:: عود الند تبارك لعلي الخرشه فوزه في مسابقة دارة المشرق 2008 :: . صنع الزجاج بيننا حاجزا ما ترك لنا سوى التخاطب بالعيون. قلت لها:
"سأشتاقك حتى غد."
وقالت لي: "سأراك غدا."
وابتعدت حافلتها، وبقيت في حافلتي تحاصرني النظرات الغاضبة، وتحيرني الوجوه الخائفة.
كل ما أعرفه أنني أشاركهم تعبهم بعد هذا اليوم الحافل بالدراسة. تظل تلك المعلومات المتراكمة والتي تعطى لنا على شكل محاضرات تدور في رأسي وتجعلني مشوشا لا أعي ما أقول، وتجعلني أهرب من تلك الوجوه لأتأمل مباني قسنطينة القديمة وجسر سيدي مسيد (…)
الغلاف > المفاتيح > نصوص > قصة قصيرة
قصة قصيرة
المقالات
-
حـنـان
1 كانون الأول (ديسمبر) 2008, ::::: علي الخرشه -
يوم ككل يوم
1 تشرين الثاني (نوفمبر) 2008, ::::: ياسمينة صالحعندما استيقظت صباحا، قلت في نفسي: ليكن اليوم جميلا. كان مدهشا أن أقول هذا الكلام بصوت بدا لي واثقا. قالت لي أختي وهي ترتشف القهوة قبالتي:
"أحتاج إلى النقود لشراء ما ينقص المطبخ من أغراض."
كنت أنظر نحو النافذة متأملة السماء التي بدت لي زرقتها دعوة حميمة إلى الحب. كررت أختي جملتها كي تلفت انتباهي أن علي أن أضع النقود قبل أن أغادر البيت.
ابتسمت وأنا أشير برأسي: نعم.
قالت كأنها تكتشف موضوعا يليق لحوار الصباح:
"القطة التي كنت تعتنين بها ماتت."
توقفت عن ارتشاف قهوتي. نظرت إليها قبل أن (…) -
الورود الحمراء
26 أيلول (سبتمبر) 2015, ::::: إبراهيم دشيريفتحت كيس النخالة، ثم أخذت حفنة واحدة فوضعتها في قصعة خشبية صغيرة، ثم توجهت نحو البئر فألقت دلوها فأخرجت ماء نميرا كالقمر أفرغته في سطل حديدي صغير، ثم رجعت إلى القصعة فصبت الماء فوق النخالة.
وما أن شرعت في الخلط حتى هرعت الكلبة تتمسح بالقصعة تحاول أن تلتهم النخالة. لكن المرأة كانت تخلط النخالة بيد وتدفع الكلبة باليد الأخرى. وما أن انتهت من الخلط حتى هجمت الكلبة على القصعة فأخذت تلتهم النخالة بشراهة تنم عن جوع شديد.
جلست المرأة على حصيرة دومية تستجمع أنفاسها، فكانت تارة تنظر إلى الكلبة (…) -
حبيبتي من تكون
1 شباط (فبراير) 2008, ::::: داليا الحاجيبدو غريبا بين أصحابه بميوله تلك التي طالما أثارت من حوله سخرية الأولاد وتهكّم البنات، لكنه لم يكترث لهم يوما فهذه هي ميوله ولا يعنيه سواها. وما بيده إن كان يفضل الدمى على لعب الكرة.
حياته بين الدمى مثالية. كان يفضل رفقتها على رفقة الأولاد، فهم يلعبون بشكل همجي، ومن الذي يطيق إضاعة وقته بشيء مخفي المعالم يتدحرج بين الأقدام؟ إن اللعب أمر من الأمور الروحية، عليهم أن يفكروا به برقي أكبر من هذا.
بدأ شغفه بتلك الدمى منذ صغره. كان يقضي ساعات بينها، لا يشاركه عزلته سواها، حتى أثار قلق والديه، (…) -
لـيـلـة زفـافـها
1 نيسان (أبريل) 2007, ::::: مازن الرفاعييوم خريفي ممطر. الشتاء في طريق عودته من رحلته الجنوبية. سيعود ثانية ليطرق الأبواب داخلا دون استئذان. الشارع يتحرك تحت مظلة من الغيوم الداكنة الممطرة. المارة يفرون هاربين من البلل.
تقف على الناصية تراقب المشهد. نظراتها تخترق جدار الزمن. تعرض في مخيلتها شريط من الذكريات الخاطفة. شريط الشتاء الماضي. في نفس المكان في منتصف هذا الشارع امسك بيدها واجبرها على الوقوف صارخا بها بحنان:
"ارفعي رأسك بشموخ، واستقبلي حبات المطر هذه. هي الرحمة، فلا تفري منها."
دمعة تنساب على الخد تتابع سيرها نحو (…) -
كيف السبيل إليك؟
25 تشرين الثاني (نوفمبر) 2012, ::::: محمد التميميهي تقف هناك على الضفة الأخرى، حيث العشب أكثر اخضرارا والجبال أعلى ارتفاعاً. و"يعرف أنه يعيش بمنفى وهي بمنفى. وبينهما ريح وبرق وغيم ورعد وثلج ونار، ويعرف أن الوصول إليها انتحار"(1). يقف هو على شاطئ النهر هنا يغمر ساقيه في الماء ويستمتع بذلك استمتاع الطفل الذي دغدغت الأمواج أصابع قدميه لأول مرة.
تنظر إليه مشفقة على حاله فينظر إليها بعينين ذابلتين من خلف نظارات سميكة. سهام عينيه تعجز أن تصيبها وتخذله وتسقط في نهر الحياة بينهما. أما هي فبلمح بصرها تخطف قلبه وتشتت عقله وتبعثر أفكاره.
يحاول (…) -
رجل هندي
25 حزيران (يونيو) 2011, ::::: محمد عبد الوارثرجل طويل ثلاثيني العمر ذو ملامح شرقية لا تخلو من رفاهية. سمرته الخفيفة ولمعة عينيه السوداوين المكحلتين، شاربه القصير، وشعره الأسود الناعم الذي ينتهي بخصلة شعر كذيل حصان تلامس ياقة قميصه شهير العلامة. ضخم الجسد، متهدل الثدي، عظيم الردفين في بنطاله الجينز، يمسك بحقيبة أطفال. يجلس متابعاً ولداً صغيراً جميل السمات يلهو قريبا منه. وبيده المحاطة بسوار لامع خصص لتخفيف آلم المفاصل؛ يمسك هاتفه المحمول يتحدث فيه بين فترة وأخرى. يبدو منتظراً لقادم من سفر، قد تكون زوجته.
يتابع بنظرات لهفى سريعة اللوحة (…) -
سنديانة جبالنا + عندما هوت الفضيلة
1 نيسان (أبريل) 2009, ::::: ظلال عدنانسنديانة جبالنا
عتيقة كنت أراها. تقوس ظهرها كقوس النصر، فهي حقا انتصرت عليه. حين تراها ينتابك إحساس أنك تعرفها قبلا. ربما هي جينات النساء العربيات، متماثلة. يتوارثن العزة والأنفة وقوة الاحتمال: احتمال الذل والمهانة، والصبر على كدر الأيام، وغدر أهل الزمان، فكل أمهات العرب أمك.
خصتني بكأس للشاي لا يشرب بها أحد غيري. تحب الأطفال وتجزل لهم العطايا. تهش في وجوههم وتطعمهم مما لديها.
جمالها كان باديا لم تمحه كتابات أيام وخربشات سنوات. نقلتْها للعام المائة.
مرة علمتُ أنها لم تنجب أطفالا. (…) -
نقد بناء: قصص قصيرة
26 تشرين الأول (أكتوبر) 2011, ::::: ضياء الشرقاوي, محمد السعودييسر "عود الند" أن تنشر ثلاثا من القصص القصيرة جدا ضمن باب نقد بناء الهادف إلى تشجيع الكاتبات والكتاب الجدد من خلال تقديم نقد بناء لنصوصهم.
القصص من تأليف ضياء الشرقاوي، وهو كاتب من مصر مقيم في أستراليا.
قيم القصص د. محمد سليمان السعودي، مدير مركز اللغات ورئيس قسم اللغة العربية بكلية الآداب في جامعة الطفيلة التقنية (الأردن).
ونعتذر عن عدم استقبال نصوص جديدة للتقييم. النصوص التي أرسلت وقبلت سوف تـنشر.
ظلال عدنان العقلة
المشرفة على باب نقد بناء
النصوص
ضياء الشرقاوي
الزهور (…) -
الخط الأزرق
25 آب (أغسطس) 2015, ::::: فنار عبد الغنيالخط الأزرق هو ما يضيء دهشة الطفولة في عينيها المتعبتين ويمدهما بقوة على متابعة الأمل. يسلبها وعي اللحظة ويردها إلى عالم الأحلام كلما أبصرته وهي تخطو بحذر شديد على الشارع المتصدع. يظل يغريها بالنظر عاليا، لكنها لا تستطيع فعل ذلك سوى هنيهات تضخ قلبها بجرعة الصبر اليومية.
في ذاك الفجر المعتم والماطر، ارتدت معطفها الواقي من المطر على عجل. المسافة بين بيتها وعملها لا تتجاوز عشر دقائق. وعلى الرغم من ذلك فقد خرجت قبل موعد قرع الجرس بأكثر من ساعة ونصف ساعة، أملا في الوصول إلى عملها قبل اشتداد (…)