بدا عيد ميلاد الصغير احتفالا إنسانيا اجتمع فيه أطفال من جنسيات مختلفة، جمعت بينهم مقاعد الدراسة.
أقبل الأطفال حاملين هداياهم متألقين بثيابهم الزاهية، وانشغلت الأم والجدة بالترحيب بالصغار ومتابعتهم وهم يتراكضون في الحديقة. وحينما حان وقت الاحتفال أقبل الصغير لاهثا، وعيناه معلقتان بالباب قال: "لم تأت باولينا بعد. لا أريد إطفاء الشمعات الآن". بعد دقائق أقبلت باولينا ترافقها جدتها. وبعد إطفاء الشمعات وتوزيع الحلوى انصرف الصغار إلى اللعب، وجلست الجدتان في ركن من الحديقة للتحدث والمجاملة. لم (…)
الغلاف > المفاتيح > نصوص > قصة قصيرة
قصة قصيرة
المقالات
-
نصان: تواصل وكم أغبط الشمس!
25 أيلول (سبتمبر) 2013, ::::: هدى أبو غنيمة -
الخلاص
1 كانون الأول (ديسمبر) 2016, ::::: زكي شيرخاننفض رماد سيجارته بقوة، ناظرا إلى المنفضة، يحسب الأعقاب. هذه هي السيجارة الخامسة خلال أقل من ساعتين دون أن يهدأ، أو حتى يبعد عن ذهنه ما يُصدّع رأسه الذي يحمل من الهموم ما يهد من هو أشد منه صلابة وأكثر شكيمة. يحاول منذ أكثر من ساعتين وسط دخان السجاير جمع شتات أفكاره علّه يستطيع حلا لمعضلته التي باتت تلازمه منذ أشهر لم يعد يعرف عددها.
للمرة العاشرة حدث نفسه. "لنبدأ من جديد، ولنبدأ بحل المشكلة على طريقة الرياضيات: (المفروض)، (المطلوب إثباته)، (البرهان). ماذا تهلوس يا هذا؟ أنت أمام معضلة (…) -
الصقر
27 حزيران (يونيو) 2015, ::::: فنار عبد الغنيفي الأعالي تمتد مملكته التي لا حدود لها سوى الأفق والسماء، تشتهي الغيوم والرياح المكوث فيها، وحين تعبرها تتمهل في مرورها لتطيل البقاء كما تشتهي، تظل تدور وتدور في ذات المساحة السماوية حتى تتساقط مطرا وقمحا وزيتونا ووردا.
هناك موطنه الأبدي، منذ وجد حرا ووحيدا وشامخا. لا حدود لحريته كما لا حدود لشموخه من أقاصي السماء إلى منحدرات الجبال. يبسط ريشه فيسد وجه الشمس، يحط متعاليا فوق قمم الجليل: هو الصقر الكنعاني العظيم، هبة الخالق لسماء كنعان منذ بدء التكوين. هو متفردٌ في مجده، ممتنعٌ في حزنه. (…) -
ابتسم لي
26 أيلول (سبتمبر) 2015, ::::: فنار عبد الغنيعجبا لهذا الرجل! يتبعني كظلي وأكثر. كنت ألحظ وجوده في كل مكان أكون فيه، ولكن مؤخرا تأكدت أنه يتبعني أنا بالتحديد. ليتني أعرف سبب ملاحقته لي. تصرفاته ومظهره الخارجي ينفيان لي خبث نواياه، الأمر الذي بعث في نفسي بعض الطمأنينة التي لا تمكث طويلا إذ تتلاشى فور وقوع عيني عليه وضبطه وهو يراقبني.
بدأ في الأيام الأخيرة يثير غيظي باقترابه مني: ألتفت يمينا فأراه على يميني، ألتفت يسارا فأجده على يساري، أتابع طريقي مطرقا رأسي إلى الأمام، أكاد لا أجرؤ على رفع بصري لأتجنب رؤيته الإجبارية كما بدأت اعتقد . (…) -
متى ننطلق؟
1 شباط (فبراير) 2009, ::::: عبد القادر حميدة"لكنني خشيت أن أفقد لذة الكتابة." (الروائية الجزائرية فائزة قين). . قلت لي في ذلك اليوم البعيد: "متى ننطلق؟" أخذت نفسا عميقا من سيجارتك "الريم" ورنوت للبحر. كان كورنيش المدينة البيضاء يكاد يكون خاليا من رواده، العشاق خاصة الذين لا يعجبهم في منظر تلك الزرقة أكثر من تلك النوارس التي تملأ الأفق. ابتسمت ابتسامة الزعماء وأنت ترمقني ساهما، كأنني أفتش عن إجابة: متى ننطلق؟
في الصباح كنا في مكتب رئيس التحرير، ذلك النحيف المعجب بنفسه حد النرجسية، والذي استدعانا لأمر يهمنا، أو هكذا جاء في عبارة (…) -
سقى الله
1 شباط (فبراير) 2007, ::::: ربى عنبتاويلم تزل خيوط الدخان تتراقص في المكان. هناك حيث يسود اللون الأسود، قاتما كالوضع العام، دخلت العائلة مذهولة. البنات يبكين، والأب يكتم دموعا خلف وجهه المحمر كلون الدم.
"فار دمه من الحسرة." تنَاقلَ المشهد أناس تهافتوا لإطفاء السنة النيران في المحل. إلا أن آلهة المجوس التي خلقها البعض هناك، لم تترك خلفها ثوبا أو سترة. فقط زوج جراب أسود وجد أسفل أحد الرفوف.
*****
لينا اعتادت أن ترتب الملابس وتعيدها إلى أماكنها. والدها يكافئها بأن تختار قطعتين لها كل أسبوع، فتفعل. أما هدى فتفضل النقود. تأخذ (…) -
مسقط الرأس
26 أيلول (سبتمبر) 2011, ::::: عيسى الروميفي السقيفة ولدت. في السقيفة اختلف الصحابة وفيها اتفقوا. السقيفة مسقط رأسي. انقلب الجنين الذي كنته. نزل رأسه إلى أسفل وعلت قدماه. بمساعدة الألم والصراخ والطلق تمكن من شق طريقه وسقط على أرض السقيفة. تبدأ الحياة بسقوط الرأس. كنت آخر من ولد في السقيفة. وبعدها ارتحلنا إلى البرية وبقينا فيها إلى حين كتابة هذه الكلمات.
ارتباطي بالسقيفة ارتباط أبيض. لا يربطني بها إلا النسيان. لا أذكر منها شيئاً. تغيرتْ كثيراً وتغيرتُ. في العيد الماضي مررت قربها. قلت لأولاد أخي وأشرت إلى السقيفة : هنا سقط رأسي. (…) -
الأرض الأم
1 آذار (مارس) 2009, ::::: بقادي الحاج أحمدعباءة الليل
أسرع الخطى وهو يسير في الغابة، مالت الشمس تحت أعالي الأشجار، تمددت وكبرت الظلال، لبست الشمس غلالة النضار إيذانا بالمغيب، بدأ غرسها كعين الديك تعلوه صفرة أخت الحمرة يرنو إليه من خلف الأشجار بحنان نساء القرية المودعات الدامعات، بدأت تهب نسائم المساء، الصبي تخنقه العبرات وتنهمر منه الدموع يبكي حاله.
فرد الليل عباءة شاهقة السواد على الغابة، وبقدوم الأصوات والحركة صارت الغابة أكثر وحشة، من بعيد يأتي عواء المرافعين (الضباع) المتقطع: أوو. أوو. أوو. تقترب شيئا فشيئا، أسرع الخطى (…) -
الآن فهمتكم
25 تموز (يوليو) 2013, ::::: محمد التميميعاد إلى بلده، وطنه، بيته. عاد محملاً ببعض المال والكثير من الآمال والأحلام والمشاريع. عاد ويحمل في قلبه الشوق والحنين لبلده الذي تركه منذ زمن ليس بالبسيط. يجلس في الطائرة التي اختارها من أسطول الخطوط الجوية لبلده ليعيش كل اللحظات مع وطنه الحبيب، ينظر من حوله ليرى العائلات العائدة لنفس الوطن، يا ترى أتقاسمني نفس الحنين وتتلظى معي بنفس لهيب الشوق؟
يسترق نظرة أخرى لعائلة ثانية؛ يا للأسف، أبناؤهم يتكلمون الإنجليزية رغم أن لهم ذات البشرة العربية، يشتكون ويتململون ويتساءلون: لماذا لم تكن إجازتنا (…) -
سوق العزبات
25 آب (أغسطس) 2014, ::::: حاتم الشبليزيارة خاطفة إلى هذا المكان ستجعلك تغير اعتقادك القديم حول إرادة الأنسان، فإن كنت مع فلاسفة الإرادة الذين يؤمنون بأن قوى الأنسان الداخلية وتصميمه على تحقيق أهدافه تحقق له ما يريد، وبأنه ما من شيء خارج متناول تلك الإرادة السحرية، فستنبري لك حاجة أم ملاح وتخبرك بغير ذلك.
ستجزم لك ملء عينيها الحزينتين بأنها لم تترك بابا ولا مجالا إلا وطرقته حتى ترفع عن نفسها تلك التسمية التي يجلدها بها الناس صباح مساء، ويتغامزون فيما بينهم ويتبادلون أسرار نقصها وعيبها الكبير من خلف ظهرها، أو أمامها في بعض (…)