وحيدة
(1)
عن بعد أغلقت سيارتها بالمفتاح الإلكتروني وأجراس الإنذار تدوي بإذنيها مع كل خطوة تبتعد بها عن السيارة وتقترب من مواجهته.
(2)
استفزها حد البكاء، لمحت علامات النصر منصوبة على وجهه مع ترقرق الدموع في عينيها، أدارت وجهها عنه وتمتمت: لقد اجتمعت أنت والزكام علي في يوم واحد. أخرجت مناديل ورقية توقف بها رشح أنفها قبل دموعها ثم ألقت بها في صندوق القمامة، أقفلت فمها، وأمسكت لسانها محاولة بلع الإهانة التي تمضغها بأسنانها، وتركته مذهولَا مهزوما أمام صلابتها.
(3)
عادت إلى بيتها. (…)
الغلاف > المفاتيح > نصوص > قصة قصيرة
قصة قصيرة
المقالات
-
وحيدة + صفعة الحياة
25 نيسان (أبريل) 2014, ::::: إيمان يونس -
الزمن الملغوم
25 أيار (مايو) 2015, ::::: خيرة جليلهذا بستان الحياة اليانعة، أحاطوه بأسلاك الخذلان والتواطؤ الشائكة. من يجرأ على سرقة تفاحة الأحلام في مقتبل العمر. جميع الجرائم في حق الإنسانية مباحة إلا الحلم بغد جميل وسرير مريح.
هي تعلم أنه يشحن بطارية إبداعه من لعب مسرحية العشق الممنوع، وهو يعلم أنها من فصيلة الحرباء الانتهازية، تقتنص كل فرصة للارتقاء الاجتماعي المسعور.
كل واحد منهما يراهن على فرس جامحة تزيد انتشاء كلما ركضت بالممرات الضيقة ومنعرجات الحياة لتسابق النذالة.
هو يقول:
كم هي لئيمة هذه المرأة حين راهنت على أحمر شفاه فاقع (…) -
أختي العزيزة
1 نيسان (أبريل) 2011, ::::: سيف الدين مساعدةأختي العزيزة
كان عليكِ أن تري أخاكِ هذا المساء يتدحرجُ فوقَ أسفلت الشوارعِ بمعطفهِ الأسود مثل حبةِ إسفلتٍ نفرت من مكانها لتدوس غيرها بدلَ أن تُداس.
أقطعُ الأرصفة الملونة مثل رقعة الشطرنج جُندياً، خُطوةً خُطوةً للأمام، حيثُ لا مكان للتراجع. أميلُ مثل حصانٍ على شكل حرف (L) إذا تنشقتُ ياسمينةً في الجوار، و أقطعُ الشوارعَ قُطرياً إذا مرت فتاةٌ جميلة في الاتجاه المُعاكس.
أنا ملك الشوارع والشوارع لا تبالي بكثرةٍ من يدعون حقهم في عرشها.
قبل ليلتين أو أكثر وصلتني رسالة منك تقولين فيها: "أنا (…) -
الحياة هنا ممكنة
26 تشرين الثاني (نوفمبر) 2015, ::::: غانية الوناسلا أَقول: الحياة بعيدا هناك حقيقيَّة
وخياليَّةُ الأمكنةْ
بل أقول: الحياة، هنا ممكنةْ
(الشاعر محمود درويش)
مشط أطرافَ شعري الباقية، تلقفها بأصابعك خصلة خصلة، تذكر لونها جيدا، سأغدو بعد أيام بدونه. أحببته دائما بلون أشقر، سأحتفظ به في قلبي وذاكرتي، سأذكر دائما بأني كنتُ ذات يوم جميلة جدا بشعر طويل، وأنت هل ستذكر؟ سميح هل ستذكر ذلك؟ هل ستذكر كل تلك الأشياء الجميلة التي جمعتنا لسنوات مضت؟
أنا آسفة جدا، لأني لن أستطيع منحك ذكريات أخرى، ليس بإمكاني أن أصنع من أجلك فرحا تلمسه بيديك، (…) -
عاشقة الصمت
1 كانون الأول (ديسمبر) 2017, ::::: محمد أفضلكانت الشمس تشرق في ذلك اليوم حينما ارتفعت الطائرة من مطار نيو دلهي. شمس ضئيلة تختفي بين ضباب الشتاء. تجمّدت وجنتاي من شدة البرودة. أسرعت الخطى نحو المدينة، ومشيت بين المركبات الواقفة والمصابيح المضيئة في جانبي الشارع، ودنوت من سيارتي ونبضات قلبي ترتفع. سمعت الطائرة تهبط من وراء مقصوصات الغيوم بصوت يشبه صوت الزفير.
هل أبكي؟ لا. لا، بل أتحمّل. ليس هذا الفراق أمرا جديدا في حياتنا. كم تكرّر الوداع بيننا منذ أن بدأنا الحياة معا!
سوف يرجع مرة أخرى إلى نفس المدينة في العام المقبل. سوف أتحدث معه (…) -
النافذة المغلقة
25 آذار (مارس) 2013, ::::: ذكاء قلعه جيأشعر كأن عاصفة تهب في أعماقي، تدفعني لأن أنبش كل ما خبأته في زوايا الذاكرة، ولأعاين كل تلك التفاصيل الصغيرة التي ساهمت في رسم فسيفساء عمر أوشكت شمسه على المغيب.
وباتت تلح على مخيلتي تلك النافذة التي كانت تتوسط الجدار الكبير في غرفة معيشتنا، والتي كانت على الدوام تشكل أهم ملمح تحتفظ به ذاكرتي لتلك الغرفة، فكم اتكأت أمي على حافتها لتحادث جارتنا، أو لتستقبل ضيوفها حتى قبل أن يطرقوا بابنا.
ومن خلال تلك النافذة تعرفت على العالم المحيط بي، رأيت السماء وراقبت أسراب السنونو المهاجرة وسلمت على (…) -
ذكريات من رمال
1 أيلول (سبتمبر) 2008, ::::: ربا الناصرمع إشراقة صباح ذلك اليوم، كنت قد أنهيت كتابتي لرسالتي الطويلة، وضعتها في المغلف وألصقت عليها طابع البريد. كان ذلك وسط صباح بدا جميلا في ظل وجود العصافير المتجمعة على شرفة نافذتي، حيث تتناول فتات الخبز الجاف الذي أضعه لها كل يوم، فهي تتناول إفطارها التقشفي هذا في سعادة غامرة. في المقابل أتناول أنا إفطاري وسط تذمر زوجي وانزعاجه من تكرار أصناف الطعام على مائدة الإفطار، لكنه رغم تذمره إلا أنه يبقى همسا دافئا في حياتي.
كان ينظر في ساعته من الحين للآخر خشية أن يتأخر على عمله، فيودعني سامي على (…) -
عــودة الـربـيــع
1 تشرين الثاني (نوفمبر) 2007, ::::: ربا الناصرعلى دقات الساعة الخمس، عبرت المرأة العجوز ممر الصالة ذهابا وإيابا بخطوات مثقلة بهموم الزمن، متأملة وجهها بين الفينة والأخرى في مرآة، مظهرة ملامح امرأة تجاوزت السبعين من العمر، قاطنة في دار للعجزة منحتها غرفة بسيطة، لا يتعدى أثاثها سوى سرير خشبي قديم وغطاء صوفي مرقع، هي كفيلة -في نظرهم- لتمنحهم الدفء والأمان، لكن أيكفي الحصول على الدفء من غطاء وجدران في غياب اللمسة الحانية والكلمة الطيبة؟
هي اليوم في انتظار موعد يجمعها بابنها العائد من سفره الذي قد يكون سفرا إلى بلاد بعيدة، أو بعدا معنويا (…) -
لم يقل شيئا
1 حزيران (يونيو) 2023, ::::: فنار عبد الغنيكان عقرب الساعة الخشبية المعلقة على الحائط المتصدع بفعل القصف يشير إلى العدد سبعة حين دُق باب بيتنا على غير عادة في ذلك الصباح. كان الهدوء المتقطع لا يزال يعمّ صباح البيت. تسمرت مكاني. من في الباب؟ قالت لي أمي: "لا بد أنّها إحدى الجارات ترغب بمشاركتنا قهوة الصباح".
فتحت الباب وإذ بي أرى أبا عرب، جارنا القديم الذي رُحَّل عن حارتنا منذ خمسة عشر عاما.
أبو عرب!
شهقت أمّي: "خير إن شاء الله". وبعد أن ألقى تحية الصباح رمى بنفسه وجسده الضامر على الأريكة الأقرب إلى الباب، وقال: "كنت سهرانا منذ (…) -
انتهاء الزيارة
1 تشرين الأول (أكتوبر) 2006, ::::: مرام أمان اللهما زال يصر على الرحيل عن هذه البلدة الوادعة، يجهّز للسفر بلا حقيبة، قاصداً ترك التفاصيل البعيدة والقريبة في ثناياها وبين ضلوعها.
هذا الصيف الغريب الذي لفّ أجواء المدينة بانتعاش الروح في لقيا الأحبة تارة، وبالألحان الفيروزية الحزينة وقت الأفول تارة أخرى. كم أحببته وكم أحبّته. وها هي أضواء بيت لحم تستعد للنوم بعد سهر دام بضعة أشهر في ليالي القمر الصيفية الهادئة.
أَجَنَباتها عطشى للسبات؟ أم أنها تهرب من وجع الفراق لتلقى محبوبَها في الحلم؟ أو لربما في طيفٍ سكن أجفاناً مطبقة؟
جاءها يحمل (…)