كان اليوم جميلا، والشهر لا أروع. قابلت الحياة بفصل من فصولها الجميل فصل المحبةِ والعطاء، فصلُ الربيع. حضرت إليه والصمت يتملكها فصرخةٌ فبكاءٌ تعتريها بسماتٌ خفيفة تكادُ أن تكون ظاهرة أبحث فيها عن أمي الحنون. كبُرت وكبر الزمن معها وأصبحت من عمر الورد.
في بيتي كُنا أربع فتيات
هنالك قبل كل شيء، كنّ أربع فتيات وما يزلن. عشن في عشٍ صغير مليءٍ بالحبِ والحنان، كن يلهون ويلعبن مع بعضهن البعض، ضحكاتهن لم تكن تفارق العُش أبداً، كبرت الأخوات وقدرُ كل منهن مكتوبٌ على جبينها، على أن تكمل كل فتاة (…)
الغلاف > المفاتيح > نصوص > قصة قصيرة
قصة قصيرة
المقالات
-
كنا أربع فتيات
1 أيار (مايو) 2010, ::::: آلاء محمد كامل -
الله أحن
25 تشرين الثاني (نوفمبر) 2014, ::::: منال الكنديأضاعها بعد أن قرر أن يكون جزءا من لعبة الذبح، ورماها في الشارع بعيدا عن عشها الذي تصورت أنه مصدر أمانها بعد فقدانها أعز من لديها والأكثر حنانا عليها في الدنيا. لم يرحم تمزق قلبها، وشارك بكل خيانة وكذب في اللعبة.
لم يتذكر أنها قطعة منه، وأنها أفنت سنوات عمرها من أجل إسعادهم. كانوا وجعا لها، وكان هو سكينا انغرز بدون رحمة في قلبها، يرسم خارطة لجروح مدفونة وأخرى حية.
لم تتذكر يوما أنها أحست به كأب وذي عقل وفكر ومعرفة أو قلب حنون.
عاد ليبحث عنها ولم تفهم سبب بحثه: أهو للاطمئنان أم ليعرف (…) -
لم تدور حول نفسك كالنحلة؟
25 آذار (مارس) 2015, ::::: هدى الكنانيتسير مسرعة في ذلك الشارع العريق في أحد أحياء العاصمة القديمة، لتلحق بآخر حافلة توصلها لبيتها، وفي خضم ذلك تكاد تصدم بشاب أسمر طويل. تتفاداه في آخر لحظة وتواصل السير بعد أن رددت بعفوية تامة: "ألا تزال تدور حول نفسك وتتمتم بكلام لا افهمه؟"
عندما تمتمت بتلك الكلمات خففت من سرعة سيرها وشهقت ذاكرتها بضحكات ناعمة، دغدغت قلبها بعبق ذاك الإحساس اللذيذ، ليرسم ابتسامة حنين على وجه أتعبته تلك الملامح الجدية التي اعتادت أن تدثر وجهها بها.
"يا ربي، إذاً فهو لا يزال في البلاد وما غادرها إلى باريس (…) -
أشجار باللون الأزرق
1 كانون الأول (ديسمبر) 2018, ::::: زهرة يبرمفي عمق أريكة مخملية جلست شمس أمام مدفأة تتأمل حفيدها وهو يزين رسوماته بألوان زاهية. وكلما سألها عن لون إن كان يناسب جزئية ما من رسمته، توافقه أحيانا، وأحيانا أخرى تختار له اللون المناسب لكنها تجانب اللون الأخضر بجميع تدرجاته. وما تلبث أن ترفع بصرها وتحدق بنظرة فارغة في اللاّشيء، نظرة المُسَلَّمين لأنفسهم يعيدون حيواتهم بدواخلهم يجترون تفاصيلها.
وتبقى ساهمة مسمّرة على هذا النحو بنظراتها الحازمة ووجهها المستدير الرزين دون أن تظهر على شفتيها الرقيقتين أي ابتسامة، ولو ابتسمت لبدت أكثر جمالا (…) -
مَنْ ذَبَحَ الهُدْهَدَ الحَزِيْن؟
1 آذار (مارس) 2018, ::::: فراس ميهوبشَارِدَا بين أحزاني وأحزاني، في غَمْرَةِ كآبة الزَّمَان، وقسوة المكان، في أرض سَمِيل العربيَّة محشورة بين لعنات الاختلاف، والأخبار الكاذبة، حين جاءني من خلف غابة السَّنديان، قافزاَ فوق صخور البراكين السود، ورافلا النور بجناحيه هدهدٌ حَزِيْنٌ.
في البدء خطَّأتُ عيني، وظَنَنْتُهُ حُلُمَا، لكنّي أدركتُ أنَّ الفصلَ ربيعٌ، وأنَّ الهدهد لا يكذب، فعرفت أنِّي حظيت بهدأة حظٍ في عمري المليء بالنكسات.
روى لي كيف أضناه طول السَّفر، وكم حيرَّه صعود المطرنحو القمر، لم أجد إلّا دمع العين لأَرْوِيَهُ، (…) -
شجر الصفصاف الحزين
26 كانون الأول (ديسمبر) 2015, ::::: ربا الناصرمع مرور الزمن تصبح لحظات العمر بقايا صور نحتفظ بها في عقولنا كومضات طيف، نحب من وقت إلى آخر تذكرها فنثير تنهدات الأسى في أعماق صدورنا تارة ونوقظ شعلة الأمل تارة اخزي. لكن الذكريات تبقى بكل ما تحمله من طيف الماضي أكثر دعامة لنا لنمضي في حاضرنا وأيامنا القادمة.
جلس سامي على كرسيه قبالة البحر، كان موجه هادئا في صباح مبكر، ونسيمه ينعشه ويضفي بعض الطمأنينة على نفسه، التي شهدت الكثير من الحسرات في حياته، حياته التي سقطت خمسون ورقة منها إلى الآن.
أغمض عينيه قليلا وراح يفكر في خطيبته مجددا، التي (…) -
حــديـث الـمـقـبــرة
1 تشرين الثاني (نوفمبر) 2007, ::::: جعفر أمانيحسب عارف نفسه أنه من أفضل بني جنسه. كان يعيش في ملكوته، متحد مع ذاته. هو يعتقد بأنه الأعقل من بين البشر، وهم يعتقدون أنه "مجنون".
ربما كانت علامات الجنون بادية عليه. ذات يوم التحف عارف بإزار ورداء أبيضين، وطاف حول منازل بلدته كهيئة الحاج، الذي يطوف حول بيت الله. عندها منحت له شهادة "الجنون" حتى ممن لا يعرفه، وتسابقت عبارات السخرية من مشاهديه على فعله.
كان دائماً ما ينفرد بنفسه. كان يختار الأماكن الأكثر هدوءا. الأماكن التي يخافها غيره، كالمقبرة مثلاً. كان يشعر بالراحة النفسية وهو يتوسد (…) -
شرطة، شرطة
1 كانون الأول (ديسمبر) 2008, ::::: أمل النعيميفسخت شراكتها مع السهاد، وأحرقت جواز سفر الكبرياء. ارتشفت فنجان عزم، ثم قامت لتمزق آخر ورقة في أجندة الانتظار.
بخفر العذارى، وهي المرأة ذات العقود الأربعة ونيف، تسللت إلى خزانة الذاكرة لتستعير ثوبا كم أحب أن يراها فيه. نفضت عنه غبار الوقت. رفعت شعرها بأنامل مرتعشة. لبست خفا يعينها على النصر في ماراثون الحب. بحقيبة يدها أودعت قلبها وخرجت.
أنا قادمة إليك بصبر أيوب، وملائكة لوط، وسفينة نوح. منحت كل الأزمنة والأماكن إجازة مفتوحة، إلا مكتبا يتواجد فيه حتى بزوغ الفجر، هربا من وحدة "ما قبلها وما (…) -
الهديل + لجوء حضاري
25 تشرين الثاني (نوفمبر) 2013, ::::: هدى أبو غنيمةالهديل
يذكرني هديل الحمام بقصيدة الفيلسوف ابن سينا وهو يصف النفس وحنين الروح إلى موطنها:
هبطت إليك من المحل الأرفع - - - ورقاء ذات تعزز وتمنع
محجوبة عن كل مقلة ناظر - - - وهي التي سفرت ولم تتبرقع
اعتدت على سماع هديلها، وكلما هممت بفتح نافذتي لألمسها خفقت بجناحيها وطارت مثل ذكرى أيام وادعة، تومض في البال في لحظة سكينة يختلسها المرء في زمن القلق، أو فكرة تحوم كفراشة جميلة ما إن نحاول التقاطها حتى تذهب بعيدا.
نسيت أمر تلك الحمامة البيضاء في غمرة الأعباء اليومية، ولم أعد أسمعها حتى (…) -
قـصــاصــة ورق
1 آب (أغسطس) 2007, ::::: محسن الغالبيثلاثون مدينة أو أكثر. عذرا فهذا الصداع الذي ينتابني كل يوم منذ ما يقرب ألف عام أو يزيد يفقدني التركيز على ضرورة البدء بالمرفوع. ثلاثون مدينة أو أكثر، تلك بعض المدن التي جبتها خلال الأيام المنصرمة. الأيام، الأسابيع، أو لعلها الشهور، لكنها من المؤكد ليست بالسنين. أمقت العد بالسنوات فهو يختصر العمر ويختزله في رقم صغير حقير، وأنا ما زلت طفلا في الأربعين وما بي رغبة البتة للنضوج أو للشعور بذلك قط.
كنت أجوب المدن هذه بحثا عن صديق، بل قل رفيق درب قد نحت به الأيام وتقاذفته الأمواج وتقاذفتني، فلم (…)