قـمـيـصـه
أعياها التّعب، ونسماتُ وحدتها الباردة تلسعُ جسدَها العاري، هنا عزة وحيدة في زوايا ذاكرتها وشوقها، تتراقص أشعة قمرها على انحناءات جذعها الفارع، تشاكسها نسمة ثلجية فترتجف ويتراقص قلبها.
تنهض متثاقلة، تبحث عنه ليدفئها ليلامس جسدها، وتغفو بين ذراعيه. شهر مضى على آخر لقاء بينهما. باحتْ له بآهاتها. وبللت قبته بدمع أشواقها. عانقها بقوة النسيان. وزرعها وردة لنيسان. احتسيا معا فنجان قهوتها المرة. سألتْه إن كان لا يزال يذكرها، لم يُجبْ، بقي صامتا كما عهدتْه.
في أزرار قميصه تراءت لها: (…)
الغلاف > المفاتيح > نصوص > قصة قصيرة
قصة قصيرة
المقالات
-
نصان: قميصه + الفكرة الطائشة
1 شباط (فبراير) 2010, ::::: ظلال عدنان -
جحود ووفاء، بشر وكلاب
1 تموز (يوليو) 2007, ::::: نادية أبو زاهرعندما يدخل الإنسان ميدان الصحافة تعليما أو ممارسة يواجهه عاجلا لا آجلا سؤال: "ما هو الخبر؟" والجواب الشائع هو: لكي يكون الخبر خبرا يستحق النشر، يحتاج إلى ما هو أكثر من مجرد معلومة، ولذا يقال في معرض التمييز بين الخبر واللاخبر إنه إذا عض كلب شخصا، فليس في ذلك خبر، أما إذا عض شخص كلبا ففي الأمر خبر.
سمعت خبر هجوم كلب على امرأة في إحدى القرى، تدعى الحاجة صبرية، وتبلغ من العمر سبعين عاما. وقد توفيت الحاجة صبرية بعد أسبوع من الحادث. لو طبقت تعريف ما هو الخبر كما لخصته أعلاه، فليس خبرا أن كلبا (…) -
حالة الطقس في جهنم لهذا اليوم
25 نيسان (أبريل) 2012, ::::: سلام عبودأنهى الرائد سام كوبر، الضابط في وحدة برمجة الطائرات التابعة لجهاز المخابرات الأميركية، معاينة الطائرة بريديتر وتفحص أجهزة تشغيلها، ثم أعاد برمجتها وكتب تقريره الفني. جلس شارد الذهن أمام جسد الطائرة الرصاصي الرشيق، الشبيه بسمكة قرش محنطة.
بعد أن اختتم الجزء الفني من تقرير إصلاح الطائرة، كتب عنوانا جديدا: استنتاجات خاصة. لكنه لم يتمكن من الانتقال إلى الخطوة التالية، خطوة كتابة الاستنتاج وتحليل النتائج. شيء محيّر يعيق تفكيره، ويجعل خياله يصرّ على الهروب بعيدا، أبعد من حدود طائرة بريديتر أو (…) -
سيدة الأحلام
1 حزيران (يونيو) 2017, ::::: منى الحضرييراها موهوبة ملهمة، ولكنه لا يعلم أنه أصبح مصـدر الإلهام لديها، بل أصبحت على يقين بموهبته التي لا يمتلكها سواه ممن تعرف.
ومن قال إن الموهــبة تعني فحسب أن نكتب أو نرســم؟ إحساسه العالي موهبة متفردة ينم عن فطرة ســليمة وذكاء متقد. قطرة هي في نهـره العــذب، ولطالما تعلمت منه.
نظرته للأشياء تعجبها بقدر ما أدهشتها كثيرا من قبل، وصنعت بداخلها عشـرات وعشـرات من علامات التعجب.
مع الوقت أيقنت أنه لا يراها مجرد كلمات وعبارات فحسب كما ظنت يوما، إنما يؤمن بها، وبات يحـلم لها ومعها، ويريد لها (…) -
السطح والقرار
1 أيلول (سبتمبر) 2020, ::::: أحمد الوارثاعتاد كل مساء، بعد صلاة المغرب، أن ينضم إلى الجالسين عند باب الجامع، بينما الفقيه وطلبته يتلون الحزب الراتب، وأحيانا يلتحق بباب الدكان الوحيد في قلب الحومة، حيث يقتعد صندوقا خشبيا، ويجلس متفرجا على لاعبي الورق، لتزجية الوقت، انتظارا لأذان العشاء.
بعد الصلاة، يملأ، بّا بوشتى؛ هكذا كانوا ينادونه، سطْلين من ماء العين، ثم يلتحق بالبيت، وقد يعرج على صديق له اسمه أحمد، فيدخنان قليلا من القنب الهندي قبل أن يغادر. رجل تجاوز عمره العقد السادس بقليل، لكنه ما زال منتصب القامة في مشيه، لا ولد له ولا (…) -
هاجس
1 أيار (مايو) 2009, ::::: نعيم الغولوقفته أمام المتجر تذكره بهاجسه.
الآن يستطيع أن يزعم، أمام نفسه على الأقل، بأن هذا المتجر المرابط منذ سنين أمام "دوار فراس" يقع في قلب المنطقة التجارية لجبل الحسين، الذي ما يزال قلب العاصمة عمان. ومع أنها تمطت ومدت ذراعيها وساقيها في وجه الأفق الدائري كله، وافترشت لجسدها الشرق والغرب والجبل والوادي والسهل والوعر إلا أنه يراها تقبع أيضا في قلب الأردن.
وربما جزم، لنفسه على الأقل، بأن الأردن يراوح بشكل ما كبندول الساعة في قلب العالم العربي. وبشكل ما أيضا يرى وطنه العربي مركز الصليب في (…) -
مدارات الشجن
26 أيلول (سبتمبر) 2011, ::::: محمد عبد الوارثأدار زر المذياع، بأطراف أنامله الرخوة وأظافـره الطويلة بغير عناية. راح الراديو يبث شفرته؛ زجزاجية الصفير، لعله يجد من بين رموزها برنامجاً، أويسمع موسيقى وغناء يبعث فى قلبه ذكرى لحظات ماضية، أو ينصت خاشعاً لتلاوة شيخ من شيوخ زمن وحيد قد لا يأتي غيره. تَـِــكْ. شيششيشش شااااااااااااا شاشششش ووووووووـشـشـش.
رنم الصوت واضحاً رخيماً، وفى خلفيته، تماوج وشيش ضعيف وصفير جيئة وذهابا.
أيها السادة، إلى قصر رأس التين. هنا قصر الملك. أيها السادة السلام عليكم
ورحمة الله. هذه ليلة جديدة مباركة من (…) -
جزيرة أحلامي
1 أيار (مايو) 2011, ::::: رحاب مليباريرسمت أحلامي كجزيرة خضراء هادئة، تسمع فيها أنغام طيور تغرد ألحانا رائعة، وتسقي أنهار الحب فيها ما حولها فتزهر وروداَ ذات ألوان زاهية، ركبت سفينتي الصغيرة محاولةَ الإبحار نحو جزيرة أحلامي، كنت مرتاحة البال فقد كنت في طريقي نحو جنتي الدنيوية، وكنت أنظر إلى هدفي وقد ارتسمت على شفتي ابتسامة شوق هادئة، فكم كنت أتشوق لملاقاة أحلامي على جزيرتي الملائكية.
أغمضت عيني وأخذت أدير عجلة خيالي، فقد كنت أتخيل اللحظة التي ستعانقني فيها أحلامي، وأتساءل: هل ستتسابق دموعي مصافحة وجنتي لتهنئني على فوزي بما (…) -
مهمة صحفية
1 حزيران (يونيو) 2020, ::::: نازك ضمرةطال الحديث عن عدم نظافة الشواطئ، وأثر ذلك على الأسماك التي يتغذى بها الإنسان، وعن عدم تنظيم الصيد. وكأننا نسينا ما نحن ذاهبون له. قال السائق: = "ما زلت أشعر بالحر برغم برودة مكيف السيارة، فهلا برَد جسم كل منكم وروحه؟"
تتردد أصداء الموسيقى مضخمة الصوت، انتقلت أصابع السائق تعبث بمنظم الصوت تقوية وتفخيما، ترقيقا وموازنة، تبدو الراحة النفسية على الصحفية، فتسارع بفتح علبة شرابها، وتلصق فتحتها بشفتيها في شغف، أما رفيقتنا الأخرى ما زالت أناملها تداعب العلبة، تتحسس برودتها، تقلبها ثم تلف سبابتها (…) -
حين ينبت الشر في السباسب العليا
1 أيلول (سبتمبر) 2010, ::::: لطفي بنصرتقطع أربع دقائق يوميا في اتجاه المقهى وتجلس ووجهك مسكون بنظرات المحيطين بك، والأحلام الضائعة تطاردك. عيناك تسافران إلى هناك حيث الشغل والمال والكرامة. الكل يعرف حكايتك. إنك عاطل عن العمل. ما ذنبك؟ ما ذنب السنين تلك الطويلة التي قضيتها خلف أسوار الجامعة، واليوم تتحطم وتتوارى وتنساب في شوارع مدن هجرك فيها الفرح؟
تجلس في مكانك المعهود وتطلب من النادل العجوز فنجان قهوة، ثم تتناول الجريدة وتتصفحها بعصبية زائدة، وينطبق صدرك. أربع سنوات عجاف والدنيا هناك جميلة. أينتهي العمر، وأنت ل تزال بلا شغل؟ (…)