أصواتهم تهتف للوطن وللحرية، أصوات المواطنين أبناء البلاد.
رصاصهم يهتف بحياة الرئيس وكرسيه "المجيد"، رصاص جنود الحرس الجمهوري.
***
كانت الميادين والشوارع قد اكتظت منذ الصباح بالجماهير الغاضبة والمحتجة على فساد الرئيس الذي حوّل الوطن الى مزرعة مملوكة له ولسلالته.
وقد طغى . طغى الرئيس حتى بات هو الطغيان كله، إلى أن بات الناس يدعونه سرا بالطاغية، وقد نسوا اسمه الحقيقي بالرغم من تكراره طيلة النهار والليل في وسائل الإعلام الرسمية، مع مقدمات لا تحصى ولا تعد من مفردات التمجيد والتفخيم. (…)
الغلاف > المفاتيح > نصوص > قصة قصيرة
قصة قصيرة
المقالات
-
جنود في الميدان
25 كانون الثاني (يناير) 2013, ::::: سعيد الشيخ -
قال لي الطبشور
30 أيار (مايو) 2014, ::::: إيناس ثابتإلى الأرض الواسعة أشد رحالي، حين يضيق بي سماء غرفتي ودويّ الشاكين من حولي. حيث السماء اللا متناهية، وتحليق الطيور الحرة، حيث أكون أنا والعالم الذي أريد.
قطع الطبشور قصتي، رسمت بها مدينتي الجميلة التي غادرتها على سطح منزلنا. رسمتها بالأصفر، لون الشمس التي تشبه مدينتي، فلكم إليها وجهت خيالي وجلّ دعواتي. هذا جسرها الكبير وهذه مبانيها الملونة بألوان قوس قزح، أحمر، أزرق، وبنفسجي.
وهذه نجوم سمائها كحلوى جوز الهند اللذيذة. أكاد أن أطير إليها طفلة، أدس الكثير منها في جيب فستاني المطرز بألوان (…) -
نداء صلاح الدّين
26 كانون الأول (ديسمبر) 2015, ::::: طه بونينيتَقَوَّيتُ بابني، سمّيتُه صلاح الدّين. أردتُ اسماً يرتبط بالوطن، حتّى أوشكتُ أن أسمّيه فلسطين.
تسلّحتُ باسمه، حَمَلتُه معي رضيعا إلى كلّ مكانٍ أقصده، شعارا للسلام والنصر معا، وكأنّه غصن زيتون.
لا أراه الآن إلّا من خلال ذاكرتي التي تبعث الحياة في هذه الغيبوبة السرمدية التي أُسِرتُ فيها. لستُ أعي، لستُ أدرك، أنا أحسّ فقط. وما دَريتُ بأنّي في غيبوبة لولا الضيفُ الذي يزورني بين الحين والحين.
ليس ضيفا في الحقيقة بل طيف، "طيفُ المقابر" هكذا عرّف بنفسه. ما فَتِــئَ يهتفُ باسمي في همس بادئ (…) -
الصوت البعيد
25 تشرين الأول (أكتوبر) 2015, ::::: غانية الوناستمطرُ غزيراً في الخارج، وفي قلبي مطرٌ كوني لم يهدأ منذ سنوات، أحاول بيني وبين نفسي أن أكون قوية، أكابد كل تلك المشاعر التي تتآكل في داخلي. أنا قوية بما يكفي لأتجاوز كل شيء يؤلمني، لكني لست بقادرة على ذلك حقا.
تترنم في آذاني تلك الأغنية البعيدة جدا:
"سوسم آ علي. سوسم آ ميمي. وأنغ آعلاو إي باباك، باباك يروح يبعذاك، يوي هاروميث يجا يماك"(1).
من أين يأتيني هذا الصوت البعيد جدا؟ من أين يأتي هذا الحنين الذي يتصاعد في الروح، ليطفو أخيرا على السطح، أجاهد نفسي لأنسى، ولستُ أنسى.
يتراكم كل شيء (…) -
تلك النكهة
1 شباط (فبراير) 2008, ::::: بسام الطعانعند أصيل صيفي بديع، كان يصادق الكرسي الخشبي، يـعد حبات الوقت، يغني أغنية عاشقة، يعزف على أوتار ضجيجه الداخلي، وينتظر أن تتكرم السماء وتحقق له بعـضاً من رغباته، وحين رآها للمرة الثانية، انتابه إحساس غريب، فحمل حلما وأملا ووقف ينظر صوب وجهها المحلى بالأنوثة.
كانت تجلس بعيدا عنه في الحديقة التي تغازل الشمس المستعدة للأفول، تحتضن الرقة والعذوبة وتستكين بصمتها السرمدي.
راقبها لدقائق وهي ترفرف في فضاءات روحه، تورق على أغصـان عمره، وتترسخ في ذاكرته مثل وطن، ومثل شهاب يفضح ظلام الليل اقترب منها، (…) -
خمسون
26 شباط (فبراير) 2015, ::::: محسن الغالبيكنت مستلقيا على الأرض وحيدا كعادتي، أقرأ في كتاب، حين حلقت روحي مبتعدة عني كأنها تبحث عن أمر ما، أو أمريء ما. لم أعترض طريقها ولوحت لها بأطراف أصابعي أني في الانتظار.
جرجرت جسدي نحو أوراقي المتناثرة هنا وهناك. جررت ورقة وقلما، وشرعت في التدوين، هذه الرغبة التي افتقدتها منذ شهور، عادت إليّ الآن وكأن روحي هي التي كانت تكتم روحي ورغباتي... لا أظن.
قضيت الليل بطوله أدوّن ما خطر ببالي في عفوية أقرب إلى السذاجة منها إلى الفطرة. كنت حريصا على أن أكون منظما في تدويني ومرتبا. وظللت أدوّن دون كلل (…) -
ما بين دمعة وابتسامة
25 أيار (مايو) 2013, ::::: جبر نشوانلم يكن له من الأمر شيء، ولكنها باتت له كل شيء، فما بين مسيّرٍ ومخيّر يأتي دور القدر.
رآها جالسة على ذلك المقعد الرمادي الكئيب في أحد أطراف الجامعة، بعيدا عن زحمة الطلاب. هو ذلك المقعد الرمادي المعروف، ليس بلونه ولكن بمكانه وجلسائه، ففيه من الكآبة ما ينفّر الناس منه حدّ تشبيه من يجلس عليه بأنه كمن يجلس على قبر.
كانت فتاة بريئة الملامح نحيلة الجسد واسعة العينين، تلبس السواد فيبدو وجهها كالبدر في حلكة الظلام.
وكان اندهاشه الأكبر فيها دمعة تطرق أبواب عيونها، ليتردد صدى سحرها في نسمات ذلك (…) -
عروس السماء
26 شباط (فبراير) 2015, ::::: غانية الوناس"زرفه"(1) العذبةُ، الرقيقةُ، الطّفلةُ الّتي كانت تركضُ في حقولِ القمحِ، تفرك بين كفّيها الصغيرتين السنابل المملوءة حبّا، وتنثرها للعصافير، وتهربُ حين تسمعُ صوت جدّتها تصيحُ من أعلى التلّة: "يا زُرفه، أبقِ عينيكِ مفتوحتين، هذا القمحُ لجوعِ الشّتاء، وليس طعاما للطيّور"، كبرت وصغرت مسافاتُ ركضها. صار الحقلُ بعيدا عن حلمِ الطّفولة الجميل، حلّ محلّها فزاعةٌ بحجمِها، تقفُ حاجزا أمام العصافير.
لما كبرتِ سريعا يا زُرفه؟ لما لبستِ ثياب العمرِ الجديدِ بدل طيشِ الطفولة، وخدلتِ للهمّ مبكرا؟
تضحك حين (…) -
وتستمر الحياة
25 كانون الثاني (يناير) 2015, ::::: زهرة يبرمأيقظتها لسعة الفاقة بعد عمر من السبات لتكون آية على أنها ما زالت تتنفس، وأنها لا بد أن تبقى على قيد الحياة. ولأنها لا تعلم الغيب فقد غرقت في لجّ القدر.
كبيرة هي الحقيقة في صدر الأيام وفي حقل عقلها الذي صار مفتوحا لكل شيء. كم هي صغيرة وغريبة في هذه الدنيا. كأنما تخلت عنها الشمس وانقطع عنها الأوكسجين. فقد عاشت نصف حياتها الأول وهي تشتهي حياة مغايرة، وهي الآن آسفة على ضياع هذا النصف منها. لكن كيف يمكنها أن تستدرك نصفها الثاني كي لا تخسر حياتها كاملة؟
كان يومُها الأول مع أول وظيفة (…) -
حــــــــرة، ولــكـن ...
1 تشرين الثاني (نوفمبر) 2006, ::::: آمال سلامةمتثاقلة مشت تتأمل الوجوه. وجوه كثيرة تمرّ بها. هذا وجه طفل لم تترك الأيام بصماتها عليه بعد. وذاك وجه امرأة تحكي حكايات زمن مضى. وهناك وجه رجل ما زال يحمل بقايا من أمل.
أسرعت السير كي لا تتأخر عن لحاق الحافلة التي ستقلّها إلى مكان عملها، ونجحت في ركوبها بالوقت المناسب. أسندت رأسها إلى المقعد مستعرضة ساعات الصباح الأولى: إعداد طعام الإفطار؛ إيقاظ الأولاد؛ الاستعداد للذهاب للعمل أو المدرس؛ ارتدائها ملابسها بسرعة البرق مهملة زينتها كالعادة؛ إغلاق الباب، والعودة للطابق الرابع بعد النزول للتأكد (…)