ها أنا اليوم أيضا واقفة كعادتي أمام نافذة مطبخي أنتظره على الغداء، لكن انتظاري كان يائسا، إذ لم يأت آدم.
لقد اعتاد الصبي آدم، يتيم الحي، أن يتناول الغداء مع أطفالي كل يوم، لكنه اختفى فجأة منذ عدة أيام وسبب لي القلق والتوتر. هل يمكن أن يكون مكروه قد أصابه؟ هل أبعد عن الحي؟ ألا يكون قد أوذي؟
أسئلة عابثة اجتاحت رأسي وأرقتني، وانهمر الهذيان على نفسي. صرت أحصي الأيام وفق تقويم القلق. لا الانتظار يضع أوزاره ولا الاطمئنان يحل ضيفا على قلبي. وأرجع إلى نفسي أسألها عن سر تعلقها بهذا اليتيم إلى هذا (…)
الغلاف > المفاتيح > نصوص > قصة قصيرة
قصة قصيرة
المقالات
-
يتيم الحي
25 تموز (يوليو) 2014, ::::: زهرة يبرم -
طعم الطلقة
1 كانون الأول (ديسمبر) 2008, ::::: محمد زين الشحاذةقبعتُ في غرفتي منكمشا على نفسي، تكوّرتُ على ذاتي منطويا بين الخجل والخوف، أرسم المشهد، أعود لأضيف عليه أبعادا جديدة بمقدار ما كانت مخاوفي تكبر أسجّل حوارات سيلقيها أبي في وجهي، تتلوها شتائم وسباب، يكبر المشهد، يتبلور وكأنّه جزء من الارتهان الذي أسومه على نفسي كطريقة طالما مارستها في تعذيب الذات حتى أكاد لا أفصل أحيانا بين المشهد والواقع، فمنذ أن عاد أبي من العمل وأنا انتظرُ أن يدخل إليّ، ليركل الباب بقدمه فيجلجلُ البيت مرتعدا ومرتدا من هول الصدمة، ثم سيأخذني بيسراه، ويضربني بيمناه، يتلقفني (…)
-
سر اللغز في المدينة وقصص أخرى
1 شباط (فبراير) 2007, ::::: عايدة أديبسر اللغز في المدينة
جلس أحد المواطنين صباحاً في مكان يطل على بوابة المدينة، وأخذ يستعرض المواقف التي دبرها له الكائدون الذين وقفوا جميعهم حجر عثرة في طريقه طيلة أعوام عاشها مضطهداً. سرح خياله للبعيد حيث تراءت له حيتان البحر تهاجم كل من صادفها وتلتهمه طمعاً وصدى أصواتها كالريح، تزمجر رعباً، تقصف عملاً.
يحمل كيساً في يديه ما بين الأزقة باحثاً عن صفقة. رأى أمامه ثلة من الموظفين، رجالاً ونساء وقد تركوا أعمالهم. يتوقفون برهة قرب بوابة المدينة الأول. يتساءل أحدهم: هل يا ترى مرت الأمانة التي (…) -
ورد وعـنـبــر
1 آذار (مارس) 2011, ::::: بهاء بن نوار"لن أنساكِ آلهتي المتوّجة."
"تكذب."
"حتى إن مرّت خمسون عاما. سأنتظركِ."
"تكذب."
"ستجدين كلَّ صباح وردةً حمراءَ على أعتاب بيتك، و..."
"كاذب."
"وبضعَ قطرات من دمعي ودمي، أعتصرها كلَّ ليلة لأجلك."
"كــذاب."
* * *
شروق الشمس، ودقات السّاعة تعلن أيّ عجوز متهدّم صرت. لا أزال رغم كلّ تلك السنوات أستيقظ عند الفجر كلّ يوم، أشذب بعضا ممّا أفسده الزمن من هيئتي، وأرشو المرآة ببسمة مستجدية أو بسمتيْن. أنفض الغبار عن سترتي، وأقطف وردةً حمراء متوهّجةً أو نصف ذابلة من حديقتي.
أستقبل هذا (…) -
البسمة المضيئة
1 أيلول (سبتمبر) 2007, ::::: بقادي الحاج أحمدأكانت رقيقة كسيقان النال؟ أم رقيقة كالشعاع؟ لا كانت رقيقة كأنثى، ممتلئة إشراقا كالمصباح، تشع منها الأنوثة عبر بسمة مضيئة. التقاها في الحافلة التي كانت تنقلهم وآخرين إلى مكان العمل كل يوم. كانت حافلة خاصة، ليست حافلة المواصلات العامة. كانت تحملهم كلما أشرقت شمس يوم جديد. تبدأ رحلتها من أقصى شمال مدينة أم درمان– الثورة، التي يطل عليها التاريخ من على قمة الجبل، حاملا بيارق معركة كرري.
تصعد الحافلة الروابي وتنحدر نحو النيل، مارة على الحارات لتـنتقي من المحطات ركابها من وسط الزحام واحدا فواحدة (…) -
لعنة الأحمر
1 آذار (مارس) 2007, ::::: محيي المسعوديحدثني رجل يدعى الخيططال من مدينة القيلقال، قال: عندما صدر القرار التاريخي بأن يكون لون المدينة كلها أحمر، يومها كنت قد قرفت هذا اللون الذي لبسته أعواما اتقاء لوباء الحصبة. ولكن القرار كان صريحا وواضحا بأن لا مكان لغير هذا اللون ما دام يوحد المدينة. لم يكن القرف من هذا اللون وحده ما كان يمنعني من اتخاذ اللون الأحمر جلدا ولباسا لي، بل كان هناك سبب آخر، وهو أنني مثخن بالجروح النازفة في الداخل والخارج، واحتاج إلى لباس أبيض، وقلب أبيض أتبين من خلاله مدى نزف جروحي، والمكان الأكثر نزفا حتى يتسنى لي (…)
-
اجترار
30 نيسان (أبريل) 2013, ::::: أيمن عبد السلامإليكم يا من تموتون كمدا بأوجاع الماضي، وتموت أحلامكم على قارعة الطريق
قرص الشمس البعيد الغارق في بحر نظراته نحو تلك الأرض الظالم أهلها، يغازل ذلك الأفق القصي وقد احمر خجلاً، يداعبه عله يستكين ويرضى فيتوارى خلفه معلنا حلول الظلام الحالك، وهبوط الليل الذي كتب الله فيه السكينة على بني البشر قبل أن يتخذوه ستارا للظلمات، تحاك خلفه المؤامرات والحيل الخبيثة وخطط الهروب والفجيعة.
رمال الشاطئ الذهبية المبتلة لبست حلتها الحمراء وكأنها تودعني بدموع من دم وماء، ورفعت الأشجار البعيدة فروعها عاليا، (…) -
مصيدة
1 أيلول (سبتمبر) 2008, ::::: بدر الدين عبد العزيزكنت دائما ما اعتقاده صديقي، وعادة ما أراه صديقي، هو غالبا ما يكون صديقي. نلتقي أحيانا ونتسكع سويا بشارع البلدية الفقير بواجهات محلاته الجرداء، سوى بعض معارض الآليات التي تعمل بالكهرباء لرفع وضخ المياه.
ثم كنا نجلس على القواعد الخرسانية المتناثرة بفناء أتليه الغاص بمثقفيه، بأعماق السوق الإفرنجي المتلاشي والموارى خفية من عيون الأعراب. وأحلى نزهاتنا كانت على رصيف سور الجامع الكبير، حيث الباعة المتجولون وعارضو الكتب القديمة على رصيف سور الجامع الخارجي والمتسولات الصغيرات الرائعات يجبن ضيق (…) -
لم يكن بقدر ما تستحقين
25 آذار (مارس) 2014, ::::: مهند فودهاقسم أنني أحببتك يا عاليا، ولكن حبي لكِ لم يكن بقدر ما تستحقين. كنت أخطئ بحقك كثيرا واعلم انكِ ستعتذرين. كنت أكفر بكِ واعلم انكِ في النهاية ستغفرين. كنت اعلم أن تعلقك بي بلا حدود، وأن حبك لي ذائب في دمائك، سائر في أوردتك، متمكن منكِ ومتشبع في كل أوصالك، فتماديت في أخطائي تلك مُرتكزا على حبك، متكلا على غفرانك، متناسيا كل ما بذلته من تضحيات في سبيلي. وها أنا اليوم اُبدي ندمي على ما بدر مني، تُرى سيُصلح شيئا اعترافي؟
أفسدني تدليل أسرتي الزائد لابنهم الوحيد، فنشأت بينهم أميرا متوجا لا يُرفض له (…) -
قليلٌ من عزّةِ النفس
25 حزيران (يونيو) 2013, ::::: إبراهيم يوسفكانا قد اتْخذا من الحديقةِ في دارِ العجزة موطناً. ومن شجرةِ الكينا العاليةِ مكاناً آمناَ لبناءِ بيتِ الأسرة المُنْتَظَرة. والطبيعةُ كانتْ تصحو من غَفْوَتِها وتُزْهِر، في نفسِ الموعد كما في كلِّ عام، تبشِّرُ بفرحِ العرسِ القادم والولادةِ الجديدة، وتنشرُ في الكون ترنيمةً رخيمة، حَمَلها نسيمٌ عليل وبلغتْ مسامعَ العصفورة فانتشتْ لها، وألهبتْ مشاعرَها عاطفةٌ طارئة، فانثنى لها العصفورُ وتحركتْ كوامِنُهُ وهرموناته، وعصفتْ بكيانِه حالُ مراهقٍ مسَّتْهُ امرأة.
ثم لاقى صديقتَه في منتصفِ الطريق، فوقعَ (…)