بحثتُ عنها في غوغل وفي وسائل التواصل الاجتماعي. سألتُ الأصدقاء والزملاء عنها ولم أرَ لها أي أثر. كثيرا ما كنت أتخيل لون غرفتها وفرشاة أسنانها وأيّ الثياب ترتديها في المنزل. كنتُ غارقا في تفاصيلها ولم أدر أنها لسوف تفصّل لي كل شيء في حياتي. ولكن الآن بعد ثلاثين عاما منذ آخر مرة رأيتها فيها حين كنت في الصف التاسع، سرى بي شوق لا يخمد أواره.
الآن ونحن في عام 2050 كان ليلا كبيرا على وطن لم يكن إلا صغيرا لنا. الأوضاع كلها مثلما قبل. ولكن يا ترى ما أخباركِ يا نبال؟ ما زال الوطن على حاله. هذا (…)
الغلاف > المفاتيح > نصوص > قصة قصيرة
قصة قصيرة
المقالات
-
ودفنتُها في القمر
1 أيلول (سبتمبر) 2020, ::::: نوزاد جعدان -
الـفـتـى الـمـغـرور
1 أيلول (سبتمبر) 2007, ::::: سناء شعلانيُحكى أنّه عاش في قديم الزمان في مملكة صغيرة عند حدود البحر فتى وسيم، ولكنّه مغرور وكسول، لا يرغب في أن يمتهن أيّ عمل، يقضي نهاره مفتونا بجماله، مهتما بأناقته، ويلقي بجميع الأعباء على أمّه العجوز، التي تبيع السمك والخبز للناس، وتنفق من ثمنها الزهيد على نفسها وعلى ابنها الوسيم الكسول.
كانت الأم تغري ابنها بالعمل، وتحضّه عليه، لكن الفتى لم يكن يستجيب لها، ويقول مُستهزئا: "كيف تريدين أن أعمل وأنا بهذه الوسامة؟"
بقي الفتى الوسيم على كسله إلى أن ماتت أمّه، وانفضّ من حوله المعزون، وبدأ يشعر (…) -
النار لا تبعد عن الحليب
1 شباط (فبراير) 2009, ::::: بدري إلياسالتمر يغلي في حدود الكاف، والنون تتربص به حتى يتربع في الكأس. الوقتُ: عصر تحاورُ العناصرُ بعضها، والنارُ قاض لا يتحيز، ولا يأبى رشوة الهواء.
ها هي كاكا تدخل بكامل عتادها. تدخل كاكا وهي تتمثّلُ عنطزة ملك شأنُه أرزاق النّحل والعصافير. تضع أشياءها جوار النار. النارُ التي يضيئها المزاجُ، وتضبطُها حدّةٌ تراوح بين آه وأحححح. نارٌ كأنما أصابع عذارى تجرّبُ اللّذة على إيقاعها.
يطير دخانٌ خفيف ستخذله قوّتُه حالا لينتهي إلى خطوط لا تعلو رأس كاكا كثيرا وهي تعدل ثوبها برميه على كتفها اليسرى، كأنما (…) -
حظه العاثر (حدث في الموصل)
1 أيار (مايو) 2007, ::::: نورس السليمها هو اليوم يدفع سيارته القديمة التي أكل عليها الدهر وشرب ليذهب لعله يجد من يستأجره فيسد بما يكسبه من سيارته المتواضعة ما يسد به رمقه ورمق أولاده.
في صباح يوم آخر، وبينما أتكاسل في النهوض من فراشي إذا بزوجتي تقول انهض فقد سقطت الموصل بيد الأمريكيين، الأمر الذي كان متوقعا بعد سقوط بغداد قبل ذلك بيومين.
فور نهوضي إذا بصراخ يعلو في الشارع، فذهبت مسرعا إلى النافذة، فإذا بجاري يتشاجر مع زوجته وأمه اللذين كانا يحاولان أن يمنعاه من ركوب سيارته القديمة. فذهبت إليهم على الفور وسألت:
"ما بالك يا (…) -
جعله الحب مجرما
25 شباط (فبراير) 2014, ::::: مهند فودهوقعت عيناه عليها في حفل استقبال أقامته شركة سياحية كبرى بمناسبة افتتاح الموسم السياحي الشتوي ودعت إليه كل العاملين بمجال السياحة. إنها فتاة جميلة، أنيقة، تتألق بين الحضور كما النجمات، ورغم أن المكان كله يعج بالحضور، إلا أنه منذ أن وقعت عيناه عليها حتى تعلقتا بها أينما حلقت بين طاولات الحفل وأينما حطت بجناحيها. وكأن الحفل كله خلا من سواها وقد غادره الكل، فبقيت أمام نظره وحدها تضحك وتتسامر وتتحرك كفراشة ضلت طريق الحقول مساء لقاعة حفل.
وعندما لاحظ احد أصدقائه متابعته لها، همس في أذنه ساخرا (…) -
سر مؤجل + عوده متأخرة
25 آذار (مارس) 2014, ::::: نورة صلاحعوده متأخرة
أقتل الملل بقراءة رسائل قديمة خطتها أناملي في لحظة فرح بك، أسرق أحاديثي معك قبل أن يأكلها النسيان، أو يصل العطب إلى ملفها في حاسوبي فلا أعود قادرة على قراءتها، أحتفظ بنسخ احتياطية منها أهمها نسخة في خزائن الروح.
عاد الشتاء بعد انقطاع دام ثلاثة أشهر، ليلتها عدت لتطمئن على زهرة ذبلت، سألتني عن صحتي، عملي، مأكلي ومشربي وإلى ما آل إليه وزني، وما بين كل سؤال وإجابة يسود الصمت، عدت تسأل عن جرحي هل ما زال ينزف، وهل ما زلت أحبك، ونلوذ في صمت من جديد.
في ليلة ماطرة جاءني هاتفك بعد (…) -
الزهرة المستحيلة
27 حزيران (يونيو) 2015, ::::: إبراهيم دشيريكان جميلا أشقر اللون تشع ملامح الذكاء من عينيه خفيف الحركة يلفت انتباه الجميع بصوته المبحوح المنغم. كانت كلماته مثل أغرودة ربيع جميل والأطيار تطرب لسماع صوته والجبل يردد صدى كلماته لحنا جميلا.
ذات يوم أراد أن يحمل الجراب فبدت له المحفظة فأخذها، فقالت له أمه: ويحك. ماذا ستفعل بهذه المحفظة المشؤومة؟ خذ جرابك فإني قد وضعت لك فيه خبزا وسمنا وبقايا مرق العشاء، وانطلق نحو الزريبة كي تخرج الأغنام إلى المرعى.
حين خرج الطفل رأى زمرة من زملائه حاملين محفظاتهم متوجهين إلى المدرسة. ألقى عليهم (…) -
من دفاتر المنفى: آلام الأمومة
1 أيلول (سبتمبر) 2007, ::::: أميمة أحمدكانت بايا متعبة حد الإرهاق في تلك الليلة الباردة في عز الشتاء من شهر كانون الثاني/يناير، فقررت النوم باكرا. ليس من عادتها أن تنام الساعة التاسعة والنصف. مضى زمن بعيد على تلك المواعيد المبكرة في النوم، يوم كانت تعمل مع إذاعة عربية. عندئذ كان لزاما عليها الاستيقاظ باكرا، في السادسة على الأقل لتقرأ الصحف وتعد تقريرها قبل الثامنة. أما الآن، وبعد العمل مع إذاعة غربية، الأمر يختلف تماما، ولعله يتلاءم مع طبيعة بايا التي كانت لا تنام قبل الفجر.
اليوم كان قراراها خلاف مألوف عادتها. همت بالذهاب إلى (…) -
أصل الحكاية: مرمرة وبول
1 تشرين الأول (أكتوبر) 2010, ::::: لطفي بنصرسألتني جدتي ذات السبعين خريفا عن مرمرة، ولكني كنت كعادتي منشغلا أمام التلفاز بمتابعة آخر الأخبار، فعاودت السؤال مرات ومرات حتى نفذ صبري - أسألك الصفح يا جدتي - مرمرة أصل الحكاية : سفينة سلام على متنها بحارة مسالمون، تمخر عباب بحر أبيض لجي باتجاه سجن كبير أقامه المحتل والأخ وابن العم .
"ولكن مرمرة مدينة تركية على ما أظن يا ولدي."
"نعم يا جدتي، وقد سافر إليها جدي رحمه الله إبان الحرب العالمية الأولى، ليقاتل إلى جانب الفرنسيين."
"وهل مازالت موجودة؟"
"نعم، ولكنها جريحة."
"لا حول ولا (…) -
الدهليز
25 كانون الأول (ديسمبر) 2014, ::::: زكي شيرخانتراه أي دهليز مظلم دخل؟ شيء ما دفعه إلى هذا المكان. لا يذكر بالتحديد متى كان.
يستطيع أن يتوقف ويبقى قريبا من المدخل. يعتقد، أو هكذا أوحى إليه عقله، إن بقي قريبا فبإمكانه الخروج. ما عليه سوى أن يستدير 180 درجة. الظلام دامس، ولا يدري كم مشى.
الإحساس بالاتجاهات مفقود منذ ولوجه. ومشاعره مزيج من خوف ورغبة في اكتشاف ما هو موجود في هذا الدهليز، أرضه، جدرانه، وسقفه، أركانه، وزواياه، وتعاريجه. والأهم عنده ما سيكتشفه في داخل نفسه، في تلافيفها وثناياها.
الخوف من الدخول إلى داخل نفسه أشد وطأة على (…)