أكرهك
تخاطبه: "قل إنك لم تكن مع أخرى، أجبني وأنت تنظر إلى عينيّ".
يحاول أن ينظر إليهما، فتأبى جفونه إلا أن ترتخي خجلا ويخفت بريق عينيه فيُشيح بوجهه عنها.
"اذهب، ارحل أنا أكر..."؛ أرادت إكمالها، إلا إن قلبها تحالف مع كل شرايينه وأوردته لتتعرش على أوتارها الصوتية وتشلها كي لا تصرخ أكرهك، فظل صراخها يتردد صداه الهادر في أرجاء روحها التي تشظت لرحيله وما باحت بها شفتاها.
لنعاقر خمر النجوم
حين يختنق الحشى حنينا، أفترش الحشائش الخضراء ولذراعيّ، أتوسد. أعاقر خمر ضياء نجوم معتقة منذ الأزل، (…)
الغلاف > المفاتيح > نصوص > نصوص قصيرة
نصوص قصيرة
المقالات
-
أكرهك ونصوص أخرى
26 حزيران (يونيو) 2014, ::::: هدى الكناني -
زمرة أوهام
25 تشرين الثاني (نوفمبر) 2014, ::::: جليلة الخليعوهم مزمن
وقلت مجددا لا وقت لدي. تستعيد الأزمان من حقيبتي المعلقة على حائط الذكرى، وتعيد لي قارورة عطري ووردة.
كم مر من الوقت على تشفيري لمستلزماتي الماضية؟ لكتاباتي المختمرة في العطر؟ لتطريزي لحرفين مبهمين؟ لمشاويري الملتفة على عنق الحلم ؟ للشرود الصادم لصخب اللحظات؟ للمرآة التي أغازل فيها نظراتي بابتسامة؟ للكلام الذي أبوح به سرا في تجمهرات الصمت؟
آسفة، فقد بلغت من الحزن عتيا، وهرمت كل الأشياء بداخلي، وغابت. لا تعنيني هذه الحالة، لست أهلا لها، أنا في دوامة مشاعر وعمر مقبل على الأفول. (…) -
زهور الجنة ونصوص أخرى
27 حزيران (يونيو) 2015, ::::: غانية الوناسزهور الجنة
أستطيع أن أرى أجساد الصغار الذين فتّتهم الحروب، وقطعت أطرافهم، وشوّهت ملامح براءتهم. أستطيع أن أراهم في الجنّة وقد نبتت لهم أجنحة، وتوجت رؤوسهم الصغيرة بتيجان من فرح. أستطيع أن أسمع صدى ضحكاتهم المبتورة فوق الأرض، تتردد بكلّ حرية في السّماء. سيلعبون الآن، ولن يوقفهم أحد عن اللعب: لا ظلام الليل، لا قطاع طرق الحياة، لا لصوص الابتسامات، ولا صانعو مجد الموت في هذا الكوكب.
حوار المشتاقين
هي من الشوق تغزل حروفا، تنثرها حيث تقف، عيناها تبحثان في المدى، تكتبان شعرا، أبدا لا تضجران، (…) -
مسبحة أمي
25 آب (أغسطس) 2014, ::::: هدى الكنانيمسبحة أمي
كورت أمي حبات مسبحتها من صبر معجون بدموعها وأسكنت كل حبة دعاء ختم بترتيل ملائكي وعبقتها بطيب خشوعها. أمي دمعة منذ الأزل، حين رحلت؛ أورثتني كل جيناتها.
عباءة وأمنية
كانت عباءة أمي قبة لسماء أحلامي، وطني، يقيني ودفء حياتي؛ ما أن ألوذ بها مثقلة بسنواتي الثلاثين، تتلاشى وتتطاير سنوات عمري كفراشات، فتصير عشرا، فأنير قناديل أمنياتي وأصنع من ضفائري أرجوحة أطارد بها أحلامي.
أتراك حين غادرتني، تلفعت بعباءتك وأطفأت قناديل الأماني؟ فإذا بالسنوات تتسارع خببا نحو شيخوخة وذكريات، أبحث عن (…) -
غربة فكر
1 كانون الأول (ديسمبر) 2007, ::::: ضياء مذكورأسدل ستار الأمل المهترئ، وتجمعت قطرات الحزن في قاع الفكر. حزم الرحيل. حمل معه حلمه الصغير، وحقيبة وداع قد وسمت بأسماء عواصم الاغتراب. وما يلفت الانتباه لحقيبته ملصق كتب عليه أحلام قابلة للانصهار.
الإعلان الأول عن الرحلة المتجهة من مطار أرخبيل الوهم إلى صبر ستان. تلك وجهته، ولكنّ شيئا ما استوقفه واستحوذ على تفكيره: طفلة تلهو بجانب أمها النائمة، لا ليس الطفلة من شد انتباهه، بل أمها النائمة بكل عفوية، متحدية روح الصخب السائد. ابتسم بسرور وأخذ متاعه متجها إلى بوابة السفر.
الإعلان الثاني جاء (…) -
أعمار: نصوص قصيرة
25 آذار (مارس) 2013, ::::: نورة صلاح=1= عمر البراعم
هاتِ ألعابك واتبعيني، نبني من الليغو ممراً للأحلام، نمضي بقية حياتنا في التدرب على المشي أو الطيران، هاتِ ساعاتك البلاستكية الجميلة ونظاراتك وجميع إكسسوارات أنوثتك، هاتِ ورودك، وعطرك وجميع شالاتك الربيعية الألوان، نصنع منها منطادا نعبر فيه جميع القارات، هاتِ دفاتر مذكراتك، والكثير من أقلامك، وكل أوراقك المخبأة بالأدراج، هاتِ صور طفولتك وصباك، نبني منها بيتاً نلملمه وقت نشاء ونمضي.
=2= عمر النعومة
أحب مصادقة عصفور، أو نحلة تمتص رحيق الزهور، وأستمتع بالتواصل مع حركة نملة (…) -
بين الممكن والمستحيل
24 تشرين الأول (أكتوبر) 2013, ::::: نورة صلاحممكن ومستحيل
أكتب فأصنع قدرا غير ذلك المتربع على جبهتي، أهرب حيث أبتدع الأكاذيب.
ما المسلمات؟ ما الحقائق؟ كل ما بيدي أحلامٌ جميلة، وخيباتٌ طويلة، أكتب لأحترق وأذوب وأنصهر برحم الخطيئة، أدوس التاريخ الذي كتبوه، أرمي المستقبل الذي رسموه، فكل ما بيدي حبر، وورق، وسراب.
أهرب، أفلت خصلات شعري على جسد البلد، أسير على أرصفة من العثرات، أسافر مع أوراق التين. أشبك يدي بالشوك، وعيون تباغتها أسنان الخوف. أقبل الموت، فيدفعني لأعيش حيث لا أعيش ولا أموت.
أتواطأ مع جسدي، وأمسك ممحاة أمحو ما كتب على (…) -
قصص من المدينة
1 حزيران (يونيو) 2008, ::::: رامي أبو شهابلقاء
كاد أن يمضي في تلافيف العقل بعيدا ووحيدا، ولي وحدي، لولا أن رائحة مطر طارئ باغتت ذاك اللقاء المضروب في أحد المقاهي الراقية فكاد أن يقتلعه، ولكن تمردت على ترددي، ومضيت إلى ذاك الشارع بعد أن ترجلت من سيارة التاكسي مبللة بالأمل والكلام. صغتُ كل جملة يمكن أن تقال أكثر من مرة. حاولت أن أضع أولويات للتعبير عن نفسي في لقاء لا يمكن أن يوسم سوى بأنه سوف يكون لقاء حافلا بالصمت ربما أكثر من البوح.
جلستُ على الطربيزة الدائرية. كان الجو هادئا، فهذه ليست ساعة ازدحام الزبائن إلا من طاولتين بعيدتين (…) -
قصص قصيرة جدا
1 شباط (فبراير) 2010, ::::: منال الكنديالندم
تصر هي على أن تلك ستندم وتجزم بذلك.
سألتها تلك: "على ماذا الندم؟"
"على حياتك."
"إنها ضائعة."
"على مستقبلك"، تصر بكل ما في المشاعر من برود.
"لم أعد أرى منه غير السراب."
"على حبيبك."
"هو مجرد خيال وحلم."
"على عمرك."
"ما هو غير وهم الحياة، وزمن مؤقت له أجل: وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ." (سورة الأعراف. الآية 34).
تصر وتزيد إصرارا: "ستندمين."
ترد تلك: "وهل هناك شيء يستحق الندم؟"
::
كفى كبرياء (…) -
برقية إلى ملكة سبأ
25 كانون الأول (ديسمبر) 2014, ::::: أمة الله الحجيبلقيس أيتها الحبيبة
دائماً ما تمر الأيام تأكل بعضها بقسوة، فيمتد الثأر بين الأشهر فتعاقبني السنوات؛ تحاول كل ساعة، كل دقيقة، كل لحظة أن تسلب جاهي؛ أن تطمس هويتي. أخاف من لدغات عقرب الثواني. ألا يكفي أن كل رمشة عين، كل زفرة هواء تحرق خلية في جسدي، فمتى تعودين لتصلحي الساعات، وتستبدلي عقاربها بغصن بن، وبخور، وحب، ولتمسحي عن الأعين الرمد الذي يشوبها؟
آه لو تدرين ماذا جرى لحبيبتكِ يا حبيبتي.
لكم بحثتُ عنكِ في مأرب: تحت الأنقاض، وفي أروقة معابد صرواح، وفي نقوش جميع المعابد، بين الجواهر (…)