وهم مزمن
وقلت مجددا لا وقت لدي. تستعيد الأزمان من حقيبتي المعلقة على حائط الذكرى، وتعيد لي قارورة عطري ووردة.
كم مر من الوقت على تشفيري لمستلزماتي الماضية؟ لكتاباتي المختمرة في العطر؟ لتطريزي لحرفين مبهمين؟ لمشاويري الملتفة على عنق الحلم ؟ للشرود الصادم لصخب اللحظات؟ للمرآة التي أغازل فيها نظراتي بابتسامة؟ للكلام الذي أبوح به سرا في تجمهرات الصمت؟
آسفة، فقد بلغت من الحزن عتيا، وهرمت كل الأشياء بداخلي، وغابت. لا تعنيني هذه الحالة، لست أهلا لها، أنا في دوامة مشاعر وعمر مقبل على الأفول. (…)
الغلاف > المفاتيح > نصوص > نصوص قصيرة
نصوص قصيرة
المقالات
-
زمرة أوهام
25 تشرين الثاني (نوفمبر) 2014, ::::: جليلة الخليع -
غربة فكر
1 كانون الأول (ديسمبر) 2007, ::::: ضياء مذكورأسدل ستار الأمل المهترئ، وتجمعت قطرات الحزن في قاع الفكر. حزم الرحيل. حمل معه حلمه الصغير، وحقيبة وداع قد وسمت بأسماء عواصم الاغتراب. وما يلفت الانتباه لحقيبته ملصق كتب عليه أحلام قابلة للانصهار.
الإعلان الأول عن الرحلة المتجهة من مطار أرخبيل الوهم إلى صبر ستان. تلك وجهته، ولكنّ شيئا ما استوقفه واستحوذ على تفكيره: طفلة تلهو بجانب أمها النائمة، لا ليس الطفلة من شد انتباهه، بل أمها النائمة بكل عفوية، متحدية روح الصخب السائد. ابتسم بسرور وأخذ متاعه متجها إلى بوابة السفر.
الإعلان الثاني جاء (…) -
زهور الجنة ونصوص أخرى
27 حزيران (يونيو) 2015, ::::: غانية الوناسزهور الجنة
أستطيع أن أرى أجساد الصغار الذين فتّتهم الحروب، وقطعت أطرافهم، وشوّهت ملامح براءتهم. أستطيع أن أراهم في الجنّة وقد نبتت لهم أجنحة، وتوجت رؤوسهم الصغيرة بتيجان من فرح. أستطيع أن أسمع صدى ضحكاتهم المبتورة فوق الأرض، تتردد بكلّ حرية في السّماء. سيلعبون الآن، ولن يوقفهم أحد عن اللعب: لا ظلام الليل، لا قطاع طرق الحياة، لا لصوص الابتسامات، ولا صانعو مجد الموت في هذا الكوكب.
حوار المشتاقين
هي من الشوق تغزل حروفا، تنثرها حيث تقف، عيناها تبحثان في المدى، تكتبان شعرا، أبدا لا تضجران، (…) -
مسبحة أمي
25 آب (أغسطس) 2014, ::::: هدى الكنانيمسبحة أمي
كورت أمي حبات مسبحتها من صبر معجون بدموعها وأسكنت كل حبة دعاء ختم بترتيل ملائكي وعبقتها بطيب خشوعها. أمي دمعة منذ الأزل، حين رحلت؛ أورثتني كل جيناتها.
عباءة وأمنية
كانت عباءة أمي قبة لسماء أحلامي، وطني، يقيني ودفء حياتي؛ ما أن ألوذ بها مثقلة بسنواتي الثلاثين، تتلاشى وتتطاير سنوات عمري كفراشات، فتصير عشرا، فأنير قناديل أمنياتي وأصنع من ضفائري أرجوحة أطارد بها أحلامي.
أتراك حين غادرتني، تلفعت بعباءتك وأطفأت قناديل الأماني؟ فإذا بالسنوات تتسارع خببا نحو شيخوخة وذكريات، أبحث عن (…) -
أعمار: نصوص قصيرة
25 آذار (مارس) 2013, ::::: نورة صلاح=1= عمر البراعم
هاتِ ألعابك واتبعيني، نبني من الليغو ممراً للأحلام، نمضي بقية حياتنا في التدرب على المشي أو الطيران، هاتِ ساعاتك البلاستكية الجميلة ونظاراتك وجميع إكسسوارات أنوثتك، هاتِ ورودك، وعطرك وجميع شالاتك الربيعية الألوان، نصنع منها منطادا نعبر فيه جميع القارات، هاتِ دفاتر مذكراتك، والكثير من أقلامك، وكل أوراقك المخبأة بالأدراج، هاتِ صور طفولتك وصباك، نبني منها بيتاً نلملمه وقت نشاء ونمضي.
=2= عمر النعومة
أحب مصادقة عصفور، أو نحلة تمتص رحيق الزهور، وأستمتع بالتواصل مع حركة نملة (…) -
أصوات ونصوص أخرى
25 تموز (يوليو) 2013, ::::: نورة صلاحكتابة
يتضاعف خوفي يوماً بعد يوم، إن مرت عليّ ساعة دون أن أتذكر أن عندي وهجاً من الحروف ينير دربي، يلتقي ليشكل ولادة كلمات وأفكار جديدة، أخاف أن يمر يومي دون أن أبلل أناملي بالحبر وأجففها بالورق، مُشكلة بعدها تحفة فنية منسوجة بأدق الكلمات، أخاف جداً إن مر يوم علي دون كتابة.
صناديق جميلة
مهووسة بشراء علب الكرتون البهية الألوان برسوماتها الجذابة ولمعانها البراق، غرفتها مكتظة بها، خزائنها مزينة بالشرائط الحمراء والصفراء والخضراء، أطلعتني ذات يوم على ما فيها، صدمت ظناً مني أنها مليئة (…) -
نصوص قصيرة
25 كانون الأول (ديسمبر) 2013, ::::: نورة صلاحمن ذاكرة الاسم
منذ البداية لاسمه حضور عميق بالروح، أهديته اسمه محفورا على ميدالية خشبية، يلمسها كأنه يلمسني، يقرأ اسمه كأنما يقرأني، يتحسس نتوء الحفر على قطعة الخشب الغضة، ما زالت رائحة الحرق واضحة وقوية، أوصيه ألا يضيعها فاسمه يسلم علي وعليه وعلى دنيا غيبتنا.
خفية أفتح هاتفي وأنظر لاسمه ضمن قائمة جهات الاتصال، أقرأ رسائله الصباحية والمسائية. ألقي عليه تحية الصباح "صباحك سكر، صباحك أنقى وأطهر"، وقبل أن أنام أطيل حواري معه، لا أعرف متى نمت، وإن صحوت بمنتصف الليل أسأل نفسي من نام أولا أنا (…) -
برقية إلى ملكة سبأ
25 كانون الأول (ديسمبر) 2014, ::::: أمة الله الحجيبلقيس أيتها الحبيبة
دائماً ما تمر الأيام تأكل بعضها بقسوة، فيمتد الثأر بين الأشهر فتعاقبني السنوات؛ تحاول كل ساعة، كل دقيقة، كل لحظة أن تسلب جاهي؛ أن تطمس هويتي. أخاف من لدغات عقرب الثواني. ألا يكفي أن كل رمشة عين، كل زفرة هواء تحرق خلية في جسدي، فمتى تعودين لتصلحي الساعات، وتستبدلي عقاربها بغصن بن، وبخور، وحب، ولتمسحي عن الأعين الرمد الذي يشوبها؟
آه لو تدرين ماذا جرى لحبيبتكِ يا حبيبتي.
لكم بحثتُ عنكِ في مأرب: تحت الأنقاض، وفي أروقة معابد صرواح، وفي نقوش جميع المعابد، بين الجواهر (…) -
بين الاستعجال والاستمهال
25 كانون الثاني (يناير) 2014, ::::: زهرة يبرمبين الاستعجال والاستمهال
وهو طفل استعجل الأيام ليصير فتى. ولما صار فتى، استعجلها ليصبح شابا. ولما غدا شابا، استعجلها لكي يتزوج. ولما تزوج استعجلها ليرزق أبناء. ولما رزق بهم استمهل المتعة ليكتهل. ولما اكتهل، استمهلها ليهرم. ولما هرم نظر فرأى الموت يترصده. تحسر أن أضاع عمره بالاستعجال والاستمهال، ولم يبق له إلا حفنة أيام أو ساعات.
قلق
كان منصرفا عن الحياة ويتأثر بكل ما يحيط به. يرى غنى غيره فيقلق ويصبو إليه. ويرى مرض غيره وموته فيقلق خوفا من أن يلقى المصير نفسه. يتأثر بكل ما يحيط به من (…) -
انتحار
1 كانون الأول (ديسمبر) 2008, ::::: نوشين الكيلاني:: عود الند تبارك لنوشين الكيلاني فوزها في مسابقة دارة المشرق 2008 :: . انتحار/كانون الثاني
جلست على حافة سطح المنزل، ونثرت قدميها بطريقة عشوائية، وطففت تراقب الجميع من فوق. تكررت جلستها أياما وشهورا وسنين حتى وصلت لنتيجة: هي الرب، والجميع عبيد.
في يوم قررت النزول لأسفل كي ترى كيف تبدو من هناك. نظرت لأعلى ووصلت لنتيجة وقرار.
النتيجة: هي أصغر من أن تكون حشرة.
القرار: وقفت في اليوم التالي ورمت بنفسها من السطح، وتركت وراءها رسالة انتحار قالت فيها: "ربما الآن أستطيع أن أرى حقيقتي."
* * (…)