أتحبّها؟
لا أعرف.
كيفَ لا تعرف إن كنتَ تحبّها؟
لا أعرف. إنّها شيءٌ ينبضُ هُنا وسطَ الضلوع مكانَ القلب. حينَ أتحرّك أشعرُ بها تدفعنِي لفعلِ أيّ شيء. حين أبتسم أراها أمامي. يتراءى لِي بحرها الساكن، كأنّ القصبةَ(1) فيها عروسٌ تحنّت بدل الحنّاءِ دماً، لذلك كلّ ما فيها يميلُ إلى الحمرة، هواؤها لاَ يُشبههُ أيّ هواء، كأنّي حينَ أتنّفسُ أستطعمُ فيهِ شيئاً من الحنينِ إلى الصحارِي الممتدّةِ عبر جنوبها، صوتُ ما يهيم بي في غرداية(2) فأصبح وأنا بها "مزابيّا"(3) أو "تارقيا"(4) رجلاً أزرق بلثامه (…)
الغلاف > المفاتيح > نصوص > قصة قصيرة
قصة قصيرة
المقالات
-
تعويذةُ وطـن
24 تشرين الأول (أكتوبر) 2013, ::::: غانية الوناس -
مسوخ بشرية
25 كانون الأول (ديسمبر) 2012, ::::: مهند النابلسيمسوخ بشرية: خيال علمي ساخر
"إذا نحن لا نعلم إلى أين نريد الذهاب، كيف يمكن لنا أن نختار سبيلا دون آخر؟ مَـنْ مِــنْ رواد التكنو-علوم المعاصرين يعرف حق المعرفة إلى أين يريد الذهاب؟"
المفكر كاستورياديس (1)
استدعاه مديره، وبدأت نبضات قلبه بالتسارع وهو يسير في الدهاليز الرخامية، وتصاعد قلقه مع قرب وصوله لمكتب الرئيس، نظر اليه الرجل الستيني المتغضن الوجه من وراء نظارته الأنيقة، وكاد يخترقه بنظرات فاحصة ذكية باردة:
"ما الذي فعلته إذن يا مدير المشروع ؟ هل يستطيع أحد ان يخبرني بآخر صرعات (…) -
أقراص الفيسبوك
25 شباط (فبراير) 2012, ::::: زوليخا الأخضريهل أنا مدمنة؟ سؤال محيّر. فيسبوك وأرق. لم أكن أبدا أتجاوز العاشرة ليلا، أجلس بترف جميل في فراشي وأستمتع برواية أو شعر أو أضمومة قصصية. ثم بعد أن أشبع جوعي من متعتها، أغلق الكتاب، أطفئ النور وبمجرد ما أغمض عيني أذهب في سبات لذيذ.
لاحظوا أن كل حركاتي طبيعية، هادئة بل انسيابية. أتحرك بخفة، ذهني متوقد لكن في نفس الوقت في سلام مع نفسه ومع الكون وأنا في سلام مع سريري، اسلمه جسدي بكل اطمئنان، أنتشي في دفئه الحنون وأشم عطر الخزامى في الملاءات والمخدة. أجرّب حظّي مع طقس موت يومي مؤقت. إن عانقني (…) -
الدينار الأخير
1 حزيران (يونيو) 2006, ::::: عدلي الهواري: بحوث ومقالات وقصصالشمس في طريقها إلى الغروب. الناس في طريقهم إلى مجمع المواصلات العمومية. صغار الباعة فردوا بضاعتهم على الرصيف لبيعها. بائع أوراق اليانصيب ينادي:
"اربح عشرين ألف دينار. الليلة السحب. الورقة بدينار."
يقترب منه أبو عبد الله حاملا في يديه الأكياس التي ملأها ببعض ما يحتاجه البيت من خضار وخلافه.
"اربح عشرين ألف دينار. الليلة السحب. الورقة بدينار،" يقول بائع اليانصيب لأبي عبد الله.
توقف أبو عبد الله قرب بائع اليانصيب وسأله:
"أكيد الليلة السحب؟"
"نعم الليلة، الساعة السابعة والنصف مساء،" (…) -
موظفة الترويج
25 حزيران (يونيو) 2013, ::::: محمد التميميتقف في وسط السوق بكامل أناقتها، مرتدية ابتسامة خفيفة وزي الشركة الذي يغطي شعارها كل ما حولها والجدار من خلفها . تعرض بضاعة وعروض شراء لها رغم عدم إقناعها بالبضاعة او عروضها ولكن "لقمة العيش". رغم هذا فهي تحاول إقناع الناس بها بكل الطرق، حتى في بعض الأحيان تضطر لأن تخلق كذبة بأنها ستأخذ هذا العرض لنفسها لو لم تكن قوانين الشركة تمنعها.
جلس على طاولة في مقهى قريب، وبدأ يراقب تحركاتها، علامات وجهها، انفعالاتها، ابتساماتها الجميلة عند إقناعها لأحد الزبائن بشراء قطعة، خيبة أملها من عزوف زبون عن (…) -
شيء من العذاب
1 آذار (مارس) 2017, ::::: محسن الغالبي"وحدهم الفقراء يستيقظون مبكرين قبل الجميع، حتى لا يسبقهم إلى العذاب أحد"
ربما كان الأمر كذلك كما قال محمد الماغوط، لكنني لست فقيرة، مع ذلك أشاركهم هذا العذاب في كل يوم.
الأمر ببساطة ، أنني طالبة جامعة. أهجر سريري في الخامسة فجرا وقد ألتقيه في الثانية صباحا .نوع من العذاب.
وأحمل معي فطوري لألتهمه في مطعم الجامعة أو على أحد المصاطب فيها ملفوفا بكيس من الورق أو النايلون، لا يهم، باردا على الأغلب، مع قدح من الشاي من أحد الأكشاك المهملة. هناك أتجرعه مجبرة. نوع آخر من العذاب.
أتصدقون أني (…) -
سوق الغزل
1 حزيران (يونيو) 2007, ::::: رحاب الصائغغازلت الغرور الأعمى، فدفعوا بها إلى دهاليز الخليفة عند (شمش). كانوا ينظرون إليها كشيء يجلب التآمر. ركّبوا لها عجلات الرحمة وجعلوها تبتسم منكمشة على صدر (مزملتها) في إيوان البيت.
هم رهبان الوليمة، ما همهم ما دامَ قد فهمت هذا أسلم من الوأد مع أول صرخة.
لم يطاردها رغم غروره. حلّقَ بعيداً ونفخَ في أقفاص طيورها قرب سوق الغزل. أعدت منارة الحدباء في جامع النوري واعتزلت الأصوات. عاشت أول معاركها بتحصيل من سماء ذهنها المسكون بطيور برّية.
استمرَ عطشها يخزن السنوات واستلت خيط إبريسم من زجاج حزنها (…) -
باقة الورد
25 تشرين الثاني (نوفمبر) 2013, ::::: صابرين حكيمكعادتي أخذت كوب النسكافيه وجلست في شرفة غرفتي المطلة على البحر الذي أعشقه كثيراً، وشد انتباهي رجل يسير بتمهل يمتزج شعره باللون الأبيض والأسود ويحمل بين يديه باقة رائعة من الورد ويجلس على مقعد أمام البحر. لا أدرى لماذا ظللت انظر إليه. كنت أتشوق لرؤية محبوبته التي سوف يهديها باقة الورد، وبعد قليل شاهدت الرجل وقد حمل الباقة وألقاها في البحر ثم غادر المكان ورحل، فزادت دهشتي وعجبت لأمره، ونظرت إلى الساعة فجدتها الثامنة صباحا، فأسرعت للذهاب إلى عملي. في اليوم التالي تكرر نفس المشهد، فزادت (…)
-
لم تهيئ مشاعرك للحب
25 حزيران (يونيو) 2013, ::::: مهند فودهلأنك لم تهيئ مشاعرك للحب كما ينبغي في زماننا هذا، صار الحب ثمرة قصيرة العمر، سريعة الفســاد، تنضج من الخارج وقلبها لم يستوِ بعد، فتبدو أمام عينيك بهية المنظر، وحينما تلتهمها تجدها بلا مذاق و بلا نكهة.
إنها الهندســة الوراثيــة التي طالت كل شيء، كل ما حولك تغير تكوينه، كل شيء تغير لدينا تعريفه، حتى الحب طاله الحقن بالهرمونات.
وكيف لك أن تمهله مزيداً من الوقت لينمو بداخلك وكل ما حولك يعدو ويقفز؟
لم يعد الحبر يباع ليملأ مِداده سطور الشوق.
ما عادت الطوابع تُشترى لتختمها ألسنـة العشاق. (…) -
إنها أمل
1 تموز (يوليو) 2007, ::::: جعفر أمانبعد تسعة أشهر من زواجهما السعيد رزقا بأحمد. رافقتهما السعادة طيلة عامين كاملين. كانت بشائر الخير تهل عليهما كالمطر الغزير. منح راتباً ثابتاً في الوظيفة المسائية بدل المكافأة المتأرجحة. حصل على منصب أرفع في عمله الرسمي الصباحي، بات معه وجيهاً في مجتمعه. وفق في شراء أرض سكنية. حصلا على الاستقرار الذي ينشده كل أحد.
بعد السنتين فكرا في إنجاب طفل آخر يؤنس وحشة أحمد. امتنعت سناء عن تعاطي أقراص منع الحمل. انتظرا قرابة العام. لم يحدث شيء. لجآ إلى المستشفى، فحص تلو الآخر، وعلاج يلي علاج. وبدأ نزف (…)