يوم عادي لا يميزه عن غيره من الأيام سوى أنه سيشهد لقائي الأخير بها. وكعادتي وفي كل لقاء أحاول أن أستحضر بعض الخواطر الجديدة لأعبر لها عن مكنون قلبي. مضيفا بعض التوابل لمشاعري وأحاسيسي ليكتسب لقاءنا نكهة المحبين وطعم العشق والوله.
"اشتقت إليك أيتها الحنونة الجميلة، وكنت أشتاق قبلك للطرف الآخر من الماء، فقد كنت بعيدة ومجهولة أيتها المتمردة الطليقة."
في الطريق إلى لقائنا المعتاد، يجتر الفكر ذكريات تعارفنا ويلوكها بسعادة.
على درجات العمر صعدت أمامي من الطفولة إلى الشباب. رأيتها تورق وتزدهر (…)
الغلاف > المفاتيح > نصوص > قصة قصيرة
قصة قصيرة
المقالات
-
موعد مع الخيانة
1 كانون الأول (ديسمبر) 2006, ::::: مازن الرفاعي -
في زقاق المخيم
1 آب (أغسطس) 2010, ::::: رامي حسينأسير تائها بين دروب الزمان. أنظر حولي هنا وهناك. لا أرى سوى السراب الذي لف المخيم من كل جانب. دخلت عيادة الطبيب. صعدت الدرج بصعوبة بالغة. دخلت الباب وجلست على أقرب كرسي. رمقتني السكرتيرة بنظرة غريبة كما لو أنني مذنب في شيء. نظرت في المرآة المقابلة لي لأتفحص وجهي وملابسي لأرى إن كان هناك ما يدعو السكرتيرة لأن تنظر إليّ بتلك النظرة. لم أر أي شيء يدعو للريبة، إلا شيئا واحدا، وهو تجاعيد وجهي الكثيرة التي حفرها الزمان في وجهي بكل دقة، حتى أمسى وجهي لوحة فنية تعبر عن الحزن بكل ما تعنيه الكلمة. (…)
-
أرجوك أبي
1 أيلول (سبتمبر) 2009, ::::: هيام ضمرةببؤس الوحدة بدأتُ أولى خطواتي وعلى تردداتها سارت حياتي. ووجدتني مضطرة أن أُلملم على حطام الأماني أطرافها وأقبع في زاوية من زواياها، تؤذيني وحدتي إلى أبعد الحدود ويعذبني صمتها رغم استغراقي الخياري بأركانها، إلا أن الوحدة راحت تنحت بعمق نقوش تشكيلاتها على أجزاء حياتي، تحتل بواطن عقلي وكياني وتتماهى على خطواتي بدأت نفسي تتقبل وحدتي منذُ زمن لستُ أدري مبدأه، لكني أُحس وحشتها قد طغت على كياني، وكبيت العنكبوت تمددت داخلي، نمت وشاخت في عقلي وتشكلت عقدتها الباهتة على سلوكي، رغم سني عمري العشرين، (…)
-
في مدينة الألعاب
1 تشرين الثاني (نوفمبر) 2008, ::::: إيمان الشافعيفي مدينة الألعاب حيث يتجمع عدد كبير من قطع الشطرنج وآخر من الطاولة والدومينو فضلا عن العرائس الملونة بألوان الطيف السبعة والتي تتخذ أشكال حيوانات عدة، تجمع الأطفال والكبار طالبين الدخول لتحقيق المتعة والتسلية، فمنعهم الحراس بشدة، فأصيب الناس بحالة من الغضب الشديد واعتصموا خلف أسوار المدينة منددين بهذا التعنت الغاشم، وحرمانهم من حقهم في الاستمتاع الذي تحققه لهم المدينة بما فيها وبمن عليها، فاضطر الحراس لاستخدام بنادق المياه لتشتيت الجموع وتحقق ما أرادوا.
غير أن شرذمة قليلة منهم لم يتفرقوا، (…) -
أبحث عنك
25 شباط (فبراير) 2013, ::::: محمد التميميمكان كبير وأناسٌ كُـثر، وأنا وحدي أبحث عنها. عينايَ شحيحتا النظر لا تساعداني على ذلك، ونظاراتي السمكية لا تخترق الجدران ولا تُبصر لمسافاتٍ شاسعة كما في أفلام هوليود.
تعبت عينايَ من التأمل في وجوه الناس، أغمضتهما! فقد بصرتُ بما يكفي لهذا اليوم واتّبعت قلبي فهو الأدرى بمكانها والأعلم بحالها.
أما هي فقد استمتعت بمشاكستي و"أنا أبحث عنها بكل جنوني"، وأرهقت قلبي بلعبة "حامي، بارد"، ولا أجد منها سوى صوت ضحكاتها الطفولية كلما تعثرتُ في الوصولِ إليها.
أجلس غارقاً في جسدي، والعقل يناشد القلب (…) -
صاحب الثوب المرقع
27 حزيران (يونيو) 2015, ::::: سعاد الورفليلم تكن الثورات تعنيه لأنها لم تغير من حاله قيد أنملة، فهو كما هو. يخرج كل صباح من كوخه المرقع بحجارة متشكلة الألوان والأحجام، المسقوف بقطع من خرد السيارات والأغطية القديمة.
كان قد وضع عليه نتيجة انهمار المطر الكثيف قطعا من البلاستيك، تزلّف كثيرا لصاحب ورشة طلاء ومعدات كي يعطف على حاله ويعطيه الزائد مما فاض عن حاجته.
أخذته قدماه حيث شارع حارة قديم، مهترئ يشبه ثوبه المليء بالرقع والخيوط الناتئة خارج ثقوبه. رأى صبية صغارا يتقاذفون كرة رقعت جلدتها أيضا، وبان الخيط الأسود الذي اشتغل بتصميم (…) -
ديمة
1 أيلول (سبتمبر) 2017, ::::: آمال سلامة"أهلا"، انطلقت من شفتيها المتشققة الجافة من شدّة العطش، بصوت واهن ضعيف، تصحبها ابتسامة شقّت طريقها وارتسمت على وجهها متحدّية الألم والجفاف، لكنها لم تستطع إخفاء نظرة الخوف والرّعب الّتي ملأت عينيها. آه يا تلك النّظرة، طاردتني أيّاما، أغالب الدّمع وأحاول الصّمود، أمام فتاة ممدّة عاجزة قد تكون رأت فيّ أملا ما.
عدتُ إلى غرفتي وانفجرت صرخة مكتومة داخلي: "لماذا يا الله؟ لمَ خُلقت هذه الفتاة؟ لتتألم فقط؟"
سارعت إلى الاستغفار، وجدّدت إيماني وقلت في نفسي: "لك حكمة في هذا يا الله لا أعرفها". (…) -
بـحـــارة
25 تشرين الثاني (نوفمبر) 2012, ::::: أشواق مليباريما إن تعالى صوت المؤذن حتى قفزوا من أسرّتهم، منهم من نام مبكراً، ومنهم من منعته من النوم الإثارة المنتظرة، فاغتسلوا وصلوا، ثم حضروا أمتعتهم من الحقائبَ والمعاطفَ التي كانوا أعدوها بالأمس.
في المطبخ كانت الأم تجهز الشطائر والحليب الساخن، وتموين الماء للرحلة. الأم آخر من نام وأول من استيقظ لإعداد لوازم الرحلة.
كل شيء كان معداً بإتقان، مغلفاً أو معبأً في السلال.
الأب الربان وقائد الرحلة، كان في الفناء يجهز خيوط (الجلب) (1) الوترية، الخطافات، علب الطُعم، وحافظة البرودة تنوء بأكياس الثلج، (…) -
تاريخ
1 أيلول (سبتمبر) 2023, ::::: زكي شيرخانبين مرحلة الدراسة الابتدائية والجامعة، مضت السنوات سِراعاً. التحقتُ بكلية الآداب فرع التاريخ. كان معدلي يؤهلني للدخول في كليات، من وجهة نظر الآخرين، أهم وأرقى، يمكن أن تمنح المتخرج منها مركزاً اجتماعيا مميزاً. كان هذا الرأي بالنسبة لي مجرد هراء ولا يستحق حتى الرد على مردديه. أمام إلحاح وإصرار والدي، كنت أزداد عنادا.
= «أبي، صراحتي معك لن تقلل من احترامي لك، ولن تمس مودتي تجاهك، ولن تضعف فخري بك. هذا مستقبلي، فدعني أمضي فيه على طريقتي. التاريخ هو اهتمامي الأول، ودراسته هو ما خططت له. أعدك (…) -
أسرار الغناء
26 أيلول (سبتمبر) 2011, ::::: نوزاد جعدانتبرعمتِ الأغصان وأولدتِ الأزهار في بشارة لطيف الربيع القادم، وسعيدٌ يصيد الأسماك على شاطئ البحر، يغني أغانيه الشجية التي تعلمها من عزف الطيور على الجبال كقوس كمان ومن البحر الذي ترتع الأسماك فيه فيبدو البحر كآلة القانون، ومن حفيف الأشجار حين يداعبها النسيم فترنو قيثارة خلّابة، يغني للأسماك ثمَّ يصيدها، سعيد متوسط طول القامة ووقور المحيّا كقدِّ شجر الصفصاف له وجه تبدو عليه ألحانُ السنين، وعينان تحملان زرقة السماء وعمق البحر، يبلغ من العمر الربع قرن، حلم أن يدرس الموسيقى في إحدى المدن إلا أنَّ (…)