زيارة خاطفة إلى هذا المكان ستجعلك تغير اعتقادك القديم حول إرادة الأنسان، فإن كنت مع فلاسفة الإرادة الذين يؤمنون بأن قوى الأنسان الداخلية وتصميمه على تحقيق أهدافه تحقق له ما يريد، وبأنه ما من شيء خارج متناول تلك الإرادة السحرية، فستنبري لك حاجة أم ملاح وتخبرك بغير ذلك.
ستجزم لك ملء عينيها الحزينتين بأنها لم تترك بابا ولا مجالا إلا وطرقته حتى ترفع عن نفسها تلك التسمية التي يجلدها بها الناس صباح مساء، ويتغامزون فيما بينهم ويتبادلون أسرار نقصها وعيبها الكبير من خلف ظهرها، أو أمامها في بعض (…)
الغلاف > المفاتيح > نصوص > قصة قصيرة
قصة قصيرة
المقالات
-
سوق العزبات
25 آب (أغسطس) 2014, ::::: حاتم الشبلي -
كالعادة
1 أيلول (سبتمبر) 2006, ::::: سالم ياسين"الخامسة والنصف،" ارتفع صوته مخاطبا زوجته في ذلك الصباح الباكر، ثم أضاف:
"سهرت طوال الليل أتابع أخبار الحرب. الدمار والقتل والتهجير مخيف للغاية. وآيات الصمود فوق العادة. مخيم عين الحلوة للاجئين يعج بالنازحين. الله يساعد الناس. كلما ازداد البشر تراكمت النفايات كما ونوعا وأبخرة نافذة. انتبهوا! لا تدعي الأولاد يلعبون في الخارج، ربما سيطبق وقف لإطلاق النار خلال أقل من ثلاث ساعات. مع السلامة" (1).
انطلق يدفع عربة النفايات المدعمة بألواح من الصفيح لزيادة حجم حمولتها صعودا إلى أعلى جبل الحليب، (…) -
أقنعة تذيبها الدموع
1 نيسان (أبريل) 2009, ::::: نعيم الغولخلف كأس من البيرة جلست مرام، وخلف فنجان من القهوة جلست رانية، وخلف الزجاج العريض للكافتيرية المطلة على دوار فراس في جبل الحسين كانت جلستهما معا بعد سنوات من الفراق. كان اختيار المكان اقتراحا من رانية فقد شهد زمالتهما في المدرسة الإعدادية وحيث يشكل بالنسبة لها منطقة وسطى من عمان بعيدا عن عمان الغربية ولهفتها إلى الغرب وقريبا من عمان الشرقية والتصاقها بأذيال الشرق.
شعر مرام المقصوص كاريه لم يكن يضايقها، ولا كان يعنيها أن تلفت الأنظار إلى جمالها، ولهذا لم تكن تحركه يمينا وشمالا كلما تحدثت. (…) -
أحلام متبخرة
1 آب (أغسطس) 2007, ::::: هويدا سليمشعرت بأكلان في يدها اليمنى. قالت لها جارتها إن ذلك علامة علي أنها سوف تحصل على مال وفير من جهة ما، ولكي يتحقق ذلك، عليها بدلك يدها بشعر رأسها. فعلت مثلما قالت لها جارتها.
في اليوم الثاني ازداد الأكلان في يدها، فتبسمت قائلة في نفسها: "لا بد أنني سوف أحصل على ثروة عظيمة"، فحكت يدها بشعرها بقوة أكبر حتى يأتي المال سريعا وعظيما. اكتمل اليوم ولم تحصل على أي مال، ولكنها لم تفقد الأمل.
وفي اليوم الثالث ازداد الأكلان شدة فزادت قوة الحك. وهكذا أصبح كل يوم يزداد الأكلان، ويكبر معه حلمها بالثروة (…) -
صـديـقـتـي الـوهـمـيـة
1 تموز (يوليو) 2007, ::::: ندى الصباحأنا سارة في الصف السادس الابتدائي. أعيش في بلدة صغيرة هواءها العليل هو الذي يوقظني في كل صباح جديد. وشمسها الذهبية هي التي تحييني كل نهار رائع جميل.
والدي يعمل في مجال الطب، وهو رجل رائع. أما أمي، فاطمة، فهي أم رائعة وذات أخلاق سمية، صوتها شدي، وحضنها الدافئ أشتاق إليه كل يوم. حياتي هادئة وجميلة، وجميع الطالبات في مدرستي يحببنني كثيرا لأنني متفوقة في دراستي، أما معلماتي فهن أمهاتي وصديقاتي أيضا، يهتممن بي دوما ويحببني كأنني ابنة لهن.
قصتي غريبة جدا لكنها حقيقية، وسأخبركم عنها.
في يوم (…) -
محاضرة
25 كانون الأول (ديسمبر) 2013, ::::: سهام السرورفتح باب قاعة المحاضرة الخلفي بتلصص يشبه قط يراقب أهل بيت حول وليمة، أعاد إغلاق الباب بهدوء، ليعاود فتحه ثانية، تظاهرت بعدم معرفتي بما يحدث، وأبديت انشغالي ببعض الأوراق المبعثرة على المنصة أمامي وأنا أتابع كلامي في موضوع المحاضرة، دخل خالد وجلس في أقرب مقعد إلى الباب، لم أشأ إحراجه، فلم أسأله عن سبب تأخره، ولكن بدت عليه علامات التعب كمن كان يحاذي ناقة له في سباق للهجن.
تذكرت أنه لم يحضر المحاضرة منذ أسبوعين، ونظرت إلى ساعة الهاتف وإذ بالمحاضرة تشارف على الانتهاء، تابعت كلامي وذكّرت الجميع (…) -
نصان: تبرئة وبراءة
1 كانون الثاني (يناير) 2008, ::::: صالحة رحوتيتــبــــرئــــة
دموع انكمشت، وتحبس هي سيلا منها يعاند ويرغب في العتق، ومقلتين التهبت منهما الجفون المتآكلة الموسومة بالحزن، والكل في وجه أحرقت الشمس الصيفية صفحته ووخطته أخاديد انحفرت حتى قبل أوان خريف العمر.
الكرسي المعدني الصدئ يبالغ في حقن الإعياء تفاقم فيها، والغرفة اختنقت برائحة الموت الطارئ.
بقايا رائحة مطهرات غُلبت على أمرها فانسحبت لتعوضها روائح آسنة وتتبجح في هذيان، وحتى تترنح في ردهات المستشفى المتهالك في البلدة الصغيرة بين الجبال. أسئلة تنهال لا تستوعب منها شيئا، أو تقريبا، (…) -
حالة رجل متقاعد
1 آذار (مارس) 2019, ::::: زكي شيرخانكبر الأولاد. انهوا دراستهم. انسلّوا تباعا من البيت. تزوجوا، وأنجبوا. صار كل منهم في مدينة أقربها إليه تبعد مسيرة تستغرق وقتا طويلا بالسيارة أو بالقطار. لم يعد يراهم وأحفاده إلا لماما، وربما مر عام دون أن يلتقوا. صار يعرف أخبارهم من أمهم التي تتصل بهم كثيرا. لم يكن يشكو، أو يتذمر. "هكذا هي الحياة": هذه هي قناعته التي يرددها. "كلٌ له مشاغله ومشاكله": هكذا كان يبرر للآخرين، قريبهم وبعيدهم.
هذا يومه الأول من رحلة تقاعده التي لا يعلم متى تنتهي. أربعون عاما قضاها في الوظيفة التي صار ملما بها إلى (…) -
رسالة أطفال السماء
24 شباط (فبراير) 2016, ::::: إيناس ثابتمن وطن أرضه نور وسماؤه نور وكل ما فيه نور على نور أكتب لكم رسالتي. في جنة الله، فوق السماء السابعة، خلف صفوف الأنبياء وتحت ظل أجنحة الملائكة تمتد رمال من حرير وخرز تزينها أشجار من بلور، يجري في يمينها نهر من خمر وآخر في يسارها من عسل مصفى، وبين النهرين أريكة من ديباج باطنها من إستبرق، على الأريكة يجلس ثلاثة أطفال لوجوههم نور، تطفو على خدودهم حمرة كرزية، وأسنانهم كاللؤلؤ، ولهم أجنحة ملونة شفافة وبراقة، أصفر، أزرق، وأخضر، هي ما تميز الواحد عن الآخر.
رائحتهم المسك وغناؤهم مزامير داوود، يرهف (…) -
فتنة الضوء
24 شباط (فبراير) 2016, ::::: هدى أبو غنيمةانقطع التيار الكهربائي. هرعت إلى الشرفة أستطلع حقيقة الأمر في الشارع والعمارات المجاورة، لعله عطل في داري أو في الحي كله. بدا الظلام ملاءة سوداء تلفنا جميعا، رفعت رأسي إلى السماء أتتبع ضوء نجومها. لم تكن السماء صافية؛ لا قمر ولا نجوم سوى وميض بعيد يظهر تارة ويختفي تارة أخرى، بعيد بعد نفسي القلقة عن هدأة السكينة في عالم تفتنه الأضواء، وتسلبه إنسانيته، ليبدو مثل من يتباهى بما يملك، وهو معدم إنسانيا.
آثرت البقاء في الشرفة لبرهة، وقد وخزتني عينا طفل دق بابي ظهيرة ذلك اليوم القائظ، وهو يحمل كيس (…)