مَن يقسو على مَن؟ مَن بغفر لمَن؟ يا حبة القلب أمي. نحن الممتلئين بأمهاتنا وبكل ما يشبههن من قريب أو بعيد. من لنا سواهن وطنا دافئا؟ من لنا سواهن معينا زاخرا؟
فكلما تقدم بنا العمر والزيف تقدم بهن الدفء والعطاء. آآآآآآآآآه لو أن العمر يغسل، لغسلنا أعمارنا فداء لأعمارهن. لخلعنا عنا رداء العمر وألبسناهن إياه. غير أن من النعمة أننا لا نستطيع. فلعلها أمنية جميلة في الظاهر، قاسية أنانية في الباطن. أنخلع أعمارنا البائسة المثقلة هما من أجلهن فنرتاح نحن ويشقين هن؟ يا الله، من لنا سواهن حناء لما ابيض (…)
الغلاف > المفاتيح > نصوص > خاطرة
خاطرة
المقالات
-
مَن بعدك "يُمّة" مَن؟
1 كانون الثاني (يناير) 2010, ::::: سمية الشوابكة -
إلى فلسطين وكفى
25 تموز (يوليو) 2014, ::::: غانية الوناستعلمني فلسطين أن الحب امتداد على طول المسافات، وأنه وحده يستطيع كسر الحصار، واختراق الحواجز، وحده يصمد حتى النهاية ليمنحنا أخيرا جواز العبور إلى نبضها.
لم أكن أحمل الموت في قلبي، كانت الحياة تغمرني من رأسي حتى قدمي. كنت أكتب لها وأهديها قصائد مبتورة، أنصافها جميعا معلقة هناك على جدران العودة، لحين اكتمال عقد الرجوع.
كنتُ أرسمها في أحلامي وطناً نرتمي في حضنه آخر الوجع، نرتديه معطفاً إذا ما بردنا، نتنفسه هواء إذا ما اختنقنا، نسكبه ملحاً على آخر الجراح ولا نبكي ولا نتألم، فقط نبتسم لأن (…) -
وهجه يستنطق الوصف
25 أيار (مايو) 2013, ::::: ولاء المصريفي محفل هذا المستبد القادم يغيب العقل لتتوارى الإرادة. تجثو الحواس كلها في نهايات السكون، مره مستعذب يتلحفه القلب. حلوه عذب وعذاب يتلثمه الوجدان. وطنه مدينة تدوّي فيها لحظات مؤنسة تارة وموحشة تارة أخرى. رذاذه حنين مرسل مأخوذ في اتجاهين مختلفين، ينشطر قلبا واحدا غده نصفان اثنان.
كيان مهدد بطفرة روحية يراوح ويغادى في سعة الزمن وضيق المكان، ممتطيا أغوار السريرة كشموخ الوتد. يداعب الأمل في الدجى، يحمله في الخلد أشواقا حبيسة مكبلة بالجوانح، ليحتفي به القلب ابتهالا ويرهف له بالبذل خفقانا. لحنٌ (…) -
ثلاث قصائد في الأمومة
1 آذار (مارس) 2022, ::::: هبة محمد الأغا1/3
أحفظُ خزانةَ صغاري كخارطة، كشارعٍ مَليءٍ بالمطبّات
وأعرفُ غسالتَنا المزعِجة، أجمعُ من أجلِها كومةَ غسيلٍ كبيرة، يتمدَّدُ الغسيلُ مثلَ رجلٍ كسول، فتفاجئُنِي سُترةٌ كُحليّةٌ مُقلَّمة كأنني أراها لأولِ مرّة.
أحتفلُ بزوجينِ من الجرابينِ التَقَيا أخيراً، أرى ابتساماتٍ صغيرةً في فستانٍ أحمر، وجدائلَ شقراءَ وعيوناً عسلية، وتباغتُني رجولةٌ تكبُرُ في كنزةِ الصوف وجسدٌ يَشقُّ طولَه مثلَ نخلة، وصوتٌ خشن!
أطرافُ أصابِعي تتحوَّل إلى قَفَّازات، حينَ أتذكَّرُ كيفَ تشقَّقَت أصابعُ أمّي، وهي (…) -
أحاسيس
27 حزيران (يونيو) 2015, ::::: رجاء رحاليعلى نفس الطاولة، وفي نفس المكان، كل شيء غريب وموحش، طلبت مجرد فنجان، مرت الدقائق كأنها ساعات بذكريات أثقلتها الأحزان. غادرت؛ التفت في غير عادتي، لن أعود إليك أيها المكان.
في روايتي الكثير من الجروح وعلى جرحي وقف وابتسم، وهو آخر من على صورتي ارتسم، أهو يهزأ مني أم من تصوري أن النور يغلب العتم؟ وأن الحياة قد تخلق من العدم، وزاد الروح أن تسمو بمثاليات القيم، إنه من رقص على جرح هو من له وسم.
كنت في طريقي، وبين أحلامي صادفته، وكنت قد رسمته، عرفته وهو في علم الغيب، ولواقعي أحضرته. استأمنته، (…) -
لَكُم عالمُكم ولي عالمي
1 حزيران (يونيو) 2023, ::::: مليكة علاوي"لكُم عالمُكُم ولي عالمي". عالمي أتمثله، أسرح فيه خلال ما أتصوره ضِمنه. يبدو لي الأمر هكذا، حتّى وإن أبى عازفا عنّي متمنعا، فإنّي أستمرُّ أطلبه، ويأتيني طوعا. عالمي كلّه ألوان وصُور. لكن لا صوت فيه؛ لا صوت للمياه الجاريّة في صهاريج المنازل المجاورة للبيت الذي يأويني، ولا للعصافير المُحلّقة في سما صديقتي شجرة الليمون وصويحباتها من نعنع الماء وزهْر القرنفل والخزامى وهي ترشق شذاها المُوقّع بسمات على الشّفاه هنا وهناك؛ فلا جريان الماء قد يضطرب في أذني، ولا حركة تحليق الطيور تصل سمعي.
عالمي (…) -
أبي العزيز
25 آب (أغسطس) 2015, ::::: أشواق مليباريأتيتك أحمل حقائبي بعد أن ضاقت بي الأرض بما رحبت، شاكية باكية، أبوح لك بسري وأطرح أمامك همي وأنت أبي. ففتحت لي قلبك ودارك، وأوليتني سمعك وانتباهك. لجأت إليك بعد أن ضجَّ الصبر من سكوتي وحرضني على الشكوى، وما أقدمت إلا لأسترشد برأيك وحكمتك.
أنا يا أبي ومن سوء حظي، أو حسنه لا أدري، أملك قلبا ضعيفا هشا كقلب فرخ الطير، تفعل فيه الكلمة الحانية عمل السحر، فيرتعش شغافه ارتعاشات النخيل على الشواطئ الدافئة إذا داعبها النسيم. لكنه يتداعى وينهار كقلاع الرمل وقد ضربتها أمواج الكلمة القاسية.
لذلك فأنا (…) -
ولادة يائسة
25 تموز (يوليو) 2014, ::::: جليلة الخليعأضع رأسي في ركام الأفكار المتزاحمة، أستل حلمي من أهرامات الذاكرة التي أتعبت كاهلي بدون جدوى، أمرر الأرقام علني أتصل بذاتي في لحظة حيرة، أو في هنيهة من غربة، أو عندما يرمي بي العباب الثائر إلى اللاأمان مني.
أتناسل ضعفا، يتضاعف القلق برحم ثقلي، وأنتظرني مولودا آخر لا يصلني بحبل سري أو بجينات من ذاكرتي.
هزيمة أخرى أطرز بها أذيال ثوبي، والمولود القلق ما زال عند أعتاب المخاض، ينتظر حتفه بعملية قيصرية تجهضه من رحم تكهناتي، من الآمال الموعود بها قلبي، من أحلامي المغروسة بوسادة عمري، من ذاكرتي (…) -
همسات الكنار الحزين
25 آب (أغسطس) 2014, ::::: نهى صقروهل تتلاقى الأرواح عبر الأزمنة؟ هل يمكن أن تتلاقى أرواح يفصلها الزمان والمكان والإنسان ودوران النجوم في المدارات؟ رسائل تغدو وتروح في الفضاء صداها حفيف الشجر في نيسان ولؤلؤات المطر المتساقط في كانون. تطلين علي الليلة مع همسات الكنار الحزين؛ تمسكين بيديك الناعمتين شمعات الليالي الآفلات؛ لم يبق منها إلا القليل إيذانا بالرحيل مع سدول الستار على الفصل الأخير.
الليلة تأتيني مختلفة. يأسرك الصمت، وتتحدث العينان. كان وداعا قاسيا. أنا من اعتدت على زيارتك المميزة، وطلتك البريئة التي يسبقها صوتك (…) -
نصيحة صديق
25 تشرين الأول (أكتوبر) 2012, ::::: غانية الوناسوقفتُ اليوم ولأوّل مرّةٍ أمام المرآة منْ دونِ خوفٍ ولا قلقٍ، وبكثيرٍ من الشجاعةِ التي استحضرتُها هكذا كما لمْ يسبقْ لي من قبلُ أن فعلتْ، وبقوّةٍ كنتُ لا أحسبُ نفسي أتحلّى بها لحينِ هذِه اللّحظةِ، فما انتابنِي كان أكبرَ من مجرد قوّةٍ عاديةٍ، كان شيئًا أكثر توهّجًا واشتعالاً، أكثر عزيمةً وإرادةً، وبجرأةٍ كبيرةٍ فاقتْ تصوّرِي، بجرأةٍ عارمةٍ تغلغلتْ ما بين أوصالِي فجأةً، كأنّني شخصٌ جديدٌ، كأنّني أرَى أحداً آخر يقفُ مكانِي.
وقفتُ أمامَ مرآتِي الّتي تعرفُني وأعرفُها جيّدًا، لكنّني وجدتُها (…)