لا يصطحب معه أحد. يذهب إلى هناك وحده. فقط يحمل خنجره المعقوف. في تلك الأيام كانت الموضة عند الشباب تربية الشعر الكثيف ووضع الخلال عليه، ولبس البنطلونات العريضة - الشارلستون.
عند حضور أدروب من الشرق إلى الخرطوم، وجد الشباب يسرحون الشعر على طريقة الهيبز، ويضعون الخلال الخشبي عليه، أشبه بحال شرق السودان. قال أدروب:
"ناس خرتوم يا دوووب بقو رجال."
صغيرا كان هو في تلك الأيام على أن يخوض في عالم المرأة، صغيرا على أن يبحث عنها أبعد من حدود الحب الأول. لو لم يكن يمتلك من الجرأة وحب المغامرة (…)
الغلاف > المفاتيح > نصوص > قصة قصيرة
قصة قصيرة
المقالات
-
الهروب إلى المطر
1 آب (أغسطس) 2008, ::::: بقادي الحاج أحمد -
الفرح على تخوم الحرب
30 نيسان (أبريل) 2013, ::::: فتحي العكرميعرفَته المدينة شجاعا ومحبّا للضّعفاء وللمظلومين. يهاب الجميع عضلاته المفتولة. يقضّي وقته مستعدّا لنُصرة الغرباء. يتدخّل لفضّ الخلافات التي تقع في المقاهي وفي السّوق. ينتقل من حفلات الزّفاف إلى المآتم ناصحا ومساعدا.
جمّع حياته في قِيَم الكرَم فأطلقوا عليه كنية الطّاهر.
ذات توحّش، نشبت الحرب في المدينة المجاورة فقرّر الذّهاب إلى المخيّم لمساعدة اللاّجئين. ساعده جسده القويّ على تحمّل مشاقّ السّفر في صحراء شاسعة. دلّه رجل يرعى الإبل على الطّريق الذي أوصله إلى مخيّم واسع تقطنه عائلات جاءت من (…) -
رحلة ونصان آخران
25 تموز (يوليو) 2013, ::::: أمين دراوشةرحلة
وهو يلفظ أنفاسه الدنيوية الأخيرة، كان مكبلا بالسلاسل، وحراسه مع ذلك يشعرون بالخوف، حتى عندما أغلق عينيه، استمر القيد في يديه والفزع في عيونهم يصاحبه بلاهة تثير الاشمئزاز.
هو بدأ سفره ورحلته الأكثر وحدة وغربة ومتعة من الأسفل إلى الأعلى، من أدنى الأرض إلى قمة السماء.
وكان من زمن طويل قد نشأ على القيام بأشد الأمور خطورة دون خوف أو تردد، وستكون رحلته المتشعبة والمتعبة والطويلة، رحلة صوب الضوء. وعليه أن يتسلح بالصلابة والشدة ليحتمل وحشة الطريق، فقبل الشروع بالصعود عليه أن يغسل نفسه في (…) -
زجاجة العطر
25 آذار (مارس) 2012, ::::: محمد التميميوصل إلى أرض المطار بعد رحلة استغرقت عدة ساعات بالطائرة. كان منهك القوى متصدع الرأس، سيء المزاج. نظر إلى من حوله فوجد جميع الوجوه غريبة عنه، مما زاد في وحشته.
تقدم إلى مكان تقديم الجوازات، كان يسبقه طابور طويل من جميع الجنسيات غير الأوروبية، كان طابوره يتقدم ببطءٍ شديد، أما طابور الجنسيات الأوروبية فكان الناس لا يتوقفون لسرعة تقدمه، تمتم في داخله ببضع كلمات من الشكوى وصرف نظره إلى طابوره.
أصبح يحدق في موظفي الجوازت. قال في نفسه: "الله يبعث لي ابن حلال يمشيني بسرعة، أو حتى ابن حرام المهم (…) -
لو أنه لعق يده
1 كانون الأول (ديسمبر) 2007, ::::: داليا الحاجما بال هؤلاء القوم؟ منذ فتحت عينيها للمرة الأولى وجدتهم يحيطون بها، مجموعة من العمالقة، أشكالهم غريبة، ويصدرون أصواتا مخيفة. أحدهم يمد يده نحوها يريد أن يلمسها، فتنهره عملاقة أخرى تفوقه حجما. قد تكون أمه، لا بد أنها كذلك. وأخرى تقفز وتصفق بيديها، وشعرها الذي هرب من أنحاء جسدها ليتدلى من فوق رأسها كأنه أذنان كبيرتان يقفز معها. وآخر يضع شيئا مخيفا على عينيه يزيد من ضخامتهما. وأشياء غريبة مترامية بأنحاء الصندوق الذي يعيشون فيه. أي نوع من الكائنات هم؟ مخيفون، ومملون حد الضجر، لكنها ترى بهم شيئا (…)
-
أصوات داخل الكرتونة
1 نيسان (أبريل) 2011, ::::: بشير عمري=1=
توهته ظلمة القبو المعزول والمجهول في جغرافية الكون، فاستحال إلى معلق في خواءات الوجود. لا شيء يعكس له حقيقة كينونته سوى جسده المحرق وهو يتحسس أطرافه المضروبة بالحديد والنار لكنه لا يرى تلك الأماكن المضروبة. ولكم يغدو صعبا أن تحس بعذاب أعضائك دون أن تراها، فصار يدرك وجوده بالآلام الراقصة على جسده.
لم يقو على حمل راحة يمناه كي يمسح عن ركبته الدم النازف، ولا يسراه ليكفكف دمعة منصهرة تكاد بألاهيب الحسرة أن تحرق خذه، بعد أن انتهى من حصة اليوم في الاستنطاق، وما ظل يحز في نفسه هو أنه لم يكن (…) -
بین سیف نیرون وعیني جوستينا
1 آذار (مارس), ::::: فراس ميهوبغرقتَ من جدید في بحر ذاكرتك القریبة جدا، انتبھتَ أخیرا إلى جوستینا، ھذه الجمیلة.
كانت فعلا أجمل مما توھمتَ، وكعادتك ترى التفاصیل متكوّرة في حضن النظرة العامة. وكنتَ قد أھملتَ أي اھتمام مفرط بأي إنسان ولو كان أنثى بھذا الحُسنِ، لكن تجاھل جوستینا كان ممكنا لأعمى أو أطرش فقط، فقدرتْ بعد أیام قلیلة على أن تأسر منك العین والأذن.
نظراتھا وھي تحدق في داخل عینیك، وترمي في وجھك المتعب كل ھذا التحدي القاھر، إن كنتَ قادرا على الإفلات فافعل.
جریئة بتلقائیة، دون أن تواري خجلا عمیقا یطفو إلى السطح (…) -
حكاية باب
1 أيلول (سبتمبر) 2020, ::::: وهيبة قويّةتمكّن منّي الحزن كما تمكّن منّي التّعب والأرق من قبل. أتى، لا أعرف من أين، هكذا! دفعةً واحدة، كتلة ثقيلة جدّا، مثل يد عملاقة من نار ودخان تسدّ شقوق أنفاسي فيتبعثر كلّي، وألتقط بين الحين والحين نفسا بصعوبة. كلّ نفَس له طعم مرّ ورائحة خانقة تتفشّى في كلّ خلايا روحي. ويَثقل صدري. ويضيق. يضيق، وأختنق. أختنق، وتصبّ اليد العملاقة في روحي أطنانا من الحديد المذاب يحجب عن روحي الحياة.
وكنت وأنا غارقة في حزني أسمع صوتا خفيّا خافتا يلحّ عليّ بأن أنهض، وأن أسعى في دروب الحياة، وأن أحاول فتح الباب (…) -
نافذة اخضرار من قطار الصحراء
1 تموز (يوليو) 2008, ::::: بقادي الحاج أحمدمرة أخرى في هذه الغربة يبحث عن بداية جديدة، وسط إحساس مفجع وموحش أكثر من مخاطرة ركوب الغربة لأول مرة، على الأقل عند البداية تكون لوحدك على الشط، تريد أن تقتحم اللجة الزرقاء، أما الآن فأنت تحمل ما تحمل داخل ذلك الخضم المهول المتلاطم الأمواج المسمى مجازا غربة. تريد أن تقتحم المجهول؛ رحلة البحث عن مكان جديد ووجوه جديدة.
في الرياض عند محطة القطار، كان جالسا منتظرا رحلة الدمام. قطع التذكرة وودع صديقه، وداعا تخللته محاولة الصديق أن يدس في يده ورقة نقدية. تمنع المسافر، وشكر الصديق وطلب ألا يفعل (…) -
وصايا لزهرة دافئة
1 تموز (يوليو) 2007, ::::: منال حاتم عبد اللهوأرسم حول بتلات روحي المثخنة بجراح الزمن بعضا من بقايا أحلامي وأمنياتي. أحاول أن أتفنن في تلوينها بأحمريات الأمل المتدفق في أوردة كياني.
وذات حزن قررت أن أهب هذه الأمنيات جزءا من وقتي، وأستلهم من بتيلات هذه الزهرة الموشكة على الذبول وصايا، آمل أن تقوم بتنفيذها، وإن داعبتها أعاصير الحياة بقسوةٍ شديدة.
تلك كانت "الزهرة الدافئة،" التي ما برحت مسؤولة عن البوح الذي يستنزف دمعي المذبوح. أحاول جاهدة الإبقاء عليها حية رغم ما يصفعها من ألم الوقت. وأجعلها تقاوم نكسات الدهر لكي تحفر وصاياي في ذاكرة (…)