النص أدناه مستوحى من قصة حقيقية
استيقظ خدر الأوصال، مثقل الأجفان، انتزع نفسه من فراشٍ احتواه حتى الظهيرة، بعد ليلة طويلة طوى جُلّها بعينين ساهرتين أمام شاشة الحاسوب، يحاول كسر وحدته بالحديث مع كل من يصادفه عبر عالمه الافتراضي.
دلف إلى المطبخ، أخرج شريحة خبز من كيس بلاستيكي وضعها في فمه وهو يفتح البراد باحثاً عن علبة حليب أو قنينة عصير، طقوس الاستعداد للخروج جرت كالعادة، لم يكسرها إلا هاجس ذكّره بوجه رآه ليلة أمس في المنام، وجه ظهر فجأة ابتسم واختفى، شخص عرفه ربما منذ زمن بعيد.
ارتدى (…)
الغلاف > المفاتيح > نصوص > قصة قصيرة
قصة قصيرة
المقالات
-
طيف تجلله رائحة البحر
25 أيلول (سبتمبر) 2013, ::::: أشواق مليباري -
البحث عن شقة 2: شقق المهندس لطفي
1 آذار (مارس), ::::: فنار عبد الغنيلطفي مهندس معماري ينتمي لعائلة عريقة. إنجازاته الهندسية صروح في عالم الفن المعماري. كان يتعمد بناء مباني فريدة في تصميمها وفي جمالها المبهر. في الواقع، إنجازاته تعكس روحه المتوقدة وذوقه اللامع وانتمائه الطبقي بكل أبعاده النفسية والتربوية والثقافية والاجتماعية.
استقبلنا المهندس لطفي وهو رجل تجاوز العقد السابع من العمر بكل مودة. وكان قد حضر على الموعد عند مدخل إحدى مبانيه الذائعة الصيت في ذوقها وأصالتها الفنية. كان مدخل المبنى من الرخام الصقيل الذي يجعل الأضواء تنعكس في كل نواحيه. المبنى رغم (…) -
نداء زهرة
25 نيسان (أبريل) 2014, ::::: هدى أبو غنيمةمن سمع زهرة وسط ذلك الضجيج المسبب للصمم؟ الجو قائظ، والتلوث غمامة تلف المدينة وتتسرب إلى النفوس. جموع من البشر تهرول لسد حاجاتها من طعام وشراب، فلا تشبع ولا ترتوي وكأنها تستعيض بتلبية حاجات الجسد عن خواء الروح ووحشة الشعور بالأمان.
واجهات الدكاكين تعرض الصحف اليومية التي تستعرض أخبارا تسيل وراء سطورها الدماء، وتتردد بينها أصوات الانفجارات وصفقات بيع الأوطان، يمر بها الناس مرورا عابرا مسلوبي الإرادة بألفة الاعتياد.
مرت سيارة تبيع الغاز، ترسل لحن مقطوعة "ضوء القمر" لبيتهوفن، ربما عبر من (…) -
رجل كبير بحجم قطعة الشوكولاتة
25 كانون الثاني (يناير) 2013, ::::: محمد صالح البحرلم تتسع مخيلتي لأكثر من هذا، أن أفرد ذراعيّ عن آخرهما، وأن تثب القدمان لأعلى لأقف على أطراف أصابع قدميّ فوق سور السطح، ومع الارتفاع الشاهق للعمارة التي أقطن بها ستبدو نظرتي أكثر عمقاً، بحيث تظهر الأشياء صغيرة جداً، وفي حجمها الطبيعي. لم أستعذب فكرة الطيران إليها من قبل، ليس لأن مريم لا تستحق ذلك، لكنني رأيتها فكرة رومانسية بأكثر مما تحتمل علاقتي بها، ففي المرحلة التي تعقب تشبُّع الجسدين بمتعتهما الحسّية، حيث تتكشف كل الكهوف المختبئة من خلف ستائر الأقمشة التي تراصت فوق بعضها، لتطلق نمورها (…)
-
ليلة زفاف
1 تشرين الأول (أكتوبر) 2007, ::::: أروى أبو مقدمنظرتُ إلى المرآة ربما للمرة المئة منذ هذا الصباح، وفي كل مرة أطرح نفس السؤال على نفسي، هل آن الأوان؟
الــزواج. كم كانت تلك الفكرة بعيدة عن ذهني بعدا تاما! كنت أسمع بها، لكن لم أتوقع أن أكون في يوم من الأيام في هذا الموقف.
عدت مرة أخرى إلى المرآة وعاد نفس السؤال. لكنه هذه المرة أصبح أكثر من سؤال. كيف يكون الزواج؟ ومتى سيكون ذلك؟ ومن هو الشخص الذي سأقضي بقية حياتي معه؟ وهل سأكون سعيدة؟
أسئلة كثيرة تطرح نفسها. لم يخرجني من دوامة هذه الأسئلة سوى صرير الباب وهو يفتح. التفتُ وإذا بها صديقتي (…) -
قطة زرقاء
26 حزيران (يونيو) 2014, ::::: أشواق مليباريكانت تجلس أمام طاولة المقهى تتناول مشروبا برفقة صديقة لها. تتحدث إليها بملل وقد ارتسم الضجر على وجهها المستدير ذي الملامح " القططية". تستدير لتمسك ذيلها الحريري الأزرق، وتمرر أصابعها من خلال فروه السميك، لتلاطفه بين الفينة والأخرى. حينما انتبهت خلفها إلى جلبة صاخبة، وغبار كثيف. همست صديقتها: "يبدو الأمر شجارا".
شقَّ الغبارَ شابٌ يترنح، تعثر ثم سقط على الأرض، فوقف عند رأسه مخلوق أسود؛ ضخم الجثة كث الشعر يشبه القردة، يضرب على صدره ويطلق صرخات مدوية. رفع قدمه العملاقة ليهوي بها على رأس (…) -
أحلام
25 تشرين الثاني (نوفمبر) 2011, ::::: أشواق مليباريكانت ما تزالُ على مقاعدِ الدراسة، طريةَ الشباب، قويةَ الذكاءِ، لماحة تتميزُ بالحضور، متحفِّزة الحركة، ومفتونةً بأحلامِ اليقظةِ.
عادت إلى البيتِ بعد انقضاءِ نهارٍ منَ الجدِ، لا يخلو من المشاكساتِ والضحكِ والتّسكّعِ في بهو الصفوف. ألقتِ الحقيبةَ عند الباب واندَفَعتْ كعادتها إلى المطبخِ.
"أمّي لقد عدت."
"أهلا وسهلا. هكذا بلا سلام؟"
اقْتَربتْ مِن أمّها وهي تَغسِل الأطباقَ، وطَبعتْ على وجْنَتِها قُبلَةً سريعةً، واستدركت فقالت:
"السلامُ عليكم."
"وعليكم السلام، كيفَ كان يومُك يا نور (…) -
اليوم الأخير من حياة موظف
1 حزيران (يونيو) 2023, ::::: تامر عبد العزيز حسنكان يجلس في ركن شبه مظلم من الحجرة، لا تكاد تميز ملامحه. كان كأنما يهرب إلى الظلام ويتخفى في ذلك الجزء من عالمه الخاص. تشعر بوجوده فقط عندما يلقي عليه لهيب الشمعة الوحيد بعض من ضوئه، وذلك يحدث عندما يتحرك أحدهم بالقرب منها أو عندما ينساب بعض الهواء البارد من الجزء المكسور من النافذة التي حاول من قبل أن يغلقها بقطع من الكارتون. ولكن يبدو أن الأمر يأبى أمام تيارات الهواء القوية التي كثيرا ما تخلع بعض مسامير التثبيت، فساعتها يتراقص لهيب الشمعة ويخبو ضوؤه حتى تظن أنه سينطفئ، لكنه لا يلبث أن (…)
-
المنتظــر
24 شباط (فبراير) 2016, ::::: فنار عبد الغنيكنّا ننتظره بوجل، تجول أبصارنا بحثا عن شيء يعلمنا بدنوه منا، ننصت بكثير من الرهبة لندرك أقل حركة ترشدنا إلى حضوره.
كنّا ننتظره ولا نعلم لحضوره المتوقع وقتا. هو لا يأتي في أوقات معلومة، هو الخارق لكل المواعيد والحسابات، هو لا يجري عليه الزمان. أرهقت أبصارنا من انتظاره، لكننا بقينا ننتظره، ننتظره ونحن على يقين من أنه سيأتي بغتة ودون أن يشعرنا بحضوره.
كنّا ننتظره ونحن نخشى رؤيته ونجهل صورته وهيئته، بينما هو يدرك صورنا وهيئاتنا، ويعلم الوقت المحدد للقائنا.
إن التفكير بلقائه يثير الرهبة في (…) -
تــواطـــؤ مـشـبــوه
1 أيلول (سبتمبر) 2007, ::::: آمال يحياويأكثر الموت ألما حين تضحك وعيناك تبكيان، وتكذب وأنت الصادق.
لا، لا تصدق أن أحلامك اللذيذة يمكن أن تمسح الغبار عن حقيقتي المرّة. لا تصدق أنك يمكن أن تختطف اللقمة من فم الأسد كما يقولون، أو أننا يمكن أن نتفق ونجلس عند مائدة عشاء واحدة، ملونة ببذخ الحياة، وبذخ حب صبياني مشوه، وأن نبضنا يمكن أن يهتز على الوقع نفسه.
لا، لن نلتحم. ما زالت الأشواك تنبت بغزارة في دربك إلي، ما زالت تخدش جموحك لاحتوائي، تعري أوهامك، تفضح نشوتك الحيوانية الساذجة.
لا، لن نلتحم. لن نخمد نار الواقع بلهيبها المتعالي (…)