إن زرت المدينة أن أمر في شارعه أو أفكر بالنظر لأعلى تلك العمارة حتى لا أقرأ في صدر السماء خيبتي، بعد أن (…) -
فلسفة وجنون
24 شباط (فبراير) 2016, ::::: طه بونينيرحت أتأرجح بتفكيري بينما أجوس خلال الشوارع متجوّلا:
"لماذا لا يكون المفكّرون أمثالي إلّا معتوهين ومرضى؟ أليس في الدنيا مجالٌ لمن يستثمرون في الفكر، كالمجال الواسع الذي يجده من يستثمر في تجارة أو في مقهى أو حتى في بيع "الفول السوداني". لم أجد لزورقي الشراعي المُخاطر مرفأً، فاتّخذتُ عُبابَ البحر الهائج مرفئي. ربمّا لأنّ اليابسة هي خطري المحدق. تلك اليابسة التي ييبَس فيها خيالي، ويتحجّر فيها عقلي، ويتبع فيها ذهني أنماطا هي كالقوالب. إنّ هذا المرفأ لَأخطرُ من لجج البحر.
لماذا أنشد كل هذا (…) -
الـغـد يـوم آخــر
1 أيلول (سبتمبر) 2006, ::::: مازن الرفاعيتتململ في سريرها، وتكشف عيناها ربيعا اخضر. ترنو إليه بنظرة مختلسة وهو يلهث ممارسا رياضته الصباحية. تقع عيناه على وجهها المتواري خلف الوسادة فيتذكر مشاجرة الأمس. كم كان غاضبا في الأمس؟ لم يعرف مثل هذا الغضب منذ بداية تعارفهما.
عرفها حين كانت وردة تبدأ بالتفتح. لم يقطفها ويرميها، بل حضنها ورعاها، وحاول أن يكيفها مع مفاهيمه، وينشئها في محيطه. حيويتها، رقتها، انطلاقتها، حريتها، كانت كنوزا يتمنى لو حازها. في لقائهما الأول أعادته عيناها لقريته الجبلية البعيدة. وحين انسابت نظراته كشلال على قدها (…) -
شمس: قصة فتاة تحدت الحياة لتصل
1 كانون الأول (ديسمبر) 2008, ::::: سناء صويلح:: عود الند تبارك لسناء صويلح فوزها في مسابقة دارة المشرق 2008 :: . الفقدان: إحساس يشعرك باليتم وسط غربة الروح، فتدميك أصابع الاتهام الموجهة من الأقرب إليك من ظلك. اسمها يقترن بنور وجهها، وحروفه نسجت من خيوط السماء. شمس: هبة من السماء وحب أرسل إلى الأرض.
شمس، بملامحها الزرقاء الروحانية وتفاصيلها الأسطورية، كتبت خرافة الماضي على لوح الحاضر لتخط قصة حرمانها الأيّارية. دخلت شمس دائرة الأيام دون اللجوء لأضلاع البشر. حفظت اللعبة جيدا، ولم تكن حجر نرد في لعبة الزمن الغدّارة. ولم تكن تعلم أن دخول (…) -
السيجارة الأخيرة
1 تشرين الثاني (نوفمبر) 2006, ::::: جميل السوالمةمقهى، ليل، نساء، برد، ضجيج، بخار متصاعد من الأفواه يكاد يخطف برودة المكان، مزيج من الناس يجلسون في مقهى في ليلة باردة، ضجيجهم وأحاديثهم كقصة بوليسية متفرعة الخيوط، تلتقي حيناً تتباعد أحياناً، تشوبها مشاعر حزينة مجهولة السبب. حركة صاخبة في ذلك المكان، تكاد تعتقدها للوهلة الأولى مرسومة منظمة لرتابة الأحداث فيها ليلة بعد ليلة، أبطالها هم دائماً سكان ذلك الحي البائس. فرحة ترتسم على الوجوه، ربما لإخفاء ما في نفوسهم من حزن دفين. عيون تسافر عبر البخار والضجيج تحلم بغد أفضل، أو على الأقل غير الذي (…)
-
لوحة لم تكتمل
1 حزيران (يونيو) 2007, ::::: ضياء البرغوثيوحيدا كنت وأنا أرقب تفاصيل حلمك الجميل، وأنا أنظر إليك وأنت ترسمين قصة عشق ستطول. لم أكن أعرف وقتها أنك كنت تنقشين هذه القصة على صفحات قلبي. لم أكن أعرف أني سأتورط فيك أيتها الساحرة الفاتنة. عندما التقيت بك تأرجحت عيناي ما بين إغضاء أو نظر. في تلك اللحظة كان القدر ينسج من حولنا قصة ستتشابك خيوطها فيما بعد.
تصافحت عينانا في تلك اللحظة الرهيبة، تلك اللحظة التي توقفت عندها عقارب الساعة عن ممارسة عملها في الدوران. لم يكن لحظتها الزمن وحده من توقف، فالدم في عروقي توقف عن المسير. وقفت كريات الدم (…) -
النوم بعيدا عن بغداد
1 تشرين الأول (أكتوبر) 2008, ::::: نورس السليمأبي لديه خمسة أولاد. أنا أصغرهم. لحبه لقيم الجيش فقد أقسم أنه سيطوعهم إلى الجيش فور بلوغ سن كل واحد منهم ثماني عشرة سنة. وهكذا وجدت نفسي متطوعا في صفوف الجيش العراقي عام 1975. بعد مرور خمسة أعوام، أدركت أن من يدخل الجيش لا يخرج منه إلا مقتولا أو مجروحا أو أسيرا. وما زاد الطين بلة أني أرسلت سنة 1980 إلى جبهة الحرب العراقية مع إيران، الأمر الذي كان يعني احتمال موتي في حرب ليس لي فيها لا ناقة ولا جمل، وأنا إنسان يريد عيش شبابه في حياة هادئة. لذا بدأت أفكر ليلا نهار بطريقة تخرجني من الجيش، وجربت (…)