في غفلة من ذاته، قرر الزمن أن يتقمص شخصية الإنسان ليوم واحد فقط، وأن يتواضع ويهبط على البسيطة عسى أن تسري هذه الرحلة عنه وتخلصه من ملل مزمن أصبح يستشعره في الآونة الأخيرة. ارتدى أجمل الثياب وأغلاها، وتبرقع بوجه رجل وعقل رجل، وخبأ في حقيبة السفر ثياب امرأة ووجه امرأة وعقل امرأة ليستعمل كل ذلك إذا لزم الأمر.
لم يفكر لحظة بثياب ووجه وعقل طفل أو طفلة لأنه كان يعلم أن الأطفال لا يحسنون ارتداء الأقنعة، وأن عقولهم لم تلوث بعد، وأن أجسادهم لو تعرت فان سذاجتهم سوف تحميها. ولم يفكر بثياب ووجه وعقل (…)
الغلاف > المفاتيح > نصوص > قصة قصيرة
قصة قصيرة
المقالات
-
سقوط يوم من الزمن
1 تشرين الثاني (نوفمبر) 2008, ::::: أمل النعيمي -
بـريـفــــان
25 كانون الثاني (يناير) 2013, ::::: محسن الغالبيفجأة وخارج كل حدس ممكن، من العدم أو من اللاشيء، من الضباب، من الحلم، من الهواء، -قل ما تشاء- أطلت بقامة متوسطة تناسب كل المقاسات، وبشعر أسود فاحم غجري يمكن للمرء أن يتيه بين خصلاته أعواما.
بخطوات ملؤها اليقين، استدارت لتحتل المقعد المقابل لي في قاطرة كان نصفها فارغا. كانت الطاولة تفصل بيننا، لكنني أحسست أن أهداب حاجبيها الممتدة بجنون قد لامست جفني فأعمتني في لحظة يستوي فيها الأعمى والبصير، وأن شعرها هبط كليل أو كموج بحر يرخي سدوله (*) ليكنس أفكاري ويأتي بأخرى. كانت ابتسامتها المهذبة تفصح (…) -
دموع الأبجدية ورائحة السافنا
1 شباط (فبراير) 2007, ::::: الهادي عجب الدورهنالك اللوحة أبدية. هنالك القصة طويلة ومنسية. هنالك الدمعة أغنية. هنالك ألف أنشودة بالدموع مسقية. هنالك حليمة، ومريم، وبنات الحلة، بملامح رقصة ريفية. هكذا كانت الأرض السمراء تضم الأحباب. آه، وألف آه. انطفأت شمعة الحياة في كل العيون بوجوم وسكون لتبدأ من جديد طواحين الألم.
تحت حبات الرمل البرونزي المترع بالذكريات البعيدة، ومع إشراقات مطر التضحيات وابتسامات الشمعة الملبدة بدموعها القديمة الجديدة الناعمة، نعم لقد أسدلت السماء ستارها في ليل طويل ملقح بالشجون والحنين والصدى، و... و... و...
كل (…) -
مريم
1 تموز (يوليو) 2007, ::::: جمال بوطيبقالت مريم:
كيف لا أبكي يا أمي؟! لقد قصوا ضفائري. كانوا ثلاثة، بدانا، مسلحين، وبزي عسكري. وكنت وحيدة بوزرتي الخضراء. جردوني من ثيابي يا أمي، وناموا معي تباعا. وكبرت يا أمي. كبرت، ولم أعد مريم الطفلة، ولا مريم "الغزالة" كما كنت تناديني. بكيت يا أمي، بكيت ضفائري، وبكيت ضعفي وطفولتي، وبكيت أنوثتي ودمي. وحين انتبهت وجدت الضفيرة الوحيدة المتبقية قد صارت شيباء. كانت دموعي قد جفت، وشعرت بألم خارق على خدي. صدقيني يا أمي، كانوا ثلاثة بدانا، وبزي عسكري، وكنت وحيدة بوزرتي الخضراء، وفي جوف السيارة التي (…) -
ننهي ما بيننا
1 أيلول (سبتمبر) 2007, ::::: سالم ياسين"دعنا إذا ننهي ما بيننا".
هي ذات النغمة، نفس الجملة التي يقف أمامها للمرة السابعة خلال تسعة أشهر.
لن يعجبه الموقف، سيثور محتجا مستجمعا كل ما يسعفه من تعابير دافئة ترفرف كزغب أجنحة عصفور صغير يروم الاحتضان فيهز مشاعرها ويبدل الموقف ليغرقا في بحر حب محموم.
توقن في قرارة نفسها أنه سيفعل. وأنها تحتاج لثورته وصخب كلماته كل حين، كما العاصفة في استمرار الحياة.
هي حالة من السعي للأمان المرتجى قد اختلقتها نتيجة الصدفة من المرة الأولى. ويدرك في قرارة نفسه أنه ماهر جدا في التبرير والتفسير (…) -
تأتيني طيوري بهجة فأحيلها شجنا
1 نيسان (أبريل) 2011, ::::: هيام ضمرةلم يكن ضوء النهار قد شقّ ستائر العتمة بالكامل حين قلّبني خمول الوسن على جانبي الآخر ويدي تسحب أغطيتي على كتفي مخزّنة الدفء المنعش في أوصالي، خرجت على الفور من غفوتي وأهدابي تنشّق متنبهة، وقد ران صوت عزف صادح جميل كان اختفى منذ زمن غير قليل، لطالما أصخت السمع على مدى الشهر الماضي باحثة عن معزوفاته. فتحت عيني على وسعهما وأنا متيقنة أنّ ما أسمعه ليس أذيالا من حلم ما زالت ظلاله عالقة في المخيّلة.
نعم هي ذاتها طيوري، ذات المعزوفة التي تعودت أن تتغناها لتنقلني إلى يقظتي. إذن لقد عادت طيوري من (…) -
عاشق أفعاه
27 تشرين الأول (أكتوبر) 2014, ::::: مهند فودهيقولون إن المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين، ولكنه لدغ ثلاث مرات من ذات الجحر وذات الأفعى.
في قريتنا التي اشتهرت بأن سكانها يعاشرون الأفاعي كما البشر، ولدَ، ونشأ فيها، وإليها عاد بعد انتهاء دراسته.
كان دوما يرى الأفاعي تتجول في طرقات القرية بين سكانها، وتتمايل على جذوع الأشجار، وترقص على إيقاع المزمار في العروض الفنية.
كان اقتصاد قريتنا في ذات الوقت وما زال قائما على الأفاعي التي تقاسمت مع سكانها تلك الأرض منذ الأزل، فصارت فصيلا من سكانها وجزءا لا يتجزأ من هويتها.
انتشرت في القرية كل المهن (…) -
أحلام ذائبة
25 تشرين الثاني (نوفمبر) 2013, ::::: إيناس ثابتحافية القدمين أمامي، يُراقص ظلها وجه الشمس، ويعقدُ شعرها مع ضوء الشمس سلالم من ذهب فتغدو كحلوى مشاكسة معجونة بماء الذهب. تُعانق السماء وترويها بالقبل فتُهديها السماء قطرات من مطر، لها رائحة المسك ونور القمر.
تدُك بقدميها الأرض فتُزهر وروداً بيضاء. تلاحقني بخيلاء ماكرٍ في عينيها. تحاول الالتصاق بي لنــُكوِنَ روحًا واحدة فتكون الظل للجسد.
تقترب مني فأهرب، تزيد من خطاها فأزيد من خطاي هرباً. تتبعني وبين يديها كرة من صوف، تداعب أناملها خيوطها، تبعثرها مرة وتشابكها مرة أخرى لتقدمها لجدولٍ (…) -
المركب والوصية
25 نيسان (أبريل) 2015, ::::: محمد بروحواستيقظ غانم على جفوة حلم ثقيل، أثقل جفونا أتعبت بأحلام واهية منذ بداية ذاك الخريف. كاد أن يفوه بأسراره لأقرب الناس إليه. انتشله هذا الحلم من أعماق نوم طويل، رأى فيه نفسه في مقام. على ربوة معشوشبة، تطل مباشرة على ضفة بحيرة واسعة مترامية الأطراف.
ارتاد تلك البحيرة منذ زمن بعيد. منذ أن ألف ممارسة هواية صيد أسماك البحيرة اللذيذة والملونة والتي ألفت بدورها العيش في أعماق البحيرة المظلمة. تغريه كثيرا باصطيادها، لذا كان يصطاد منها ما يشاء، لكنه لم يستلذ طعم لحمها يوما ما، منذ ذاك اليوم الذي حدث (…) -
أسرة جديدة
1 كانون الثاني (يناير) 2009, ::::: إبراهيم يوسفأعجبتني الأمثولة في أحد كتب القراءة الفرنسيّة، يوم كانت ابنتي في الصّف الأول من المرحلة المتوسّطة، لعقدين من الزمان أو ما يزيد. تعبتُ في التفتيش عن الكتاب وعن اسم الكاتب، للأمانة في نقل النّص ولم أوفق، لأنّ ابنتي ربما كانت قد تخلّت عن الكتاب، كما هي العادة مع كتب المناهج المدرسيّة، عندما تنتفي الحاجة إليها. لهذا سأعتمد على ذاكرتي بما تسعفني لإعادة صياغة النّص (كفكرة) بالأمانة المتاحة. . تنشد الطّبيعة ترنيمة رخيمة، عندما تصحو في نفس الموعد من كلّ عام، ينتشي لها العصفور والعصفورة، تعصف بهما (…)