أشارت: "هُـس! الأطفال نائمون"، وهمسَتْ: "لكن بإمكاني مساعدتكم".
ذُهِــل الثلاثـة. ابتسمتْ ثمّ قـالَـتْ: "أعتقِدُ أنّكم ضائعـون، لابـأس". وصفقَتِ الباب.
تَـنـاظروا، ردّد أحدهم ـ مومئا ـ قولها: "هُسْ! الأطفال نائمون". تناظـروا، وبضربـةٍ واحدةٍ أردوا البابَ أرضـاً، لكنْ ما شيء تحرّك، ولا حتّى سُمِـع مُـواءُ قططها الكثيرة التي تعوّد المارّة سماعَ ضجّتها، وما كان إلاّ وقـعُ أقدامهم، ولُهــاثُ أنفاسهم يتردّد وهم يركضون، فكأنّه الموات، والمرأة لا حِسَّ لهـا ولا صدى.
وبينمـا هم على هذه الحال، (…)
الغلاف > المفاتيح > نصوص > قصة قصيرة
قصة قصيرة
المقالات
-
هُسْ! الأطفال نائمون
25 تشرين الثاني (نوفمبر) 2014, ::::: مليكة علاوي -
ثـرثـرة
25 نيسان (أبريل) 2012, ::::: غانية الوناسوجَدتُني مَساءً أَجْلس في غُرْفتي المعتمة تلك، مقابل تلكَ المِرآة التي لا تكُفُ ترقُبني كلّ لَيْـلَة، لعلّها تَفهمُ مَا يجُولُ برأْسِي، أنَا الّتي لمْ أعَوّدِهَا على وجهِي كَثيرًا حتّى لاَ تحفظَ تقلُبَاتي، فالمرَايَا تفضحُ كلّ شيْء، حين تنظرُ إليهَا بصدقْ، ولا يمكنُ بأي حالٍ من الأحوالْ إقنَاعهَا بعكسِ ما ترى.
قرأتُ مرّة، أو رُبما خُيِّل إليّ أني قرأتُ، أن المرايَا لاَ تكذبُ مطلقًا، لذلك يصعبُ عليكَ خدَاعُها، أو الكذب عليهَا، ولذلكَ كنْتُ أتجَنبَّها قدْرَ المُستَطاع، فقد كنت بيني وبين نفسي (…) -
يا حبا على شاكلة وطن
1 آب (أغسطس) 2007, ::::: أميمة أحمدراحت بايا تقرأ قصيدة أمام دهشة ضياء بها، الذي لم يرها من قبل وعرفها بما سمع عنها، تكاد عيناه تحضنها فرحا بها وهي تقول:
تربّص بي الحزن لا تتركيني لحزن المساء سأرحل سيدتي أشرعي اليوم بابك قبل البكاء فهذي المنافي تُغرّر بي في انتظار تراودني للرحيل عله يشفي غليل الحنين حنين إلى وطني صار رحلة عشق دائمة في الخيال
كانت أحلام تستمع لأول مرة إلى بايا وهي تقرأ شعرا، كان صوتها موسيقى لآلة لم تخلق بعد، فيه مساحة حزن، وكان خُلق للفرح، وعزف الصوت لحنا آخر، لحنين أشبه بالعشق. وكان ضياء يستمع إليها بشيء (…) -
معركة تسوق
1 نيسان (أبريل) 2009, ::::: هيام ضمرةللأسواق ومعروضاتها جاذبية عجيبة، وقدرة عظيمة على أن تجعلك تتبع رعشة الأهداب لتبصر إذكاءات الرغبة بالاقتناء، تحفزك على فك أقفال محفظتك دون تردد، تدفع ما حرصت على جمعه، وتتخلى على ما قضيت أياما وشهورا تعمل بلا كلل للحصول عليه، فالسوق رحلة إغراق واستغراق، إغراء مستحوذ ينسيك أولوياتك ويبدد حرصك، ليبدي بشاعة الانفلات بالإنفاق وسيطرة التبذير في طبعك، مرض العصر القبيح الذي يؤكد سذاجتك وأنت تغوص بحره بمجاديف الرغبة وتلج شواطئه بتهمة الإسراف حينا، والشطارة أحيانا.
ما أن تنزلق قدمك مع حاجتك لتسوق (…) -
الخديعة الكبرى
1 نيسان (أبريل) 2009, ::::: آمال سلامة"لا تحمل الأمس على رأسك فتبقى مطأطئ الرأس بين هامات مرفوعة".
أذكر أنني قرأت هذه العبارة من زمن بعيد، اتّخذتها شعارا لي، دفنت الأمس في قلبي لأبقى مرفوعة الرأس، ولم أدرِ حينها أنّ هذه المقبرة سيأتيها يوم تفيض بما فيها، أين سأدفنه؟ لا أستطيع حمله على رأسي، ولم أعد أحتمل دفنه.
الأمس يحمل الكثير، لكن شيئا واحدا بقي يكبر ويكبر، قلت دفنته، فكيف يحيا من يموت؟ إنه ينمو ويكبر، تغلّب على قلبي وقوي عليه. قتل كل المشاعر الجميلة، كل الأحاسيس ليسيطر هو وحده.
أسمعهم يتحدثون عن الحب، وأكاد أجزم أنني لم (…) -
سهرة
25 أيلول (سبتمبر) 2014, ::::: ظلال عدنانسهرة
تجمعوا وشموعهم تبدد ظلمة اجتماعهم تحلقوا حول تلك الشموع وخيالات أجسادهم النحيلة تتراقص فوق تربة رطبة باردة.
رغم تباين أعمارهم وأشكالهم ومناصبهم؛ وتراوحهم بين فقر مدقع وغنى فاحش، إلا أن انسجاما كبيرا يلفهم. حتى الأطفال الرضع بينهم صامتون. ما أزعجوا يوما ذاك الجمع بصوت جوع أو حنين للأم والحليب.
مريضهم، ذاك الذي كاد يذوي، يجلس بينهم منتصبا ويقول: "ذاك الألم مرّ بي وانتهى كحلم. بل ككابوس".
قهقهت الفتاة الشقراء رغم عنقها المذبوح: "احمد ربك يا عم، فالتماعة السكين وهي تهوي فوق عنقي (…) -
ريـحـــانة الـــوادي
1 تموز (يوليو) 2010, ::::: ظلال عدنانها هي تتلاشى. بدأتْ بالانسحاب. سئمتْ هذه الحياة؛ لا ثبات، ولا استقرار نفسيا. هي لا تعلم من تكون، وماذا تريد أن تكون. لا تثق بنفسها. هي فاشلة في كل شيء. لم تكن تريد الحياة، لكن الحياة تريدها؛ لتسقيها سما زعافا.
فاشلة، فاشلة، فاشلة. لا تستحقُّ أي نفـس تـتـنـفسه، لا تستحقُّ أن تكون أما.
أنت مهملة، غبية، بلهاء، خرقاء. ليتك لم تولدي. ليتك مُتّ لحظة ولادتك.
كانت تدور في دوائر مفرغة، وحلقات متصلة، لا تعلم لها بداية، وتخشى أي نهاية. روحها تبحث عن السلام، وأنّى لها ذلك؟ بحثت حولها عن مخرج. أين (…) -
تعويض
1 أيلول (سبتمبر) 2021, ::::: زكي شيرخانجمال هذا الوجه ساحرٌ، ملفتٌ للنظر. مكوناته كأنها جُمعتْ مع بعضها بعناية إلهية خاصة. جبهة متوسطة تعلو عينين لوزيتي الشكل، عسليتي اللون. أنف زاده القصر روعة يتوسط خدين متوردين كهضبتين في الشفق، يستدقان تدريجياً نحو الأسفل كأنهما دليلان إلى شفتين مكتنزتين تتربعان على ذقن يكمّل شكله روعة الجمال. وجه طفولي، بريء الملامح، يصلح أن يكون أنموذجاً لعشرات اللوحات. ويمكنه أن يُلهم عشرات القصائد، ويُعذّب عشرات العشاق.
تطلعتْ إلى هذا الوجه وكأنها تراه لأول مرة رغم إنها لم تفارقه. بهرتْ بجماله ودقة (…) -
عناق حميم
25 آب (أغسطس) 2012, ::::: مهند النابلسيعناق حميم (قصة من الخيال العلمي)
اتضح له الآن المغزى من بقاءه حيا، وماهية الرسالة التي يحملها، حيث مده رب العالمين بقوة مضاعفة عجز عن تفسيرها، فقاوم الأشرار بضراوة غير معهودة، وانتصر عليهم وأنقذ الفتاة الجميلة. اتصل به صديقه الحكيم من محطة الرصد الفلكي، وحذره من اقتراب كويكب ناري يزيد قطره عن عشرة كيلومترات، وأبلغه بقلق أنه يتسارع نحو الأرض بسرعة 217 ألف كيلومتر في الساعة، وقد تم رصده بواسطة تلسكوب ضخم يعمل بالأشعة تحت الحمراء.
واستطرد الحكيم المخلص: لو قدر لهذا الكويكب الناري أن يصطدم (…) -
دوائر
25 آذار (مارس) 2012, ::::: ناصر خليلالليل بكل وحشية يلتهم أحلامنا ويبتلعها في جوفه ونحن كالبلهاء ننتظر النهار. ما جدوى أن تشرق الشمس فلا تجد ما تغازله سوى شواهد القبور.
ما بين الجبل الذي يرقد بداخله الصامتون والشارع الذي يئن من صرخات القتلى، وقفت على الجسر والجسد ينتفض والشمس علاها شحوب. عيناها حائرتان ما بين الجبل الصامت والشارع الصارخ الذي في نهايته تقع القرية حيث مسقط رأسها.
أغمضت عينيها، كأنها ترى لحظة ميلادها وسط صرخات الرافضين ونظرات الكارهين لها دون سبب.
صفعات تنهال على وجهها الغض مع أول خطأ لها من هذا الذي قيل (…)