1/3
أحفظُ خزانةَ صغاري كخارطة، كشارعٍ مَليءٍ بالمطبّات
وأعرفُ غسالتَنا المزعِجة، أجمعُ من أجلِها كومةَ غسيلٍ كبيرة، يتمدَّدُ الغسيلُ مثلَ رجلٍ كسول، فتفاجئُنِي سُترةٌ كُحليّةٌ مُقلَّمة كأنني أراها لأولِ مرّة.
أحتفلُ بزوجينِ من الجرابينِ التَقَيا أخيراً، أرى ابتساماتٍ صغيرةً في فستانٍ أحمر، وجدائلَ شقراءَ وعيوناً عسلية، وتباغتُني رجولةٌ تكبُرُ في كنزةِ الصوف وجسدٌ يَشقُّ طولَه مثلَ نخلة، وصوتٌ خشن!
أطرافُ أصابِعي تتحوَّل إلى قَفَّازات، حينَ أتذكَّرُ كيفَ تشقَّقَت أصابعُ أمّي، وهي (…)
الغلاف > المفاتيح > نصوص > خاطرة
خاطرة
المقالات
-
ثلاث قصائد في الأمومة
1 آذار (مارس) 2022, ::::: هبة محمد الأغا -
إلى فلسطين وكفى
25 تموز (يوليو) 2014, ::::: غانية الوناستعلمني فلسطين أن الحب امتداد على طول المسافات، وأنه وحده يستطيع كسر الحصار، واختراق الحواجز، وحده يصمد حتى النهاية ليمنحنا أخيرا جواز العبور إلى نبضها.
لم أكن أحمل الموت في قلبي، كانت الحياة تغمرني من رأسي حتى قدمي. كنت أكتب لها وأهديها قصائد مبتورة، أنصافها جميعا معلقة هناك على جدران العودة، لحين اكتمال عقد الرجوع.
كنتُ أرسمها في أحلامي وطناً نرتمي في حضنه آخر الوجع، نرتديه معطفاً إذا ما بردنا، نتنفسه هواء إذا ما اختنقنا، نسكبه ملحاً على آخر الجراح ولا نبكي ولا نتألم، فقط نبتسم لأن (…) -
وهجه يستنطق الوصف
25 أيار (مايو) 2013, ::::: ولاء المصريفي محفل هذا المستبد القادم يغيب العقل لتتوارى الإرادة. تجثو الحواس كلها في نهايات السكون، مره مستعذب يتلحفه القلب. حلوه عذب وعذاب يتلثمه الوجدان. وطنه مدينة تدوّي فيها لحظات مؤنسة تارة وموحشة تارة أخرى. رذاذه حنين مرسل مأخوذ في اتجاهين مختلفين، ينشطر قلبا واحدا غده نصفان اثنان.
كيان مهدد بطفرة روحية يراوح ويغادى في سعة الزمن وضيق المكان، ممتطيا أغوار السريرة كشموخ الوتد. يداعب الأمل في الدجى، يحمله في الخلد أشواقا حبيسة مكبلة بالجوانح، ليحتفي به القلب ابتهالا ويرهف له بالبذل خفقانا. لحنٌ (…) -
مر الطريق من هنا
25 كانون الأول (ديسمبر) 2012, ::::: مكارم المختارحين أفتح الورقة البيضاء، ينتابني الفقدان، وشيء ما اختفى. يساورني ما سأرويه، وأهرب من النص، يهزمني ما يمر بخاطري، فألهو بفكرة بعد أن يتعثر عطشي على فناء عشب ما أستذكر وحافة النسيان. يأخذني هاجس أنثوي من شجن بركاني، تعممه التحفظات، ويتسلقها التكوين الأسطوري المسمى "المجتمع"، عله أعلى قمة في الخلاء الكوني، ولا يحدوه إلا العشب اليابس، ينسف جمره الدفين تحت رماد السنون.
علي ألا أصنع موعدا في منام، أو أقابل موعودا في يقظة، هكذا، ليرميني على مرمى التغييب ونوافذ ألا أكون، وكي أغـّيب يزيد من غناءه (…) -
همسات الكنار الحزين
25 آب (أغسطس) 2014, ::::: نهى صقروهل تتلاقى الأرواح عبر الأزمنة؟ هل يمكن أن تتلاقى أرواح يفصلها الزمان والمكان والإنسان ودوران النجوم في المدارات؟ رسائل تغدو وتروح في الفضاء صداها حفيف الشجر في نيسان ولؤلؤات المطر المتساقط في كانون. تطلين علي الليلة مع همسات الكنار الحزين؛ تمسكين بيديك الناعمتين شمعات الليالي الآفلات؛ لم يبق منها إلا القليل إيذانا بالرحيل مع سدول الستار على الفصل الأخير.
الليلة تأتيني مختلفة. يأسرك الصمت، وتتحدث العينان. كان وداعا قاسيا. أنا من اعتدت على زيارتك المميزة، وطلتك البريئة التي يسبقها صوتك (…) -
أحاسيس
27 حزيران (يونيو) 2015, ::::: رجاء رحاليعلى نفس الطاولة، وفي نفس المكان، كل شيء غريب وموحش، طلبت مجرد فنجان، مرت الدقائق كأنها ساعات بذكريات أثقلتها الأحزان. غادرت؛ التفت في غير عادتي، لن أعود إليك أيها المكان.
في روايتي الكثير من الجروح وعلى جرحي وقف وابتسم، وهو آخر من على صورتي ارتسم، أهو يهزأ مني أم من تصوري أن النور يغلب العتم؟ وأن الحياة قد تخلق من العدم، وزاد الروح أن تسمو بمثاليات القيم، إنه من رقص على جرح هو من له وسم.
كنت في طريقي، وبين أحلامي صادفته، وكنت قد رسمته، عرفته وهو في علم الغيب، ولواقعي أحضرته. استأمنته، (…) -
ضمور الزمن
25 آذار (مارس) 2012, ::::: عبد الهادي شلاقيل إن الوقت حين يختصر نفسه ويتقلص، فإن هذا من علامات الساعة، كأن نشعر باليوم وكأنه ساعة من الزمن، وأن الساعة كأنها دقائق قصيرة كلمح البصر.
وهكذا تصغر المسافات وتقصر المدة بين حدث وآخر فنبدو كما لو أننا قد اجتزنا مراحل العمر فجأة وأصبحنا على أبواب الشيخوخة.
نشعر بحس غريب عندما ندرك أننا كبرنا، وأن حياتنا التي كنا نلهث فيها سعيا وراء أمنيات كثيرة قد مرت بسرعة، وأننا قد حققنا بعضا منها ومن طموحاتنا، وأننا عجزنا عن تحقيق المزيد.
وهذا العـُـمر بحلوه وبمـُـره ما كان إلا مشوارا وجــَب علينا (…) -
نصيحة صديق
25 تشرين الأول (أكتوبر) 2012, ::::: غانية الوناسوقفتُ اليوم ولأوّل مرّةٍ أمام المرآة منْ دونِ خوفٍ ولا قلقٍ، وبكثيرٍ من الشجاعةِ التي استحضرتُها هكذا كما لمْ يسبقْ لي من قبلُ أن فعلتْ، وبقوّةٍ كنتُ لا أحسبُ نفسي أتحلّى بها لحينِ هذِه اللّحظةِ، فما انتابنِي كان أكبرَ من مجرد قوّةٍ عاديةٍ، كان شيئًا أكثر توهّجًا واشتعالاً، أكثر عزيمةً وإرادةً، وبجرأةٍ كبيرةٍ فاقتْ تصوّرِي، بجرأةٍ عارمةٍ تغلغلتْ ما بين أوصالِي فجأةً، كأنّني شخصٌ جديدٌ، كأنّني أرَى أحداً آخر يقفُ مكانِي.
وقفتُ أمامَ مرآتِي الّتي تعرفُني وأعرفُها جيّدًا، لكنّني وجدتُها (…) -
آه يا بحر غزة
1 آب (أغسطس) 2007, ::::: زينب عودةجثمت أنفاسي على صدري تشكو ضيق بؤس وحال. لم أجد أمامي سواك أيها البحر. تقودني قدماي إليك بخطوات مثقلة، وببركان غضب، وأكوام حزن، وهموم تتراكم هنا وهناك. ألقيت نفسي على رمالك الناعمة، وكنت أنت أمامي.
تركت الحصى جانبا. كفاني صلابة الأحداث. وعلقت عيناي بأمواجك: موج يتلوه موج. وجدت نفسي بسرير فوق الرمال. أغمضت عيني لأراك أنت وحسب.
آه يا بحر غزة
تفترش همومي على تلاطم أمواجك العاتية، تصب غضب البركان. وكلما اقبل موج، دخل غرفة منامي، وأزاح ذرة عبء على صدري من قسوة الزمن.
آه يا بحر غزة
لو لم (…) -
وداعا أنيس البرغوثي
24 شباط (فبراير) 2016, ::::: عدلي الهواري: بحوث ومقالات وقصصانتقل إلى رحمته تعالى المناضل الفلسطيني أنيس البرغوثي عن عمر يناهز ثمانين عاما. وقد وافته المنية في قريته دير غسانة في 2 شباط (فبراير) 2016. أتقدم لأسرة المناضل بأصدق التعازي.
تعرفت على الفقيد المناضل أثناء مرحلة دراستي في نيويورك (1981-1983)، فقد كان من الناشطين في أوساط الجالية الفلسطينية في منطقة نيويورك ونيوجيرزي، وكان مديرا لقسم المقاطعة الاقتصادية لإسرائيل في بعثة جامعة الدول العربية لدى الأمم المتحدة. وقد مكنني من العمل معه بصورة غير رسمية ودون ساعات عمل محددة، فكنت أطالع الصحف وأقص (…)