حيرة لفت الكلمات وازدحام ملأ السطور. من أين أبدا بلملمة خيوط قصة راقصة ولاعبة جيدة وأنثى متمردة ألبسها العمر ثياب النساء، وقلبها معلق بحياة الطفولة والنقاء؟
من لعبة الطفولة " الحجلة" تبدأ حكايتي، نجتمع أنا وبنات الجيران ونرسم خمسة مربعات ونتممها بدائرة كبيرة، نرمي حجرا أملس لينساب بخفة على الأرضية الخشنة، نقفز من مربع لآخر. نجاحنا أو فشلنا حدود الرسم وقياس المسافة قبل أن نزيح الحجر ليسبقنا للمربع الأخير، لعبة تدربنا عليها؛ أتقناها فاستطعنا أن نتقن الحياة وفن القفز عن همومنا مرة تلو مرة دون (…)
الغلاف > المفاتيح > نصوص > قصة قصيرة
قصة قصيرة
المقالات
-
كعب عال
25 أيلول (سبتمبر) 2014, ::::: نورة صلاح -
مدن الخواء
1 أيلول (سبتمبر) 2009, ::::: فريدة إبراهيم بن موسىفي لحظة ما، قد يبدو لك الرحيل فرحا، تزهو كل الأشياء أمامك، وتحسها أكثر ابتهاجا، وكلها تتحرك صوب فرحك اليتيم، لتقيم لك العرس الجميل.
وحده قلب أمك يحس الفجيعة، ويقيم للفرح مأتما حزينا. فلانتقال من بلد الأهل إلى بلد فارغ من الحب، كان بالنسبة إليك فرحا تصنعه رقصات حلم في عينيك المنفرجتين عن آخرهما، على غير العادة.
فهل تصنع الفرحة بك كل هذا المأتم الذي حل فجأة بقلب أمك؟
أنت لم تفكر بهذا القلب الضعيف الحزين بعدك، وكل ما فعلته بعض القهقهات والحركات البهلوانية التي تعزز قمة النشوة لديك، وتغرز (…) -
الفرح حكاية لا تنتهي
26 كانون الأول (ديسمبر) 2015, ::::: إيناس ثابتمسكين أيها الفرح، لا مكان لك في قلوب الفتيات المخضبات بالجمال الهائمات في نزف القصائد، ولا في لحن الأغاني أو حديث العابرين وقصص الغرباء. وكلما طرقت قلبا تسارع الحزن ينهال منه ولو فتحت كتابا رأيته يضطجع بين أوراقه ويلمع فوق أحرفه وكأننا لا نطلق البسمات بل ننام على وثير الدمع وزفرة الصدر كل ليلة، ونحيا على وزن واجمين واجمين واجمات واجمات.
الذنب ليس ذنبك يا عزيزي، الذنب ذنب أقوال ادّعت أنك وهم لا يدوم وأن الحزن مفتاح بوابة الصبر والصبر ممر للجنان، أغرقوا أنفسهم في الحزن وحفظ أدق تفاصيله حتى (…) -
ملائكة الشوق
1 أيلول (سبتمبر) 2008, ::::: هيام ضمرةرحلة متأخرة، إنما تفسح متسعا للوصول والتقاط مساحة كافية للراحة قبل بدء فعاليات المؤتمر الاقتصادي العالمي، والمباشرة في أعماله الهامشية كعادة الكثير من هذه المؤتمرات، هي فرصة لقاء لا تتفلت من بين أيدي المشاركين من محركي اقتصاد العالم.
أقلعت طائرة الإيرباص العملاقة في رحلتها العادية، تمام الساعة الثامنة صباحا، متوجهة إلى الدار البيضاء عروجا على العاصمة الفرنسية "باريس" على نحو مطمئن يوحي بالأمان والاطمئنان، وبمحاذاة النافذة جلس عواد بارتخاء ظاهر، شاب مهندم بحلته الشانتون الرمادية في عقده (…) -
زوجة ثانية
1 حزيران (يونيو) 2020, ::::: زكي شيرخانالغضب تمكّن من الأصغر فهب واقفا. وبصوت علت نبراته:
= هذا هراء. كذب. افتراء.
وبشيء من حدة، قال الأكبر:
= لا أدري إلى متى تبقى نزقا؟ لم تعد مراهقا.
= كيف صدّقتَ ما سمعتَ؟
= تعرف أني لا أتكل على ما يُقال، ولا أصدّق ما أسمع. حتى ما أرى، أشك فيه إلى أن أتيقن. ولو لم أكن متأكدا مما سمعتم مني للتو، ما قلته. رأيتُ العقد الصادر من المحكمة الشرعية.
= أين هو؟
= عند عمو سالم.
تهاوى على مقعده. ألقى نظرة على الأوسط الذي راح ينقل القلم الفضي بين أصابعه بخفة وكأنه في عالم آخر. قال له:
= (…) -
المنعطف
21 آذار (مارس) 2016, ::::: زهرة يبرمجواز سفرها في الحياة سُرق منها. محتارة كيف ستعيش ما تبقى من أيامها؟ باتت غريبة في بيتها، ضعيفة بين الأنام، تهزمها العواطف ويبكيها النسيان. يطاردها شبح الوحدة وتقسو عليها الأيام.
يمضي الليل والقلب وجيعا كسيرا، تتوسد ذراعها المبلل بالدموع وسط الظلام، تتأمل سَرابَ من أَوْلَاهَا ظَهره هجرا، ويأتيها صوتُه مغيظا: اغمضي عينيك نامي، أو اقضي الليل سهدا لن أعود.
ذاكرة ليل ثقيل يسير في مدار الزمن على مهل كأنه سنوات طوال، والليل يضخم أحزان الغرباء. تتقهقر بها الذاكرة إلى الوراء، تحاول أن تقيس (…) -
ما لم تكتبه جودي أبوت
25 آب (أغسطس) 2015, ::::: غانية الوناسعزيزي،
لم يكن الوقتُ قد حان بعد للنهاية، حين تراءت لي تلك المسافة الفاصلة ما بين دفء الحلم، وبرد الواقع، لم أختبر يوما إحساس البتر بمعناه الكامل، أنا المبتورة منذ بدئي، كجذعٍ لا شجرة ينتمي إليها، ولا غابة يركنُ إلى دفئها في المساء وحيدا.
لم أدرك ذلك إلا حين قررت فجأة عدم جدوى المضي في خلقِ الأمل من الحبر، وجعله مخلوقا يتمشى على الورق، كانت تلك طريقتي في التمهيدِ لإسدال الستائر، فلم يكن المسرح يوما هوايتي، ولا الوقوف بثقة موهبتي. أنا الغريبة الوحيدة دائما.
كنتُ أثق دائما بالوقت، أتصدق (…) -
مطر الكلام
1 نيسان (أبريل) 2008, ::::: محمد ياسين رحمةالبارودة الصدئة تطلق ملحا والرصاصة تلهث تائهة في خيط دخان يمتد من فضاء مكاني إلى حيث يشيع عطرك. دم ينزّ من جرح على حائط أسنده منذ عمر، والساعة الرملية أعلنت عواصفها والتهمت عقارب كل الساعات التي تتكتك.
نهار أملس آخر يتزلج على ربوة العزلة، والغيم يسوق الغيم إلى أمكنة ليس فيها نبض ولا ظمأ.
البرق الخاطف يصر على طعن خاصرة الراعي. البيارة استسلمت للجدب واليباس وتحن في شحوب إلى العشب الندي، وثدي العنزة السوداء يتدلى في ذبول ولم يعد يدر حليبا أبيض يزرع في الجدي المسكين شهوة القفز والحياة.
أنا (…) -
نصان: قلمي وأقنعة
1 تشرين الأول (أكتوبر) 2006, ::::: منال الكنديقلمي
لم الخوف منك؟ ابحث عنك. أتساءل لم الخوف منك؟ أنت شئ عظيم. استطعت أن تسطر تاريخا وحضارات. كنت الرفيق لمن أراد أن يكون خيرا لأمته. وكنت سلاحا ذا حدين. استخدموك لقوتين: الخير والشر، العدل والظلم. كنت صامدا معهم، قادرا على تسطير تجليانهم ومشاعرهم وأفكارهم.
كلما أردت الاقتراب منك أحسست ببعدك، بقوتك، ابحث عنك لأبحث عن نفسي فيك وبك. حيرة أعيشها لأجلك. أتأمل أصابعي وهي تمسك بك لتخط ما تستطيع أن تخط وتقول. ابحث عنك لأجد سلوتي فيك، ولكن خوفي منك كبير وعظيم. حاولت التخلص منك فلم استطع. حاولت (…) -
أكلة منسف
1 كانون الثاني (يناير) 2011, ::::: عدلي الهواري: بحوث ومقالات وقصصلم ينم طوال الليلة الماضية. ذهب إلى المكتبة ليمضي بعض الوقت في تصفح الكتب وتصوير بعض صفحاتها، ويتفادى بذلك النوم في النهار. وذهب إلى المكتبة أيضا للتهرب من موعد يلتقي فيه مجموعة من الأشخاص على أكلة منسف.
كان يظن أن وقت أكل المنسف ظهرا، ولذلك غادر المكتبة حوالي الساعة الثالثة بعد الظهر. كان الطقس ربيعيا دافئا. نزل من الباص، وتمشى بقية الطريق إلى البيت.
استلقى على أحد المقاعد في غرفة الجلوس والنعاس يغالبه. لم يكن يريد أن ينام، لأنه إذا فعل ذلك فسوف يصحو في منتصف الليل، ويفسد نظام نومه من (…)