=1=
قد تحتاج في صباح كهذا الصباح إلى كاس من الشاي، ولكنك ستحتاج أيضا إلى صوت ملائكي يضيء قلبك ويفتح عينيك، صوت ينقلك إلى عالم آخر، عالم حياة تبتسم فيها الكائنات، عالم فيروز الذي يرسم صباحاتنا بحيوية ودفء أكثر. وقد تصحو هذا الصباح على أصوات كثيرة، أصوات لا فائدة فيها، ولكنك لن تبتسم إلاّ على صوت فيروز.
إن فيروز التي غنت لبيروت هي نفسها التي غنت لشمس هذا الصباح: "طلعت يا محلى نورها شمس الشموسة"[1]. ما أحلاك يا فيروز الإنسانة/الصوت! ما أحلاك "يا مايلة عالغصون عيني سمرا يا حورية"!
لم أكن (…)
الغلاف > المفاتيح > نصوص > نصوص عامة
نصوص عامة
المقالات
-
فيروز : نكهة الصباح والمساء
1 آذار (مارس), ::::: هاني الفحّام -
زجل الروح وجبران الفؤاد
1 حزيران (يونيو) 2023, ::::: شفاء داودها أنذا أبدأ بحرف الجر "في" من جديد، ولا يفلح نهر معلمة التعبير في ردعي عن ذلك البتة. تبدأ الحكايات بـ "كان"، وتبدأ النصوص بـ "في"، وتجر الثانية ما استطاعت بعدها من مشاعر.
كانوا أحلامًا ثلاثة. الأول أُخبرت المعنيّة به من إحداهن أنّها شوهدت ترتقي مرتقىً عصيبًا صعبًا لم يتوقّع من مثلها ارتقاؤه. والثاني بُعيده بعامٍ أو أكثر: أُخبرت فيه ثانية من أحدهم أنّ خيرًا كثيرًا يأتيها من حيث لا يُتوقع. أمّا الثالث، فجاءها على استحياءٍ بعد ثلاثة أعوامٍ في ليلتين متتابعتين على هيئة رؤيا ما انفكت عن (…) -
امرأةٌ من حبر
23 نيسان (أبريل) 2016, ::::: غانية الوناسفي كفّك يحكي خط الحياة كيف أن امرأة الحبر، تلك الغريبة التي لا تعرف كيف تسنى لحبرها وعطرها وحرفها أن يتسلل إلى خبايا قلبك المتعب، هذه التي تأتيك شهية كلما غابت، كأنها لقمة تـتمنعُ عن فم الجائع حتى يوشك على الهلاك، فتأتيهِ كآخر رمق للحياة، وآخر طوق للنجاة.
كأنها غيمة لا يحلو لها الهطول إلا بعد أن يوغل الجفاف والقحط في كيانك، ويتسرب الأذى إلى الأعماق رويدا، هذه التي لا تأتيك إلا على صهوة الوجع، موسومة بكلّ ما له صلة بالحزنِ والألم.
أنت لا تعرفُ كيف تكتبها؛ كيف ترسمها؛ كيف تصنع لها في خيالك (…) -
عندما: ضجيج الصمت
25 نيسان (أبريل) 2012, ::::: مكارم المختارعندما أجد نفسي واقفا بين قضبان أضلعك وجوف صدرك، أجد قفص الحنان المشوب بالحذر، والتمس أهات التحفظ والخوف وويلات الاطمئنان. وعندما يأتي تغريد الحزن، يعم نشوز الألحان، وتفيض وتغيض أوجاع الفرح الراحل. وعندما يسود الصمت، تصرخ آلام الغزل، ويصدح صمت الجوى والشجن.
عندما تعزف أوتار الحاضر، يستقبلها الماضي بما كان، ويستشرفها المستقبل كما هو الآن. وعندما يغزل الدمع فرشه، تنسج البشرة الذبول وترسم تجاعيد الزمن. وعندما تأفل الراحة يخيم الوجع ويفيء الاطمئنان. عندما تحتار النفس أي القابين أدنى، تختار أقصى (…) -
كتابة بلا أصابع
1 أيلول (سبتمبر) 2022, ::::: هبة محمد الأغامساء الخير بتوقيت فلسطين/غزة.
انتهت الحرب، مرةً أخرى. هذه المرة، ابتلعت أصابع أيدينا الخمسة، وبعضَ خاصرتنا، ونقرت من رؤوسنا لحماً موجعاً، والتهمت خمسة عشر قلباً وأربعة أرحام. الحرب لا تشبع، ذات فم كبير، ويد طويلة.
هذه الحرب لا تنام، لقد لعبتْ على مراجيح الأطفال حين كانوا يختبئون بالداخل، وقفزَتْ في الحقول حين كانت العصافير خائفة، وأكلت البوظة على شاطئ البحر احتفالاً، حين اختفت ملابس خليل من حبل الغسيل المسجى أمام المنزل، وطارت أقدام رهف إلى غيمة كبيرة زرقاء.
جاءت وتربعت الحرب في (…) -
كلمات لحب خارج التغطية
1 كانون الأول (ديسمبر) 2007, ::::: ياسمينة صالحهل ثمة حب حقيقي في زمن الصواريخ العابرة للقارات، ورسائل الجوال الخالية من الدفء والتحيات المرتجلة والسريعة غير المهيأة للباقة والذوق في لغة انسحبت نحو الخلف قبل سبعمائة عام؟ كلما مررنا قرابة نهج البردى، أو تعمقنا في شارع قيس بن الملوح، وسرنا يمينا باتجاه زقاق أبي الفراس الحمداني، وكلما فتحنا كتابا ما يزال يغازل شفتي عبلة ويصف حمرتهما المثيرتين للقبل، كان للكلام شكل الحقيقة التي جعلتنا نصدق القصائد كلها، وكان لصهيل الخيول قيمة الفارس الذي لا يترجل عبثا إلا ليزرع في الدرب مساحة للعودة إلى أول (…)
-
الموت ولا المذلة
25 شباط (فبراير) 2012, ::::: محمد التميميجلست بجانبه، لم تعد تجلب له الورود منذ مدة طويلة، فلم تعد قواها المادية والجسدية تساعدها على جلب أي شيء سوى نفسها المحطمة. كانت منكبة على شاهد القبر تمسد عليه بيديها المجعدتين وتنفض الغبار عنه وعن ذاكرتها معه يوم كانا عريسين وكانت تمسد له شعره قبل أن يغمض عينيه مستسلما للنوم بين ذراعيها.
عدلت من جلستها ونظرت لهذا القبر الممدد أمامها. تأملته طويلا. لم تكن بحاجة للكلام، فلطالما قال لها صاحبه "إن لغة الكلام قد تعطلت بيننا ونتخاطب الآن بلغة العيون وهي أبلغ وأنقى وأجمل" ولذلك فمن يوم ما ضمه هذا (…) -
غزة: رسائل من قلب النار
25 آب (أغسطس) 2014, ::::: زهرة يبرمأثناء العدوان الإسرائيلي الوحشي على غزة تم تبادل الرسائل الإلكترونية بين الكاتبتين في «عود الند» والصديقتين زهرة يبرم من الجزائر وزينب عودة من غزة. أدناه نص يعتمد على الرسائل المتبادلة. تم تمييز كلمات الكاتبتين بلون مختلف.
بدأت إسرائيل عدوانا عسكريا على قطاع غزة يوم 8 جويلية/تموز الموافق ليوم 9 من شهر رمضان الكريم 2014. بدأ القصف على اللحم الحي لأهلنا في غزة، وجاءت الصور مرعبة تملأ الشاشات. ليس هو العدوان الأول الذي يسلطه الاستعمار الإسرائيلي الغاشم على غزة، لكنه الأول الذي يمر علي ولي (…) -
دموع المطر
1 أيلول (سبتمبر) 2021, ::::: شفاء داودمثلك يعرف ماذا تعني أوّل اللّيالي، إنّها الواحدة والأربعون بعد خمسة آلافٍ وثمانمئة، كلّ ليلةٍ هانئةٍ مع من نحبّ هي ليلةٌ أولى، حتّى وإن مضى بعد الخمس عَشَرَة أُخرى، حتّى وإن اشتعل الرأسُ شيباً، يبقى الحبيب في عين المحبّ شبيباً.
إنه المطر أخيراً، هل تسمعه؟ هل تشمّ ما أشمّ؟
هل له صوتٌ أم أنّه أبكمٌ وما ذاك إلا صدى وَقْعِ قطراته على الأرض لا أكثر؟
هل له رائحةٌ أم أنّها التربةُ فاحت أَرَجاً أفشى أسرار حنين المشتاق لحظة العناق؟
هل يبكي مثلنا، أم يضحك؟
هل يدرك (…) -
شبق الأبنوس وقداس الدموع
1 أيلول (سبتمبر) 2008, ::::: الهادي عجب الدورالشموس الرائعة كانت يوما ما خيمة من وهج الفرح، وقداسا، وصلوات، وأجراسا بطعم السلوى، وقبلات حبيباتنا المدهشات العجيبات. ونوافير المطر الدافئ في جوف السافانا كانت لحنا وعباءة للحياة والأمل والتضحيات. وفي الأفق الواسع تغريدة السهول الخضراء، وشلالات الأحلام الوارفة. والتأملات العميقة في دمائنا قاموس للشبق والعناق. ونسمات الأرياف الجميلة موسيقى سرمدية تحت سفوح الجبال الزرق. ومرجوحتنا الأسطورية تغرس في نفوسنا لحون الفرحة والعناق.
كل شيء نشيد مطرز بعبق الأبنوس، ودفء السافانا، والأغنيات المشرقة، (…)