عــــــود الـــنـــــــد

مـجـلـة ثـقـافـيـة فـصـلـيـة رقـمـيـة

ISSN 1756-4212

الناشر: د. عـدلـي الـهــواري

 

نازك ضمرة - الولايات المتحدة

قــرع


نازك ضمرةأتوق لفنونها وفهمها للحياة والحب، لكنني سأكون أمينا في نقل ما سمعته منها قدر استطاعتي، خاطبتني في إعياء:

"أثق بك يا فتاي، أراك إنسانا مختلفا كثيرا عمن التصقت، وأجد نفسي عاجزة عن فهم هذا الالتصاق، فأنت آخرهم، لذا أريدك أن تكتب سيرتي مطولة إن استطعت"، وناولتني ورقة.

"سيدتي تهمني أموري وأفكاري، ومسئوليات أسرتي، والأرض، وأنت ممن يعيشون على هذه الأرض".

"ألا تعدني أن تفعل ما طلبت؟"

"سأحاول"؛ وانطفأ مصباحها وطال الغياب.

بقيت بعدها أحن إلى لمساتها، وإلى كفاءتها في العزف على أوتار أعصابي، تحلق بروحي إلى سماواتها، كنت كلما بعثرتني الهموم، تذروني الرياح لبابها، وها أنا اليوم أفرد ورقة كتبتها بنفسها، ووفاء بوعدي لها، وحسب طلبها.

مزعج وعنيد ذلك القرع، يسبب لي الكثير من الضيق، بدأت أحس بالتعب، أطلت الوقوف أمام المرآة، مرآتي أنا، أين علبتي الذهبية القديمة؟ ليست من الذهب الخالص، لكنها مطلية بلون الذهب، لا أنسى أنني اشتريتها من إيطاليا حين زرتها للمرة الثالثة، لامعة مغوية كأيام زمان، أحب مداعبتها فتحاً وإقفالاً وتأملاً، أتحسسها بحنان كلما فتحتها.

والعمر؟ كنت أظنه طويلاًّ. كثيرون يقولون لي إنني عشت كثيراً، ورأيت كثيراً، لكن؟ أما أنا؟ آآه! ذلك العمر الذي يتحدثون عنه ويصفون، برغم مرور ثمانين عاماً على ولادتي، ولنقل إنها ستون عاماً من وعيي وإدراكي لمتطلبات عقلي التي لا نهاية لها، تلك السنوات الستون لم تتح لي الوقت الكافي حتى لقول كل ما أريد، فكيف بالأفعال أو التصرفات، وكل ما يخطر بالبال؟ ولا حتى التعلم الكافي.

هذا القرع يشعرني بحصار يضيّق الخناق عليّ، فلمن أبوح؟ ولمن أعتذر؟ عن عصبيتي على الأقل، محاولة الصدق تذلني. أحسّ أنني في قفص اتهام، هل تفيدني الثقة بالنفس؟ أأصدق عقلي أم أتماهى مع مرآتي؟ ولماذا لا أطلب منها المستحيل: تكلمي؛ أنطقي أيتها المنظرة الخرساء؛ أعيدي عرض تلك المرأة المشاغبة المثيرة للجدل، إنها كلها هنا في هذا الرأس.

بثقة وأمل ظلت تخطو، تلك التي كانت لعوباً، لكنها لم تكن رخيصة، تحب روح الشباب، تجذبهم وتعذبهم، ومع هذا يواصلون محاولاتهم، بعضهم يحب السهل، وآخرون كثيرون تغريهم الصعوبات. ما أسرع الإنسان بالشك والطمع! أكان ذلك عبثاً أو طاقة فائضة كانت مختزن؟

كان لدي الكثير من تلك الطاقة لمن يستحق وما زلت، أحاول سحب الكرسي الذي يحتل أفضل المواقع في البيت، صامداً صامتا وبإصرار، وكأني أسمع نداءه متحرقا لاحتضاني، لسنوات لا أستطيع حصرها، أثبت نفسي فوقه هذه اللحظة بصعوبة بالغة، علّ جسدي على الأقل يستريح وحواسي.

لكم شهد هذا المقعد ما علا فوق ساقي، حين كنت أضع قدمي عليه، أو اقتعده، هنا، أمام مرآتي العتيدة، تعزيني ذكريات متراكمة وتعذبني، قبل أيام قلائل نسوة واجهنني بقولهن: "إنني لا أشيخ".

تغمرني هذه اللحظة أحاسيس نشوة وقوة غريبة، تقسو عظامي وتشتد مفاصلي، يتململ في جسدي عزم الشباب، وفي عضلاتي بعض من قواها القديمة، كيف الوصول إليه؟ نعم إليه؟، وأمور كثيرة أخرى تشغل بالي.

تتجول أناملي المتصلبة نوعا ما، بحركات متعثرة، تتفقد أماكن معينة، طيف قشعريرة، أوشك على الانتفاض، حتى علبتي الذهبية تنتفض، أسميها (الذهبية) حتى لو لم تكن مصنوعة من الذهب الخالص، لكنها وعلى الأقل كانت ذهبية، لأنها رافقت عمري الذهبي، حين كنت في العشرينات والثلاثينات والأربعينات وحتى الخمسينات من عمري الذي يدعون إنه طويل، تتوق لمن يفتحها، أٌقلب القلائد والهدايا والتكريمات التي منحت لي، لهذا الجسد، كان صارخاً ضاجاً بالحياة والقوة والأمل، أعجب كل من اقترب منه أو جذبه، أثارت غيرة النساء، تتناسق مع جسدي والحركات، بائسات، ورجال بؤساء.

كل الرجال، حسب اعتقادي، أكثرهم واهمون، يظنون أنهم يفهموننا، المرأة رقم صعب، معادلة لا يمكن حلها ويصعب تحليلها، قد يجد رجل أو معالج مدخلاً ما، لكنه بعيد عن معرفة التركيبة الكاملة.

كانت لي حكاية قصيرة أو طويلة مع كل من مروا هنا، حولي هنا في هذا البيت العتيد، وعلبتي ومرآتي التي أتسمر عندهما هذه اللحظة، لكم حرصت على تكاثر كنوز علبتي، لكن مرآتي وعلبتي أصبحتا عبئاً ثقيلا على روحي وعقلي، لا تنفعان في سنوات الجدب، بؤساً لك يا مرآتي، إنك بلا ذاكرة، لماذا لم تحفظي صوري وطلاتي الماضيات؟

أتجنب النظر في وجهك العابس، ايتها الصامدة المتجمدة، ما أسخف وجودك مرآتي وبرودك، قاسية في عرض التقوسات المرتبكة، أغيثيني ولو بجزء بسيط من ذلك الماضي. الهذا الحد تحرصين على حاضري؟ وما هو مستقبلك؟ ذرور من حياة في أعماقك، أرض غير مجدبة، أين تشكيلات هذا الجسد ومحاسنه لعقود ما قبل الستينات؟

أيتها المرآة الخرساء، عرفت الكثير الكثير عن تفاصيل هذا الجسد، لكنك خبيثة حسود ناكرة ماكرة، قصص لها أول لكنها بلا آخر، وأنا لا أريد لها آخر.

يتوارد إلى مسامعي قرع من كل اتجاه، إنه قرع، قرع يثير العديد من التساؤلات، أؤكد أنه كان قصيراً جداً، وماذا تعني لي الأعوام الثمانون التي عشتها حتى الآن؟ فرحت كثيراً وحزنت أكثر، لكم حلقت في سماء الإغراء، فراشة تتنقل من زهرة إلى زهرة، تقطف الرحيق البكر قبل الأخريات، لكنها مرآتي اليوم مثل الزمان تتشفى بي، تسخر مني وتشوه خلقتي.

فاشلة أنا إذن، ودليل فشلي وحدتي في هذا البيت المتخم بالتحف، جميل كل ما تقع عليه الأنظار، تحف وهدايا وفازات وأثاث وأنوار ونجف وتماثيل من مواد ثمينة أو نادرة، ثم ما فائدة كل ذلك مع خلوّ كياني من القوى التي تلزمني لتحقيق مآربي. أتمدّد وحيدة ً على الذكريات هذه اللحظة.

بكامل زينتي كنت، مدعوة في ليلة سمر وسهر، نظرت من علٍ هناك، قدم لي أحدهم زهرة، عانقت أنفي، ثم بدت ناضرة بعدها تتلألأ على هذا الصدر، أعجب بها مجنون ثمل، اقترب بأنفه وشمّها، أثنى عليها، ربما هو الذي أتى بها، قبل ثلاثين عاما، صرت تسمعين تلميحات، (ما زالت أعجوبة حتى وفي سن الخمسين) وماذا أقول وقد نوّف عمري على الثمانين؟ يتواصل القرع على الباب، أي باب؟ إنني أنتظر، مرآتي وبيتي حصار عمري ودنياي.

تمر أمامي هذه اللحظة لقائي الأول معه، رثيت لحاله المسكين، كم كان يثير شفقتي، مع أنني كنت مرتبكة، تعرّق الحييّ، ليتني أدرك سرّ رابعة العدوية ولغتها، وما عبرت به عما كانت تحسّ، أقلب محتويات علبتي كالعادة، احتار في اختيار العقد أو القرط أو المدلاة، كثيرات متزاحمات في ظلام هذه العلبة التي تخالف كينونتي، خارجها مشرق وجميل، لكن داخلها الظلام، أما هنا فخارجها ظلام وجواها ثمر ناضج وآهات أمنيات.

لجلج المسكين وتلعثم مرات عدة، يضع كتابه جانباً، ويحتضن يدي اليسرى ويقبلها طويلا، يبقيها لثوان على فمه، لاحظت مقدار حرجه الذي طال، كدت أصيح فيه: وماذا بعد؟ وما خطوتك التالية، آه إنها شفاهي الراقصة المجنونة كانت تحترق بجمر الحلم لحظتها! بعدها سماني معبودته، وصار يحسب ألف حساب للقائي، ويخترع الكثير من الحجج لاستقبالي بخطط جديدة. كم ألهبتني حرائقكِ!

حتى مع وجود أقنعة ثقيلة، يمنعني القرع أن أتطرّق إلى الآثار في أماكن أخرى.

مزعج ولئيم، لم تعد بي طاقة على احتمال هذا القرع، ومتواصل، يؤذي أذنيّ أولاً، لكنه اليباب في فكري والذاكرة، مسامير مسننة لولبيا تحفر في أعماقي، تتسارع في اختراقي مسرعة أحيانا وتتباطأ في أحيان أخرى، أو أنها دقات قلبي المضطربة، والأذى حاصل لا محالة، حتى وأصابعي المجعدة وهي تحتضن علبتي الذهبية، لا تجد العزم الكافي لفتحها، فتتراجع الرغبة عن فتحها.

كان قرعاً خفيفاً في البداية، بل برنين مموسق كأنه عزف آلات لم اخبرها من قبل، راقص أعصابي وهو يتخللني مرات متقطعة، ثم أصبحت رناته طويلة متكررة، طارق عنيد طويل، أهو خلف الباب؟ لا أريد أن يزعجني أحد وأنا في إسار المرآة، أتمنى لو أبقى هادئة، لا أريد أن يشاركني النظر أحد، أحاول الاندساس عبر أضلاع صدري، كل العالم من حولي غائب إلا هو، ذكراه، وحده، ليت العالم كله ينساني و خاصة أولئك الفضوليات، لعلي أفكر وأنام وأصحو وأعبث على هواي حتى الجنون.

يجعلني أندم أحياناً، إلا أنّه جزء من كياني، بل هو أنا كلِّي التي بدأت أخشاني أحياناً، وأفتخر بما أنجزت في أوقات أخرى، إن أتيحت لي فرصة أخرى فسأروي المزيد من الحكايات عن جنوني وعبثي، أرى في المرآة صدراً مبسطاً مترهلا، ترفع أصابعي الهزيلة شيئاً من جهتين.

أي سرّ وأي إصرار يكمن وراء هذا الرنين المتلاحق في إصرار عنيد، والمتقطع أحيانا، ليت القارع اكتفى بوضع أصبعه على كبسة الجرس في الخارج، اقترب أيها المتخاذلّ، أقترب جداً لتزعجني هنا، تقدم واسندني، لعلني أحس بتراخ وهدوء أعصاب، ما الذي يتسلط عليّ لسرقة نبضي وكنوزي، ثم التبخر على جناح نحلة، بعد أن تقرصني، أجد نفسي أتقلّى بعدها، منشغلةً في التنكر مع أعماق مرآتي، في فترة ما أردت أن أشبع راحة في عالمي بعيداً عن أعين الحاقدين والمارقين، ولكن إنى لهذا الجسد أن يرتاح؟ كنت أقول بعدي فليكن الطوفان.

آلام تجتاجني وهزال يعيقني، أضطر للانحناء ثم الاضطجاع، أركز كوعي على وسادة عالية بجانبي، أواجه مرآتي ومقعد تسريحتي، سأحاول أن أركز رأسي بين كفتيّ لأريح عيني ورأسي، إنها رقبتي الطويلة نوعا ما، كنت أسمعهم يقولون عنها (العالية)، آآه لكم زهوت بها! أتهرب الآن من النظر إلى أعصاب رقبتي البارزة، والجلد فائض من كل اتجاه، وشبه شفاف، أوعية دم جلية للعين قرب سطح الأديم، لا أنكر جهلي في نواحٍ كثيرة في الحياة. آلاف المرات فتحت علبتي وتأملتها، جربت محتوياتها، أتأمل كل حلية بها على هذا الجسد الثمانيني، الروح له، الغائب أين اختفى؟ عمري في عرف الناس طال.

يثير القرع في مفاصلي رهبة وفي شفاهي تحسساً، أندم كثيراً على فرص خسرت بها وجولات، توقفي أيتها الأفكار الهادمة الهازمة؛ مرآتي كانت تنذهل وترقص حين أتجلى لها، كانت تأسرني بسحرها الذي لا يدركه أحد سواي، امرأة المرآة تلك، غابت كعشاء الأمس، ألم أقل إن حياتي كانت قصيرة جداً ؟

لكنّ الدوي المتواصل والقرع يفرض عليّ أن أفعل أشياء أخرى غير النوم والاستسلام، لم أعد أقوى على الصمود أمام هذا القرع المزعج من كل باب، لحاح لا أقوى على احتماله، بودّي أن أفعل الكثير، فهل أهرب للأمام أو للخلف، أو أواصل الجمود أمام هذه المرآة الخرساء، لعلها تنقلني إلى حيث أريد.

أتشبث بتلك الوردة الجافة، لم يبق منها إلا رائحة خفيفة، لا يحس بها أحد سواي، لم يعد لي رغبة في مقابلة أحد سواه، لا بالترحاب ولا بلباس غير لائق كما أنا عليه الآن في حضرة مرآتي، أحسّ بحاجة لعون ما، لكنه الكبرياء، هل من يدلني كيف أنسى ذلك القرع العنيد؟

D 24 شباط (فبراير) 2016     A نازك ضمرة     C 11 تعليقات

6 مشاركة منتدى

  • متعددة هي القضايا التي يطرحها النص، لكنها في المجمل تقف عند عتبات سلطة الزمن التي حفرت أخاديدها على صفحات الجسد، فتحولت كلماتٍ وأحرفًا نازفة بالمرارة والحسرة، وسردا تأرجح بين زمن ولَّى كان للجسد فيه سلطانُه، وجسد آني بغير سلطان.
    سلطان الجسد ظل عالقا بالذاكرة ونقش عليها ذكريات عنفوان الساردة عند نظرها إلى المرآة وهي عجوز، وبالتالي أضحت المرآة نافذة على الذاكرة الموجوعة، وعلى هوية الشخصية التي تعكسها. فهل تعكس الصورة الآنية هوية المرأة المنعكسة عليها؟ وأيهما الشخصية الحقيقية: صورتها في الماضي، أم صورتها في الحاضر؟ وهنا تنبثق زاوية الرؤية الإبداعية في النص. تحياتي وتقديري.


    • الأستاذ الأديب محمد على حيدر /المغرب، تحية طيبة، سررت بتعليقك على قصة قرع، وكلماتك القليلة دلتني الكثير عن ثقافتك ومدى استيعابك للنص، ولفلسفة صدى المرآة والزمن على نفسية إنسان عجوز، رمز لكل من يطول به العمر، فهي علاج وتشخيص بنفس قصصي أدبي محايد، شارك فيه الراوي العليم والسارد والكاتب والشخصية، والزمن والمرآة، بتكثيف متشدد مضغوط بتركيز حتى تؤتي القصة اكلها في صفحات قليلة، تخفيفا على القارئ، وإشباعا لرغباته في متابعة الحدث والمشاعر، ولا ألومك حين تتساءل أيهما الشخصية الحقيقية؟ آمل ان نتواصل، شكرا لك والله يفحظك.

  • حينما تتراخي تلك السلاسل التي تغلق صناديق الذاكرة، وتسيل الحكايات والآلام والأفراح الصغيرة، فيأتي السرد متدفقاً حرا لا يقوى على شيئ من الإنحباس أو التريث، الكتابة بضمير المتكلم تشبه ذلك، والرائع في هذا النص هو ذلك التداخل / التوازي الذي يستدمج / يمايز مابين صوتها، وصوت الراوي، حتى وكأنك تنسى أيهما هو الراوي، ومن الذي يحكي........ تعجبني أشكال الكتابة وتقنياتها أكثر .
    كن بخير


    • تحية احترام وتقدير للأخ الأديب حاتم الشبلي، قراءتك واستيعابك للقصة أثارني واسعدني، إن التقاطك لنقاط مهمة في القصة زادتها اهمية وجدوى، والنقد عنصر فاعل في زيادة أثر النص على العقل والروح والوحدان، وخاصة في مجال القصة، شكرا على مرورك واهتمامك صديقي، ونعتز بالسودان واهل السودا، ونتمنى دائما أن يكون لنا اصدقاء من أدباء السودان، فأرجو إبلاغ تحياتي وترحيبي بالتواصل مع اي أديب سوداني او ناقد، وبانتظار سماع اخبارك صديقي.

  • قلة من الكتاب يحسن استخدام (المعادل الموضوعي)، لإسقاط كم هائل من المشاعر. الكاتب وظف بذكاء المرآة لتضعنا في موازنة مستمرة بين الماضي والحاضر. هذا النوع من المعالجة السردية يعتمد على تقنية اللغة لتعويض عناصر الحدث والزمان والمكان، وتلك الحيلة ترقى بالنص إلى مصاف الخواطر الراقية لكنه يبتعد بالقدر نفسه عن حبكة القصة. وهذا ماجعل النص تطغى عليه الأسئلة المتعددة التي لو تخلص منها الكاتب، واستعاضها بمزيد من الوصف واللغة غير المعيارية باعتماد التشبيهات والمحسنات البلاغية بلغة شعرية؛ لكانت خير تعويض عن افتقاد تلك العناصر المهمة في أي نص سردي متماسك.
    يعوض الزمن التأكيد مراراً على وجود القرع واستمراره..


    • تحية طيبة لأخينا الدكتور عبد العزيزالمزيني

      اشكر اهتمامك بالقصة، وسعدت بتعليقاتك وآرائك، وأفتخر بمدى استيعابك وتتبعك لمضمون القصة وموضوعها، ولي أسبابي لتغييب النقاط التي أتيت عليها، لكن ما يثلج صدري في الأصل هو درجة الإعجاب التي ابديتها، ويكفيني هذا فخرا، لكن لو أتيح لنا اللقاء ولو في ندوة خاصة او عامة، لدخلنا نقاشا مفيدا للقصة ولكلينا وللحاضرين، فكتابتي للقصة قديمة وعايشت ظروفها وتطورها وأستطيع ان أكتب القصة نفسها بأشكال وترتيبات وثيمات مختلفة، لتؤدي الغرض الذي اوحي لي كي اكتب القصة لأجله، والقصة تطورت كثيرا، بحيث ان المحسنات اصبحت تشكل عبئا على القصة ونتيجتها، لأن قارئ هذاالزمن وربما يريد القصص القصيرة جدا او البرقية، وبعضهم يطالب بالومضة.

  • نص جميل ، فتح واغلق الصندوق الذهبي الذي في داخلنا عدة مرات.فيما يخص القرع مرة قرات مقولة مفادها انه لاتنزعج كلما كبرت في السن وضعف بصرك فهذه حيلة جسدية حتى لاترى عيوبك و الكبر الذي يزحف عليك فتخاف او تكتئب .الظاهر ان عيني بطلك مازال نظرهما قويا و لم "يشخ" ابدا على راي السيديتين اللتين رأتاه .


  • عشت خالدا أستاذي الفاضل قصة ماتعة و مائزة...القرع هنا ليس فشل حب و لا خيبة سنين الغربة.. كما سار إليه ظن البعض و لكنه تأمل كثيف لرؤى فلسفية عميقة للحياة و الأرض كما ذكرت..ذاك القرع يا أستاذي حنين و شوق للأهل و الوطن و حب و عشق سامر سامق للضاد..تحياتي من المغرب إليك أديبنا الفاضل نازك ضمرة


    • الأستاذ الأديب الدكتور عمر لوريكي، أيها المبدع متعدد المواهب شعرا ولغة وسردا ونقدا وكفاءات عديدة أخرى، يا بخث دولة المغرب فيك، تحية لك، وشكرا على آرائك في قصتي المعنونة (قرع)والمنشورة في مجلتنا الحبيبة مجلة عود ند لصاحبها استاذنا الأديب الدكتور عدلي الهواري

  • عزيزي نازك ضمرة
    قرأت القصة.. هي اقرب للسرد الوجداني.. السرد شيق ويشد لكن الدراما مخفية وراء كلماتك ..هي سيرة وجدانية لحياة نريد لها ان تتواصل بعد الثمانين بثمانين أخرى...
    ربما القرع هو قر‘ الآتي .. بشارة خير في خريف العمر.. بشارة وطن رغم انه لا يبرز لكنه في كل حرف وكل قرعة وكل حرف ...
    أعتقد انها قصة الثمانين قرعة.. لا تقلق سيستمر هذا القرع دائما في ذهن الأديب الذي الذي يحلم بالحب رغم ثقل الثمانين


في العدد نفسه

كلمة العدد 117: الصحافة والإنترنت: نهاية العصر الورقي؟

وداعا أنيس البرغوثي

الرحيل

فراشة

فتنة الضوء