أكثر الموت ألما حين تضحك وعيناك تبكيان، وتكذب وأنت الصادق.
لا، لا تصدق أن أحلامك اللذيذة يمكن أن تمسح الغبار عن حقيقتي المرّة. لا تصدق أنك يمكن أن تختطف اللقمة من فم الأسد كما يقولون، أو أننا يمكن أن نتفق ونجلس عند مائدة عشاء واحدة، ملونة ببذخ الحياة، وبذخ حب صبياني مشوه، وأن نبضنا يمكن أن يهتز على الوقع نفسه.
لا، لن نلتحم. ما زالت الأشواك تنبت بغزارة في دربك إلي، ما زالت تخدش جموحك لاحتوائي، تعري أوهامك، تفضح نشوتك الحيوانية الساذجة.
لا، لن نلتحم. لن نخمد نار الواقع بلهيبها المتعالي (…)
الغلاف > المفاتيح > نصوص > قصة قصيرة
قصة قصيرة
المقالات
-
تــواطـــؤ مـشـبــوه
1 أيلول (سبتمبر) 2007, ::::: آمال يحياوي -
من منكم فقد ظله؟
30 أيار (مايو) 2014, ::::: ظلال عدنانتسلل الفجر رويدا وتنفس الصبح متنهدا. وارتفعت الشمس متثاقلة تخلع عن الدنيا ثوب ليل ممزق شوقا وهما ودمعا وأملا.
موج الحياة في المدينة انطلق. بشر وطير وحجر. اقتحمت الشمس قلب السماء. والتفت أحدهم يخلع الرداء. وتسمر بصراخ يتعالى: "أين ظلي؟"
تفقد الجميع ظلالهم، فما وجدوا لها أي أثر. وقفوا تحت الشمس. يمينها. يسارها. خلفها. فما وجدوا أي أثر.
لعل الشمس هرمت. وطاقتها نفدت. فما عادت للظلال خلاقة. فأحضروا مصابيح كبيرة متوهجة. سلطوها على أجسادهم. وراقبوا تكون ظل رجل. ظل امرأة أو حتى ظل حجر. ولا (…) -
عاشقة
25 شباط (فبراير) 2013, ::::: أشواق مليباريوقف خلف سيارة النقل. ناوله زميله العامل صندوقاً حمله على كتفه. سند الصندوق بيده، ودخل إلى فناء البيت عبر بوابة مزخرفة بالحديد المشغول. صبي صغير مشى أمامه، يشير إلى غرفة في الفناء قائلاً: "هنا يا عم".
ابتسم للصبي وأنزل الصندوق برفق، وعاد إلى السيارة ليحمل آخر.
الشمس في كبد السماء، تصلي الأرض ناراً، وترفع حرارة الجو إلى "العظمى" في هذه البلاد التي تختزن صحاريها الذهب الأسود، لكنها لا تعرف الغيمة الرحيمة. مذ جاءها وهو يشعر أنه في نهاية الكوكب. تحول من مهندس في بلاده إلى حمال هنا؛ من سترة (…) -
للانتظار ذاكرة وحياة
26 أيلول (سبتمبر) 2011, ::::: وهيبة قويّة(الجزء الثاني من "للانتظار ألوان وربيع وأحلام")
اضغط هنا لقراءة الجزء الأول
إذا قال أحدهم إنّ الانتظار مملّ فإنّه من الأكيد لم يجرّبه كما جَرَّبَتْه. فكم مرّة رَسَمَتْهُ ربيعا بألوان الحياة البديعة، وكم مرّة سرّحَت في فضاء الزّمان فراشات تحوم حول الورود والرّياحين، وكم سابقت قطر النّدى على وجه الورد تشكّله باقة لآخر الانتظار، وكم علّمت أغانيها لعصافير الفجر، وكم أطلقت أصوات الغناء، صمتا صارخا ينزاح له اختناق النّفس من مرارة البكاء والوحدة، وكم مرّة أوقدت له الشّموع ينقشع بها ثقل الظّلمة (…) -
الـمـتـعـِـبــة والأســتـاذ
1 كانون الأول (ديسمبر) 2006, ::::: صالحة سعيد الدغيلبي"أرهقتني الحياة؟" قالتها وبتنهيدة متألمة أمام أستاذها الكبير.
سألها: "أتقصدين أرهقتك أحلامك؟"
"أبدا. أنا قنوعة وبشهادة من حولي."
"إذن أرهقك تفاؤلك الجامح."
"ربما بعض الشيء منه، لكن بحق الحياة مرهقة ومؤلمة وإن صبغناها بالرفاهيات يا أستاذ، أليس كذلك؟"
"كنت تقولين من روضتي أرى، بل أعيش، الحياة رائعة. واليوم تقولين مرهقة ومؤلمة. ربما أصبت. لكن الحياة يا ابنتي مهما كانت مؤلمة فهي ليست جحيما. وبقدر ما نقاوم الصعوبات بقدر ما ننضج. وبقدر ما نسمو بأنفسنا عن الصغائر بقدر ما ننمو ونتطور." (…) -
في قاعة الامتحان
25 كانون الثاني (يناير) 2013, ::::: محمد التميميأصوات دعوات وتهجدات تسابيح وقرآءة لآياتٍ من الذكر الحكيم، ليست جلسة ذكر أو حلقة في مسجد من بعد صلاة الفجر. هي دقائق قبيل امتحان نهائي لإحدى المواد الدراسية. خوف، ترقب وقلق على وجوه الطلبة، وقاعة رغم ما فيها من إضاءة الا أنها كانت معتمة باردة. كل طالب جلس في مقعده يمارس طقوس اللحظات الأخيرة قبل بدء الامتحان.
دخل رجل سمين يشبه المعلمين في الافلام، رجل في أواخر العقد الخامس من العمر، كث الشاربين، متجهم الوجه، يلبس بدلة "السفاري" ويتأبط شرا ملف الأسئلة. يتقدم بهيبة اتجاه الطاولة المعدة مسبقاً (…) -
الباحث
25 آب (أغسطس) 2015, ::::: زكي شيرخانالسير الطويل أعياه. طاف الشوارع والأزقة والحارات. تطلع إلى الجدران والشبابيك ووجوه البشر. في مسيره شم ما زكم أنفه من الروائح. بلا هدى كان يسير وظن أن قد يهديه سيره إلى ما يجّد بحثا عنه.
لم يعد يعرف كم مضى عليه منذ بدأت خطواته تجره إلى اللامكان. توقف مرات عديدة أمام أماكن كان يتطلع إليها ولكنه لم يلجها وبقي يسير بمحاذاتها. أغراه بعضها ولكنه نازع نفسه رغباتها بالدخول إليها.
وجد نفسه أمام جامع لفت انتباهه كبره، وعلو مئذنته، وكثرة زخارف قبته. وجد الباب مفتوحا فدخل. لم يفكر ولم يقاوم. ترك (…) -
تـعـفـن
25 كانون الأول (ديسمبر) 2014, ::::: منال عبد الحميدتأمل يديه مرة أخرى بتركيز. شاهد البقع الخضراء المتعفنة تطفو علي جلده وتغوص قاطعة بشرته الخارجية. خُيل إليه أن ملايين الكائنات الخضراء الدقيقة المجهرية، التي لا يعرف كيف يتسنى له رؤيتها ما دامت مجهرية، تزحف في شكل كتل وجحافل متراصة مكونة بقعا ولطخا مقرفة مهمتها الوحيدة في الدنيا أن تأكله حيا.
تسلطت عليه أوهام التحلل منذ عامين تقريبا. كان موظفا عاديا ملتزما ومجتهدا ويعيش وحيدا مع أم مسنة وقطة وثلاثة أرانب. لم يحدث شيء غريب أو مخيف في حياته. لكنه استيقظ ذات صباح مقتنعا أن ثمة كائنات محللة (…) -
المرآة المعكوسة
25 أيار (مايو) 2012, ::::: أوس حسنأرخى الليل سدوله بصمت، بينما كنت غارقا ً في تأمل عميق في وجه تلك المرآة التي روت لي هذه القصة العجيبة، وأخذتني معها في رحلة طويلة إلى موقع الحدث.
تلك البلاد كانت بعيدة جداً، ومجهولة، لكنها في نفس الوقت كانت لا تبعد عن الإنسان أكثر من بضع خطوات. أراضيها كانت تمتد على مساحات شاسعة، فنصفها في التاريخ القديم والقرون الوسطى، والنصف الآخر في عصرنا الحديث.
في تلك البلاد هجرت الطيور أعشاشها، وغادرها الربيع منذ فترة طويلة، وسماؤها كانت خالية من النجوم، إلا من بضع نجمات كانت تضيءُ بأمر الملك (…) -
وحل الوطن
21 آذار (مارس) 2016, ::::: محسن الغالبي= انظري؛ الثلوج تغطي الشوارع حتى يكاد يصعب المشي فيها.
التقطت صورة وأرسلتها على الفايبر. كنت أود أن أقول إن الحياة ليست بالصفاء الذي يتخيله سجناء الوطن.
قالت: "لا علم لي، أنا خبيرة بوحل الوطن لا أكثر. لا خبرة لي بالغرب". وأحجمت عن إضافة تاء التأنيث إلى الكلمة الأخيرة رفقا بي. أحسست بذلك رغم المسافات الشاسعة بيننا.
قلت: برغم كل السنين هنا ما زالت الغربة تحول بيني وبيني.
= تحاشيت مفردة الغربة أنا، فلم تعيد أنت ذكرها؟
= من أدمن الغربة يدمن ذكرها، ثم تداركت: إن في الوطن غربة أخرى. ألم (…)