قطرات تتساقط. قطرات تتابع ثمّ تسيل على الأرض هنا وهناك. جداول صغيرة وبرك تكبر وتتّسع.
قدماك في الوحل تخوض. رجلاك في الطّين اللزج اللازب تدوس وتغوص. شلك حذاؤك يوقّع النغمات ويردّد الزفرات بعد أن امتلأ ماء ونفايات ساخرا ومستهزأ. ثيابك تنزّ وأنت تئزّ وتهتزّ. تآكلت أطرافك وصدأت أعصابك. بعضك يأكل بعضا وينخر السّوس عظامك وأطرافك.
المطر لا يكفّ ولا يهدأ. سماء قريبة وكئيبة ونفسك غريبة وحزينة. ما أشبه اليوم بأمس وأوّل أمس! وما أتعس القلب! ذاتك مهترئة. متهرّئة. خرقة بالية. قصّة باهتة. شخوصها (…)
الغلاف > المفاتيح > نصوص > قصة قصيرة
قصة قصيرة
المقالات
-
الحاجة أمرّ
25 أيلول (سبتمبر) 2013, ::::: لطفي حتيرة -
قصة من هذا الزمن
25 شباط (فبراير) 2014, ::::: نورة صلاحهربتُ إلى المقهى الوحيد الذي أعرفه في تلك المدينة، طلبت كأس شاي بالنعناع لأريح أعصابي الهشة، بعد أن أنهكني نقاشي العقيم معه، وجف حلقي وأنا أبتلع كلماتي لصده المتكرر لي.
اخترت الطاولة البعيدة لأعيد الهدوء إلى نفسي، بحثت عن قلمي لأسلي وقتي حتى يجهز ما طلبته، أخربش على ورقة مكتوب عليها اسم المقهى " كان زمان"، أخرجت من محفظتي بطاقة فيها عنوان مكتبه واسم الشارع ورقم العمارة، عنوان سأمنع نفسي إن زرت المدينة أن أمر في شارعه أو أفكر بالنظر لأعلى تلك العمارة حتى لا أقرأ في صدر السماء خيبتي، بعد أن (…) -
نقد بناء: قصص قصيرة
26 تشرين الأول (أكتوبر) 2011, ::::: ضياء الشرقاوي, محمد السعودييسر "عود الند" أن تنشر ثلاثا من القصص القصيرة جدا ضمن باب نقد بناء الهادف إلى تشجيع الكاتبات والكتاب الجدد من خلال تقديم نقد بناء لنصوصهم.
القصص من تأليف ضياء الشرقاوي، وهو كاتب من مصر مقيم في أستراليا.
قيم القصص د. محمد سليمان السعودي، مدير مركز اللغات ورئيس قسم اللغة العربية بكلية الآداب في جامعة الطفيلة التقنية (الأردن).
ونعتذر عن عدم استقبال نصوص جديدة للتقييم. النصوص التي أرسلت وقبلت سوف تـنشر.
ظلال عدنان العقلة
المشرفة على باب نقد بناء
النصوص
ضياء الشرقاوي
الزهور (…) -
أقلام وأوراق
25 حزيران (يونيو) 2013, ::::: جمال بوزيانلم يستطع قلم أن يجمع بين أربع ورقات في آن؛ فقال: حين أقتربُ من الورقة الأولى تحترمني وتساعدني؛ تحسنُ عِشرتي؛ بياضها ناصع؛ وتعرف أصول الكتابة؛ تفهمني؛ تمازحني؛ تراقصني؛ تسعدني؛ وتنقلني إلى عالم آخر. ظلالها وارفة تغطّي أشعّة الشّمس الحارقة. لها باب ونافذتان؛ تحسنُ فنّ الفتح والغلق متى شاءت. مواعيدها مضبوطة؛ تقدّس الصّفاء والنّقاء؛ معها فقط ودون غيرها من الأوراق أعيش نشوة الحياة.
تسعدني على طريقتها؛ تقذف بأحزاني في البحر وتؤسّس دولة الحبّ الحقيقيّ الخالد عاصمتها الأبديّة الشّرف؛ تعشق الضّاد؛ (…) -
صـحـو
1 كانون الأول (ديسمبر) 2008, ::::: هدى جرادات:: عود الند تبارك لهدى جرادات فوزها في مسابقة دارة المشرق 2008 :: . أثقلني الغدُ بعبئه، فخرجتُ أبحث عن غد آخر. غاب الرّصيف وغبتُ معه. صحوتُ في اللّيل ألتمس نهارا مضيئا. لم تمتْ يداي بعدْ. حملت ريشتي ولوّحت بها على بياض المكان، ومسحت آخر جرعة ألم صدمتني طويلا.
جئتَ تُلفتني على عجل: "انظري وراءك." استدرتُ ولم أرَ سوى ساحات ضيّقة اتّسعتْ بلون أحمر، يضجّ حينا ويخبو. التفتُّ إليكَ ورأيتك تبتعد حتى أصبحتَ أحمر.
في الغد أعددتُ فطوري: لقمة من خبز رقيق وجبنة شاحبة. أدَرتُ الطاحونة وشبعت.
مشيتُ (…) -
العلبة الحمراء
25 كانون الثاني (يناير) 2012, ::::: عبد الجليل لعميريتسلم الوالد –الموقر– "الكولية" التي وصلت باسمه من مصلحة الطرود، بعد أن أدلى بحججه الدامغة في أحقيته بذلك. كانت عبارة عن علبة كرطون مستطيلة جميلة المظهر، يطغى عليها اللون الأبيض، الموشوم بالأزرق والأصفر. كانت متوسطة الحجم، وخفيفة. كتب عليها بحروف طباعية بارزة: "طرد متوسط"، مع اسم ثلاثي للمرسل من الكويت، وكذا المستقبل بالمغرب. خفة الطرد أثارت استغراب الأب، وجعلته يتساءل:
"لماذا كل هذا التعب والسفر الطويل من اجل هذا الشيء الصغير؟"
واستحضر صوت زوجته (الأم) تتوعده: "ما تفتح الكولية. فيها شيء (…) -
جدتي والجامع وعبق الياسمين
25 تموز (يوليو) 2013, ::::: ذكاء قلعه جيلبست معطفها الأسود، وأحكمت ربط برانيلها (*) حول رأسها ثم شدته بقوة لتتأكد من إحكام ربطته، ثم مدت يدها إلى طبق الياسمين، وقبضت منه قبضة، ودستها في صدرها.
ثم قالت لي: "هيا لنذهب".
سألتها ببراءة الأطفال: "إلي أين يا جدتي؟" "سنذهب إلي الجامع الكبير. لقد نذرت أن أقرأ ثلاثة موالد على روح سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم". "الجامع الكبير؟"
وكدت أطير من الفرح، فلطالما سمعت عنه، ولطالما رأيت جدتي تعقد برانيلها ميممة شطره، وكم رجوت أمي أن تسمح لي بمرافقتها. وباختصار كان ذهابي إلى هناك حلم (…) -
حكايات البحث عن شقة
30 تشرين الثاني (نوفمبر) 2024, ::::: فنار عبد الغنيلم يكن في استطاعتنا أنا وزوجي شراء شقة جديدة في وسط المدينة، لذلك عزمنا على البحث عن شقة مستعملة، مساحتها معقولة وحالتها جيدة ولا تحتاج إلى الكثير من أعمال الصيانة.
وبعد أن اتفقنا أنا وزوجي على بعض الأمور، كلفنا أكثر من سمسار لمساعدتنا في ذلك. وكنت أنا بدوري أتعمد المشي في الأحياء القريبة من مسكني المؤقت في وسط المدينة بهدف البحث أيضا عن شقة، وقد وجدتها طريقة نافعة لأنني كنت أعثر بسهولة على شقق للبيع من خلال تصوير اللافتات الموضوعة على الشرفات والتي تتضمن عبارة «شقة للبيع» مرفقة برقم هاتف. (…) -
الكأس السابعة
1 أيلول (سبتمبر) 2019, ::::: نوزاد جعدانلم تعد تثق بشيء في هذه اللاجدوى التي تعيشها، لا تثق إلا بغرفتكَ وهي أيضا ليست ملكك إنما إيجار شهري من جيوبك الخاوية دائما، تحاول النوم، تتقلب، تعد أصدقاءك الذين ماتوا بدلا من عدّ الخراف؛ تلك الطريقة التي علمونا إياها في المسلسلات الكرتونية، تصادفك كوابيس مرعبة تحاول شنقها على حِبال البامياء التي كانت تعلقها جدتك أمام عتبة بيتكم في القرية، تلك التي تزوج فيها والدك في السابع من تموز عام 1977.
تعود لتحتسي من زجاجة الخمر بمنظرها الكئيب، تتجرع كأسك السابعة على الشرفة المطلة على مدينة عارية من (…) -
وصايا لزهرة دافئة
1 تموز (يوليو) 2007, ::::: منال حاتم عبد اللهوأرسم حول بتلات روحي المثخنة بجراح الزمن بعضا من بقايا أحلامي وأمنياتي. أحاول أن أتفنن في تلوينها بأحمريات الأمل المتدفق في أوردة كياني.
وذات حزن قررت أن أهب هذه الأمنيات جزءا من وقتي، وأستلهم من بتيلات هذه الزهرة الموشكة على الذبول وصايا، آمل أن تقوم بتنفيذها، وإن داعبتها أعاصير الحياة بقسوةٍ شديدة.
تلك كانت "الزهرة الدافئة،" التي ما برحت مسؤولة عن البوح الذي يستنزف دمعي المذبوح. أحاول جاهدة الإبقاء عليها حية رغم ما يصفعها من ألم الوقت. وأجعلها تقاوم نكسات الدهر لكي تحفر وصاياي في ذاكرة (…)