السهول الواسعة المعطرة بالدماء الدافئة والممتدة على مد البصر بسطت أذرعها وصدرها برفق وحنان بنشوة دافئة، وتأملات عميقة، تداعب المسافرين في ذاكرة الرحلة الطويلة، وزخات المطر المتناثرة المنعشة، رسمت في الأفق لوحة متشابكة، كغابات الأبنوس المنسوجة بنعومة وتجلى، تستنشق رائحة دموع السافنا.
ترشف قبلات الأبنوس المتراقص وعبق الأطياف القديمة وإشراقات السهول الخضراء البكر، والنسمات الريفية الهادئة تكنس رائحة أطياف الثلج القديم بعيدا، بعيدا، وقتامة الغربة المرهقة الشاحبة أضحت معلقة على جدران المسافة (…)
الغلاف > المفاتيح > نصوص > خاطرة
خاطرة
المقالات
-
أنشودة الأبنوس الدافئة وثلوج الشمال
1 آذار (مارس) 2007, ::::: الهادي عجب الدور -
وجهك والشمس
1 أيار (مايو) 2008, ::::: منى كاظمبحثت عن الشمس فوجدتها تشرق في عينيك، وبحثت عن ضوء القمر فوجدته ساطعا فوق جبينك، وبحثت عن عطر الربيع فوجدته في شذى كلماتك.
إن ضربات المعاول لا تستطيع أن تذيب جبال الجليد، وحدها أشعة الشمس بـدفئها الوهاج قادرة على إذابة تلك الجبال الجليدية حين ترسل خيوطها الذهبية لتلامس وجهها الجليدي الأبيض. غير أني أجد ضربات المعاول القاسية تشبه قساوة قلبك أحيانا. من يصدق أن وراء هذا الدفء تختبئ جزئية قاسية؟! إذن كيف كنت أخشى العيش في قلبك خوفا من وهج ناره فها هو يحمل بحيرة من الجليد تحجب وهج ناره فتجعلها (…) -
أبي العزيز
25 آب (أغسطس) 2015, ::::: أشواق مليباريأتيتك أحمل حقائبي بعد أن ضاقت بي الأرض بما رحبت، شاكية باكية، أبوح لك بسري وأطرح أمامك همي وأنت أبي. ففتحت لي قلبك ودارك، وأوليتني سمعك وانتباهك. لجأت إليك بعد أن ضجَّ الصبر من سكوتي وحرضني على الشكوى، وما أقدمت إلا لأسترشد برأيك وحكمتك.
أنا يا أبي ومن سوء حظي، أو حسنه لا أدري، أملك قلبا ضعيفا هشا كقلب فرخ الطير، تفعل فيه الكلمة الحانية عمل السحر، فيرتعش شغافه ارتعاشات النخيل على الشواطئ الدافئة إذا داعبها النسيم. لكنه يتداعى وينهار كقلاع الرمل وقد ضربتها أمواج الكلمة القاسية.
لذلك فأنا (…) -
فراشة
24 شباط (فبراير) 2016, ::::: محسن الغالبيمنذ عشرين عاما، ربما أكثر، حينما أجتمع كبار قومي على قتل كل الطيور في بلدي، لم أدرك حينها غايتهم من القتل. كنت غبيا مغسول الدماغ أصدق ما يقال. وحين كبرت أدركت أن غايتهم كانت ألا نتعلم الطيران حين نكبر. كبرت وظل كبار قومي يتصاغرون ويصغرون. أظنهم تلاشوا كلهم الآن ولم يبق منهم سوى تلال قاذورات وفوضى.
قتلوا فيّ وفي الآخرين رغبة الطيران، وحين هبت رياح السوء تكشف سوءاتهم، حملتني الرياح غربا.
كنا نخرج ندفن قتلى الطيور حتى استحالت بلدي مقابر لها. خلت السماء من سكانها وضجت الصحراء بالسجون (…) -
مر الطريق من هنا
25 كانون الأول (ديسمبر) 2012, ::::: مكارم المختارحين أفتح الورقة البيضاء، ينتابني الفقدان، وشيء ما اختفى. يساورني ما سأرويه، وأهرب من النص، يهزمني ما يمر بخاطري، فألهو بفكرة بعد أن يتعثر عطشي على فناء عشب ما أستذكر وحافة النسيان. يأخذني هاجس أنثوي من شجن بركاني، تعممه التحفظات، ويتسلقها التكوين الأسطوري المسمى "المجتمع"، عله أعلى قمة في الخلاء الكوني، ولا يحدوه إلا العشب اليابس، ينسف جمره الدفين تحت رماد السنون.
علي ألا أصنع موعدا في منام، أو أقابل موعودا في يقظة، هكذا، ليرميني على مرمى التغييب ونوافذ ألا أكون، وكي أغـّيب يزيد من غناءه (…) -
محاكمة الياسمين
21 آذار (مارس) 2016, ::::: عود الند: الإدارةعذرا دمشقي هل من العدل أن ترفع جلستك وفلسطين لم يحدد موعد جلستها بعد؟ عذرا منك أيها القاضي؛ أين العدل في الماضي؟ لن ترفع الجلسة حتى يحدد موعد القضية. لست بأنانية لكنني دستورية وديموقراطية، وقوانيني بكل صراحة عصرية وحضارية.
أرجوك لا تجادلني؛ كي لا تجبرني أن أرفع القضايا الأخرى؛ بلاد الشام بأكملها قضية لم يعين لها محام ليدافع عنها؛ قضية أهملت، وبالدم الأحمر لطخت. قضية وبكل سهولة نسيت، ومن ذاكرة أحدهم حذفت. تجدها تحت الحطام وبين الضحايا والأنام. قضية خلف القضبان تنتظر حكم الإفراج.
جادلني في (…) -
إلى طفلتي: لا تكفّي يوما عن اللعب
25 أيار (مايو) 2015, ::::: غانية الوناسأكتب إليك، قبل سنوات من وجودك في حياتي، ربمّا إن حدث ذات يوم وإن حالفك الحظ، ستقرئين ما أكتبه لك هنا، لست أدري دافعي لفعل ذلك، لكنها رغبة اجتاحتني، فما رغبت في كتمانها ولا كبتها وحرمانها من نور الوجود والواقع.
ربما بمنظور أي شخص عادي، يكون هذا الأمر لا معنى له، وربما هو أمر سخيف للبعض الآخر، ولكنه بالنسبة إلي أمر ذو شأن كبير لدي، أحمل في ذاكرتي أشياء كثيرة، ربما تكون هي التي جعلتني ما أنا عليه اليوم، ربما لست شخصا مثاليا لأتحدث عن نفسي، لكن فعلت ما استطعت حتى لا أصبح مثالا سيئا لأحد، وحتى (…) -
وفي حلق الذكرى غصة
25 أيار (مايو) 2015, ::::: جليلة الخليعوفي حلق الذكرى غصة
يطالعني عطر أبي وأنا أفتح أدراج مكتبته.
أعيد تفاصيل الحنين ليدي، أستعيد طفولتي هناك، وهو يستمع لنشرة الأخبار زوالا، وأنا أنصت بتمعن لصوت المذيع الجهور، أهرب من الأحداث ، من نشرات الأخبار الرتيبة ، فأهرول نحو السطح أستجمع قطرات المطر وأبلل بها وجه دميتي لتستفيق من سباتها، وتعيد لي الأمومة بكف من وهم، وصحوة من جنون.
أبتلع شهقتي، وأجفف دموعي المتساقطة، أستل أوراقي من الدرج. هنا تطل يد والدي وهو يرتب مجهوداتنا، شهاداتنا ليرصها في ظرف كبير، يضع عليه الاسم ويضعه بأمان، (…) -
رمضانيات: هدأة في مد من الصخب
1 أيلول (سبتمبر) 2009, ::::: غادة المعايطةتتقطع الأوصال، تنفلت الأعضاء لاهثة خلف سراب لا بد زائل، تلهث كمخلوق كاسر يتأهب للانقضاض على فريسة، تتخبط الأطراف علها تدرك سر إكسير الحياة وحلم السعادة الأزلي، فيما العقل الضعيف القاصر ينسج مجلدات وملفات من معالم تيك الأحلام مستعينا بعلوم المنطق والكوانتم وخريطة الجينات وجميع نظريات الذكاء الاجتماعي ومسميات التطوير الذاتي والبشري مرورا بعلوم الميتافيزيقيا والأبراج الصينية، ينطلق في مد من الصخب تتقاذفه تارة أخبار بني الجلدة غربي النهر وقد استطالت رؤوس تاجرت بالقضية وباتت تجهض أجنتها، ورؤوس (…)
-
وشاخت الذكريات
25 آب (أغسطس) 2012, ::::: محمد التميميما أصعب العودة لمرابع الصبا بعد طول غياب، وما أصعب أن ترى الطفولة وقد كبرت، والمراهقة وقد أتم الله عليها بنعمة العقل فهدأت، وابنة الجيران ذات الحب الافتراضي وقد أصبحت أماً لنصف دستة من الاطفال الذين لم يأخذوا منها سوى شقاوة الطفولة.
تتجمد الصور في عقولنا عند آخر مرة خرجنا فيها من بلادنا، وتبقى مدننا صوراً معلقة على الحائط، لا حياة فيها سوى من بعض الحكايات التي ننسجها من ذكرياتنا تارة ومن خيالنا عن المستقبل تارة أخرى. تمضي الايام في الغربة متشابهة حد الرتابة، يتخللها اكتشاف بعض شعيرات بيض (…)