"في نهاية حلقتنا هذه أود أن أشكرك دكتور نصير عبد الرحمن على حضورك، على أمل أن تشرفنا في حلقات أخرى".
"شكرا".
"سيداتي، آنساتي، سادتي على أمل اللقاء بكم في الأسبوع القادم أتمنى لكم أوقاتا سعيدة وإلى اللقاء".
***
وهو يشيّعه في الممر المؤدي للمخرج، قال: "دكتور، لم تتطرق للدور الذي لعبه الغزاة فيما آل إليه وضعنا".
"لم يكونوا السبب المباشر لسوء أوضاعنا، كانوا عاملا مساعدا. قل إنه محفّز، وهذا لا يعني تبرئتهم من قسط المسؤولية التي تقع عليهم".
توقف عن السير. استدار نحو محدثه متمما: (…)
الغلاف > المفاتيح > نصوص > قصة قصيرة
قصة قصيرة
المقالات
-
السير حذاء الجدار
1 حزيران (يونيو) 2017, ::::: زكي شيرخان -
قلوب لم يدفئها الحب
25 تشرين الثاني (نوفمبر) 2013, ::::: مهند فودهفي لحظات معدودة تبدل كل شيء، تلاشت الوعود واختفت من الوجود، ذهب الأمان وحل الخوف من المجهول، صار وعده لها بمشاركتها طول العمر أملا غير مضمون، ذهب الدفء وحل برد الشتاء وأصاب أطرافها بالتجمد ولسانها بالجمود، ودت لو أشارت للنادل بحاجتها لبطانية، فدفء الجسد بالحب في برد ديسمبر بدا لها في تلك اللحظة خادعا وغير مأمون.
لم تعُد تصغي لمزيد من مبرراته المغلفة بالأعذار واللامعة بالأكاذيب، أخذت تتابع هطول الأمطار من خلف النافذة التي يجلس أمامها، جُل تفكيرها كيفية العودة للبيت دون مظلة تحميها من المطر (…) -
أنت لا تقرأ
25 كانون الأول (ديسمبر) 2012, ::::: غانية الوناسثمّة رسائل لا نكتبها بالحبر والقلم، إنّما نكتبها بدمع العيون ونبض القلوب، تلك الرسائل هي رسائل العمر كلّه، رسائل لشخص واحد قد يصادف أن يقرأها غيره مرات ومرات، ولكنّها بالنّهاية لا تصل إلاّ إلى ذلك الشخص التي كتبت لأجله.
وثمّة رسائل أخرى تكتب لكلّ النّاس، وربّما يحدث أن يصادفها مرّة شخص لم تكن تعنيه تماما، ومع ذلك يجد فيها شيئا ما يخصّه ولو من باب التشابه في الأحداث والوضع والأقدار ربّما.
كنت على حافة الانعزال عن كلّ شيء حين قادتني الصدفة ذات شتاء إلى قراءة شيء ما أصابني للوهلة الأولى (…) -
امرأة في حيرة
26 كانون الثاني (يناير) 2016, ::::: طه بونيني"العَالــَمُ يَتَدَاعَى، يَهوِي بسُرعَة نَحو هُوةٍ سَحِيقَة". قالت سميرة التي تشاهد الأنباء وقد أتمّت لتوّها تحضير الغداء، وهي تتحدّث إلى زوجها الذي يبدو منشغلا بتحضير السَّلَطة وهو يُدَندِن.
"هل أصغيتَ إلى نشرة الأخبار؟" تسأل سميرة، وهي تريد إقحام وليد في الموضوع بالقوّة. وأجاب:
"الحياة فنّ، أفضّل التفكير فيما يريحني. هذا خير لي وللعالم".
وأخذ يقطِّع حبّةَ جزر بسرعة فائقة، وطبع كلامه بغمزة خفيفة تلاءمت مع ابتسامة عريضة، وكأنّه يفتخر بتقطيعه السريع للجزر على طريقة الطهاة المحترفين. (…) -
جلنار والقمر
21 آذار (مارس) 2016, ::::: إيناس ثابتأحدثك من جنان الخلد أيها القمر المنير في جنبات الكون حديث المحب للحبيب، مجددة عهدا قديما بيننا وودا خالصا في نفسي لم يبرح مكانه.
في طلعتك البهية أيها القمر المضيء في صفحة السماء المظلمة ما يشبه سنا طلعته البهية في مرآة حياتي ومتاهة الروح، يشع نورك على القمم الراسيات؛ فوق جداول الماء وسطح الأرض؛ في السهول والوديان؛ ونور وجه الحبيب يشع فوق ورد الخدين وفي حنايا الضلوع؛ وأنت خير شاهد على ما أقول، فلا أدري أيها القمر أنورك أم نوره أضاء العتمة في قلبي؟
وأنت أيها القمر أنيس المحبين كل زمان (…) -
الثوب الأبيض
1 أيلول (سبتمبر) 2022, ::::: فنار عبد الغنيكانت تتقن فنونا كثيرة منها فن خياطة الأثواب، وخاصة أثواب السهرات المميزة. وأشهر الأثواب التي تتقنها: أثواب الزفاف البيضاء. كانت خياطة مألوفة ومشهورة بإتقانها لمهنتها وإنسانة محبوبة وكريمة جداً. بصمتها مميزة في خياطة الأثواب الأنيقة وفي ترتيب الأشياء وفي طهوها للطعام وفي كلامها مع الآخرين وأمنياتها لهم.
كانت إنسانة رقيقة القلب، دائمة العطاء كشجرة خضراء مثمرة طيلة العام. ضحت بشبابها من أجل عائلتها. لم تكن الابنة الكبرى لأسرتها الكبيرة العدد، لكنها كانت الابنة التي ضحت بعمرها ومالها من أجل (…) -
أربعون
1 شباط (فبراير) 2007, ::::: سالم ياسينأصاخ السمع قليلا مقلباً المصباح بين يديه كأنما يسمع نداءً خافتاً من داخله:
"لربما كنت أمام أسطورة تتحقق، فالحياة أعمال غير مكتملة إلا بالأحلام بحثاً عن فرص عادلة."
بدأ يفرك المصباح ممنيا نفسه بعظيم الأمنيات والأحلام، منتظرا المارد الأزرق وشبيك لبيك.
زاغت عيناه من هول المفاجأة عندما رأى جنيا أخضر هزيل الجسد يتدرج من فوهة المصباح إلى الأرض.
"من أنت؟" صاح به من فرط المفاجأة.
"أنا جني المصباح، ألبّي أمنياتك الثلاث بفرص عادلة في الحياة. خذ وقتك بالتفكير قبل أن تطلب."
"هي أول فرصة (…) -
كبرتَ عشرين عاما دفعة واحدة
30 نيسان (أبريل) 2013, ::::: فراس حج محمد"لا يوم أسوأ من هذا اليوم، أحسستُ أنها رحلت إلى غير رجعة، وأحسست أنني لم أكن معها كما تقتضي الأخلاق ونبلها، كنت أنانيا وقاسيا، ألحقت بها ضررا قاسيا، وألحقت بنفسي تدميرا شاملا، لم أراعِ منطقا ولا عقلا ولم أعترف بالواقع الذي أعيش فيه، أبرقت لي الدنيا بالأماني بارقة أحسستها نورا سرمديا يضيء عتمة ليل طويل في دهاليز الحياة المضطربة، جرفتني معها، ألغيت كل ما أتمتع به من رزانة ورجاحة مدعاة، لم يعد معي شيء أدافع فيه عن أحلامي وأحلامها، بعد أن اكتشفنا أننا نعيش وهما كبيرا، كنا نحلم ونحن على يقين أننا (…)
-
وردة حمراء مضحكة
25 نيسان (أبريل) 2015, ::::: شيخة حليويجلستْ في المطعم الذي أكلا فيه قبل عامين. امرأة وحيدة بوردة حمراء مُضحكة في شعرها.
تتابعُ بجوّالها الحديث طاهيا محتَرِفا وهو يعرض أمام الزبائن قدراتِه الخارقة في مراقصة الطّعام والنار. روّادُ المطعمِ من السّائحين والمحلّيّين كانوا يصوّرون المرأة والطاهي.
سألها النادل: "هل أصبُّ النبيذ لشخصيْن سيّدتي؟"
= "طبعا، هو يأتي في كلّ لحظة". صبَّ ولم يسأل عن الآخر. لم يعدْ يعجبُ من الحاضرين غير المرئيّين. بعد عشرين عاما في المطعم وأقلّ منها في الحياة خارجه تعلّم أنّ الذين لا يراهم حاضرون (…) -
بين عجلات سيارة الجيب
26 تشرين الثاني (نوفمبر) 2015, ::::: زهرة يبرمكنت أذرع الصالون جيئة وذهابا. ألم بالروح لا يسكّنه شيء. توقّفَتْ بي الحياة فجأة في نقطة، ولم تعد تساوي شيئا. تمنيت لو أبدأ من الصفر، لو أدفع لعقل جديد ووجه جديد واسم جديد وحياة جديدة مع أناس لا أعرفهم.
"لا يمكن أن نجدد حياتنا، بل نواصلها فقط". هذا ما قاله لي طبيب نفسي حاول أن يطبق بعض النظريات علي، لكنه لم يقنعني فلم أعد أخضع لجلساته. أكّدْتُ له أن حياتي صارت تساوي العدم، وأنني أصبحت لا أريدها ولا أرغب في مواصلتها، ولا أعلم كيف التخطيط للفرار منها وقد تحولت إلى سجني وسجاني.
"كيف يمكن أن (…)