هذا؟ لا.
هذا؟ لا.
هذا؟ نعم. هذا ولا غيره.
قلّبت يديها بين عدّة أثواب لترتديها في سهرة العرس الليلة. كل عين تراها يجب ألا ترى بعدها أنثى، وتنسى كل النساء قبلها. نعم، سترتدي هذا الفستان. أغرتها البائعة بشرائه بأنه يمتاز عن غيره أن معظم الفساتين تُصمَم على أن يٌبْدِع المصمم من الأمام. أما هذا الفستان فكان تصميمه يجعلها إذا أقبلت أكلتها عيون الرجال نشوة والسنة النساء غيرة بصدره المفتوح من الأمام ما يُثير ويُغري إن هي أقدمت، ومن الجانب ما يُعزي النفس بالأمل إن التفتت وتحرر (سهوا) من عقدته (…)
الغلاف > المفاتيح > نصوص > قصة قصيرة
قصة قصيرة
المقالات
-
لحظة نصر (*)
1 كانون الأول (ديسمبر) 2008, ::::: هدى الدهان -
الأميرة بدرة والليل
1 حزيران (يونيو) 2018, ::::: زهرة يبرمفي قديم الزمان، كان لون الليل أبيض مثل بياض الثلج. ضوؤه وهج. لا تستطيع العين البحلقة به من شدة بياضه الناصع. هو في الطبيعة الآمر الناهي، القول قوله ورأيه هو القاطع.
سيدة وأميرة الكون بدرة، أرادت أن تحيي حفلا رائعا في حديقتها الغناء، بين جنائنها المتنوعة الخضراء، من ورود وأزهار ساحرة، بألوانها الآثرة الباهرة.
دعت للحفل كل عناصر الطبيعة الجميلة، كالطيور المغردة، والحيوانات التي بجمالها متفرّدة. الكل استعد كأنه لصلاة متهجدة موحدة. الطيور تتقدم: العنادل والبلابل والهزار والكنار والشنار. (…) -
رفال
25 آذار (مارس) 2014, ::::: غانية الوناسلم أكن أعرف وقتها ما معنى أن تفقد أحدا أو أن تشعر بغياب أحد حدّ الفراغ القاتل.
كان النبض ينخفض قليلا فيعود طبيعيا، ذلك الخيط الرفيع الذي يسري متعرجا ومتموجا، كنت أصلي لله ألاّ يستقيم أبدا. إلهي، ماذا لو استقام الآن؟
أسميتها "رفال"؛ أول اسم خطر ببالي حين سألتني الممرضة ماذا ستطلقين كاسم على الطفلة؟ بدا لي اسما بلا معنى في حدود معرفتي، فلا أذكر أني سمعت به يوما. اخترته لها حتى لا يكون لها من اسمها نصيب ما فيما بعد.
ستلومني بعد سنوات حين تكبر لأنّي لن أملك لها شرحا محددا لمعنى اسمها (…) -
متاهة باردة
1 آذار (مارس) 2017, ::::: أوس حسنأطفأت المكتبة التي تقع في الطابق الخامس أنوارها، وغادرها الموظفون والقراء إيذانا بانتهاء الدوام. لم يبق سواي جالسا على مقعدي متأملا هذا الصمت العميق الممزوج بالعتمة والوحشة الرهيبة. حملت نفسي رويدا رويدا، أجر خطواتي المتثاقلة خارج القاعة، لا شيء سوى صدى الذكريات وصوت ارتطام حذائي على أرضية القاعة. المكان معتم وكئيب كلحن جنائزي تحرر توه من أغلال الزمن.
المصاعد الكهربائية الثلاثة التي انتظمت بصف واحد كانت جميعها معطلة، إلا واحد كان بعيدا، ويضيء بشكل غريب ومثير للريبة، توجهت فورا نحوه، كبست (…) -
الحرف الناقص
1 حزيران (يونيو) 2007, ::::: عدلي الهواري: بحوث ومقالات وقصصأنهى الناقد الكهل قراءة روايات أحلام مستغانمي عن الجزائر، وشرع في كتابة مقالة نقدية لما قرأ. كان يريد أن يقول إن أحلام بالغت في لجوئها إلى فكرة تقليد الحياة للأدب. ففي الرواية الأولى تلتقي شابة اسمها حياة برسام جزائري كهل بترت يده أثناء حرب استقلال الجزائر، اسمه خالد طوبال، وتنشأ قصة حب بينهما. وفي الرواية الثانية تشرع حياة في كتابة رواية، وتختار شخصية يفترض أن تكون من وحي الخيال، ولكنها تبدأ بالبحث عنها هنا وهناك حتى تجدها. وفي الرواية الثالثة مصور صحفي سمى نفسه خالد طوبال حرصا على سلامته (…)
-
قصتان: اشتياق + إحساس
1 نيسان (أبريل) 2008, ::::: جعفر أماناشـتـيــاق
وقَفْتُ أمامه أتفرس في وجهه الذي علته الكآبة، والى الحزن الذي أرخى جفون عينيه، وهدّل حاجبيه، والى الفاجعة التي أرهقت تجاعيده.
تنبه لوجودي بعد فترة. ارتفعت جفونه بعد أن غالبها وفتح عينيه. بانت خطوط أفقية محفورة متوازية، أبرزت جبهته العريضة. نظر إليّ دون تمييز ثم قال:
"وأجرك يا ولدي."
لم ينتظر حتى أعزيه، وواصل دون إعطائي فرصة محادثته، وكأنها أسطوانة اعتاد ترديدها:
"ليتني سبقتها. لقد دفنت روحي حين دفنتها. هي رفيقة عمري، هي نفسي التي أشتاقها."
صمت قليلا ثم سألني وكأنه يود (…) -
مرافىء السفـــــــر
26 تشرين الأول (أكتوبر) 2011, ::::: محمد عبد الوارثيصر أحمد ساتي على مناداتي بأستاذ محمد عبده، رغم علمه الأكيد بأن اسمي هو محمد عبدالواحد. وأين أنا من محمد عبده؟ أحمد ساتي النوبي سائق المشروع الذي تقوم شركتي بتنفيذه قرب مدينة أبو سمبل علاقته بالجميع طيبة، إلا أنه ومنذ وصولي من الإسكندرية شابا طامحا، يؤثرني بخصوصية في المعاملة، خاصة أننا كنا نسير في العقد الثالث، هو يسبقني أو أنا أسبقه لا فرق. ولي لون أسمر يتلاقى مع سمرته التي كانت أكثر دكنة، ورغم ملاحته وطيبته تلك الطيبة التي لا أحسب أن هناك أحد ما يكره أن يوصف بالطيبة.
أحمد ساتي في (…) -
الجرح المسكون
1 تشرين الثاني (نوفمبر) 2008, ::::: هيام ضمرةأدخنة كثيفة تخنق محتويات الغرفة الصغيرة الناطقة بالرهبة، ترسم هالات تتخلل سحباً تتعلق بالأشياء المتدلية على الجدران، وأحرف كتاب عتيق انقشع عن صفرته، تآكلت بأضراس الزمن زواياه، يتحول بين شفاه العرّاف إلى كلمات متنافرة، وعبارات تعزف بسذاجتها على أوتار عقول الجهلاء، يفتح عيوناً خالية من أي تعبير، بينما جدران قبيحة تتشرب الضوء المختنق بالدخان وترد بعضه باتجاه السقف.
يغرق صوت الشيخ عرفان الأجش فجأة في مُستنقع مبهم لتتحول الكلمات إلى تمتمات، والتمتمات إلى تشنجات، في حين يتشكل دخان البخور الخانق (…) -
أمل موؤود
23 نيسان (أبريل) 2016, ::::: زكي شيرخان= أحب أن أكون واضحا معكِ.
سكت هنيهة قبل أن يقول:
= أرجو أن لا تفسري وضوحي بغير ما أقصد. أنتِ خارجة للتو من تجربة قاسية أثرتْ عليك، ودفعت بك إلى حافة الاكتئاب، كما فهمتُ من تلميحاتك خلال الأشهر الماضية التي قضيناها كزملاء منذ انتقالي إلى نفس مكان عملك. باركتُ قرارا اتخذه عقلي، ولا أنكر أن عاطفتي كان لها دورها في القرار. وجدتُ نفسي أمام معاناة إنسان، وأضعفُ ما أكون عليه عندما أواجه مخلوقا يتألم. وددتُ أن أخرجك من أزمتك بأقل الأضرار النفسية. لم يكن في نيتي أن أكون بديلا لمن فقدتِ. لا أجيد (…) -
الجمل
1 كانون الأول (ديسمبر) 2007, ::::: بقادي الحاج أحمد(1)
الباص يسير منطلقا على طريق الإسفلت الذي يرقد بين التلال والوهاد مثل ثعبان ضخم طويل خطه رسام بارع. على جانبي الطريق، على مد البصر، تمتد الصحراء. من وقت لآخر تنحسر العباءة الصفراء لتظهر الجبال العالية بالقرب من الطريق أو بعيدة عنه. يواصل الباص سيره على الطريق الأسفلتي، وعلى امتداد الصحراء تطل بعض النباتات والجمال متناثرة هنا وهناك. النوق الحمر والسود والبيض، كأن كل منطقه وناحية تقدم وتعرض للمارين ما يخصها من السلالات. الباص يواصل سيره على الطريق الصحراوي والشمس تتوهج في الخارج. مع الهواء (…)