وعدها أن حياتهما ستكون كابتسامة الشمس لا تغيب أبدا عن إحداثيات يومهما، وأن يسيرا معا على سحب هو رسمها في عالمهما الخاص، وهي وعدته أن تحف حياتهما أجنحة ملائكة؛ لتمنحهما الحب والمودة، فقامت بإهدائه يومها وردة ليشمها، لكن يده ضغطت عليها بقسوة فهشمتها إلى قطع صغيرة.
نظرت إليه باستغراب للحظة، ثم ابتسمت وقالت: "لا بأس، سنحتفظ بهذه البتلات بين صفحات كتاب حياتنا، سوف تضيف عبيرا فوق صفحاته سنحب شمه من الحين إلى الآخر". كانت يومها ترقص كفراشة حرة، فوق تلك السحب التي أوهمها بامتلاكه إياها، تفرد (…)
الغلاف > المفاتيح > نصوص > قصة قصيرة
قصة قصيرة
المقالات
-
ارتعاش الفراش
26 تشرين الثاني (نوفمبر) 2015, ::::: ربا الناصر -
لقاء
1 آذار (مارس) 2022, ::::: محسن الغالبيربما كانت مصادفة. أو ربما كانت خطة إلهية. أضحك عندما أسمع هذه الأخيرة لكنني أكتم ضحكتي، ليس خوفا من مؤمن، لكنني ما عاد فيّ مزاج للجدل، أو للبحث عن آلهة جديدة.
وتسرقني خطاي إلى حيث لا خطا غيري، ويشط بي سيري فأقفل راجعا ويهرب من عودتي داري، فأتيه.
ربما كانت مصادفة ذاك المساء إذ التقيت بها. أنكرتها، وتنكرت لي. صافحتها كغريب، وكذا صافحتني. ساد صمت بيننا، الموت أشدّ منه حيوية وانفعالا. تفلّتت كفها من كفي، وأدارت ظهرها نحوي فمنحتها ظهري. غرزتُ كفي في ذاكرتي باحثا عما سينعشها، بلا جدوى. أطلنا (…) -
يوم أرض بنكهة خاصة
1 نيسان (أبريل) 2007, ::::: ربى عنبتاوييطمح أن يزور العالم. ولأن اليد قصيرة والعين بصيرة، فهو لا يملك ثمن تذكرة سفر أو إقامة. ينتظر إعلانا في جريدة عن مؤتمر أو دورة ما ذات صلة بمجال دراسته، تجعله يقيم في فندق ويزور بلدانا ويلتقي شعوبا. يعني بالعربي "بغير جو وبشم هوا."
كان محظوظا بأن حضر مؤتمرين ودورة صيفية في بلد مجاور. صحيح أن البلد ليس برائع الجمال، إلا انه بلد بلا حواجز أو جدران أو جسم غريب يشعرك دوماً أن الخيام تنتظرك لأنك حسب مفهوم واضعيها أقل من إنسان.
في ظهر يوم مشمس كان عطلة نهاية الأسبوع، أعطاه جاره الجريدة، أو ربما (…) -
طيف لينا
25 كانون الثاني (يناير) 2014, ::::: هدى أبو غنيمةبدت لي بين جمع الطالبات كائنا أثيريا تحيطه هالة نور. لم تكن تشارك في المحاضرات إلا في القضايا التي تتطلب قدرات إبداعية، كأنها تضن بإهدار طاقتها في العادي والمألوف.
وكثيرا ما عرضت عليّ نصوصها المبدعة. شيء ما في ملامحها يستدعي إلى ذهني صور أميرات الأساطير في اللوحات العالمية: ذلك الصفاء في عينيها صفاء سماء في صباح مشرق؛ وتلك السكينة التي توحي بها ملامح وجهها وتشيع في مكان حضورها.
وفجأة انقطعت عن الحضور. مر الاختبار الأول، ولم تحضر. سألت زميلاتها فقلن إنها ربما تغيبت بسبب عارض صحي ولا يعرفن (…) -
ما زلتَ حلماً
30 نيسان (أبريل) 2013, ::::: راضية عشي"عندما تودين إعادة ذكرياتك مع شخص فارقته، فأجلسيه بقربك، وناقشيه في أبسطِ أسباب الوداع، لكل منكما عُذره وحتما سينتهي الخلاف بعد ذلكَ."
"ونعود كما كنّا؟"
"ربما أفضل، أو ربما لا نعود، لكن على الأقل نكون فهمنا الآخر، وحاولنا جعله يفهمنا. الذكريات يا صديقتي موجعة، ولا يجب ان تعيشيها بمفردكِ، تقاسميها مع الآخرين، مع كل من له جزءٌ في ذاكرتكِ."
* * *
عدتُ إلى المَنزل بعد يوم شاق ونقاش أطول مما أتذكر، حاولت فيه إقناع صديقتي أن لكل مشكلة حلا، ولكل وداع لقاء آخر، ولكل فراق رجوعٌ أجمل.
ربما (…) -
صعد الجبل
25 حزيران (يونيو) 2011, ::::: لطفي بنصرلقد عاد الطاغية بعد سنوات الجمر. عاد يحمل صك التوبة، يطلب الغفران. لقد تغير، أقسم لكم أنه تغير، لكن ماذا يريد بعد كل ما حصل؟ اتجه إلى الجبل، ولم يكلم أحدا، تبعه القوم في ذهول. لم يلتفت إلى أحد.
لقد سقط صولجان الحكم وسرق التاج ليلة الخلع. تساءل القوم من سرق التاج؟ أين يكون يا ترى؟ الأكيد أنه سيظهر يوما ما لأن حكم الناس لا يكون إلا بالتاج والصولجان.
صعد الجبل، لم يحس بالتعب البتة، ظل القوم في سفح الجبل. توارى الطاغية عن الأنظار. انتظره القوم حتى مغيب الشمس. خرجت الوطاويط من جحورها ولكنه لم (…) -
قصتان: الشبيه + البعث
26 تشرين الأول (أكتوبر) 2011, ::::: سهير شكريالشــــــــــــبيه
أبرق لها عينيه: انتفض شاربه إلى أعلى. وضع مسدسه فوق المنضدة. صرخ في وجهها.
"أنا هنا السيد. أنت الخلعة التي خلعها الله علي."
ثم أعطى لها ظهره. علا شخيره.
خرجت منه رائحة كريهة مقززة. تنظر إليه باشمئزاز. تشعر بالغثيان. ترفع عينيها إلى الجعران المقدس. يحمله قرص الشمس.
"هل من مغيث؟"
يرد عليها الشيخ الملتحي:
"لا يحق لك أن ترفضي له طلبا. هذا قدرك. عليك الطاعة العمياء. لا تجادلي. والا غضب منك الإله."
انتفض جسدها. علا تنفسها. إختنقت من نبرة التهديد التي تغلف حديثه. (…) -
فستان ورديّ
27 حزيران (يونيو) 2015, ::::: شيخة حليويفستانٌ ورديٌّ مستطيل ينتهي عند الركبتين، لا تعقيدَ فيهِ. خطّان مائلان يقطعانهِ من الكتف حتّى الركبة. فتحة الصّدر بيضاوية والأكمام تتجاوز الإبطين بنصف إصبع.
فستانٌ ورديٌّ عاديٌّ جدّا، مُملّ جدّا، ولكنّه ينسلُّ من عاديته حين يصبح فستانا لزفاف خالها.
لم تتوقّف كثيرا عندَ تفاصيله، هو فستانٌ ورديّ وهذا ما يهمّها. وهي تقيسهُ في الدّكان لم تصل نظراتها إلى ساقيها.
كنّ كثيرات، والوقتُ والمكانُ لا يتّسعان لوقفة تأمّل مع كلّ فستان. تختارُ الواحدة بسرعة تقيسُ بسرعة أكبر وتقبعُ في زاوية الدكّان (…) -
التّرحال في مسالك الوجع
25 نيسان (أبريل) 2012, ::::: فتحي العكرمييقبع على مشارف الانتظار، تهزّه الذكرى الموجعة، ويتلحّف بجروح غائرة تخطّ على ضلوعه خربشات مرسومة بالألم. يحيا لحظاته متّكئا على أسئلة مربكة، باحثا عن جهات تلقيه على فتات من الفرح. هو المسجون بين حاضر هلاميّ وبين سراب ما مرّ عليه من سنوات عجاف رجّته إلى أقاصي الفجيعة.
على وجهه رسمت السّنوات الموجعة كهولة حزن بتقاسيم ماتت فيها الابتسامة. على فمه أسئلة صامتة يلفّها بثياب متآكلة ويركلها بقدمين حافيتين. شعره منساب على الكتفين وعليه خطوط بياض جعلته رماديّا يعبّر عن عاصفة الحزن التي يجرّها في (…) -
قصتان: الرسالة البيضاء + في انتظار الرد
1 آذار (مارس) 2008, ::::: جعفر أمانالرسالة البيضاء
كانت دقات قلبه تتسارع، كلما تذكّر أنه قارب الأربعين. ازداد خوفه من قرب النهاية، عندما بدأت الرسل تقتحم عليه حياته دون استئذان. أربعة عقود مرت من حياته. تزاحمت الرسل في آخرها على جانبي شعر رأسه ومنتصف لحيته.
ذات يوم رمى خلفه تردده في النظر إلى المرآة. واجهها. نظر فيها بعمق وحدة. شاهد شعيرات بيضاء متناثرة على جانبي رأسه. تراجع خطوات للخلف فزعاً منها. لم يصدق ما رآه. فرك عينيه مرتين. ثم وبعد تردد، تلمّسها بيديه المرتجفتين. ظلت أصابع يديه لفترة غير قصيرة تداعبها. أحسّ بعدها (…)