ها أنذا أبدأ بحرف الجر "في" من جديد، ولا يفلح نهر معلمة التعبير في ردعي عن ذلك البتة. تبدأ الحكايات بـ "كان"، وتبدأ النصوص بـ "في"، وتجر الثانية ما استطاعت بعدها من مشاعر.
كانوا أحلامًا ثلاثة. الأول أُخبرت المعنيّة به من إحداهن أنّها شوهدت ترتقي مرتقىً عصيبًا صعبًا لم يتوقّع من مثلها ارتقاؤه. والثاني بُعيده بعامٍ أو أكثر: أُخبرت فيه ثانية من أحدهم أنّ خيرًا كثيرًا يأتيها من حيث لا يُتوقع. أمّا الثالث، فجاءها على استحياءٍ بعد ثلاثة أعوامٍ في ليلتين متتابعتين على هيئة رؤيا ما انفكت عن (…)
الغلاف > المفاتيح > نصوص > نصوص عامة
نصوص عامة
المقالات
-
زجل الروح وجبران الفؤاد
1 حزيران (يونيو) 2023, ::::: شفاء داود -
غزة: رسائل من قلب النار
25 آب (أغسطس) 2014, ::::: زهرة يبرمأثناء العدوان الإسرائيلي الوحشي على غزة تم تبادل الرسائل الإلكترونية بين الكاتبتين في «عود الند» والصديقتين زهرة يبرم من الجزائر وزينب عودة من غزة. أدناه نص يعتمد على الرسائل المتبادلة. تم تمييز كلمات الكاتبتين بلون مختلف.
بدأت إسرائيل عدوانا عسكريا على قطاع غزة يوم 8 جويلية/تموز الموافق ليوم 9 من شهر رمضان الكريم 2014. بدأ القصف على اللحم الحي لأهلنا في غزة، وجاءت الصور مرعبة تملأ الشاشات. ليس هو العدوان الأول الذي يسلطه الاستعمار الإسرائيلي الغاشم على غزة، لكنه الأول الذي يمر علي ولي (…) -
العرس
1 آذار (مارس) 2009, ::::: منجي العيساويانطلقت خيول الاستعراض في تلك العشية من أيام "أوسّو" الحارقة من أمام بيت العروس والهودج المتبختر في سيره إلى منتهاه في مشهد مهيب قلّما عاشت القرية مثيلا له. يسايره علي جنبتاه شبّان القرية وشابّاتها وتتبعه من ثقلت حركته من المسنّين والصّبية. اختلط الغبار المتصاعد بالعرق المتصبّب من الوجوه المنتشية بزغاريد النّسوة وغنائهم ودقّ الطّبول المنغّم علي وقع خطي الفرسان في سباقهم وألعابهم البهلوانية المضمرة مع جيادهم.
سار الموكب الهوينى والعروس تترنّح متمايلة مع وقع خطي الناقة. عند منتصف الطريق توقّف (…) -
يومَ التقاها على الغدير
25 أيار (مايو) 2013, ::::: إبراهيم يوسفحينما أقبلَ الربيع، كانَ "الدّوري" في عزِّ الشباب، ولم يكنْ قد نَسِيَ بعد وصايا أبيه، فاتخذَ من شجرةِ الحورِ أرجوحةً ومنتجعاً يؤمّه وقتَ القيلولةِ والنوم، أو يلجأُ إليه كلما فاضَتْ به عاطفةٌ طارئة، ألهَبَتْها في نفسِه مراهقة جريئةُ العينين قادَتْهُ إلى المعصِية، حين لمحَها عصراً تفلِّي ريشَها عاريةً وتَغْتَسِلُ في مياهِ الغدير. فطارَ إليها بلا صواب، كالمٌهْرُ الأعمى يعدو ويَتَخَبَّطُ في الطريقِ. لكنه في اللحظاتِ الأخيرة كَبَحَ رغبتَه خوفَ الفضيحة، فراحَ يتجسَّسُ عليها خلسة، ويراقبُها تنفضُ (…)
-
فلسطين
1 آذار (مارس) 2024, ::::: فراس ميهوبفلسطين ليست مكانا، ولا حلما، ولا أرضا وطلل.
فلسطين، ليست حقَّا مسلوبا، ولا مبعث أنبياء ورسل، ولا قبلة مصلِّين، ولا كنيسة.
فلسطين ليست هاتفا في سحر، ولا قمرا للسهر.
فلسطين ليست ليلَ العاشقين، ولا نهار الصابرين.
فلسطين ليست زيتونة ولا نهرا، ولا سنبلة ولا برتقال.
فلسطين ليست صيف الحصاد، ولا عين العواصف، ولا صحوا ومطر.
فلسطين ليست كوفية ولا بندقية ولا حجر.
فلسطين ليست شهيدا ولا جريحا ولا مفقودا.
فلسطين ليست مفتاحا ولا منزلا ولا معتقلا ولا خيمة.
فلسطين ليست ثائرا، ولا متعاطفا (…) -
امرأةٌ من حبر
23 نيسان (أبريل) 2016, ::::: غانية الوناسفي كفّك يحكي خط الحياة كيف أن امرأة الحبر، تلك الغريبة التي لا تعرف كيف تسنى لحبرها وعطرها وحرفها أن يتسلل إلى خبايا قلبك المتعب، هذه التي تأتيك شهية كلما غابت، كأنها لقمة تـتمنعُ عن فم الجائع حتى يوشك على الهلاك، فتأتيهِ كآخر رمق للحياة، وآخر طوق للنجاة.
كأنها غيمة لا يحلو لها الهطول إلا بعد أن يوغل الجفاف والقحط في كيانك، ويتسرب الأذى إلى الأعماق رويدا، هذه التي لا تأتيك إلا على صهوة الوجع، موسومة بكلّ ما له صلة بالحزنِ والألم.
أنت لا تعرفُ كيف تكتبها؛ كيف ترسمها؛ كيف تصنع لها في خيالك (…) -
حلوى الذّاكرة
1 آذار (مارس) 2021, ::::: وهيبة قويّةأنا ورمضان والعيد حكايةٌ حَلوَى، طعمها غارق في العسل والألوان وسكّرها عالق بلسان خيالي، وشراهةُ الذّكرى لم تُذِبْ حلاوة عسلها منذ ولّت الطّفولة وتركتُ عادة انتظار موعد الإفطار مع بنات الحيّ وبين أيدينا كنوزنا الحُلوة في” علبة رمضان” أو” قنديل رمضان" نغنّي لها ونتباهى بها وقد نتقاسمها أو نتبادل بعضها لمزيد من الألوان والحلاوة.
لم يعد العمر يسمح بإقامة مراسم علبة رمضان، فهي من عادات الصّغار في مدينتي الصّغيرة، وقد كبرت، ولم أجد من يعرفها في المدينة الّتي انتقلت إليها، لذلك لم أفكّر في نقل (…) -
كلانا نعشق الموسيقى
30 تشرين الثاني (نوفمبر) 2024, ::::: فراس ميهوبكلانا متعبان، أنا متوجس من الحياة، وأنت مقبلة عليها بلا مبرر ولا سبب.
كلانا نحبُّ الضحك، أنا أحبُّ الكوميديا السوداء، وأنتِ تفضلين الكوميديا الصامتة.
كلانا خائفان، أخشى أن ينتهي شجني، فأفقد سرَّ وجودي، وأنتِ تخافين من تغيِّر الاعتياد.
كلانا لاجئان، مستجيرٌ أنا بالوقت ومتلحفةٌ انتِ بالمكان، لا أطيق الأمكنة ولا تريدين إعادة ساعتنا إلى الوراء.
كلانا يا صديقتي، كواكب في سماء الحياة، أنت تمثلين الإشراق والغروب، وأنا مظلم أبدا.
كلانا مهمشان، أنا أعيش على الهامش الأيمن مع المنسيين، (…) -
الموت ولا المذلة
25 شباط (فبراير) 2012, ::::: محمد التميميجلست بجانبه، لم تعد تجلب له الورود منذ مدة طويلة، فلم تعد قواها المادية والجسدية تساعدها على جلب أي شيء سوى نفسها المحطمة. كانت منكبة على شاهد القبر تمسد عليه بيديها المجعدتين وتنفض الغبار عنه وعن ذاكرتها معه يوم كانا عريسين وكانت تمسد له شعره قبل أن يغمض عينيه مستسلما للنوم بين ذراعيها.
عدلت من جلستها ونظرت لهذا القبر الممدد أمامها. تأملته طويلا. لم تكن بحاجة للكلام، فلطالما قال لها صاحبه "إن لغة الكلام قد تعطلت بيننا ونتخاطب الآن بلغة العيون وهي أبلغ وأنقى وأجمل" ولذلك فمن يوم ما ضمه هذا (…) -
كلمات لحب خارج التغطية
1 كانون الأول (ديسمبر) 2007, ::::: ياسمينة صالحهل ثمة حب حقيقي في زمن الصواريخ العابرة للقارات، ورسائل الجوال الخالية من الدفء والتحيات المرتجلة والسريعة غير المهيأة للباقة والذوق في لغة انسحبت نحو الخلف قبل سبعمائة عام؟ كلما مررنا قرابة نهج البردى، أو تعمقنا في شارع قيس بن الملوح، وسرنا يمينا باتجاه زقاق أبي الفراس الحمداني، وكلما فتحنا كتابا ما يزال يغازل شفتي عبلة ويصف حمرتهما المثيرتين للقبل، كان للكلام شكل الحقيقة التي جعلتنا نصدق القصائد كلها، وكان لصهيل الخيول قيمة الفارس الذي لا يترجل عبثا إلا ليزرع في الدرب مساحة للعودة إلى أول (…)