ها أنذا أبدأ بحرف الجر "في" من جديد، ولا يفلح نهر معلمة التعبير في ردعي عن ذلك البتة. تبدأ الحكايات بـ "كان"، وتبدأ النصوص بـ "في"، وتجر الثانية ما استطاعت بعدها من مشاعر.
كانوا أحلامًا ثلاثة. الأول أُخبرت المعنيّة به من إحداهن أنّها شوهدت ترتقي مرتقىً عصيبًا صعبًا لم يتوقّع من مثلها ارتقاؤه. والثاني بُعيده بعامٍ أو أكثر: أُخبرت فيه ثانية من أحدهم أنّ خيرًا كثيرًا يأتيها من حيث لا يُتوقع. أمّا الثالث، فجاءها على استحياءٍ بعد ثلاثة أعوامٍ في ليلتين متتابعتين على هيئة رؤيا ما انفكت عن (…)
الغلاف > المفاتيح > نصوص > نصوص عامة
نصوص عامة
المقالات
-
زجل الروح وجبران الفؤاد
1 حزيران (يونيو) 2023, ::::: شفاء داود -
ما كذب القلب ما رأى
1 حزيران (يونيو) 2021, ::::: وهيبة قويّةحطّ عصفور على جدار الحديقة صامتا هادئا، وبعينيه الصّغيرتين نظرةٌ ثاقبة وجّهها إليّ وهو يقول:
= إذا رمتِ صفو البصيرة فانظري أبعد ممّا تراه عيناك.
= ها أنا أنظر بعيدا وأرى حدود الأفق. فماذا بعد ذلك؟
= أعيدي النّظر، وتأمّلي.
= هو الأفق، آخِرُ ما أرى.
= عليك بعين القلب. فرُؤاها أبعد ممّا تراه العين. ورؤاها لا تكذب.
كان العصفور يحدّثني واثقا وكنت أحاول استدراجه ليحطّ على جدار القلب ويعلّمني نشيد الفجر، وكان يستدرجني ليعلّمني قراءة الأفق البعيد. وجّهت نظري إلى حيث ينظر. كان الأفق خطّا (…) -
كلانا نعشق الموسيقى
30 تشرين الثاني (نوفمبر) 2024, ::::: فراس ميهوبكلانا متعبان، أنا متوجس من الحياة، وأنت مقبلة عليها بلا مبرر ولا سبب.
كلانا نحبُّ الضحك، أنا أحبُّ الكوميديا السوداء، وأنتِ تفضلين الكوميديا الصامتة.
كلانا خائفان، أخشى أن ينتهي شجني، فأفقد سرَّ وجودي، وأنتِ تخافين من تغيِّر الاعتياد.
كلانا لاجئان، مستجيرٌ أنا بالوقت ومتلحفةٌ انتِ بالمكان، لا أطيق الأمكنة ولا تريدين إعادة ساعتنا إلى الوراء.
كلانا يا صديقتي، كواكب في سماء الحياة، أنت تمثلين الإشراق والغروب، وأنا مظلم أبدا.
كلانا مهمشان، أنا أعيش على الهامش الأيمن مع المنسيين، (…) -
كافيتيريا الأشباح
1 تموز (يوليو) 2008, ::::: غالية خوجةالشتاء لا يشكل مانعا من متابعة النزهات المثلجة، بل يشكـّـل دافعا دائما لخروج الحلبية من بيوتهم إلى الشوارع والحدائق والمطاعم والأماكن العامة الأخرى. وها هو طيفي يتدلـّـى من غيوم لا تمكث في حلب أبدا لأنها جوابة في اللا مكان، يتدلـّـى أكثر ملتفتا نحو اللا جهات المتحررة من كل الفصول، الغائمة في كل شمس.
لم تكن قدماي تذكران، بعدُ، المسافة المتلاطمة بين الوجود والوجود، بقدر ما هي تذكر المسافة بين غيب وغيب. وهكذا، وأنا في حالتي الهائمة المعتادة، خرجتُ من الحديقة متجهة إلى بيت أمي. وكان أن رأيت (…) -
كبسة زر
25 تموز (يوليو) 2011, ::::: هدى الدهانبكبسة زر تغير محطة من بين مئات المحطات التي تتقلب بين أصابعك، واحدة تلو الأخرى، وكلّك امتعاض مما يعرض أمامك، ولا تجرؤ على الانتقاد، فسبق أن سمعت الجواب الشافي: " إذا لم يعجبك ما ترى وأزعج أذنيك ما تسمع لا تنتقد؛ ببساطة غير المحطة " بكبسة زر، فبالتالي غيرنا وخرسنا.
وبكبسة زر تفتح الحاسوب؛ وبكبسة زر تغلق عالمك الحقيقي لتدخل عالمك الافتراضي وتصول وتجول ربما في مواقع تخجل منها صباحا عندما تتذكر (للاحتفاظ على الأقل باحترامك لنفسك ) الوقت الذي أمضيته في تصفح صور ومواضيع كنت قبل ساعات تعدها تافهة (…) -
جـراحـي جـمـرات الجـحيم
1 كانون الثاني (يناير) 2010, ::::: غالية خوجةليس كل العالم أنا، لكنني أنا كل العالم.
كطفلة فلسطينية تبكي بين الأنقاض، أنا الآن هنا، كعادتي، أحترق مع جراحي وجراح الكلمات. لا العيد يعرفني ولا لحظات الفرح. وحدها الدموع والأحزان لا تجهل طريقها إليّ حتى لو أصابها العمى. لماذا كل سواد العالم اتفق، في زمن لا يتفق فيه اثنان، على أن يشتعل في قلبي؟ الحريق يرتفع كما تفعل النار في جهنم، ثم يتلون ليصطدم بحياتي. أنصهر دائما كأنني الأبدية تذوب في اللغة.
أستدير فـيّ. تجرفني ذاتي إلى ذاتها. موجة لهب تخطفني، وموجة لهب تشكـّـلني، وموجة لهب تصير أنا. (…) -
من القلب إلى القلب
28 آب (أغسطس) 2024, ::::: إيناس ثابتسر قلبي حيث أكتب. فلمن أكتب؟ ولِمَ أكتب؟
أكتب إليك يا سيدي البعيد، إلى قلبك العزيز: يسمعني ويقرأني، ينصت إلى همسات قلب شارد مبتلى بالعواطف يفتش في متاهات الكون عن قمر وحيد ينير له الدرب الطويل.
أيها السيد البعيد، صاحب القلب العميق. أكتب إليك بالصوت القادم من الأعماق، بالمشاعر المعتقة في طي الزمان، ومن عالمي الساكن إلى عالمك الناضر، فلقاؤنا دقائق حروف فرت إلينا من أديم الكون السرمدي. أبعث إليك رسائل من القلب إلى القلب، وبين الأسطر بوح وحنين، حزن وشوق، لهفة وخمائل ورد.
كل حروف الأبجدية، (…) -
يومَ التقاها على الغدير
25 أيار (مايو) 2013, ::::: إبراهيم يوسفحينما أقبلَ الربيع، كانَ "الدّوري" في عزِّ الشباب، ولم يكنْ قد نَسِيَ بعد وصايا أبيه، فاتخذَ من شجرةِ الحورِ أرجوحةً ومنتجعاً يؤمّه وقتَ القيلولةِ والنوم، أو يلجأُ إليه كلما فاضَتْ به عاطفةٌ طارئة، ألهَبَتْها في نفسِه مراهقة جريئةُ العينين قادَتْهُ إلى المعصِية، حين لمحَها عصراً تفلِّي ريشَها عاريةً وتَغْتَسِلُ في مياهِ الغدير. فطارَ إليها بلا صواب، كالمٌهْرُ الأعمى يعدو ويَتَخَبَّطُ في الطريقِ. لكنه في اللحظاتِ الأخيرة كَبَحَ رغبتَه خوفَ الفضيحة، فراحَ يتجسَّسُ عليها خلسة، ويراقبُها تنفضُ (…)
-
امرأةٌ من حبر
23 نيسان (أبريل) 2016, ::::: غانية الوناسفي كفّك يحكي خط الحياة كيف أن امرأة الحبر، تلك الغريبة التي لا تعرف كيف تسنى لحبرها وعطرها وحرفها أن يتسلل إلى خبايا قلبك المتعب، هذه التي تأتيك شهية كلما غابت، كأنها لقمة تـتمنعُ عن فم الجائع حتى يوشك على الهلاك، فتأتيهِ كآخر رمق للحياة، وآخر طوق للنجاة.
كأنها غيمة لا يحلو لها الهطول إلا بعد أن يوغل الجفاف والقحط في كيانك، ويتسرب الأذى إلى الأعماق رويدا، هذه التي لا تأتيك إلا على صهوة الوجع، موسومة بكلّ ما له صلة بالحزنِ والألم.
أنت لا تعرفُ كيف تكتبها؛ كيف ترسمها؛ كيف تصنع لها في خيالك (…) -
كلمات لحب خارج التغطية
1 كانون الأول (ديسمبر) 2007, ::::: ياسمينة صالحهل ثمة حب حقيقي في زمن الصواريخ العابرة للقارات، ورسائل الجوال الخالية من الدفء والتحيات المرتجلة والسريعة غير المهيأة للباقة والذوق في لغة انسحبت نحو الخلف قبل سبعمائة عام؟ كلما مررنا قرابة نهج البردى، أو تعمقنا في شارع قيس بن الملوح، وسرنا يمينا باتجاه زقاق أبي الفراس الحمداني، وكلما فتحنا كتابا ما يزال يغازل شفتي عبلة ويصف حمرتهما المثيرتين للقبل، كان للكلام شكل الحقيقة التي جعلتنا نصدق القصائد كلها، وكان لصهيل الخيول قيمة الفارس الذي لا يترجل عبثا إلا ليزرع في الدرب مساحة للعودة إلى أول (…)