منذ أن وقعت عيناه عليها، انبهر بها وبقدّها. في ذهنه رسم على الفور صورتها. قلبه خفق بحبها. عندما كان طيفها يمر في خياله، تحمرّ وجنتاه ويعرق جبينه. لازمته هذه الحالة في حلمه كما في صحوه. انقلبت حياته رأسا على عقب. أين ذاك —رجل الأعمال الناجح— لقد تغير. أصبح شارد الفكر. يعيش مع صورة حبيبته في يقظته ونومه.
قرر دون تردد أن يتقدم لخطبتها، بعد أن سأل عنها وعرف من تكون ومن يكون أهلها. تحدث إلى والدته وشقيقه الأكبر وفاتحهما برغبته في التقدم لخطبتها، وهو يتحدث كانت عيناه ترقبان وقع الخبر عليهما. (…)
الغلاف > المفاتيح > نصوص > قصة قصيرة
قصة قصيرة
المقالات
-
الـنــصـيــب
1 شباط (فبراير) 2008, ::::: جعفر أمان -
مداهمة أخيرة
1 كانون الثاني (يناير) 2010, ::::: هيام ضمرةتتأرجح ماسحات زجاج السيارة أمامهما بجنون، تكاد تُعلن عجزها أمام بعث المطر الهاطل بغزارة، المواءمة مُجهدة أمام هذا البعث القوي، والسماء أنّى لها أن تُثبط همتها أمام إصرارها على مكرمتها العظيمة، والمطر لا يغسل الأشياء إنما يجرفها إذا ما فشل تشبثها بأوزانها، فيما الأرض فشلت تماما أن توائم عملية تصريف المياه بذات قدرة هذا العطاء المنسكب، فتحولت الطرق إلى سيول والمنحدرات إلى شلالات والمنخفضات إلى بحيرات، لتشكل شركا للسيارات. وسيارتها القديمة تصارع على وهن، وهما داخلها على كللهما يتأجج الخوف (…)
-
صدمة كهربائية
1 شباط (فبراير) 2011, ::::: عبد القادر كعباناستوقفتنا الصدفة وسط صخب المدينة الحزينة. أدهشني شحوب وجهها ونحول جسدها. أحسست أنها إنسانة لم أعرفها يوما. كانت أشبه بخرقة مزقها الزمن.
كادت تصرخ من دهشتها: "أيعقل؟ أهو أنت؟"
لم أعلق. وفجأة انفجرت ضاحكة كمن أصيبت بنوبة هستيرية. يومها لم أتحمل النظر بوجه متعب مدبوغ بالألم والإعياء.
سألتني إن كنت أرغب بشرب كوب من العصير. في الواقع أحسست أنها تطلب مني دعوتها بأسلوب غير مباشر. تنهدت ثم انطلقنا سويا. جلسنا بمقهى "مفترق الطرق". كانت منهارة من التعب والخيبة، ولكن أصرت على استنهاض مشاعر الماضي (…) -
صباح ظبية التلال الساكنة
1 تموز (يوليو) 2007, ::::: بقادي الحاج أحمدفي الطريق المؤدي إلى داخل المدينة، يعبر القادم من الشرق امتداد جبل طويق، ويراها القادم إليها وهي تقف محفوفة بالتلال، كالتاج على رأسها. إن كانت جدة هي مدينة البحر والأسواق، فإن الزلفي هي عروس التلال أو ظبية التلال التي سكنت وامتنعت عن الحركة لتنصت وتستمع لأصوات المآذن الكثيرة التي تدعو إلى الصلاة والفلاح.
المدينة الصغيرة بشوارعها وإشارات ودوائر المرور فيها، كأنها نموذج مصغر لمدينة -أو مجسم تخطيط مدينة. في الكيلو الواحد توجد أكثر من إشارتين ودوار، ومع الصغر وقرب المسافات، يسمع المرء في (…) -
أوراق الزمن
1 أيار (مايو) 2008, ::::: هيام ضمرةيجمعن مع أمتعتهن أطراف ذكريات، وبعض عصارات نفس تذوب بالشوق على قصاصات ورق تحنو في بعضها، وتلقم أنفاس الروح في بعضها الآخر، خرجن في مساء موعود، تجمعن أربعتهن في صالة المسافرين، قبل موعد إقلاع الطائرة بساعتين بناء على ترتيبات مسبقة فيما بينهن، استعدادا للسفر إلى البلد الشقيق الذي سينعقد على أرضه المؤتمر الثقافي الذي دعين إليه، وخلف عربة واحدة حملت أمتعتهن جميعاً تحركن بين مواقع إنهاء المعاملات إلى صالة الانتظار الأخيرة.
تبادلن عبارات الحمد لسير الإجراءات، وسِرن بعد أن تخَفّفن من حِملهن عند (…) -
انفجار
25 نيسان (أبريل) 2015, ::::: زكي شيرخانفجأة، أصبحت الظلمة حالكة. سكتت الأصوات، وأطبق السكون على كل شيء. المكان اصبح مجهولا. والزمن صار بعلم الغيب. توقفت الحركة، وسكن كل شيء. وبدأ الانكماش.
حاسة اللمس هي الأخرى فقدت فاعليتها، ولم تعد تميز الأشياء. بين المكان والزمان المعاشين هذه اللحظة وما قبلهما فقدت الذاكرة قدرتها على الوصل؛ وفقد العقل هو الآخر قدرته على إحصاء وحدات الزمن.
صور تراءت، دم (الرجل) ما زالت تصطبغ به الذاكرة، ومشاهد مواراته الثرى هي هي لم تتشوه.
جيبوتي في طريقها إلى الاستقلال. بيروت الممزقة الأوصال. الطائرة (…) -
عـائــشــــة
1 نيسان (أبريل) 2007, ::::: ضياء البرغوثيكانت النظرات البريئة التي رمقتني بها تحاول أن تجد حولها من يجيب عن تلك الأسئلة التي تتساقط من عينيها. بعد هنيهة شرعت عائشة بالبكاء عندما عجزت عن الالتقاء بإجابة عن أسئلتها الحائرة بين الأزمنة والمكان، فالمكان كان بالقرب من معسكر لجيش الاحتلال. أما الزمان فلا يُنسى، لأنها في تلك اللحظة كانت مسلوبة من حضن أمها التي تركتها خلفها تعيش في زنزانة صغيرة، بين أربعة جدران، وأكثر من سجان يعدون عليها أنفاسها، ويحصون عليها أيامها التي تمر ثقيلة ثقيلة. كيف لا وهي ترقد في زنزانتها التي كانت تؤويها هي (…)
-
في عيادة طبيب يُضحك
1 كانون الأول (ديسمبر) 2019, ::::: فنار عبد الغنيأخذ يصوب نظراته الحادّة على تفاصيل وجهي بعينين متحجرتين غائرتين خلف نظارة طبية سميكة. كانت ملامح وجهه متشنجة، وقد ألقت الإضاءة الضعيفة في الغرفة عليها شيئا كبيرا من الغموض. وأعتقد أنه تعمد أن يجعل الحجرة نصف معتمة.
كان يحاول إثارة قلقي من خلال التحديق الطويل في قسمات وجهي. استغرق فحصه وقتا طويلا وهو لا يزال يحافظ على نفس الهيئة. قاس ضغطي وأنصت إلى نبضي في لمح البصر ولم يتفوه بربع حرف.
لم يكن هذا الطبيب معروفا رغم تقدمه في السن ورغم وجود عيادته على طابق أرضي في بناء قديم يشرف على شارع (…) -
الخاتم المبهر
1 أيلول (سبتمبر) 2020, ::::: فنار عبد الغنيبكل خفة كنت أحاول اختلاس النظر إلى خاتمها المُبهر الذي تزين به بنصرها العاجي. في الواقع لقد أبهجني خاتمها الأنيق الغريب الشكل وجذب انتباهي دون إرادة مني. لا أذكر أنني رأيت خاتماً بمثل هذه الروعة منذ أن تغيرت خريطة مفاهيمي للعالم القيمي التي جعلتني بدورها أمتنع عن الذهاب الى سوق الذهب نهائياً.
كان خاتمها المُبهر من الذهب الأبيض، تتوسطه لؤلؤة بيضاء برّاقة متوسطة الحجم تحيط بها حبيبات ماسية لا تقل بريقاً عنها، وتتخذ هذه الحبيبات الماسية شكل وريقات زهرية تفتحت لتوها، فتبدو قطعة اللؤلؤ المشرقة (…) -
عينان خضراوان وفرع صفصاف أصفر
1 تشرين الثاني (نوفمبر) 2007, ::::: فكري داودفي مواجهة الداخل بابان لحجرتين متجاورتين. على يسار الباب الأول ركن هو أحد أركان الردهة الأربعة. قاعدتا جداريّ الركن مسندان لظهرها. من تحتها يمتد فراش جلدي يخفي الأرضية عارية البلاط.
منذ بضع سنوات وهذا مجلسها تقريبا، تنام ساق ملمومة فوق ساق ملمومة أخرى. تحتهما مقعدة ممتلئة، قياسا إلى سائر البدن البض. على يسار الداخل، ويمين الخارج تقبع، تدور الأقدام، تتعالى الأصوات أو تتواطى، لا تقترب من سيرتها إلا مرات قلائل. لم يعد يصل إليها الخطو، إلا لوضع طبق طعام، أو كسرات من خبز في صمت.
توقفت عيناها (…)