زهرة يبرم - الجزائر
طفلة من المستقبل
القصة متخيلة.
زمانها: على مسافة سنين من الفوضى الناجمة عن الحروب في البلاد العربية.
مكانها: بلاد اللجوء على الضفة الأخرى من البحر.
بطلتها: طفلة من جيل ولد في منعطف الضياع.
هبط ليلٌ آخر على الدنيا، الهواء بارد حد التجمد وجاكلين لا تزال تتسكع في شوارع إحدى المدن الكبرى لا تعلم أين ستبيت ليلتها. جسدها خدر من البرد، وعضلاتها النحيلة ومفاصلها تؤلمها. لم تأكل شيئا منذ الصباح حتى صارت أمعاؤها تصدر أصواتا كنقيق الضفادع. كل نفس من أنفاسها يتكثف أمام عينيها ويتحول إلى ضباب.
مضت أيام عديدة منذ جاءت إلى هذه المدينة تبحث عن والدها. في البداية كانت تعد الأيام، ثم نسيت الحساب. ضاع منها خيط يصلها بالبداية ولا تعلم إلى أي نهاية مجهولة ستصل. نفدت مدخراتها القليلة، ذابت كالثلج تحت وهج الشمس ولم يبق في جيبها "يورو" واحد.
في البداية وجدت مأوى في فندق رث، ثم في مستودع سيارات عند إحدى العائلات، أما هذا المساء فلا تعلم أين ستنام.
لم تكن إلا طفلة شريدة تجهل تماما كيف سيكون غدها. طفلة من أصول عربية ولدت في منعطف الضياع، من أم عافها الموت ذات عام في عرض البحر وهي تعبره إلى إحدى مرافئ الحياة فنجت بأعجوبة دونا عن بقية أهلها. أما والدها فكان يعمل طبيبا نفسيا في أحد مراكز اللجوء حين تعرف إلى والدتها.
* * *
كان عربي الأصول والهوية لكنه قدم نفسه لها باسم جاك. تزوجها بزيجة من الزيجات التي يسهل بها التخلص من المرأة دون تحمل تبعات. أما هي، فتمسكت به كغريق يتشبث بقشة وسط أمواج البحر المتلاطمة، ولم تكن تعلم أنه نذل.
ما أن علم بحملها حتى اختفى من حياتها وتركها تواجه وجنينها مصيرا مجهولا. جبن أمام تحمل مسؤوليته الأبوية.
لما جاءت طفلتها إلى الدنيا، اشتقت لها اسما من اسمه، جاكلين، غير أنها لم تكن تملك ما يثبت أبوته لها.
* * *
لم يكن جاك سوى اسم تحمله الطفلة في ذاكرتها، وصار كل أهلها في هذا الوجود بعد وفاة والدتها. تبحث عنه كمن يبحث عن إبرة في كومة قش. تبحث عمّن ليس متأكدا حتى من وجودها في هذه الدنيا.
لا تملك معلومات كثيرة عنه، فقط اسمه ومهنته وهذه المدينة التي تبدو حزينة رغم الأضواء والحركة. البرد في كل مكان، على الأرصفة وفي القلب. تأخر الوقت، إلا أنها مدينة لا تنام حتى الصباح. الحانات والمطاعم لا تخلو من الرواد، وحركة المرور لا تتوقف.
في تلك الليلة المثلجة، وفي أحد الطوابق من إحدى البنايات، كان "جغبوب" لا يزال في مكتبه منكبا على دراسة ملف طبي لأحد مرضاه. سحق تثاؤبه وألقى نظرة على هاتفه ليجد الساعة متأخرة جدا. على كل حال لا أحد في انتظاره، فهو يعيش لمهنته ولا يملك عائلة تقلق عليه أو يقلق عليها.
حين يختلي بنفسه، لا يكون إلا "جغبوب"، ذلك العربي صاحب الاسم المتناهي في البداوة، وقد سمي به على اسم جده مربي الإبل في إحدى الصحاري العربية. جاء إلى هذا البلد شابا للدراسة. أسس عيادته في الطب النفسي بمجهوده الخاص بعد أن عرف المعاناة. كافح وكرس جهده وكل طاقته في مهنته ونجح. وضع مختلف أشكال العلاجات النفسية، حتى أصبحت عيادته تستقطب أعدادا هامة من المرضى والمهتمين.
ابتلع الطبيب جرعة من الويسكي دفعة واحدة، ثم أحكم إقفال معطفه وغادر المكتب. في المصعد، فتح محفظته ليتأكد من عدم نسيانه لأي من الملفات التي ينوي دراستها في المنزل، إذ سينظم خلال أيام جلسة طبية نفسية جماعية. ولكي يكون هذا النوع من العلاج فعالا، يتطلب منه تحضيرا جيدا.
وصل إلى موقف السيارات الأرضي، حيث الدخول محمي بنظام التعرف على قزحية العين. خضع لهذا الإجراء واستعاد سيارته التي تحمل ماركة "استون مارتن"، فضية اللون وتسطع بألف نور. وضع محفظته على المقاعد الخلفية، وأدار المفتاح لتسخين المحرك، ثم خرج من المستودع على الطريق.
كان الثلج قد بدأ يتساقط بندف كبيرة مما جعل الطريق زلقة. ومن راديو سيارته تنبعث موسيقى وكلمات أغنية تحيل البشرية على مستقبل ضبابي غامض، حيث الإنسانية فيه ممتهنة، والإنسان خاسر لكل معاركه. موسيقى توافق حالته النفسية التي تتسم بالشعور المزمن بالضيق الشديد الذي لا يفارقه أبدا. حالة تختفي وراء هيئته كطبيب، ولم يستطع معالجتها في ذاته وهو الذي يساعد مرضاه يوميا على تخطيها.
في أحد مفترقات الطرق حاول أن يزيد من السرعة، وهي حركة محفوفة بالخطر، فأوشك على الخروج من الطريق. ففي كثير من الأحيان يحب مواجهة المخاطر كطريقة من الطرق التي تشعره بأنه على قيد الحياة.
عند إحدى إشارات المرور توقف. انحنى على عجلة القيادة وأغمض عينيه غمضة عابرة. رن هاتفه النقال فأخرجه من جيب معطفه وكان سيرد لكن ...
"تبا!"
الباب الخلفي للسيارة انفتح فجأة، وبخفة استولت يد على حقيبته الجلدية. بدون تفكير، قفز الطبيب خارج سيارته وانطلق في مطاردة سارقه، أو بالأحرى سارقته.
رغم رقائق الثلج الكثيفة المتساقطة، إلا أنه كان يميز في الواقع الشعر الطويل لفتاة تمسك بسرقتها إلى صدرها وتركض بخفة.
ضاعف من سرعته في الملاحقة، ومع كل خطوة يوشك أن يقع على الرصيف المثلج. وحين لم يعد يفصله عنها سوى مسافة قصيرة، عبرت الطريق بشكل مفاجئ مجازفة بنفسها وسط السيارات.
"الكلبة الصغيرة".
وبدون أي حذر، حذا مطاردها حذوها. مهما يكن الثمن لن يخسر الملفات التي تحتويها الحقيبة، فهي تشمل معلومات عن الحياة الداخلية والأسرار الأكثر خصوصية لمرضاه.
ضاعف من سرعة انطلاقه، وقلص المسافة بينه وبين تلك الجانحة. وعندما تيقن من أنها في نهاية نفسها، رمى جسده إلى الأمام وتصدى لها بكل وزنه، فوجدت نفسها مجمدة الحركة، وجهها في الثلج وذراعها ملتوية وملصقة بظهرها.
"أعيدي إلي هذا"، أمرها الطبيب وهو ينتزع منها الحقيبة.
وعندما استرد ملكه، نهض بهدوء وهو يشد بحزم ذراعها كي يجبرها على النهوض معه.
"اتركني"، صرخت الفتاة وهي تكافح.
أصمّ أذنيه لطلبها وجرها على مسافة أمتار حتى يتمكن من تفحصها تحت ضوء مصباح الشارع.
كانت فتاة في حدود خمس عشرة سنة، نصف امرأة ونصف طفلة. قامتها نحيلة، وبشرتها شاحبة تتباين مع شعرها الأسود الطويل الذي تتخلله فتائل ملونة بالأحمر القرمزي. معطف مستهلك من الفينيل يسقط على تنورة قصيرة، وحذاء جلدي طويل.
"اتركني"، كررت مرة أخرى.
غير مبال بصراخها، شدد الطبيب قبضته عليها: "ماذا تفعلين وحيدة خارجا في مثل هذا الوقت؟"
لم ترد. فقد كانت والدتها دوما توصيها بألا تتحدث للغرباء ولا تبوح بخصوصياتها لهم. كانت تقاوم بكل ما لديها من قوة، فسقطت حافظة أوراقها من جيب معطفها. بحركة ذكية التقطها الطبيب من على الثلج.
بداخل الحافظة بطاقة هوية تعرّ منها على الحالة المدنية لسارقته:
الاسم: جاكلين.
الأم: فاطمة.
الأب: بدون.
تاريخ الميلاد: 18 سبتمبر 2015.
"جاكلين، تعالي أعيدك إلى والدتك".
"أعد إلي حافظتي. ليس لك الحق في الإطلاع على هويتي والتدخل في شأني".
"لستِ في أفضل موقع لتتحدثي عن الحق. سأسلمك إلى الشرطة إذن".
"لا تفعل، أرجوك، فأنا أبحث عن والدي، أما والدتي فتوفيت حديثا."
أعاد إليها حافظتها، وتركها تنصرف.
لما وجدت حريتها، ارتدت إلى الوراء دون أن تركض، وواجهته بتحد.
بقي يتفرسها وهي ترتجف من البرد. أجفانها محاطة بالسواد وخلف مكياجها تختفي عيون يرجح أنها سوداء. متأكد من أنها خوّافة، ويتكهن أنها تعاني ومعاناتها تعصف بكل شيء في طريقها.
شعر تجاهها بخليط من القلق والرحمة. جاكلين تشبه شخصا ما، لكنه لا يريد أن يواجه نفسه ليقول من؟ أما الاسم، فاطمة، فيذكره بفتاة عربية جميلة عبرت حياته كإشراقة دفء تضمد القلب. فاتنة كأجمل امرأة تتربع في أروع قصيدة نزارية. لكنه لم يخلص لها ولم يحافظ عليها.
"أريد مالا"، قالت بعد كثير من التردد.
"وماذا ستفعلين بالمال؟"
"هل أنت محقق أم ماذا؟"
"للحصول على المخدرات، أليس كذلك؟ تريدين جرعتك؟ تفتقدين ذلك؟"
"لست مدمنة".
"لا تخافي. تعالي أدفع لك طعاما ساخنا، فهذا ما يلزمك"، اقترح عليها.
"مقابل ماذا؟"
"مقابل لا شيء جاكلين"، وعدها وهو يطأطئ رأسه. "أنا طبيب نفساني وأستطيع أن أعينك".
إلى هذا الحد وما زالت تنظر إليه باشتباه. والدتها والحياة علماها أن تحترس من الرجال رغم أن شيئا ما يطمئنها له لا تدري ما هو؟
"والدي أيضا طبيب نفساني، وأتمنى أن يساعدني أحد في العثور عليه".
"كلنا، أطباء النفس في هذه المدينة، زملاء نعرف بعضنا البعض. ما اسم والدك؟"
"جاك بوب".
أصيب جغبوب بالدوار وكاد يغمى عليه. إنها ذلك الجنين الذي تركه في رحم فاطمة وهرب. ها هو القدر يضعه وجها لوجه أمام مسؤوليته مرة أخرى. لكنه ما زال يشعر أنه دون مستوى تحمل مسؤولية طفل رضيع، فما بالك بتحملها تجاه طفلة مراهقة لا يعرفها؟
"للأسف يا صغيرتي، جاك بوب مات منذ زمن بعيد".
لا كلام. بل صمت مطبق. لكن دائما تلك العيون التي تفضح كمَّ الحيرة والضياع، عيون فاطمة.
ناولها بعض الأوراق النقدية بأعلى قيمة. استولت عليها بحذر ووضعتها في جيبها. وكانت أسهل طريقة حصلت فيها على مال في حياتها. عدلت معطفها وعقدت وشاحها وسلكت طريقها مبتعدة عنه فوق الثلج وتحت انهماره.
في يأس ناداها: "لا يمكنك أن تذهبي هكذا، البرد شديد والأمر خطر، سأبحث لك عن مكان للمبيت".
كانت توليه ظهرها دون أن تكلف نفسها لتجيبه.
وبينما كانت تقطع الشارع، توقفت فجأة في معبر المشاة. التفتت نحوه والتقت نظراتهما لآخر مرة، ثم سلكت طريقها نحو المجهول.
ظل يراقبها تبتعد في الليل وهو يسحب أنفاسا من سيجارته بعصبية، وما لبثت أن غابت عن ناظريه. وظل لدقائق طويلة ثابتا في مكانه مصابا بالدوار، يتأمل آثار خطواتها على الثلج، ويتساءل: ما هو الأمل في نجاة مراهقة ذات خمسة عشر عاما، ضائعة، بلا موارد، وسط ليل شتائي ببلد كهذا؟
◄ زهرة يبرم
▼ موضوعاتي
7 مشاركة منتدى
هذه قصة رائعة من احدى روائعك ..تحمل الضعف العربي وخنوعه ، وتعرينا أمام أنفسنا..وأحلامنا وواقعنا ومستقبلنا الذي يتلاعب به المجهول..هي قصة فتاة وقد تكون قصة وطن مسلوب يتأرجح بين حقوقه المسلوبة..دمت رائعة ودام حرفك بهيا بدون وجع
1. طفلة من المستقبل, 30 تشرين الأول (أكتوبر) 2015, 10:00, ::::: زهرة يبرم- الجزائر
الأخت الفاضلة ملكة الشريف
قدر الوجع الذي يحتوينا والساكن فينا والمفروض علينا بسطوة واقع حتمته معطيات الوجود الآني أن يطفو وإن كان من نزف أقلامنا في لحظة من لحظات الإنسياب الروحي، أو كنوع من الهروب.
مرورك السني يترك وردة في الروح ملكة، دمت بخير وزاد بهاؤك أيتها العزيزة..
قصةبل رواية درامية رائعة تحاكي في مضمونها الواقع او قريبة منه فرغم انهااتسمت ببصمة ونبذة خيالية وسوسيولوجيا نمطية للمجتمعات والمفاهيم المختلفة وغير المتجانس ايدولوجيا بروافده وانماطه الضمنية المختلفة بثقافة مشوهة متناسخة في المفهوم المغاير لاصل المنبت والانتماء وقد جائت روايتك الرائعة في كثير من فصولها تلامس هذا الجانب بادغام فلسفي لبعض التفاصيل والمواقف والاحداث.
فبسرد رائع وممتع ومتناسق في الفصول والفقرات وبتسلسل سلس للاحداث وبرونق وانسياب راقي للسطور .نستشف من كل هذا حس ادبي وتاليفي عالي ومخزون ثقافي وادبي كبير ودراية شمولية بالنسيج القصصي حتى انها اتخذت المسار الروائي اخراج وتاليف واكساء
1. طفلة من المستقبل, 30 تشرين الأول (أكتوبر) 2015, 10:27, ::::: زهرة يبرم- الجزائر
السيد محمد حبيب يعقوبي: أمطرت واحتي بلطف نميرك، أمطر الله حقولك بكوثر لطفه. رد الله كل غريب إلى وطنه، ولك مني شكر الممتنة وامتنان الشكورة، ودمت بخير.
2. طفلة من المستقبل, 31 تشرين الأول (أكتوبر) 2015, 13:44, ::::: محمد حبيب يعقوبي .تونس
شكري الجزيل استاذتي الفاضلة على ردك الراقي والنبيل
فنصك الرائع يستحق اكثر من تقييمنا وتعليقنا المتواضع والذي لايرتقي ليلامس روائع ابداعك وخلقك الادبي
تحياتي وفائق تقديري واحترامي استاذتي الجليلة
رائعة كعادتك يا زهرة...تتدفق المشاعر في عباراتك قبل البلاغة فيها...رائعة في كتاباتك بساطة المفردات وايقاع الكلمات وانسياب الجمل دون تكلف وهذا مايزيد النص متانة ويجذب القاريء للاستمرار في القراءة دون توقف.
1. طفلة من المستقبل, 30 تشرين الأول (أكتوبر) 2015, 11:00, ::::: زهرة يبرم- الجزائر
الأستاذ محسن الغالبي
تواجدك الرائع ونظرة منك لمواضيعي لهو الإبداع نفسه، سعدت وتشرفت بهذا المرور الجميل، تحيتي الأخوية واعتزازي الصادق.
طفلة من المستقبل دراما عربية رائعة تعبر عن واقع العرب فردا وشعوبا، أو بالأحرى عن ضعف العرب. جاكلين بالنسبة لي هي فلسطين و سوريا وو... التي تنتظر من العرب أن يمدو لها يدا تنتشلها من الضياع والمعاناة فلا تنتظري يا جاكلين ويا سوريا ويا فلسطين إغاثة من جبان بل انتظريها من رب العباد. لك الله فهو اكرم الأكرمين. شكرا زهرة على هذه الرائعة فقد مات ضمير جغبوب مثلما مات ضمير العرب. مبارك لك هذا الإصدار. أتمنى لك مزيدا من التألق والإبداع الفني.
1. طفلة من المستقبل, 2 تشرين الثاني (نوفمبر) 2015, 14:26, ::::: زهرة يبرم/ الجزائر
قد يكون النص تنبؤا لما يمكن أن يحصل للأجيال المتدفقة عل بلاد الغرب، وصرخة تحذير لقوافل المهاجرين في قوارب الموت إلى أين؟ ولمن تتركون بلدانكم؟ وأي مصير ينتظر أولادكم وأحفادكم؟ هل من سبيل إلى العودة، أم هي قصة الأندلس وفلسطين تتكرر؟ وما جاكلين إلا عينة وضعت تحت المجهر من جيل المستقبل قد يكون الضياع وفقدان الهوية هو المصير الذي ينتظره.
شكرا لقراءتك تقوى العزيزة
لا حرمني الله من تواجدك على صفحاتي
أحييك بكل ود
تحياتي أ/زهرة كل التقدير لرؤيتك المبدعة هي مأساة الأندلس وفلسطين مرة أخرى تتكرر ,ولكن على مر العصور والكوارث صمدت هذه الأمة أعتقد أن مقاومة اليأس هي من أبجديات المقاومة والتاريخ لايسير في خط مستقيم ففي لحظة ما قد تتهيأ كل الشروط الموضوعية لصالحنا ما بقيت فينا روح المقاومة .سلمت وسلم قلمك عزيزتي.
1. طفلة من المستقبل, 4 تشرين الثاني (نوفمبر) 2015, 15:48, ::::: زهرة يبرم / الجزائر
الأستاذة العزيزة هدى أبو غنيمة
لم يكن هدفي من الحكاية أن أزهق الآمال بكلمات وجمل، بل هي مجرد رؤية وخيال واحتمال لمصير من ركبوا البحر وذريتهم من بعدهم. أكيد لم ولن يموت الأمل فينا بأن ما يتبقى من ذاكرة هذه الشعوب المقهورة لا بد أن يتسلل إلى نور الأرض، ويبدأ في الإشعاع على عتمة الظلم والظلام.. سلمك الله وعافاك يا غالية مع التحية والود..
رائعه أ. زهره تسلم إيد حضرتك ومؤثره للغايه .. ربنا يوفق حضرتك وتحياتي
1. طفلة من المستقبل, 4 تشرين الثاني (نوفمبر) 2015, 15:56, ::::: زهرة يبرم / الجزائر
كم سعدت لاهتمامك وقراءتك وتعليقك صديقتي الأستاذة رولا كمال من مصر الحبيبة.. شكري، تحيتي ومحبتي..
قصة رائعة زهرة العزيزة حملت نظرتك للمستقبل قياسا على ما يحدث اليوم في عالمنا العربي بالإضافة إلى طبيعة شخصية جغبوب التي ساهمت في مأساة جاكلين.
أتساءل: هل سيؤول حال أجيالنا القادمة إلى هذا الحال فعلا؟
أتمنى عدم وصول الحال بنا لهذا الوضع ويبقى إبداعا هنا يحمل اسمك زهرة.
لك مني أجمل تحية.
حفظك الله.
1. طفلة من المستقبل, 4 تشرين الثاني (نوفمبر) 2015, 16:18, ::::: زهرة يبرم / الجزائر
تعوّد معظم العرب، كي لا أعمم، أن يشهدوا الموت والظلم ويحافظوا على صمتهم وهدوئهم، وما جغبوب إلا رمز لهؤلاء الذين دفنوا ضميرهم وأسهموا في تعميق مأساة المهاجرين (المهاجرات) والناجين من الموت بنزواتهم الخاصة.
أتمنى ما تتمنينه كاتبتنا رقيقة الحس إيناس، وأرجو من الله أن تكوني بخير ويمننا السعيد..