تاريخان مميزان في غربته: الأول تاريخ حصوله على تأشيرة الدخول إلى رومانيا، والآخر هو التاريخ حين سيعود منها محملا في تابوت.
في طرق الهجرة إلى الشمال، والعودة إلى الجنوب، هناك الكثير من الأحلام والانتماءات المدفونة. وعلى قارعة تلك الطرقات، تغيرت حياته وحياة الكثير من أصدقائه، وربما حياة مئات الآلاف من الشباب المهاجر.
في الوطن كان السفر إلى الخارج حلما له مذاق مميز، ونكهة خاصة، تطعم جلساته مع الأصدقاء حين كانوا على مقاعد الدراسة. الهجرة بالنسبة لهم كانت طموحا، تحديا، هروب، أملا، وخروجا عن (…)
الغلاف > المفاتيح > نصوص > قصة قصيرة
قصة قصيرة
المقالات
-
يوم العيد
1 آذار (مارس) 2007, ::::: مازن الرفاعي -
حلمي: طاقية الإخفاء
1 كانون الثاني (يناير) 2009, ::::: غادة المعايطةأعلن علماء أمريكيون وبريطانيون عن نجاحهم في تصميم جهاز قادر على لعب دور الإخفاء.
قدمت براءة اختراع في روسيا لتكنولوجيا ابتكرها عالم الفيزياء الروسي اوليغ غادومسكي، أستاذ جامعة اوليانوفسك، تجعل الأشياء غير مرئية. . وأخيرا. هل من المعقول أن يتحقق حلم حياتي و(أصول وأجول) على مزاجي في أرض الله الواسعة، وأكشف المستور وأخترق المحظور، وأنافس إبليس، مع إمكانية هزيمته، على انتهاك عورات البشر ونشر غسيل سلالة آدم على الفضائيات وفي المحافل وفي مجالس الثرثرة والنميمة؟
منذ الطفولة راودتني الفكرة ولكن (…) -
كذبة صغيرة
26 كانون الثاني (يناير) 2016, ::::: إيناس ثابتتحت أغصانها المتكاتفة الرحيمة أستريح، ويتكئ جسدي على جذعها الحنون. تحميني بثوب نقي مازال بادي الخضرة، تخشخش، وتداعب قدميّ بأوراقها اليابسة التي تتساقط بين الحين والحين.
ورقة كبيرة منها ضممتها بين دفتي كتابي، لتكون إشارة للصفحة الأخيرة التي بلغتها، وحينما هبَّ نسيمٌ منعش لطيفٌ زارتني نعيمة الطيبة، ويدها كالعادة لا تخلو من طبق فاكهة أو حلوى، وفي اليد الأخرى شمسية تزهو بها اعتزازاً وإعلاناً ينم عن حبها لشاكر من أهدى لها الشمسية.
تلهو أصابعي بطرف ورقة من الكتاب، وأنا أستمع لحديثها الأسطوري (…) -
زيتون ورضى
1 آذار (مارس) 2007, ::::: سالم ياسينبعد نوبة من الصراخ المحتجز قهرا منذ ساعات صباح العمل الأولى، جلس ليقرأ الجريدة. ثمة رطوبة على صفحاتها إثر إسقاط كوب الماء عليها من نوارة قلبه، ابنه بلال ذي الربيعين. تلمس صفحات الجريدة وغاص في تيار ذكريات بتأليب من الملمس والرائحة، بعيدا في الزمن عشرات السنين، وبعيدا في المكان آلاف الأميال، قبل أن يستقر في ملاذ خريف عمره، كندا.
كان في الثالثة عشر من العمر حين هرب من بيت أهله. يستعرض شاطئ البحر بحثا عن جريدة ليغطي وجهه من ندى الفجر ورذاذ الملوحة. بضع ساعات ويستطيع الذهاب إلى العمل في (…) -
أغلى كوب شاي في العالم
1 حزيران (يونيو) 2020, ::::: فنار عبد الغنياضطررت بسبب ظروف قاهرة ألمت بي للعيش وحدي لفترة شهر واحد خلال عطلتي الصيفية في بيت فارغ من أي شيء له علاقة بضروريات الحياة إلا القليل منها. هذا البيت هو ملكي، اشتريته بالتقسيط غير المريح، وجلّ معاشي الشهري أدفعه لتسديد أقساطه الشهرية والسنوية. أما بيتي الذي أسكنه فقد حيل بيني وبينه، فقد تعرض الحي الذي أعيش فيه لحصار أمني مكثف بسبب لجوء إحدى العصابات إليه واتخاذها بيتا في وسط الحي كمركز لعملياتها الخارجة عن القانون. وكانت الخطة الأمنية تقتضي أن يتم تفريغ الحي من جميع سكانه من أجل محاصرته (…)
-
أجراس العتمة
21 آذار (مارس) 2016, ::::: أوس حسن=1=
صمت يلف غرفة الاستقبال نصف المضاءة، شعور غامض بالسكون والقلق تبعثه هذه الأشياء التي يسمع همسها وأنينها بين الحين والآخر. اللوحات الفنية المعلقة على الحائط، ضجيج عقارب الساعة، الستائر الشاحبة، والتحفيات القديمة.
وحدها أشعة القمر تنعكس من خلال الزجاج وتضيء وجهه الكئيب وهو يدخن سيجارة تلو الأخرى، فينعكس ظله على الجدار كأي مشهد مسرحي يعتريه الذهول والترقب في قاعة مظلمة.
ترى لماذا يخاف الإنسان من هذه الوحدة؟ لماذا يخاف من الولوج العميق إلى ذاته؟ ألأنها تذكره بخطاياه وانكساراته المتكررة؟ (…) -
فنجان قهوة
23 نيسان (أبريل) 2016, ::::: رانيا عبد العالاستيقظت مبكرا هذا الصباح لموعد هام، فوجدتُ الكهرباء مُطفأة والماء مقطوعا، لا أدري لماذا مرتْ في ذاكراتي سريعا ثورات الربيع العربي، ربما لما جلبته من خراب ودمار وما أحدثته من زيادة مستمره في أعداد اللاجئين وما ترتب عليها من انهيار اقتصادي كبير.
لقد سقطنا جميعا في الفخ، ربما كان علينا أن نُجري اختبارا نتبين به الحقيقة، لكن كيف وجميعنا وقتها كنا نستشعر بأنها بصيص نور في هذا الظلام المحدق على العالم العربي بأسره؟
انتبهت فجأه إلى عقارب الساعة فالموعد يقترب ولكني لن استطيع الحصول على أجمل ما (…) -
أحلام
25 آب (أغسطس) 2014, ::::: سعاد تومياليوم هو الجمعة، مثله مثل أيام الأسبوع من شهر كذا وسنة كذا. لكنّه مُميّـز بكل ميزاته. حملت رواية "فوضى الحواس" من بين كل الروايات لأقتل بها الملل الذي قـرّر اليوم أن يصاحبني على غير عادته منذ أن أخترق النور مقلتي ولأن الأحوال الجويّة لمشاعري غير جيّـدة. مشاعري محترقة، وأحلام مستغانمي لم تتهاون في إشعال الفتيل فيها من خلال كلماتها الساخنة الجيّاشة المليئة بآمال الشوق والحبّ الجنونيّ. الحبّ: أهذا هو حقا الحبّ الذي يحرك مشاعرنا؟ لكنّه يوم الجمعة. من أيام شهور الخريف حيث تكون المشاعر فيه مستقرة (…)
-
وكبرت كرمل
26 أيلول (سبتمبر) 2015, ::::: شيماء غفارعام يليه عام. عمر جديد في وسط عمر حالك. أمل آخر وجراح كثيرة. تلك هي حكايتي الطويلة جدا.
على مقعد يشبه مقعدي هذا في مكان ما وراء البحر على الضفة الأخرى، جلستْ امرأة أربعينية تشبهني، بشعر أسود حالك وعيون بنية واسعة، ونظرات ثاقبة وراء نظارة برؤية مشوشة، ترى ما وراء الأشياء التي تحتل مركزا آخر من دماغها، تسمع الراديو على إشارة مشوشة، بصورة رتيبة جدا.
أم كرمل كما يسميها الجيران والأقارب، لقب وهبته لابنتها الوحيدة التي أرادتْ منها أن تكبر و تصبح حلمها الشاهق.
كرملْ: أي اسم ذلك الذي اختارته (…) -
طيري يا طيارة
1 نيسان (أبريل) 2009, ::::: فنار عبد الغنيأهفو بفارغ الصبر ليوم العطلة، أعد الأيام، والساعات والدقائق التي تفصلني عنه. أحلم بصباحه ونهاره ومسائه. أحضر نفسي جيداً طيلة الأسبوع لأستقبله بكامل الاستعدادات. أشعر أنني لا أعيش إلا من أجل هذا اليوم. إنه يوم جميل حتى لو كانت سماؤه ملبدة بالغيوم وتنذر بالعواصف. كل ما فيه رائع ومشوق ويستحق الانتظار.
ككل يوم عطلة، أسابق الشمس بالنهوض، أقوم ببعض الحركات الرياضية، أدندن ألحاناً قديمة، أجهز فطوراً كاملاً، أتناوله على مهلٍ، لا حدّ لمتعته. أنزل الدرج، درجة درجـة على مهلٍ، أخطو على الأرصفة خطوة (…)