اتكأت على حافة النافذة المطلة على عدد من المنازل ذات النوافذ المسدلة الستائر. عندما انتبه لي صاح بي:
"أرجوك ابعد عن الشباك، بلاش مشاكل مع صاحب العمارة والجيران."
سألته: "ولماذا يحتج صاحب العمارة أو الجيران على وقوفي بالشباك؟"
ابتسم باستهزاء وقال: "حفاظا على الأعراض وعورات البيوت."
تابع وعيناه على شاشة الكمبيوتر: "قبل ما نوقع عقد الإيجار اشترط علينا صاحب البيت ألا نرفع صوت التلفزيون أو الراديو وألا نصدر أي إزعاج، وان نراعي حرمة العائلات الساكنة حولنا كوننا طبعا غريبين وعازبين."
قلت: (…)
الغلاف > المفاتيح > نصوص > قصة قصيرة
قصة قصيرة
المقالات
-
نافذة الهروب
1 كانون الثاني (يناير) 2009, ::::: خالد سامح -
طفلة من المستقبل
25 تشرين الأول (أكتوبر) 2015, ::::: زهرة يبرمالقصة متخيلة.
زمانها: على مسافة سنين من الفوضى الناجمة عن الحروب في البلاد العربية.
مكانها: بلاد اللجوء على الضفة الأخرى من البحر.
بطلتها: طفلة من جيل ولد في منعطف الضياع.
هبط ليلٌ آخر على الدنيا، الهواء بارد حد التجمد وجاكلين لا تزال تتسكع في شوارع إحدى المدن الكبرى لا تعلم أين ستبيت ليلتها. جسدها خدر من البرد، وعضلاتها النحيلة ومفاصلها تؤلمها. لم تأكل شيئا منذ الصباح حتى صارت أمعاؤها تصدر أصواتا كنقيق الضفادع. كل نفس من أنفاسها يتكثف أمام عينيها ويتحول إلى ضباب.
مضت أيام عديدة (…) -
الشارع الواسع اليقظ
26 تشرين الثاني (نوفمبر) 2015, ::::: أيمن حسينسأبدأ من هنا، خلف قسم الشرطة المتداعي، كان الشارع، الواسع، اليقظ، يغص بالمارة، حيث الجو المُفعم بالروائح القديمة، وها هي الروائح تقفز إلى أنفي متعاقبة، روائح الطهي، روائح صابون الغسيل (المدلوق) على الطريق الإسفلتي، التقطت أنفي، من دونهم جميعا بتلذذ، رائحة شواء السمك القادمة من محل قديم، الشمس تنزف حرارتها على كل الخلائق بلا رحمة، اليوم أضحى عاريا، والدروب الثعبانية تتنهد تحت مشربية هنا، وإفريز خشبي هناك، وينتهي الشارع بباكية من الحجر الجيري الملون، تبدأ ذبذبة الحياة اليومية.
من أمام (…) -
سر الرابية
25 تشرين الثاني (نوفمبر) 2013, ::::: زهرة يبرمهذه القصة مستوحاة من قصيدة "رسالة شيخ فلاح إلى ابنه الطالب" للشاعر الجزائري محمد الأخضر السائحي.
هناك بعيدا يا ولدي، على الربوة العالية تجثم قمة حرة شامخة، تداعب النسمات العليلة جوها، وتقبلها الشمس عند الطلوع وتمعن في لثم أطرافها النائية. وبالليل يسطع فوقها البدر، يتوسط قلب السماء، يرتقب التفاف النجوم حوله فتتجلل الربوة بالضياء وتبدو دانية على بعدها.
تحيط بها الجبال الشامخات الرواسي، ترنو إليها بتعال كأنها لم تكن مثلها راسية. ينبطح السهل تحتها مزهوا بكل المناظر الخلابة، من زروع وأزهار، (…) -
ضاعَتْ بينَ الرُّكامْ
25 أيار (مايو) 2012, ::::: إبراهيم يوسفلا أدري واللهِ أهوَ "كابوسٌ" راودَني ذاتَ ليل، أمْ مُشاهدةٌ اختزَنتْها ذاكرتي من عهدِ الطفولة، أمْ هو من أحلامِ اليقَظَة حينَما هَجَرْتني امرأتي، وخانتني سلطتي على نفسي
كانَ موظفاً في مصرفٍ يستقطبُ زبائنَه من الأثرياءْ، يَتَمتعُ بمُرونةٍ مالية، وشهرةٍ واسعةِ الانتشارْ، وكان مُقَصِّراً في إداءِ عملِه، مهملاً لواجباتِه المنزلية، مهزوماً أمامَ زوجتِه، يتلقى منها لوماً وتهكُّماً وكلاماً لاذِعاً لا يرحمْ، وإنذاراتٍ متكرِّرَةً وتأنيباً من رئيسِه، لانشغالِه الدائم وهوسِه بالمطالعة، على حسابِ (…) -
خال من الكافيين
1 حزيران (يونيو) 2018, ::::: طه بونينيعزمتُ قبل رمضان هذه السنة أن أتوصَّل إلى حيلةٍ تُنسيني إدمان الكافيين. وها قد تكشّفت ليلة الشكّ عن هلال الصوم، ولا تفصِلُني عن الشهر المبارك إلّا ساعات. فانحسر فكري كلُّه في تلك الساعات الأولى في العمل، الخالية من الكافيين. والحلّ الوحيد المُتاح هو برمجة عقلي الباطن. سمعتُ هذا القول فأصررتُ على تطبيقه: "تخيّل نفسك تُبلي بلاء حسنا، وسوف تفعل ذلك حقّا".
جلستُ بجانب ابني صلاح الدين، الذي كان يُركِّب المكعّبات ليصنع بها بُرجا عاليا، وقد كان هادئا على غير عادته، فعرفتُ أنّ الفرصة لا تُعوّض. (…) -
اللعب في الوقت الضائع
1 أيلول (سبتمبر) 2009, ::::: أمل النعيميالكرة كانت في ملعبك، لم تحسني اللعب، و...
كم مرة سمعت هذه الجملة كتعقيب متواضع على مشكلتي!
المشكلة أني ما زلت أعيش المشكلة وأحاول التعايش معها، والمشكلة أنني لم أسأل قط عن ماهية اللعبة التي تلعب الكرة فيها كل هذا الدور الجليل، هل هي كرة القدم؟ السلة؟ كرة اليد؟ أم الكرة الأرضية ولعبة الدنيا؟
والمشكلة أنني كنت وما زلت أرفض أن تكون الكرة قدرا في الفوز والخسارة حتى من خلال الألعاب الرياضية. والمشكلة أن تلك الجملة أصبحت تترد كثيرا في الأوساط الرفيعة ووسائل الإعلام مما اضطرني للاستسلام إلى (…) -
جمر الحواف، رمق الأبد
1 أيار (مايو) 2011, ::::: عبد الحفيظ بن جلوليأقف على حافة العمر. أسأل قليلا عن لفتات الأعين نحو الماضي. يزحمني البكاء. أطلال الطفولة ترجف من مجرد التفكير فيها. يغلبني البكاء، أشرب قليلا من الشاي، أركض نحو حِجْرٍ أبدي للأمومة المهيّأة دوما للاحتضان.
كم في العمر من خراب ومتاهات؟ كم فيه من قصيدة أقول عنها مجازا، جميلة؟ كم في العمر من جرح للقول والغموض المرسل على عواهنه؟
أرتّب ليلا زاد القراءة، أجوب بقاع الكتاب الأخير الذي أظنه كل ليلة كذلك، لتطلع شمسي وشهرزاد أيامي تحثّني على معاودة المغامرة، أطيعها متلذذا بشوقها الجنوني لقتلي. أنا (…) -
رأس صموت
1 أيار (مايو) 2008, ::::: أحمد طوسونمنذ متى وطأها ذلك الشعور وأرق حياتها ومنامها؟ لا تعرف. ليس الجالس على المكتب المعدني قبالتها بالصموت دائما. يشاركها ساعات العمل والجدران الأربعة الوظيفية. غالبا ما يأتي متأخرا. ينفق بعض الوقت مع الزملاء وبين مكاتب الأقسام المختلفة. حين يجيء تسبقه جلبة تحيات الصباح المجانية على كل من يقابله. تنصت لتعليقاته وقفشاته التي تسقط عن الزملاء في الحجرات المجاورة جدية الصباح.
يخف صوته على حين غره وتسمع وقع الهمس. بعدها ترتفع قهقهات الرجال حتى تفزع وحدته. تستنتج أن نكاته أخذت مسارا يستدعى السرية (…) -
في محطة قطار
1 كانون الأول (ديسمبر) 2019, ::::: زكي شيرخانعند الطرف الأيمن من المصطبة الخشبية جلس، لاصقا رجليه ببعضهما، داحسا كفيه بينهما، حانيا جذعه، ساندا ذقنه بصدره. غطى رأسه بقلنسوة بلوزته عديمة الأكمام. بدا بجسمه الرشيق، وعضلات ساعده وزنده في عز شبابه. الطرف الأيسر تشغله فتاة أنيقة الملبس، بشعر كستنائي تهفهفه الريح على جانبي وجهها. تضع على عينيها نظارة كبيرة معتمة.
= عفوا، هل أنت نائم؟
أجابها بالنفي بما يشبه الهمهمة دون أن يرفع رأسه.
= كم الساعة الآن؟
= لا تتوقعي أن تعطيك الساعة المعلّقة أمامك الوقت الصحيح. هي إحدى ساعات جنون دالي.
= (…)