أينك أيها النوم اللذيذ؟ وبدأ ينام، فتخيل في منامه فتاة جذابة عذبة، باهرة الفتنة والجمال، ذات ابتسامة مشرقة، وقد وقع نظره للوهلة الاولى على شفتيها المغمورتين بحمرة وردية داكنة، تشبه زورقين يبحران بعيدا، فأحس برغبة عارمة في رؤية اللون الحقيقي لهذا البحر الغامض وشم عطره ولمس زبده وتذوق ملوحته!
تخيلها تسقط من الفضاء هاربة الى مركبته الفضائية، طالبة باستعطاف وحنو آسر أن يحميها من المهاجمين الأوغاد: انهم وحوش فضائية تشبه السلاحف والديدان والحشرات، وقادرة على التخفي بمهارة فائقة، فاحذرهم! فوعدها (…)
الغلاف > المفاتيح > نصوص > قصة قصيرة
قصة قصيرة
المقالات
-
وحوش فضائية
26 تموز (يوليو) 2012, ::::: مهند النابلسي -
هزيمة الضوء
25 تشرين الأول (أكتوبر) 2015, ::::: نوزاد جعدانكان يوما بعد كل يوم، مختلفا ومضطربا، وأنا أقود سيارتي وسط هذه الصحراء، كانت الأسئلة تشدني والأفكار تراود خاطري بطريقة جنونية، أحاول أن أصنع وشائج بينها، ولكن كل شيء يبدو ضوءا منهزما تحت ظل شجرة؛ حين يرتبط الأمر بالدين بالفلسفة.
فكرتُ كثيرا. من هي التي تغادر، الروح أم النفس، أثناء الموت والنوم؟ فالروح نُفخت من روح الله ومحال أن تموت بذلك، والنفس ذُكرت في الكتب السماوية أكثر من مرة وهي التي تغادر كما ذكر في القرآن الكريم.
وإن كان الجسم عربة والروح مولدة العربة، فالنفس إذاً هي سائقها، (…) -
جدتي والجامع وعبق الياسمين
25 تموز (يوليو) 2013, ::::: ذكاء قلعه جيلبست معطفها الأسود، وأحكمت ربط برانيلها (*) حول رأسها ثم شدته بقوة لتتأكد من إحكام ربطته، ثم مدت يدها إلى طبق الياسمين، وقبضت منه قبضة، ودستها في صدرها.
ثم قالت لي: "هيا لنذهب".
سألتها ببراءة الأطفال: "إلي أين يا جدتي؟" "سنذهب إلي الجامع الكبير. لقد نذرت أن أقرأ ثلاثة موالد على روح سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم". "الجامع الكبير؟"
وكدت أطير من الفرح، فلطالما سمعت عنه، ولطالما رأيت جدتي تعقد برانيلها ميممة شطره، وكم رجوت أمي أن تسمح لي بمرافقتها. وباختصار كان ذهابي إلى هناك حلم (…) -
بـعـثـرة ورق
1 كانون الثاني (يناير) 2008, ::::: ربا الناصريسقط نور الشمس على ذلك البيت، يضيء جميع أركانه، موقظا جميع من فيه، ابتداء بالقطة الصغيرة وانتهاء بالأستاذ سامي، معلم اللغة العربية في المدرسة الثانوية للبنين. استيقظ سامي من نومه بتثاقل يشوبه النعاس ووقف أمام المرآة يتفرس ملامح وجهه التي بدت شاحبة بعض الشيء. توجه بعدها نحو المطبخ ليعد كوبا من الشاي ووضع وعاء الحليب لقطته الصغيرة، متأملا إياها وهي تلعق الحليب بلسانها الصغير كالأب الحاني على أولاده، لكنه مع تمام الساعة السادسة كان على عتبة الباب، يخلف من ورائه قصص وتجارب من الحياة دفينة بين (…)
-
في السجن
1 كانون الثاني (يناير) 2007, ::::: مازن الرفاعيما أقسى الرجوع إليك أيتها الجدران! وكم أنت قميئة ومفيدة يا أيتها النافذة العالية الصغيرة المزينة بالقضبان! أفكار تنهمر في مخيلته ودموع حزن لا تفارقه وهو ينظر إلى الضوء القادم من تلك العالية، فدوام الحال من المحال. ولكن ألم يكن هذا بالحسبان؟ نعم هذه المرة كان الأمر متوقعا، ليس كصدمة المرة الأولى.
دخوله منذ سنوات هذا المكان كان صدمة. هزة ليلة الدخلة والتجربة الأولى. حين ضمته جدران هذا القفص الإسمنتي تعرف ليلتها على الأرق، وسهر معه حتى مطلع الفجر. أربع سنوات مسافة زمنية تفصله عن تلك الذكريات. (…) -
مارد المصباح
25 آب (أغسطس) 2012, ::::: هدى الدهانعرفته رجلاً لا يقول لامرأة "لا"، خجلاً أو حباً أو لمعرفته على قدرته على فعل ما تأمره به، ثم لم يعد يقول نعم. أصبح صامتاً ولكن، بقدرته السحرية على معرفة ما تريد حتى قبل أن تطلبه منه، وأحياناً يمتاز بذكاء استباقي لما ستكون عليه ردة فعلها فيباغتها بقبلة وهي أحوج ما تكون إلى دليل لوجوده قربها: قبلة بصمت السمكة أو يفاجئها باحتضان حار حين يحسها ضائعة، وبحاجة لمرفأ يحميها من الآخرين أو من أفكارها هي على الأقل.
في البداية كان يكتب لها أحلى الكلمات "شبيكِ لبيكِ" ومرنّماً "أنا بين يديكِ"، فتخبره (…) -
آخر أساتذة علم المنطق
1 كانون الأول (ديسمبر) 2020, ::::: فنار عبد الغني"أفلاطون صديقي، والحق صديقي، لكن الحق أولى بالمحبة" (أرسطو، الفيلسوف الإغريقي). . كانت كلمة منطق تثير إشكالاً واسعاً داخل ذهني، وكنت أترقب أول محاضرة لي في علم المنطق بكثير من الاهتمام، ظناً مني أني سأعثر على شيء ذي قيمة عالية، ربما يغير من رؤيتي للأشياء من حولي أو سيضيف شيئاً جديداً على شخصيتي.
لم أكن أعلم شيئاً عن الأستاذ المحاضر سوى اسم عائلته الذي نسخته عن البرنامج، والذي كان يشير إلى انتمائه إلى إحدى العائلات ذات النفوذ المذهبي والسياسي.
وقد وصلتني بعض المعلومات عن طبيعة المادة من (…) -
الخطوة المليون + عيد ميلاد سعيد في يوم لا يأتي
1 كانون الثاني (يناير) 2009, ::::: أمل النعيميالخطوة المليون
ترى ماذا يفعل الإنسان عندما يدرك أنه اختار طريق المليون ميل ووصل الخطوة المليون وما يزال هناك الكثير الكثير؟
ماذا يفعل عندما يستدير خلفه فلا يرى البداية لأنها أصبحت أبعد من مدى الرؤيا وهو يريد العودة بعد أن أتعبه الانتظار؟
ماذا يفعل عندما ينظر أمامه فلا يرى النهاية لأنها كانت أبعد من مدى الرؤيا بعد أن خانه القرار؟
ماذا يفعل عندما يستدير هنا وهناك باحثا عن وجوه مألوفة، يسعفه الخيال في رؤية الوجوه لكن أدوار الاستحالة التي مرت بها النفوس تجعله يستغيث بعمى البصر والبصيرة؟ (…) -
روحٌ تائهـــة
26 كانون الثاني (يناير) 2016, ::::: فنار عبد الغنيفي الصالة الرئيسية للمنزل العائلي الكبير، كانت تتربع كأنها ملكةٌ في حفل تتويجها. هي الحسناء التي لم تمسها خطوط الزمان. كل متأمل لوجهها الفائق الجمال يصاب بنوبة طويلة من الذهول الكلي. ذهول يشبه السحر، ذهول لم يتمكن أحد من متأملي جمالها من النجاة منه، ذهول يتبعه أرق مزمن يسكن كل روح تقترب منها.
من مساحتها الصغيرة تطل بوجه مشع وعينين ثاقبتين وجبين متمرد يواري خلفه عالما من الأسرار. أسرار عظيمة يتعلق بعضها بجذورها ،كما يرى أقرباؤها. هي لا تشبه أحداً من أفراد عائلتها. وحول جمالها الساحر، الخاطف (…) -
مرايا
25 أيار (مايو) 2013, ::::: محمد التميميكان صانع مرايا؛ يُشكل ويَصقل مختلف الأشكال والأحجام وحتى الألوان من المرايا، لا تخفى عليه واردة أو شاردة في هذه المهنة؛ فهو منذ أربعين عاماً او يزيد في هذا الكار.
في كل مرة ينتهي من صنع مرآة، ينظر إليها فتكشف له عن أدق تفاصيله؛ شعرات لحيته البيضاء وما تخفيه من جرح قديم بفعل مرآة مكسورة أول عهده بالمهنة، وتفاصيل وجهه وخطوط الزمن فيه.
لكنه كان يريد هذه المرة انعكاس شيءٍ آخر، غير تفاصيل جسده. يريد غير صورة اللحم والدم التي تعكسها هذه المرايا منذ أربعين سنة أو يزيد، يريد من المرايا أن تعكس (…)