فواصلْ
في الحياةِ التي نعرفْ لحظاتٌ قد يُصادفُ أنْ يمرُّ بها بعضنا. وفي الحياةِ الّتي لا نعرفْ، أشياءٌ سنقرأ عنها ذات يومْ.
مشروعُ رجلْ
أتشعرُ أنّك مرهقٌ جداً يا فتى؟ متعبٌ من كلّ شيءٍ، وساخطٌ على كلّ شيءْ، تبدُو لِي كذلك، وعيناكَ الضيّقتانِ، تزيدانِ من حدّتكْ، كلّما اكتملتْ تلكَ العقدةُ الّتي تعلُو وجهكْ.
اهدأ، فأنا أستطيعُ أنْ أتفهّم غضبكْ ونقمتكَ على الحياةِ كلّها، وأنتَ تجلسُ كلّ صّباحٍ في هذهِ الزاويةِ المعتمةِ منْ هذا الكوكبِ المقفرِ، تنتظرُ منْ يمرُّ من هُنا راغباً في مسحِ (…)
الغلاف > المفاتيح > نصوص > قصة قصيرة
قصة قصيرة
المقالات
-
نصوص قصيرة
25 تشرين الثاني (نوفمبر) 2012, ::::: غانية الوناس -
نجمة تشع وتختفي
25 أيار (مايو) 2013, ::::: أشواق مليبارينظرت بدهشة إلى السماء من خلال زجاج النافذة.
كانت نجمة عالية تومض بنورها الأحمر وسط الظلام. التفتت إلى أختها الكبرى مستلقية على أريكة وهي تتصفح مجلة بين يديها بلا اهتمام. تميل برأسها طربا ذات اليمين وذات الشمال، وفي أذنيها سماعة صغيرة متصلة بجهاز.
هزتها من كتفها وقالت لها: "أنظري إلى تلك النجمة الحمراء".
أومأت الأخت الكبرى برأسها بلا اكتراث.
"إنها كبيرة جدا، تشع وتختفي". أومأت مرة أخرى دون أن تنظر إليها.
"إنك لا تصغين إليّ". قالت الأخت الصغرى.
حملت لعبتها وغادرت الغرفة بامتعاض. (…) -
ما لم تكتبه جودي أبوت
25 آب (أغسطس) 2015, ::::: غانية الوناسعزيزي،
لم يكن الوقتُ قد حان بعد للنهاية، حين تراءت لي تلك المسافة الفاصلة ما بين دفء الحلم، وبرد الواقع، لم أختبر يوما إحساس البتر بمعناه الكامل، أنا المبتورة منذ بدئي، كجذعٍ لا شجرة ينتمي إليها، ولا غابة يركنُ إلى دفئها في المساء وحيدا.
لم أدرك ذلك إلا حين قررت فجأة عدم جدوى المضي في خلقِ الأمل من الحبر، وجعله مخلوقا يتمشى على الورق، كانت تلك طريقتي في التمهيدِ لإسدال الستائر، فلم يكن المسرح يوما هوايتي، ولا الوقوف بثقة موهبتي. أنا الغريبة الوحيدة دائما.
كنتُ أثق دائما بالوقت، أتصدق (…) -
رسالة إلى جــنـيــن
1 كانون الثاني (يناير) 2011, ::::: ظلال عدناننبض قلبك، حركاتك، انقلابك، ركلاتك وصورتك بالأبيض والأسود على جهاز الأشعة فوق الصوتية كلّها تؤكّد وتثبت وجودك وتنبئ عن قرب قدومك. وأنا يقلقني الانتظار. إليك يا صغيرتي أخطّ كلمات أنت ألهمتنيها حتى قبل أن يعانق النور عينيك، وقبل أن تلثم شفتاي نعومة خديك.
أنا يا صغيرتي اشتقت إليك وأشفق عليك؛ أنتظرك في دنيانا وأخشى عليك من قسوتها؛ فثلاث ظلمات تحيط بك هنا خير لك من ظلمات متراكبة في عالمنا، والضيق الذي يحاصرك فيجعلك تنثين حول نفسك تحتضنين جسدك أرحم من سعة هنا تخنق روحك تلوثا وضجيجا، وعيشك وحيدة (…) -
ولكنه وطني
25 حزيران (يونيو) 2013, ::::: رانيا عبد العالفي ذلك الوقت المتأخر من الليل، كنتُ جالساً في أحد المطارات الأميركية الفخمة في انتظار الطائرة التي ستُقلني إلى موطني. لكم كنت مستمتعاً كثيراً بأناقة المطار ونظافته. وفي الوقت نفسه، كنتُ حزيناً لأني على وشك الرجوع إلى وطني، إلى مدينتي التي تقتل الأحلام العذرية. مدينة مذبوحة، ظمآنة، شبابٌ ضائعون يبيتون على الأرصفة. إنها مدينة ملوثة تملؤها المجاري ومخلفات المصانع وأشعة الشمس الباهتة.
ولكن ما كان يخفف عني، ويقلل من حزني، أنني بذلتُ مجهوداً أظنه عظيماً سوف يؤهلني لأنتقل لفرع الشركة هنا، في (…) -
في الطريق الى مرسيليا
1 آذار (مارس) 2021, ::::: مرام أمان اللهكما تعرّت الاشجار من أوراقِ أيلول، تعرّتْ هيَ من أحلامها واغتسلتْ بماء الحرية. حزمتْ ما تبقّى لها من قوّةٍ وترَكَتْ خلْفَهَا كُلَّ شيءٍ ورَحَلَتْ. أخذَتْ تبحثُ عن قطارٍ يحملُها بعيداً إلى حيثُ شاء، لا حيثُ تشاء. لمْ يكُنْ رحيلُها سهلاً أو حتى مُمكِناً، فقدْ احترقتْ أجنحتُها من قسوةِ الأيّام، لكنّها ما انفكّتْ تريدُ ما تَبَقّى من حياةٍ حتى ولو كانت "مجهولاً بحتاً".
وصلَ القطارُ أخيراً. دخلتْهُ بِخِفّةٍ لا كغيرها من المسافرين، فلا حقاىٔبَ لديها سوى ذلك الصندوق الثقيل الذي تحملُهُ في (…) -
بقرة حسين
1 أيلول (سبتمبر) 2023, ::::: عبد الحميد صيامتجمعت النساء في وسط الحارة مع ساعات الغروب. عشرون امرأة أو أكثر ومعهن أطفالهن. الليلة سيتوجهن إلى مقام سيدي «الدوير» يتضرعن إلى الله لعله ينزل غيثه على الأرض العطشى. القناعة لدى أهل القرية أن أهازيج الاستسقاء والدعاء في مقام سيدنا «الدوير» جنوبي القرية مستجاب بوجود الأطفال الذين لا ذنب لهم في هذا الجفاف والقحل والمحل الذي يهدد الزرع والشجر والموسم الزراعي بكامله.
مر شهر كانون الأول وكانون الثاني وشباط «الخبّاط الذي يحل البقر من الرباط» دون نقطة مطر واحدة. بدأت سيقان الزرع في أوائل آذار (…) -
عــودة الـربـيــع
1 تشرين الثاني (نوفمبر) 2007, ::::: ربا الناصرعلى دقات الساعة الخمس، عبرت المرأة العجوز ممر الصالة ذهابا وإيابا بخطوات مثقلة بهموم الزمن، متأملة وجهها بين الفينة والأخرى في مرآة، مظهرة ملامح امرأة تجاوزت السبعين من العمر، قاطنة في دار للعجزة منحتها غرفة بسيطة، لا يتعدى أثاثها سوى سرير خشبي قديم وغطاء صوفي مرقع، هي كفيلة -في نظرهم- لتمنحهم الدفء والأمان، لكن أيكفي الحصول على الدفء من غطاء وجدران في غياب اللمسة الحانية والكلمة الطيبة؟
هي اليوم في انتظار موعد يجمعها بابنها العائد من سفره الذي قد يكون سفرا إلى بلاد بعيدة، أو بعدا معنويا (…) -
سجل الأموات
25 تشرين الثاني (نوفمبر) 2012, ::::: مريم أحمدلم يكن يعلم أن أحلامه ستنتهي إلى قبر مسيج بالصمت والنسيان، ربما هو وهم الحياة الذي يحول الأشياء إلى أحلام تسكنه في الصباح، لكن سرعان ما كانت تغادره إلى أجساد تحمل أسماء متعددة.
الأحلام والأوهام تأخذ مسارا واحدا: أن يحلم أو يتوهم، يحيا أو يموت لا فرق. أحلامه أوهامه، حياته مماته.
يستقل الحافلة وفي قلب المدينة النابض، يترك الشاحنات وراءه. يتابع السير بمحاذاة المتاجر التي لم تعد تغريه بالنظر إلى سلعها المعروضة كما في السابق، يسابق الزمن وبالقرب من المصرف ينحرف يسارا. يصعد درج النقابة وفي تلك (…) -
تاريخ
1 أيلول (سبتمبر) 2023, ::::: زكي شيرخانبين مرحلة الدراسة الابتدائية والجامعة، مضت السنوات سِراعاً. التحقتُ بكلية الآداب فرع التاريخ. كان معدلي يؤهلني للدخول في كليات، من وجهة نظر الآخرين، أهم وأرقى، يمكن أن تمنح المتخرج منها مركزاً اجتماعيا مميزاً. كان هذا الرأي بالنسبة لي مجرد هراء ولا يستحق حتى الرد على مردديه. أمام إلحاح وإصرار والدي، كنت أزداد عنادا.
= «أبي، صراحتي معك لن تقلل من احترامي لك، ولن تمس مودتي تجاهك، ولن تضعف فخري بك. هذا مستقبلي، فدعني أمضي فيه على طريقتي. التاريخ هو اهتمامي الأول، ودراسته هو ما خططت له. أعدك (…)