وقد عقدت النية حال زيارتي باريس أن أزور جسر العشاق، وان اشتري قفلا وأعلقه بسور الجسر، لربما تصيبه العدوى من أقفال تجاوره، وينقل عدوى الحب إلى قلبي بالتبعية، فأزوره مرة ثانية لأضيف اسما في المكان الخالي بجوار القلب المرسوم جار اسمي.
وأتيحت لي في تموز الماضي لأول مرة زيارة باريس، وصعدت على جسر العشاق بقلب خالٍ، حاملا في يدي اليمنى قفلا، وفي يدي اليسرى أملا كبيرا. لكن سرعان ما خاب أملي حينما هالني الكم الهائل من الأقفال المتنوعة في الأحجام والأشكال والألوان والمعلقة بأسواره، والمُدون عليها (…)
الغلاف > المفاتيح > نصوص > قصة قصيرة
قصة قصيرة
المقالات
-
أقفال تفتح القلوب
25 أيلول (سبتمبر) 2014, ::::: مهند فوده -
وقرر أن يخوض
30 نيسان (أبريل) 2013, ::::: ذكاء قلعه جيكان البحر هادئا والسماء صافية وطيور النورس تحلق قليلا ثم تنقض لتلتقط شيئا من ثنايا موجة خجولة تتدحرج ببطئ لتنهي رحلتها بدغدغة الرمال المستلقية على الشاطئ. مشى ساعة من الزمن، ثم توقف في المكان الذي اعتاد أن يتوقف فيه ليراقب مجموعة من الصيادين يعالجون شباكهم بهمة ومرح، وهم يتجاذبون حديثا لا يتناهى منه الكثير إلى مسمعه. إلا أنه كان يوحي له بالسعادة والحبور، وكعادته يرفع لهم يده ملوحا : "قواكم الله يا شباب"، فيردون عليه بأيد مرتفعة وكلمات لايأبه كثيرا بأن يفهم معناها. ويستمر في مراقبتهم، (…)
-
إشراقة حياة في غمرات الأحلام
1 نيسان (أبريل) 2010, ::::: أسماء حمديفي مساء ليلة شتوية ماطرة زادت فيها الرياح العاتية حاملة معها قطرات المطر تدفع بها أينما تحب نثرته على أقرب زجاج شرفة مقابلة لها والقمر يلوح في الأفق نضيا لامعا كأن السماء غسلته بمياهها الطاهرة.
عبر الشرفة جلست فتاة في ربيع عمرها الوردي على كرسيها المتأرجح تنظر إلى القمر وهو يغتسل بماء المطر وأثناء ذلك حيث القمر والمطر والمدفئة والكرسي المتأرجح يتسنى لسلطان النوم أن يبسط جناحيه على الإنسان بسهولة فاستسلمت الفتاة له وغفت حتى تعمقت في النوم وبدأ يداعبها حلم جميل.
وجدت نفسها في بستان مليء (…) -
أيام القصر الأخيرة
1 أيلول (سبتمبر) 2018, ::::: فراس ميهوبيتربّع المصيف الجميل، مقصد الأثرياء، على قمّة جبل عال، يبعد أكثر من مئة كيلومتر عن العاصمة، الهدوء حذر ملفت، أمانه استثنائيّ، ومُعدّل الجريمة فيه يقارب الصّفر.
قاد سيارته الصّغيرة، عبر الجسر الضّيّق فوق النّهر متلاطم المياه، صعد الدُّروب شديدة الالتواء، ومع تبدُّد السّحاب بخيوط الصّباح، رأى شاخصة معدنيّة صدئة، قرأ بصعوبة عليها: بلدة القصر.
انتقل النّقيب رافع إلى مخفر القصر، بعد سنوات من الخدمة المضنية في العاصمة.
سبقت سمعة ضابط التّحقيق قدومه إلى القصر، رغم صغر سنّه، وهو لم يبلغ (…) -
رسـالـة أم لـولـدهـا
1 شباط (فبراير) 2007, ::::: مازن الرفاعيتسع عشر سنة مرت على زواجي. تسعة عشر ربيعا من عمر ابنتي سارة. تسعة عشر حولا وأنا بعيد عنها. قبل أيام من عيد زواجي التاسع عشر هاتفتني وحادثتني. قالت لي:
"اشتقت إليك، أريد أن استرجع معك أيام زمان، أريد أن استمع إلى أحاديثك، أريد أن المس بأناملي وجهك واقبل وجنتيك، أريد أن اشتم رائحتك."
أغلقت السماعة ودموع الشوق في عيني تبحث عن مهرب، أبحرت في محيط الذكريات مبتسما حينا، عابسا أحيانا. هي اليوم تحتاجني وتريد أن تراني. دعوتها غريبة فوالدتي لم تعتد أن تهاتفني، وأحيانا تمر شهور لا تتحدث فيها معي. (…) -
حافية على الشاطئ
1 أيار (مايو) 2011, ::::: منال الكنديبين سفر وسفر تزدحم في الأفق الذكريات، كما تزدحم في القلب الخواطر بوداعة وحب وحنان وترقب وصفاء وانتظار. وجوه وأحداث، أفراح وأحزان خيبات متكررة أو رجاء يتيم، رفة في الجفن أو نكسة في القلب، ذكريات وانفعالات وأحاسيس. مرة تتعالى في الفضاء ومرة أخرى تلامس وجه الأرض.
ضاقت بسجنها، وضاقت في وجهها سبل البحر والبر، فلجأت إلى السماء، لتتسع أمامها رحابة الفضاء وتسكرها أحلام "ديدال" وطيش "إيكار". حرّضتها الحكاية، ونازعتها عوامل الزمن، فضاعفت من سرعتها لتدرك أقصى السعادة. حلقت عاليا عاليا. نسيت نفسها. (…) -
الخامدون
1 أيلول (سبتمبر) 2006, ::::: ربى عنبتاويظل يهاتفها من نقاله ليتأكد من وصولها سالمة. وحين داست عتبة بيت عائلتها اطمأن واستكان قلقه، فطريقها محفوف بالإذلال والخطر. أما هو، فمن صالة العرض إلى بيته القريب، سير في طرقات مدينته المركزية، وصفاء ذهني يسنح له التفكير في مستقبلهما معا، كصديق وصديقة تربطهما عاطفة قوية، وتوافق فكري، وهموم مشتركة ووطن صاخب بالأحداث.
كان على الطراز الكوبي: شعره جيفاري، وقبعته كاستروية، وسيجاره من النوع الثقيل، على عنقه وشاح فلسطيني أحمر وفي يده دفتر المحاضرات. أحبته وهو يناقش أستاذ السياسية. أحبها وهي تناقش (…) -
العشق الأبدي ونصوص أخرى
25 كانون الثاني (يناير) 2013, ::::: أمين دراوشةالعشق الأبدي
مليئة بأشجار الليمون واللوز والرمان والزيتون. عندما انهض صباحا يداعب أنفي أريج زهر الليمون، فاستقبل يومي بفرح عارم يعجز جسدي عن احتماله، فأطير قليلا فوق الأشجار، ارتع قليلا بين ثمارها، قبل الذهاب إلى عملي.
كانت الشمس قد "عملت عمايلها وما خلت عشبة إلا ومن الدفى طلعت". ونسيم البحر الرقيق يصل من بعيد يحمل الندى والمنى.
ومن فرط السعادة، أقرر أن أصلي "صلاة النعنع البري" في كنيسة البشارة و"صلاة الميرمية" في كنسية المهد، وانهي يومي الجميل بتكحيل عينيّ برؤية قبة الصخرة الفريدة، (…) -
منازلة
1 أيلول (سبتمبر) 2017, ::::: زكي شيرخان"لَمْ تسألني لِمَ فعلتُ ذلك؟"
وبدون أن يتردد، وكمن كان يتوقع مثل هذا السؤال، كانت إجابته حاضرة: "مثلك لا يُسأل".
مط شفته السفلى أكثر مما هي متدلية، مما زاد من قبح فمه. أدرك بدون عناء ذهني، أنه لم يفهم قصده، فاستدرك: "أأدركتَ معنى إجابتي؟"
بدا وكأنه أمام مسألة رياضية عويصة الحل على تلميذ بليد. ارتسمت على وجهه إمارات الحيرة والذهول. نظر إليه بعينين شع منهما زهو الاستخفاف به، فأضاف:
"يفترض بمن كان بمثل سنك أن يكون قد أدرك الخطأ والصواب، وأن تكون له، أيضا، الإرادة في اتخاذ قراره، وله (…) -
البدوي
1 أيار (مايو) 2009, ::::: رزق فرج رزقترك أغنامه وهو يرفع الآلام عنه، وارتمي بجسده المتعب على فراشه، يحلم بالعيش ميسور الحال. كان دائما يطمح أن يكون ثريا، على الرغم من بداوته. لا يعرف سوى الرعي والاهتمام بشؤون الأغنام وكل أمور الحياة البدوية البسيطة.
كان ينام بحذائه وقميصه ومعطفه، ويستحم مرة كل شهر إذا سمحت الظروف. يعشق المزمار الشعبي ويتشدق به دائما.
كان بقريته الصغيرة مستوصف الشفاء. طالما عانى مشكلة العلاج، ولكن غالبا ما يساعده أهل القرية في ثمنه.
يتقلب على فراشه ويتمتم بهذه الكلمات: إلى متى سأظل على هذا الحال؟ يجب أن (…)