بحثتُ عنها في غوغل وفي وسائل التواصل الاجتماعي. سألتُ الأصدقاء والزملاء عنها ولم أرَ لها أي أثر. كثيرا ما كنت أتخيل لون غرفتها وفرشاة أسنانها وأيّ الثياب ترتديها في المنزل. كنتُ غارقا في تفاصيلها ولم أدر أنها لسوف تفصّل لي كل شيء في حياتي. ولكن الآن بعد ثلاثين عاما منذ آخر مرة رأيتها فيها حين كنت في الصف التاسع، سرى بي شوق لا يخمد أواره.
الآن ونحن في عام 2050 كان ليلا كبيرا على وطن لم يكن إلا صغيرا لنا. الأوضاع كلها مثلما قبل. ولكن يا ترى ما أخباركِ يا نبال؟ ما زال الوطن على حاله. هذا (…)
الغلاف > المفاتيح > نصوص > قصة قصيرة
قصة قصيرة
المقالات
-
ودفنتُها في القمر
1 أيلول (سبتمبر) 2020, ::::: نوزاد جعدان -
العالـم لا يسمعني
27 تشرين الأول (أكتوبر) 2014, ::::: غانية الوناسكنت أريد أن أقول الكثير اليوم، لكنّ حاسة من حواسي خذلتني.
وقفت أمامهم ولم أجهز شيئا أقوله، أقصد أعبر به، كان شيئا جديدا ومختلفا على فتاة مثلي، بدوت كالغبية، تائهة، ضائعة، مشوشة الأفكار، ربّما كان العرق الذي يتصبّب من جبهتي واضحا جدا لكل من كان يراني ويرقبني بعين المنتظر.
اسمي كوفان. لست كردية لكن اسمي ارتبط بتلك الأرض البعيدة جدا، والتي لا أعرف عنها الكثير، لكنها ربّما تعرفني بشكل أفضل. حين ولدت لم يكن هناك من شخص يسجلني. احتاج الأمر معجزة وهكذا تطوعت ممرضة في ذلك المستشفى الرثّ تماما (…) -
طاغية صغير
1 أيلول (سبتمبر) 2019, ::::: زكي شيرخان"لم توفّق، كما أظن، في اختيار العبارة الصحيحة،" قالتها دون أن تظهر حتى النزر اليسير من الاستياء الذي اعتراها، "لم أرغب أن أضمك إلى مقتنيات عائلتي، كما قلتَ، لأنكَ لست قطعة جامدة يُزين بها جدار، أو تُركن في زاوية منزل،" أعطت لنفسها وقتا لكتم غضب بدأ باجتياحها، " إن كنتُ قد ولدتُ وفي فمي ملعقة ذهب فهذا ليس ذنبا ارتكبته، ولم يكن خيارا."
مُركّزا ناظريه على أوراق على منضدته يقلّبها، "لقد وجدتُ نفسي في موقف محرج أمام والدكِ وهو ينهال عليّ بأسئلته، وطريقته المتعالية."
"ولكنكَ رددتَ له الصاع (…) -
كلمات على جبين البؤس
25 نيسان (أبريل) 2015, ::::: طه بونينيبالقرب من ميناء يرصّع ساحلا جزائريا كجوهرة في جيد غادة، يقف شابّ يهوى البحر، يتأمّل وهو يرنو إلى العيش خارج إفريقيا. في جبهته يقدح الحماس، يتطاير الشرر، تشتعل نفسه بالحياة، ويبدو من عينيه المتوقّدتين أنّه لن يستسلم حتّى ينال ما يريد.
على جنبات شارع طويل فوضوي الملامح في مدينة جزائرية، ترتسم المحلّات والمقاهي والمديريات. على الرصيف طفلة، تحمل في يدها دمية، وبيدها الأخرى تشدّ يد أبيها الذي يمشي الهوينا بدون هدف. علّمها أبوها الحروف فصارت تقرأ اللّافتات وهي في سنّ الحضانة. وقد أصبحت تحسن (…) -
مقامة ليثية
1 أيار (مايو) 2007, ::::: أحمد الليثيأتى رجل إلى قطعة أرض فأحاطها بسور ونادى في الناس: "أيها الناس! أيها الناس!" فاجتمع إليه عدد منهم غير قليل. فقال:
"من يساعدني في إصلاح هذه الأرض وشق قنواتها وزرعها وتشجيرها وغرس بذورها، وله أن يستظل بظلها، ويشرب من مائها، ويأوي إليها متى شاء؟"
فانصرف عن ندائه بعضهم، واجتمع حوله آخرون. ووقف غيرهم يتفرجون، وعلى شيء لا يلوون.
أما من اجتمعوا حوله فصرف منهم -في غلظة- من صرف، ثم ذهب منهم بعد ذلك من ذهب. وبقي معه عصبة شمروا عن سواعد الجد، وعقدوا العزم ألا يهِنوا أو يتوانوا عن العمل، وتعاهدوا (…) -
الصرخة
25 نيسان (أبريل) 2015, ::::: إيناس ثابتخطوط متموجة من الأزرق والأحمر تصب في لوحة واحدة، بل صرخة واحدة، صرخة دوت في الفضاء وفي روحه.
ساعتان أو أكثر قضيتهما في التأمل والتفكير في لوحة الصرخة، ورحلتي الداخلية في الحزن والعدالة الإلهية، وأسئلة طرحتها على نفسي في حزن الكون والنفس.
صنع إدفارد مونك (Edvard Munch) من آلامه وأحزانه المتقدة في حياته وحياة من حوله صرخة ألوان تباركت على سطح لوحة.
تبدو السماء في لوحة الصرخة كبوابة جحيم، وفي اليمين جسر طويل يقف عليه شخصان يعتمران قبعة فوق رأسيهما غير آبهين لحمرة السماء وحزن الطبيعة أو (…) -
ما حدث معي هذا الصباح
1 حزيران (يونيو) 2020, ::::: محسن الغالبيكنت أجلس في سيارتي الصفراء فاقعة اللون، رفيقتي في السفر. ألقيت عليها تحية الصباح فأخذتني كالعادة بأحضانها.
هذا كل ما حدث معي هذا الصباح. لا شيء آخر، على الإطلاق، لا شيء.
ما حدث لم يكن ليحدث في كل الصباحات. تلك الصباحات المتكررة التي تشابهت فيما بينها كأغنية مقرفة أدمنها الآخرون تعود إليك لتنسف منك مزاجك الصباحي وكأنها طقس إلهي ممل. تلك الصباحات التي تبدأ بنباح كلبة جارتي وتنتهي بفنجان قهوة أدمنت عليه مختارا بغير اختيار.
أدرت مفتاح سيارتي وانطلقت على الطريق الريفي المتموج مثل أفعى، (…) -
سؤالٌ خنجر
25 آب (أغسطس) 2015, ::::: شيخة حليوي"وين يا مسهّل؟" سؤال يستبطنُ دعاء أو دعاء يستبطنُ سؤالا خبيثا.
سؤال بريء جدّا يُحاكي الكناية في معناها الأصلي ومعناها غير الأصليّ.
يليق بالضيف المستعجل يحثّه على البقاء ويستهجن سرعة رحيله. وبه تُرمى الأنثى المارّة فتتكوّر على ذاتها بحثا عن إجابة أو رحيل أو حائط يُخفيها أو تخبط رأسها به.
إذا تجاوزتِ الواحدة منّا مجلس ذكور القريّة زحفا كالأفعى أو ركضا ككلب القطيع أو تبخّرا كدخان سجائرهم ولم يشدّها من طرف فستانها أو آخر جديلتها سؤالٌ خنجر "وييين يا مسهّل؟"، إذا تجاوزتهم فلا يعنيها بعدهم (…) -
ســـؤال
1 أيار (مايو) 2007, ::::: مرام أمان اللهلم أتردد في الإجابة. كانت المرة الأولى التي أجيبه دون تفكير على أحد أسئلته التي لا تنتهي. "طبعاً لأ،" إجابةٌ سبقت نهاية السؤال. خرجت بسرعة الهارب من سجنٍ مؤبّد. لم أقم لحظتها وزناً لسؤاله، مع أني كنت أطيل التفكير في كل ما يسأل، ثم أتبعه بالنقاش التفصيلي والتحليل الذي يحمل في جزئياته شيئاً من الإعجاب المستتر بحكمته المغلّفة بقشور الشيب الذائب في أنحاء السواد. لا أدري، أشعرته بديهيّ الإجابة؟ أم كنت في واقع الأمر أنتظره بلهفةٍ منذ سنين. ابتسم متفاجئاً وغاب دون تعقيب. وغابت معه تلك اللحظات، (…)
-
شمس
1 كانون الأول (ديسمبر) 2016, ::::: محسن الغالبيقلت له: إن الصداع يفتك برأسي، يكاد يحيله إلى قنبلة فوضوية التوقيت.
قال لي: منذ متى تعاني هذا؟
قلت: من ألف عام، مذ عرفتها.
قال: من؟
قلت إنها الشمس، الشمس التي لم تشرق بعد، فإن أشرقت، أحرقت.
عبس وتولى، ثم استدار وناولني علبة بألف حبة من أجل ألف عام. قال تناول حبة في كل يوم.
أخذت العلبة وأفرغتها في جوفي دفعة واحدة. فغر فاه وجحظت عيناه، وقال: ماذا فعلت؟
قلت: لا وقت لدي للمرض.
قال: لكنه الموت يا هذا.
قلت: فليكن. إذن حان حينه.
أدرت له ظهري وخرجت مرددا:
بروحي من أتلفت روحي (…)