اسـم
اقتحم عليه وحدته وتشرده وكهفه. سأله:
"من أنت؟"
"عندما أعرف سأخبرك."
"من أين أنت؟"
"من بلاد الله الواسعة."
"ما اسمك؟"
"ما جدوى الأسماء إذا كان الآخرون لا ينادوننا بها؟"
"لم أفهم!"
"أنت أول من يسألني عن اسمي منذ أكثر من خمس سنوات."
"معقول؟ وكيف ينادونك إذاً؟"
"يا رجل، يا عمي، يا هو، يا شحاد، يا حجي، يا ختيار، يا رجال، يا زفت، يا مسخمط، يا حضرة، يا معود، ..."
"لأنهم ربما لا يعرفون اسمك."
"ليس بالضرورة أن تُنادى بالاسم، فالاسم اكسسوار فقط يوضع للتمايز بين الناس (…)
الغلاف > المفاتيح > نصوص > قصة قصيرة
قصة قصيرة
المقالات
-
قصتان: اسم + القفل
26 تشرين الأول (أكتوبر) 2011, ::::: موسى أبو رياش -
نوال يوسف - الجزائر
1 نيسان (أبريل) 2007, ::::: نوال يوسفيأسرني منظر السلحفاة البحرية أو السلحفاة الخضراء، تلك التي تكون في البحر ثم تخرج للشاطئ لتضع بيضها، فيأتي وقت ويفقس، فتجد هذا الذي فقس حديثاً يتجه للشاطئ مباشرة، الخالة "سامية" لا تختلف كثيراً عن السلحفاة الخضراء التي تترك هذه الأخيرة صغارها يواجهون الشاطئ حتى قبل أن يعتدل قوامهم بسبب التقوقع في البيضة والأخرى تترك أطفالها يحفظون أسماء الباعة الجوالين قبل أن ينطقوا بـ "ماما" أو "بابا."
تقص لي أمي يومهما الأول الذي حضرت فيه إلى الجزائر العاصمة قادمة من عاصمة الزيبان بسكرة. كانت ليلتها (…) -
ســـــعــادة
1 آب (أغسطس) 2007, ::::: آمال سلامةإشراقة شمس هذا الصباح تشعرني بالسعادة والحيوية والجمال. اليوم سأكون سعيدة. لن أغضب. لن أتوتر. لن أحزن. اليوم يوم الفرح، يوم الحب والتفاؤل والأمل.
هذه الكلمات جعلتها تغادر سريرها مسرعة بنشاط افتقدته منذ زمن. أرأيتِ؟ لستِ مريضة، فها أنت بمجرد مخاطبة نفسك بكلمات بسيطة تنهضين دون تعب أو صعوبة.
"الدنيا حلوة ونزعل ليه ..."
كلمات الأغنية كأنها تخاطبها، وتزيد من إرادتها في خلق الفرح.
سمعت سؤال ابنها: "ماما لماذا أنت سعيدة؟"
فكّرت لحظة، وسألتها سؤالا آخر: "كيف عرفت أني سعيدة؟"
"لأنك لا (…) -
إدمان مراهقة
1 نيسان (أبريل) 2011, ::::: عبد القادر كعبانقلبي يرتعش للحقيقة المؤلمة التي سمعتها لتوي. كدت أقع على الأرضية. كلماته كانت تنافس دقات قلبي:
"ابنتك تتعاطى المخدرات."
تلك المراهقة التي فتحت لها أبواب الحرية دفعتها مزاجيتها المتحررة إلى دخول عالم الإدمان.
دمعت عيناي تأثرا. اجتاحتني المرارة حتى ظننت أن العالم يوشك على نهايته. قام من مكانه محاولا تهدئتي:
"اجلسي سيدتي. سينتهي كل هذا بجلسات خاصة للعلاج."
وقعت على الكرسي منهارة بينما كانت هي بالغرفة المجاورة مخدرة الجسد تحوم بها الممرضات كسرب حمام أبيض.
ابتسم الأخصائي وعلى وجهه (…) -
ذات صيف
1 حزيران (يونيو) 2018, ::::: زكي شيرخانعلى الشاطئ الرملي، في الصباح، كانت تسير حافية القدمين. ثوبها الأحمر الملامس لكاحليها تداعبه نسمات مشبعة برطوبة وافرة. تحمل صندلها الأحمر بيدها. بين فينة وأخرى، تتوقف، يتجه رأسها نحو البحر تتأمله. أحيانا، تتوقف، تستدير، ناظرة آثار قدميها، تنتظر موجة تغطي الرمال وعند عودتها تجرف آثارها، ثم تواصل سيرها.
كنت أتأملها من على كرسي اعتدتُ الجلوس عليه في الشرفة، محتسيا قهوتي، مدخنا غليوني، مستمعا لموسيقى عبر مذياع صغير تبثها محطة محلية.
اعتدتُ قضاء إجازتي الصيفية في هذا المكان المنعزل، دون صحف، (…) -
صرخة غريقة
1 نيسان (أبريل) 2009, ::::: عصام عقرباويكانت فتاة في أواسط العشرينات من ربيع عمرها. ذكية ومثقفة وعلى قدر عال من الجمال وخفه الظل تشبه الأجنبيات كثيرا حتى أنه من الصعب أن تميزها إن كانت عربيه أم لا، شعرها أشقر طويل. جسدها أبيض البشرة ممشوق بعناية. كانت كل مواصفاتها أقرب إلى مواصفات الفتيات الأجنبيات الشقراوات منها إلى الفتيات العربيات. أدمنت كما قالت جميع أنواع المخدرات وأكدت أنها من المهاجرات الجدد القادمات من إحدى الدول العربية.
حاولت كثير معها لتحكي لي قصتها ولكنها رفضت. "هل لديك أطفال؟" كان السؤال البسيط الذي جاء صدفة وسألته (…) -
الـبــاشــا
1 حزيران (يونيو) 2019, ::::: فنار عبد الغنيلم يعرفوه من الضباب المتكاثف مع ارتعاشات الظلام. وللوهلة الأولى، اعتقدوا أنه شبح تائه يهذي في هذه العتمة القارسة. لقد خرج عليهم كشبح متنكر بحزمة ألوان قاتمة. هيئته الغريبة ألقت عليهم نوعا من الدهشة الممزوجة بالرهبة. كان هو أيضا خائفا ومرتبكا، يقدم خطوة بطيئة إلى الأمام ويؤخر خطوتين سريعتين إلى الخلف، يريد العودة إلى باطن الجبل.
ورغم الجموع الغفيرة من العمال ورجال الأمن الذين كانوا في حالة شديدة الغرابة، إلا أن الرعب كان قد نال منهم لدرجة أفقدتهم التفكير والحركة، الأمر الذي حمل ضابط الدورية (…) -
خرابيشُ خطّ
1 آذار (مارس) 2024, ::::: زكي شيرخانلا أستطيع ضمان بقاء ذاكرتي على قوتها، التي أُحسد عليها، مع تقدم العمر فيما لو طال، ولو عندي شك بأنه لن يطول. لذا قررت أن أكتب. ما سيلي، ولست متأكدا كم سيكون، ليست مذكرات بالمعنى الدقيق للمفردة. هي خرابيش، سأتعمد أن تكون بطريقة سيّئة غير منسّقة أو منظّمة أو محدّدة الشَّكل، وغير نهائيّة، خوفا على رأسي من أن ينفصل عن جسدي. أدرك، جيدا، خطورة ما أنا مقدم عليه، لكن، وأتمنى، ألّا تكون مما يدينني، ربما لأنها لن تكون مفهومة. زيادة في التمويه، لن أدون تأريخ الأحداث. سأرقم هذه الأحداث تبعا لتسلسل (…)
-
فائض عن الحاجة
26 أيلول (سبتمبر) 2011, ::::: موسى أبو رياشاستيقظ كعادته كلَّ فجر. توضأ. صلّى. قرأ أذكاره وأوراده. أعدَّ فنجان شاي، تناوله على مهل مع لقيمات من الخبز، وقطعة جبن بيضاء؛ إفطاره الصباحي منذ خمسين عاماً أو يزيد. همَّ أن يرتدي ملابسه؛ استعدادا للخروج، عندما تذكر أمراً لطمه، وأحدث غصَّة في قلبه. لا داعي للخروج هذا الصباح، فقد باع بقالته لأبي سعيد يوم أمس، وغدت ملكاً له، لا يحق له أن يدخلها إلا زائراً أو زبوناً. ارتمى على فراشه خائر القوى. مشتت الذهن. يسقط في هاوية بلا قرار. اندس تحت لحافه مهزوماً، يستذكر عمره الذي قضاه في هذه البقالة التي (…)
-
موعد مع حفيدة جنكيز خان
25 آذار (مارس) 2012, ::::: عدلي الهواري: بحوث ومقالات وقصصكان يوم الموعد يوما من أيام الشتاء التي سبقها هطول الثلوج بضعة أيام، وبقي الناس في البيوت لأن الثلج كسا كل شيء بطبقة بيضاء، وجعل قيادة السيارات أمرا محفوفا بالمجازفة. وكان الاتفاق على اللقاء قبل بضعة أيام من حلول الموعد، وظل مشروطا بأن يتحسن الطقس، ويمكن الخروج من البيوت.
ما أن وافقت على الموعد حتى بدأ يتابع تطورات الأحول الجوية متابعة مكثفة. قبل ذلك اليوم لم تكن حالة الطقس تهمه. صار كل بضع ساعات، وكل يوم، يبحث في الإنترنت مستخدما حاسوبه الصغير عن آخر المعلومات عن حالة الطقس المتوقع، وخاصة (…)