فواصلْ
في الحياةِ التي نعرفْ لحظاتٌ قد يُصادفُ أنْ يمرُّ بها بعضنا. وفي الحياةِ الّتي لا نعرفْ، أشياءٌ سنقرأ عنها ذات يومْ.
مشروعُ رجلْ
أتشعرُ أنّك مرهقٌ جداً يا فتى؟ متعبٌ من كلّ شيءٍ، وساخطٌ على كلّ شيءْ، تبدُو لِي كذلك، وعيناكَ الضيّقتانِ، تزيدانِ من حدّتكْ، كلّما اكتملتْ تلكَ العقدةُ الّتي تعلُو وجهكْ.
اهدأ، فأنا أستطيعُ أنْ أتفهّم غضبكْ ونقمتكَ على الحياةِ كلّها، وأنتَ تجلسُ كلّ صّباحٍ في هذهِ الزاويةِ المعتمةِ منْ هذا الكوكبِ المقفرِ، تنتظرُ منْ يمرُّ من هُنا راغباً في مسحِ (…)
الغلاف > المفاتيح > نصوص > قصة قصيرة
قصة قصيرة
المقالات
-
نصوص قصيرة
25 تشرين الثاني (نوفمبر) 2012, ::::: غانية الوناس -
قيد الكتابة
26 كانون الثاني (يناير) 2016, ::::: غانية الوناسهيه أضحك الآن كثيرا، بحجة أنّي لا أستطيع البكاء.
انتزعت أنبوب المصل الأخرق الذي أوصلوه بعروقي، من قال إنّي أحتاج إلى مصل؟ الحمقى يصدقون أنّي مريضة، ويصدقّون أنه بإمكان مصلهم هذا وأدويتهم التي يحشونها في داخله أن تجعلني أشعر أنّي بخير.
أنا لست مريضة بالمرة، أعاني من بعض الاختناق أحيانا، أفقد صوتي أحيانا أخرى لأني لا أتحدث إلى أحد، تنزل دموعي بشكل فجائي، أرتجف أحيانا أيضا، أشعر بالبرد في أعماقي، في داخلي تمتد صحارٍ من صقيع، ينبت الصقيع سريعا على أطراف أصابعي، أفقد قدرتي على الإمساك بشيء (…) -
قصة من هذا الزمن
25 شباط (فبراير) 2014, ::::: نورة صلاحهربتُ إلى المقهى الوحيد الذي أعرفه في تلك المدينة، طلبت كأس شاي بالنعناع لأريح أعصابي الهشة، بعد أن أنهكني نقاشي العقيم معه، وجف حلقي وأنا أبتلع كلماتي لصده المتكرر لي.
اخترت الطاولة البعيدة لأعيد الهدوء إلى نفسي، بحثت عن قلمي لأسلي وقتي حتى يجهز ما طلبته، أخربش على ورقة مكتوب عليها اسم المقهى " كان زمان"، أخرجت من محفظتي بطاقة فيها عنوان مكتبه واسم الشارع ورقم العمارة، عنوان سأمنع نفسي إن زرت المدينة أن أمر في شارعه أو أفكر بالنظر لأعلى تلك العمارة حتى لا أقرأ في صدر السماء خيبتي، بعد أن (…) -
ولكنه وطني
25 حزيران (يونيو) 2013, ::::: رانيا عبد العالفي ذلك الوقت المتأخر من الليل، كنتُ جالساً في أحد المطارات الأميركية الفخمة في انتظار الطائرة التي ستُقلني إلى موطني. لكم كنت مستمتعاً كثيراً بأناقة المطار ونظافته. وفي الوقت نفسه، كنتُ حزيناً لأني على وشك الرجوع إلى وطني، إلى مدينتي التي تقتل الأحلام العذرية. مدينة مذبوحة، ظمآنة، شبابٌ ضائعون يبيتون على الأرصفة. إنها مدينة ملوثة تملؤها المجاري ومخلفات المصانع وأشعة الشمس الباهتة.
ولكن ما كان يخفف عني، ويقلل من حزني، أنني بذلتُ مجهوداً أظنه عظيماً سوف يؤهلني لأنتقل لفرع الشركة هنا، في (…) -
عاشقة الصمت
1 كانون الأول (ديسمبر) 2017, ::::: محمد أفضلكانت الشمس تشرق في ذلك اليوم حينما ارتفعت الطائرة من مطار نيو دلهي. شمس ضئيلة تختفي بين ضباب الشتاء. تجمّدت وجنتاي من شدة البرودة. أسرعت الخطى نحو المدينة، ومشيت بين المركبات الواقفة والمصابيح المضيئة في جانبي الشارع، ودنوت من سيارتي ونبضات قلبي ترتفع. سمعت الطائرة تهبط من وراء مقصوصات الغيوم بصوت يشبه صوت الزفير.
هل أبكي؟ لا. لا، بل أتحمّل. ليس هذا الفراق أمرا جديدا في حياتنا. كم تكرّر الوداع بيننا منذ أن بدأنا الحياة معا!
سوف يرجع مرة أخرى إلى نفس المدينة في العام المقبل. سوف أتحدث معه (…) -
في الطريق الى مرسيليا
1 آذار (مارس) 2021, ::::: مرام أمان اللهكما تعرّت الاشجار من أوراقِ أيلول، تعرّتْ هيَ من أحلامها واغتسلتْ بماء الحرية. حزمتْ ما تبقّى لها من قوّةٍ وترَكَتْ خلْفَهَا كُلَّ شيءٍ ورَحَلَتْ. أخذَتْ تبحثُ عن قطارٍ يحملُها بعيداً إلى حيثُ شاء، لا حيثُ تشاء. لمْ يكُنْ رحيلُها سهلاً أو حتى مُمكِناً، فقدْ احترقتْ أجنحتُها من قسوةِ الأيّام، لكنّها ما انفكّتْ تريدُ ما تَبَقّى من حياةٍ حتى ولو كانت "مجهولاً بحتاً".
وصلَ القطارُ أخيراً. دخلتْهُ بِخِفّةٍ لا كغيرها من المسافرين، فلا حقاىٔبَ لديها سوى ذلك الصندوق الثقيل الذي تحملُهُ في (…) -
وماذا بعد؟
28 آب (أغسطس) 2024, ::::: زكي شيرخانأحد عشر عاما مرت منذ آخر مرة رأته فيه. يومها، دخلت عليه مكتبه متألمة حزينة. كان يجمع مقتنياته البسيطة واضعا إياها في علبة من الورق المقوى. سكرتيرة رئيس التحرير تجلس على كرسيه تكتب ما يمليه عليها.
= حاسوب متنقل، هاتف نقّال، عشرة أقراص مدمجة، منضدة، كرسي متحرك...
= أستاذ لا داعي لذكر الأثاث.
= دوّني كل ما موجود في المكتب، حتى الستائر، كل شيء. لا أريد أن أُتهم بسرقة ولو بلاطة أرضية. ضحكت.
= لست بالمازح معك. أطبعي القائمة بنسختين موقعتين من قبلك، نسخة لي، ونسخة لكم، واستلمي كل ما مدون. (…) -
ما لم تكتبه جودي أبوت
25 آب (أغسطس) 2015, ::::: غانية الوناسعزيزي،
لم يكن الوقتُ قد حان بعد للنهاية، حين تراءت لي تلك المسافة الفاصلة ما بين دفء الحلم، وبرد الواقع، لم أختبر يوما إحساس البتر بمعناه الكامل، أنا المبتورة منذ بدئي، كجذعٍ لا شجرة ينتمي إليها، ولا غابة يركنُ إلى دفئها في المساء وحيدا.
لم أدرك ذلك إلا حين قررت فجأة عدم جدوى المضي في خلقِ الأمل من الحبر، وجعله مخلوقا يتمشى على الورق، كانت تلك طريقتي في التمهيدِ لإسدال الستائر، فلم يكن المسرح يوما هوايتي، ولا الوقوف بثقة موهبتي. أنا الغريبة الوحيدة دائما.
كنتُ أثق دائما بالوقت، أتصدق (…) -
نقد بناء: قصص قصيرة
26 تشرين الأول (أكتوبر) 2011, ::::: ضياء الشرقاوي, محمد السعودييسر "عود الند" أن تنشر ثلاثا من القصص القصيرة جدا ضمن باب نقد بناء الهادف إلى تشجيع الكاتبات والكتاب الجدد من خلال تقديم نقد بناء لنصوصهم.
القصص من تأليف ضياء الشرقاوي، وهو كاتب من مصر مقيم في أستراليا.
قيم القصص د. محمد سليمان السعودي، مدير مركز اللغات ورئيس قسم اللغة العربية بكلية الآداب في جامعة الطفيلة التقنية (الأردن).
ونعتذر عن عدم استقبال نصوص جديدة للتقييم. النصوص التي أرسلت وقبلت سوف تـنشر.
ظلال عدنان العقلة
المشرفة على باب نقد بناء
النصوص
ضياء الشرقاوي
الزهور (…) -
وظيفة شاغرة
1 نيسان (أبريل) 2009, ::::: رزق فرج رزقفي عشية كل يوم من أيام البحث عن عمل، أعود إلى البيت في شوق يجدده الإنهاك الذي يتملكني أثناء البحث المتعب وما أن ادخل غرفتي الصغيرة حتى أشعر براحة يملأها شهي الصفاء ولذيذ الاسترخاء. ومع بداية يوم جديد قرأت على صفحات جريدة، خبر عن وظائف شاغرة، والمطلوب بعض الإجراءات.
وفي فترة زمنية ضيقة، حملت نفسي إلى العنوان المذكور. طرقت الباب. استقبلتني موظفة. بابتسامة خافتة، قالت:
"تفضل."
قلت: "أبحث عن عمل، وقرأت في ..."
"هل سبق لك التقدم إلى وظيفة؟"
"طرقت أبوابا عديدة. مقابلة بعد مقابلة. رسالة (…)