كنت في المطار أودع صديقة عزيزة جدا لم أرها منذ سنوات ولم تبق معي غير سويعات. لم أكن أدري هل ستمن علينا الأيام بلقاء آخر ومتى. حاولت أن أترجم مشاعر الفراق إلى دموع ففشلت.
جلست على أحد المقاعد وسط ضوضاء النداءات وحركة الذاهب والآتي وحقائب السفر. تعبير وجوه المسافرين والمودعين والمستقبلين والعائدين مبهم وبلا ملامح. جلست سيدة بجواري. كان واضحا أنها تريد أن تتحدث. إجاباتي المقتضبة لم تمنعها من الاستمرار. فكرت في مغادرة المكان، لكني تراجعت في اللحظة الأخيرة. بصراحة أثارت تلك السيدة فضولي، فقد (…)
الغلاف > المفاتيح > نصوص > قصة قصيرة
قصة قصيرة
المقالات
-
حــدث فـي خـيـمـة
1 أيار (مايو) 2009, ::::: أمل النعيمي -
ثلاثة نصوص
1 آذار (مارس) 2008, ::::: صالحة رحوتيتلبس
الثوب تنخره الحسرة، لم يستوعب كل الجسد الطافح بالحسن، مفاتن اندلقت تتفاخر ببروز انبجست معه عيون الرغبة شلالا، وتواكبها حيثما حلت.
كلمات، وتُمتح من معجم لهب انبرى يحرق أعماقا تتلظى:
"أين؟"
انتشى الغيظ فيها غيوما تتجمع، والوجه الباسم ينفث أنفاسا. يقترب لزوجة تخضب ثنايا الكلمات:
"أين؟ أين؟ لم تجيبيني بعد. أين؟"
::
لوحة
تغازله في شبق فيلتاع منه العمق المحروم، تتمدد فوق الصفحة الناصعة، وتمد بساط الحسن النابض منها، تدعوه فيحرقه وميض الجسد المتداعي في غنج.
ضجيج الباعة يجلجل (…) -
تصور في قهوة سويدي
1 تشرين الثاني (نوفمبر) 2006, ::::: رحاب الصائغكَلِمَةْ السأمْ يطلقها على أفكارهِ كلّما كان بحاجة إلى ظمأ جديد.
غيّرَ رَسمْ المدينة في ذهنهِ المُتعَب. حمل مفاصله إلى الشارع وأخذ يبحث عن قبس من الاستقرار حول مركز المجرة. يريد تمزيق أمتار مشاكله والعمل على إيقاف تحجر عواطفهُ اتجاهها. خرج جلس في قهوة السويدي القريبة من بيته في باب الجبلين ليُمَتِعْ نظرهُ برؤية منارة الحدباء في الجامع الكبير. إنها مثل برج بيزا منذ أول عهدها فهناك الكثير من الحكايات عنها.
أشدُّ ما يؤثر عليهِ ولائم ضجرهِ وشبح عطرها من دهن الورد الذي ابتاعه لها من سوق باب (…) -
مات جنينا يا ليلى
24 آب (أغسطس) 2013, ::::: مهند فودهما كان لي يا ليلى خياراً في حبك، وأنــا الذي لم أؤمن بالحب قبلك بل وكنت استخف دوماً بالمحبين.
كان الحب بالنسبــة لي نوعاً من الهراء، فكيف لإنسان ولد حراً أن يبيع نفسه عبداً لما يسمى "الحب"؟
كنت أسمع دوماً عن عذاب المحبين وآلامهم، عن شقائهم و اكتئابهم، وما كان لي فضول في تجربة ألم الحب، فيكفيني ما أنــا فيه.
وكأن الحب سمعني أسبّه، وكأنه سمعني أسخر من مُريديــه، وقد غضب و استحلف لي من وصفي لهم بالعبيد، فأراد أن يشتريني عبداً و أنــا الذي عشت عمري قبله حراً.
أراد أن يتحدى نفسه في مباراة (…) -
سوبر ستار
1 أيلول (سبتمبر) 2007, ::::: بشير عمري=1=
أصرّ النزلاء على أن ُتقرأ كل الرسائل الواردة إليهم علنا، وأن يطلع الجميع على مضامينها، فكما قال أحدهم: "كلنا في الهوى سوا، وفيم أفادت الواحد منا أسراره الخاصة خارج هذه الأسوار؟ هل منعته من السقوط فيما بينها؟" وقال آخر: "محرومون من أخبار الخارج فلنستأنس بأخبار رسائلنا." حينما أتى دوري كنت مستعدا لأن أقرأ عليهم الرسالة التي بعثت بها إليّ من باريس، خطيبتي اللبنانية ريتا التي طاوعتها في موضوع التبني، بل وعلى استعداد لأن أحكي لهم ما لم تقله الرسالة أيضا.
وما إن وصلت إلى الفقرة التي تخبرني (…) -
حكايات غافية + بوح الياسمين
1 آذار (مارس) 2017, ::::: هدى أبو غنيمةحكايات غافية
إلى حفيداتي تالة ولينا ونور وفرح ولميس وحلا
لم أنتبه إلى تلك العلب المنسية في أحد أدراج خزانتي، وما فيها من حكايات غافية، ومباهج صغيرة، حتى فتحت حفيدتي الصبية تلك العلب هاتفة بفرح: "لماذا أهملت هذه الأشياء الجميلة؟"
علب بورسلين مرصعة بأحجار الكريستال، ما زال الملبس فيها مغلفا بالسوليفان تحكي ذكريات أفراح مضت، وقصص حب صدحت بأغانيها وأهازيجها وزغاريدها، يوم كان الناس يبدعون الفرح بنبض القلوب العامرة بصدق المحبة والود، أكثر مما يحفلون بتصنعه.
أقراط وأساور وعقود، بعضها هدايا (…) -
أقلام وأوراق
25 حزيران (يونيو) 2013, ::::: جمال بوزيانلم يستطع قلم أن يجمع بين أربع ورقات في آن؛ فقال: حين أقتربُ من الورقة الأولى تحترمني وتساعدني؛ تحسنُ عِشرتي؛ بياضها ناصع؛ وتعرف أصول الكتابة؛ تفهمني؛ تمازحني؛ تراقصني؛ تسعدني؛ وتنقلني إلى عالم آخر. ظلالها وارفة تغطّي أشعّة الشّمس الحارقة. لها باب ونافذتان؛ تحسنُ فنّ الفتح والغلق متى شاءت. مواعيدها مضبوطة؛ تقدّس الصّفاء والنّقاء؛ معها فقط ودون غيرها من الأوراق أعيش نشوة الحياة.
تسعدني على طريقتها؛ تقذف بأحزاني في البحر وتؤسّس دولة الحبّ الحقيقيّ الخالد عاصمتها الأبديّة الشّرف؛ تعشق الضّاد؛ (…) -
ثلاثية من نهر البارد (1): لله الـعـتـبـى
1 تشرين الأول (أكتوبر) 2007, ::::: سالم ياسينعدلت من جلستها وهي تهرم بعض حبات البندورة، لتعد فتوش رمضان. لا تزال تحضرها رجفة في أعصابها من غضب كبتته صاغرة منذ الصباح من بائع الخضار. الغلاء يستفحل في هذا الموسم، والناس لا ترحم في شهر الرحمة.
أعادت النظر إلى الموقد الذي استصلحته من بقايا مقعد دراسي في مدرسة المهجرين، وأخذت تحتسب مقدار ما صرفته من "كرتونة" المساعدات، فالشهر الفضيل في يومه الأول. ساعة للإفطار فيلتئم شمل العائلة، وستشرب الكثير من الماء كي تشفي غليل غضبها المحبوس كرامة للشهر المبارك وقربى لله تعالى.
لم تكن لتهدأ أو (…) -
عفوا، رقم الهاتف الجوال لا يمكن الوصول إليه
1 نيسان (أبريل) 2007, ::::: هويدا سليمصوت دقات الساعة أيقظني. أحسست بأن عقاربها تدق فوق رأسي بعنف. نهضت من الفراش فزعة. نظرت إليها باستغراب. كانت عقاربها تشير إلى الخامسة إلا ربعا. زاد طرقها على رأسي بصورة غير محتملة. صرت أحدق فيها على الرغم من تسارع ضرباتها على رأسي، إلا أن عقاربها ظلت مسمرة عند الخامسة إلا ربعا. لم اعد احتمل صوت طرقات عقاربها على رأسي. سرت نحوها. كان الطرق يزداد دون أن تتحرك عقاربها من الخامسة إلا ربعا، وأنا أردد: "ماذا دهاك أيتها الساعة؟"
مددت يدي لإسكاتها بقسوة متناسية العلاقة الحميمة التي جمعت بيننا طوال (…) -
وماذا بعد؟
28 آب (أغسطس) 2024, ::::: زكي شيرخانأحد عشر عاما مرت منذ آخر مرة رأته فيه. يومها، دخلت عليه مكتبه متألمة حزينة. كان يجمع مقتنياته البسيطة واضعا إياها في علبة من الورق المقوى. سكرتيرة رئيس التحرير تجلس على كرسيه تكتب ما يمليه عليها.
= حاسوب متنقل، هاتف نقّال، عشرة أقراص مدمجة، منضدة، كرسي متحرك...
= أستاذ لا داعي لذكر الأثاث.
= دوّني كل ما موجود في المكتب، حتى الستائر، كل شيء. لا أريد أن أُتهم بسرقة ولو بلاطة أرضية. ضحكت.
= لست بالمازح معك. أطبعي القائمة بنسختين موقعتين من قبلك، نسخة لي، ونسخة لكم، واستلمي كل ما مدون. (…)