كان مربي الغنم الشيوعي "أبو العدس" طويلا كثير الحركة والمشاغبة، لم يكن يأتمن أي راع على غنمه، بل يرعى غنماته بنفسه، يصادقها ويرافقها أينما حل، ولضيق المساحات الصالحة للرعي في منطقتنا، اضطر أن يبتعد عن البلدة التي يعيش بها، متنقلا بغنماته التي لا تقل عن خمسين شاة.
الأرض حول قريتنا واسعة وينمو فيها أنواع كثيرة من العشب والنباتات الرعوية، لكن الاحتلال الصهيوني الذي ينتهي طرفه عند قريتنا، منع الناس من استخدام ارض البلدة من الجهة الغربية، حتى يضمن عدم تسلل الفلسطينيين لمواقعه ومشاريعه الزراعية (…)
الغلاف > المفاتيح > نصوص > قصة قصيرة
قصة قصيرة
المقالات
-
ثرثرات أبي العدس
1 حزيران (يونيو) 2019, ::::: نازك ضمرة -
ولكنه وطني
25 حزيران (يونيو) 2013, ::::: رانيا عبد العالفي ذلك الوقت المتأخر من الليل، كنتُ جالساً في أحد المطارات الأميركية الفخمة في انتظار الطائرة التي ستُقلني إلى موطني. لكم كنت مستمتعاً كثيراً بأناقة المطار ونظافته. وفي الوقت نفسه، كنتُ حزيناً لأني على وشك الرجوع إلى وطني، إلى مدينتي التي تقتل الأحلام العذرية. مدينة مذبوحة، ظمآنة، شبابٌ ضائعون يبيتون على الأرصفة. إنها مدينة ملوثة تملؤها المجاري ومخلفات المصانع وأشعة الشمس الباهتة.
ولكن ما كان يخفف عني، ويقلل من حزني، أنني بذلتُ مجهوداً أظنه عظيماً سوف يؤهلني لأنتقل لفرع الشركة هنا، في (…) -
رجل بين أوراقي
25 آب (أغسطس) 2015, ::::: زهرة يبرمصوت كسر زجاج أخرجني من كابوسي، ففتحت عيني مع قفزة. كانت الغرفة غارقة في الظلام والمطر يصفع النوافذ. اعتدلت بمشقة، وشعرت بجفاف في حلقي. كنت محمومة ومبللة عرقا. أتنفس بصعوبة لكنني لا أزال حية.
العاصفة في الخارج مجنونة، والمنزل تحت نيران البرق يشبه منارة وسط العاصفة، وأنا أسيرة الفراش، وصخب يعم الطابق السفلي. أسمع بوضوح الكراسي تُدفع والستائر الخشبية تَصفَع الحائط بعنف. يرتطم شيء بالأرض. يبدو أنها فازة الكريستال التي تتوسط طاولة السفرة. من يا ترى؟
تحاملت على نفسي وقمت من فراشي بصعوبة أتوكأ (…) -
همس البحر
27 تشرين الأول (أكتوبر) 2014, ::::: زهرة يبرمسكيكدة، تلك المدينة الهادئة الصاخبة على ضفاف البحر الأبيض المتوسط، والتي تسخو بالعطاء بلا حد. تهب الجمال لمن يتذوقه، وتحنو على زائريها. ترتفع شواطئها في سماء الجمال شامخة حين تعانق خضرة الجبل وزرقة السماء وروعة ما وهبها الخالق من بديع الصور.
دعاني هذا المساء شاطئ "ميرامار" ، أحد شواطئ سكيكدة. وحين يدعوك شاطئ مثله فلا يمكن أن تتأخر أو تلهيك انشغالات عارضة أو تتحجج بأعذار واهية. يعرف هذا المكان أن الكاتبة في أعماقي أشد عشقا له مني، فلا تضيع فرصة لمثل هذا اللقاء دون أن تؤرخه بكلمات تبعثرها (…) -
وهدأت العاصفة
25 تشرين الثاني (نوفمبر) 2012, ::::: زهرة يبرم:عود الند ترحب بالكاتبة زهـرة يـبـرم: بدأ النهار يولج في الليل، وتسلل أول خيط فضي لنور الفجر على استحياء مخترقا شقق القفل الخارجي لنافذة غرفتي، مطلا علي عبر الستائر الشفافة المسدولة بغباء، مضفيا على محتويات الغرفة لونا رماديا محايدا كئيبا. لا أدري إن أطل هذا الضوء ليبشرني بميلاد يوم كئيب آخر؟ أم جاء ينعى ليلة من ليالي عمري البائس الحزين؟
أحزان تغزوني، تتساقط على الروح كندف الثلج منذ فقدت أمي قبل سنة. صرت أطمئن للكآبة، أستكين إلى الكمد وأسرف في الإحساس بالحزن. أستسلم للهم والغم والقنوط، (…) -
لا أنـام
1 تشرين الثاني (نوفمبر) 2008, ::::: فنار عبد الغنيوجدت نفسي مندفعا في الجري، أجوب الشوارع المتأججة من الشمس، بعد أن نجوت بأعجوبة من تلك المركبات الفضائية العملاقة التي اجتاحت سماء الأزقة، ونفثت غضبها على ساكنيها واقتادتهم عراة، ثم حلّقت فوق الأبراج، وألقت بكائنات حديدية عليها التي أخذت تتسلقها بخفة، مثيرة الرعب في قلوب الجميع، بعد أن صهرت نيرانها الحرس وحولتهم إلى أشياء مشتعلة، ثم استولوا على قصر المدينة العريق، ولم يدمروه، ولم يلوثوا حدائقه الغنّاء بعد أن فُتحت لهم أبوابه العظيمة. كل هذا حدث ساعة الظهيرة.
لم أدرِ كيف تمكنت من الهرب، (…) -
وظيفة شاغرة
1 نيسان (أبريل) 2009, ::::: رزق فرج رزقفي عشية كل يوم من أيام البحث عن عمل، أعود إلى البيت في شوق يجدده الإنهاك الذي يتملكني أثناء البحث المتعب وما أن ادخل غرفتي الصغيرة حتى أشعر براحة يملأها شهي الصفاء ولذيذ الاسترخاء. ومع بداية يوم جديد قرأت على صفحات جريدة، خبر عن وظائف شاغرة، والمطلوب بعض الإجراءات.
وفي فترة زمنية ضيقة، حملت نفسي إلى العنوان المذكور. طرقت الباب. استقبلتني موظفة. بابتسامة خافتة، قالت:
"تفضل."
قلت: "أبحث عن عمل، وقرأت في ..."
"هل سبق لك التقدم إلى وظيفة؟"
"طرقت أبوابا عديدة. مقابلة بعد مقابلة. رسالة (…) -
ريحانة الخريف
1 حزيران (يونيو) 2006, ::::: عود الند: مختاراتتترك الأغنام بداية الطريق المؤدي إلى الوادي وتعود إلى منزل الشيخ نوري البصير لتستمع إلى درس في اللغة العربية والتجويد. تجلس في آخر صف والخوف يتملكها. تتابع قليلاً حركات فم الشيخ نوري البصير في الشدة والفتحة والضمة وتتذكر أغنامها التي تركتها ترعى لوحدها. وتردد مع الصغار بعض الآيات والعبارات. وبحاسته السادسة يتساءل الشيخ نوري البصير هل جاءت ريحانة الخريف؟ يقصد رمانة. فتقول نعم جئت يا شيخ لأسمع الدرس وأفهم، فيتلو عليها بعض الأحوال في فنون التجويد. تتذكر رمانة الأغنام، فتترك دفترها مع محمود، ذاك (…)
-
أحلامٌ هشّة ونصوص أخرى
25 كانون الثاني (يناير) 2013, ::::: غانية الوناستقديم: إنّها حروفٌ مبعثرةٌ في زوايا قُلوبنا الهشّة، إنّها نفسُ الأحلامِ والخيباتِ الّتي نتشاركُ بها جميعاً، جمعتها هنا لعلّها تصلُ إلى حيثُ مقدّرٌ لها الوصولُ ذاتَ يومْ.
تهنئةٌ متأخرة
كلّ عامٍ وخيبتِي بكَ تتجدّد، كلّ عامٍ والوجعُ الّذي زرعتَهُ يوماً ينبتُ ويُزهرُ أشواكاً مغروسةً في دربِي، كلّ عامٍ ودهْشتِي برحيلكَ تفـوقُ كلّ أمنيات الأعياد، كلّ عامٍ وضميركَ يؤنّبُـك كما تستحقّ وأكثر، كلّ عامٍ وزينةُ أعيادِي دمُوعٌ أثثتَ بها حياتِي بعدك، كلّ عامٍ وأنتَ الوجعُ نفسهْ يتكرر.
أنا لنْ أهنئك (…) -
موجة أخيرة لغزة
1 أيلول (سبتمبر) 2020, ::::: هبة محمد الأغامنذ وقت طويل لم أكتب لغزة، كانت تسكن في الغياب أكثر، وحين عدتُ إليها، تشبعت منها، تشبعت من الحضور المبالغ فيه، لكنني كلما أذهب للكتابة عن أي مدينة أخرى، أجدني أعود إلى غزة.
الصبية الحنطية التي تقف على شاطئ البحر، العصبية دائماً، المجنونة أكثر أوقاتها، العاشقة في لحظات الرحيل. إنها المكابرة حتى حين يعترف لها العشاق، ويرسمون على رملها الساخن قلوباً وهمية، ورسائل يرمونها في عرض البحر.
إنكِ تبعثرين كل شيء، تبعثرين حقائبنا المدرسية ونحن نطوي المسافات بين مدرستنا وبينك، تبعثرين كتبنا ودفاترنا (…)