لقاء
كاد أن يمضي في تلافيف العقل بعيدا ووحيدا، ولي وحدي، لولا أن رائحة مطر طارئ باغتت ذاك اللقاء المضروب في أحد المقاهي الراقية فكاد أن يقتلعه، ولكن تمردت على ترددي، ومضيت إلى ذاك الشارع بعد أن ترجلت من سيارة التاكسي مبللة بالأمل والكلام. صغتُ كل جملة يمكن أن تقال أكثر من مرة. حاولت أن أضع أولويات للتعبير عن نفسي في لقاء لا يمكن أن يوسم سوى بأنه سوف يكون لقاء حافلا بالصمت ربما أكثر من البوح.
جلستُ على الطربيزة الدائرية. كان الجو هادئا، فهذه ليست ساعة ازدحام الزبائن إلا من طاولتين بعيدتين (…)
الغلاف > المفاتيح > نصوص > نصوص قصيرة
نصوص قصيرة
المقالات
-
قصص من المدينة
1 حزيران (يونيو) 2008, ::::: رامي أبو شهاب -
تـــدويـــل الــحـــب
1 أيلول (سبتمبر) 2010, ::::: عيد بحيصوشاية
لو وشت بك الكلمات ومتون المفردات فتمردت على الخطايا كاشفا زيف اشتقاقاتها في شان أنماط المودّة والمحبة وضحل المرادفات ونضوب الدلالات الخالصة حتى في الترجمات أو المقابلات اللغوية ذلك أن الحبّ شق تطبيقي وليس ظلّا للمفردات، لخلصت إلى أن الحب يشبه تفوق الإنسان على ذاته الدنيا واقتداره على تجاوز مخرجاتها البدائية مستدركا بهتانها وعاصيا سلفيتها المحكمة المستحكمة بين قطبي البيولوجي أي المستنفذة بين المدرك بالرغبة والمحسوس بالنزوة.
تداعيات
ثمة تداعيات إذن تثيرها حشمة الحدود وقيود الناس في (…) -
قصص قصيرة جدا
1 شباط (فبراير) 2010, ::::: منال الكنديالندم
تصر هي على أن تلك ستندم وتجزم بذلك.
سألتها تلك: "على ماذا الندم؟"
"على حياتك."
"إنها ضائعة."
"على مستقبلك"، تصر بكل ما في المشاعر من برود.
"لم أعد أرى منه غير السراب."
"على حبيبك."
"هو مجرد خيال وحلم."
"على عمرك."
"ما هو غير وهم الحياة، وزمن مؤقت له أجل: وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ." (سورة الأعراف. الآية 34).
تصر وتزيد إصرارا: "ستندمين."
ترد تلك: "وهل هناك شيء يستحق الندم؟"
::
كفى كبرياء (…) -
رسائل ليست له
25 آب (أغسطس) 2015, ::::: جليلة الخليعأكتم كل الأنفاس، يشتعل الغيظ بموقد أفكاري، تمتزج الحكايات، تتداخل المبررات، ولا سبيل يمنحك مجددا تأشيرة مرور، لأبتلعك باقتناع.
أغمض كل العيون التي كانت تبرق بالنور، حتى لا يتسلل المكر من جديد، فأجدني في حضرة الاستغفال.
أأقول أمقتك أم أمقتني؟ أم أمقت كل اللحظات التي تركتني أستجمع السذاجة، وأعبئ بها فراغاتي، وأنمو بك في تربة من يقين، لأجد أن الماء الذي كان يروي التربة كان كيماويا، قتل كل البذور التي حلمت بالخضرة.
لدي أكثر من فكرة، أوسع من نظرة، كل السواد المستجمع في عقاب سيجارة، ملقاة (…) -
زمرة أوهام
25 تشرين الثاني (نوفمبر) 2014, ::::: جليلة الخليعوهم مزمن
وقلت مجددا لا وقت لدي. تستعيد الأزمان من حقيبتي المعلقة على حائط الذكرى، وتعيد لي قارورة عطري ووردة.
كم مر من الوقت على تشفيري لمستلزماتي الماضية؟ لكتاباتي المختمرة في العطر؟ لتطريزي لحرفين مبهمين؟ لمشاويري الملتفة على عنق الحلم ؟ للشرود الصادم لصخب اللحظات؟ للمرآة التي أغازل فيها نظراتي بابتسامة؟ للكلام الذي أبوح به سرا في تجمهرات الصمت؟
آسفة، فقد بلغت من الحزن عتيا، وهرمت كل الأشياء بداخلي، وغابت. لا تعنيني هذه الحالة، لست أهلا لها، أنا في دوامة مشاعر وعمر مقبل على الأفول. (…) -
ثلاث رسائل
1 آذار (مارس) 2020, ::::: جليلة الخليعرسالة بدون رد
كتبت لك مرات عدة، وعادت رسائلي أدراجها، كنت كمن تصب الماء في الرمل، لا هو ارتوى ولا هو أنبت.
أقف الآن عاجزة أمام قلمي وبوحي، أغلق عليّ الأقواس لأعتكف في محراب صمتي، وأعيد الأسئلة إلى أوكارها، فأسراب الإجابات لم تبدأ رحلتها بعد، وسمائي بحرب طروادة تعج بالسحب والتي تسرعها الرياح للقارة التي استوطنها اكتئابي.
وإني في متاهات الأمكنة والأزمنة، لا غاية يرنو إليها قصدي، ولا هدف ستقتنصه رماحي، فأنا وحالتي هذه شبيهة بما قاله الشبلي في هذا البيت:
وَمِنْ أَيْنَ لِي أَيْنٌ وَإنِّي (…) -
أشلاء وردة ونصوص أخرى
25 كانون الثاني (يناير) 2014, ::::: هدى الكنانيعارية على جسد ورقة
ما أن تقع عيناي على ورقة حتى تغويني بأن ُأُعَرّى ذاكرتي على جسدها الأبيض الناصع، وأن تتهاوى كلماتي لتتوَسَدْ صدرها. أن تتخلى روحي عن أرديتها قطعة تلو أخرى لتبقى حقيقة حبك عارية إلا من توقٍ إليك، بالكاد يسترها.
أشلاء وردة
حين تعشق النساء، يعمدن إلى تقطيع أوصال وردة أو زهرة، متسائلات: "يحبني، لا يحبني؟" ما ذنب رقة وبراءة كهذه تُقطّع إلى أشلاء، لا لشيء إلا تساؤلاً ولهفة؟ أنا أعمد إلى إعداد الكثير من فناجين القهوة. أعشق كركرة ماءها ونحيب بخارها المضمّخ بعبيرها وهي طازجة (…) -
لم يأت بعد + نص آخر
25 كانون الثاني (يناير) 2014, ::::: إيمان يونسلم يأت بعد
ظلت حائرة. ماذا ستقدم له كهدية؟ واستقرت على أن تهديه إطارا من الفضة يعكس صورته عندما ينظر إليه وتتراءى له صورتها عليه في الوقت ذاته.
اقترح البائع أن تقدمه في علبة من القطيفة زرقتها داكنة. نظرت إليه ولم تعلق غير بكلمات الشكر.
لكل لون معنى ومغزى. والزرقة لن تتناسب مع مقصدها. الفضة ستبوح بكلمات لن تكتبها؛ إذن فلتضعه في صندوق من اللون الذهبي لأن صمته أبلغ من الكلام.
عند انتصاف الليل، جلست إلى جواره وقدمت له الهدية وقالت: "كل سنة وأنت حبيبي". تهلل وجهه فرحا وضمها إلى صدره (…) -
يوم من الأيام
1 آذار (مارس) 2009, ::::: آلاء محمد كاملصبيحة كل يوم جمعة، تشرقُ عليهم شمس يوم جديد ككل يوم. تُرى ماذا يحمل لهم ذاك اليوم من خبايا؟ تساؤل تراه في أعينهم، تلك العيون البريئة. أطفال أيتام.
أيّ ظلم لقوه؟ وماذا نالوا غير البؤس والتعاسة؟ هكذا كنت أعتقد وكثيرون غيري: أنهم يعيشون أسوأ حياة على وجه هذهِ الأرض. ولكنهم في الواقع لم يسلموا أنفسهم لتلك التعاسة. ولن يفعلوا ذاك أبدا. لو نظرت في وجوههم ترى الفرحة بالرغم مما في قلوبهم من آلام كثيرة.
قد زرتهم، عشت معهم يومهم بالثانية، بالدقيقة، بالساعة، وحتى بالأنفاس التي يتنفسونها، بالهواء (…) -
مسبحة أمي
25 آب (أغسطس) 2014, ::::: هدى الكنانيمسبحة أمي
كورت أمي حبات مسبحتها من صبر معجون بدموعها وأسكنت كل حبة دعاء ختم بترتيل ملائكي وعبقتها بطيب خشوعها. أمي دمعة منذ الأزل، حين رحلت؛ أورثتني كل جيناتها.
عباءة وأمنية
كانت عباءة أمي قبة لسماء أحلامي، وطني، يقيني ودفء حياتي؛ ما أن ألوذ بها مثقلة بسنواتي الثلاثين، تتلاشى وتتطاير سنوات عمري كفراشات، فتصير عشرا، فأنير قناديل أمنياتي وأصنع من ضفائري أرجوحة أطارد بها أحلامي.
أتراك حين غادرتني، تلفعت بعباءتك وأطفأت قناديل الأماني؟ فإذا بالسنوات تتسارع خببا نحو شيخوخة وذكريات، أبحث عن (…)