عزمتُ شهادة الحياة، فخرجتُ إلى أبهى مكان، لأجمل حديقة في المدينة. كان المساء فأنيرت الأضواء، وأعداد الناس بدأت بالازدياد، والسماء تزينت بالألعاب النارية فغارت النجوم، فزادت من بريقها، وانتشر الأطفال بملابسهم الملونة في أرجاءها كقطع الفواكه المنثورة فوق حلوى تصنعها جدتي، فبدا المكان كأنه يتهيأ لاستقبال عروس.
ما أكثر زوار المساء وسامريه! معظمهم من الرقم اثنين: زوجين، صديقين، عاشقين وحمامتين في السماء، وأنا وحدي في تجرد كالزهر والشجر وكالقمر في السماء.
كانت الأصوات تدوي حولي بصخب، وغناء (…)
الغلاف > المفاتيح > نصوص > خاطرة
خاطرة
المقالات
-
السيد نقطة
26 أيلول (سبتمبر) 2015, ::::: إيناس ثابت -
عبير وعبرات
1 تشرين الأول (أكتوبر) 2006, ::::: ميسون حسينأما عبير فهي ابنة الخمسة عشر ربيعا التي اغتصبت وقتلت مع عائلتها في بلدة المحمودية في العراق من قبل جنود أميركيين. وعبير هي العراقية المغتصبة منذ بدء الاحتلال، ورمز الكرامة المداسة، والشاهدة على القهر والظلم، وشهيدة كل العراقيين، ككل العراقيين.
وعبير أيضا هي العربية المغتصبة منذ بدء زمن القوة والغطرسة، والشاهدة على انحطاط العصر، ورمز الانكسار، وشهيدة كل العرب، ككل العرب. عبير العراق أخت هدى فلسطين، أمهما جميلة بو حيرد الجزائرية، وجدتهما سمية، أم عمار بن ياسر.
أما العبرات، فكثيرة هي (…) -
قرّرت الرحيل
27 حزيران (يونيو) 2015, ::::: أحمد عبد اللهعلى الرغم من كثرة نجوم سماء كونهم، ولكنّ نورها باهت، حتى عندما اقتربت منه لينير لي، وجدته مؤقتا.
بحثت عن قمره، وعندما وجدته اكتشفت أنه لا ينير لي دائما، وحتى لو أنار فإن له دائما جانبا مظلما، حتى شمسه على الرغم من دفئها ونورها فإنها حارقة لا ترحم. فقررت الرحيل.
ليتني لم أترك عالمي الخاص، لن ألومهم على إصرارهم عليَّ للخروج منه، فربما كانوا يرون أنه لا حياة به من غير شموس أو أقمر أو حتى نجوم، وليتني لم أبحث أنا عنها.
ولكنّي لا ألومهم، ربما عالمهم غير مناسب لي، وربما أنا غير مناسب (…) -
مـسـافــر
1 آذار (مارس) 2008, ::::: زينب عودةأعلم أنك مسافر. دعني أنظر إلى عينيك من زاوية خريف ممتد. دعني أتذوق جرعات مرارة الفراق واحدة تلو الأخرى، وأرى خريطة عمري بتذكرك. كم مرة عليّ أن أتقبل قرارك بالرحيل؟ وكم عليّ أن التزم الصمت؟ لقد سئمت. أكان قدرا على مشاعري أن تذبح عند محطات القطارات، وعند أبواب الطائرات، وأنت تغرد مزهوا تقطع المسافات هنا وهناك. لأجل من: ما عدت أدري.
واثق، غريب، راحل. حياتي أضحت معك مشوارا طويلا، وتذاكر سفر أعرف بدايتها مع كل واحدة ونهاية لا أدركها. عالم مريب يحتويه عقلك بمسافات لا حدود لها. أيـستهويك البعد (…) -
حروف متراقصة
26 حزيران (يونيو) 2014, ::::: نادية شيخةشعرت بالأسابيع الماضية وكأنها سنة كاملة. تراقصت الحروف على مسامعي، تأتي حينا وتذهب في حين آخر، تتمايل وتتحايل، كأنها طفل صغير يريد أن يلعب معي لعبة الغميضة.
كنت في البداية أجده بسرعة كبير فلم يكن يستطيع الهرب مني، أما الآن فقد أصبح بارعا جدا، لدرجة أني ابحث عنه كثيرا لكني لا أجده، فأمل منه واتركه مختبئا في انتظار مجيئي.
حاولت التحايل عليه، كأن أعطيه حبة شوكولاتة، أو علكة من نوعه المفضل، أو ما يشاء، لكنه دوما كان يرفض الفكرة، ويريد اللعب معي، فاستنتجت طريقة جديدة جعلتني ألملم كل أوراقي (…) -
بين رحيله والغياب
24 آب (أغسطس) 2013, ::::: ولاء المصريإلى من يكفيني نزف الحروف في رسائله، فقد تموجت نغما يشدو بالوفا، أيار ينتفض، شارد الخطى إعشوشب فيه القلب المفؤود، من بين كل الفصول ينشد السلام والثنا في سره النديّ، خيوط نهاره أحبسها برفق لترتد في كياني وهجا، ثمة صوت يدعوني صداه يناديني لأرتاح إليه، إلى من بوجوده اندلقت روحي مني، يشدّني رسم شدقيه الساحر برهبه لأبحث عني، ينتشلني شعوره المغموس بالحمرة، ينبئني قلمه حبراً أن نبض قلبه يكتبني وجعا ويتوثب الغرق في اطمئنانه إليّ، إلى من ينفرط الحنان من أساريره ممسكاً عنه فوران الألم، إلى من تلح عليه (…)
-
من أنا وخواطر أخرى
1 حزيران (يونيو) 2018, ::::: سارة أبو مرجوبنسمات عابرة
ذبذبات هواء عليل جابت السّماء ثم حطّت رحالها تحت ظلال الأشجار، حنّت لحبّات رمل منثورات، سكنت العينين وسنا وحنينا، أنعشت قلبا تغنّى شوقا، غرّدت طيورها على حُمْرة الوجنات، همست في أذن القمر فاكتمل بدرا، أخجلت النّجمات وأفلت وراء الغيمات، سألت نفسها من أنا؟ فأجابت: أنا عطر نظريّات الجمال؛ وأنا نرجس الذّاكرة؛ فَلم التعجّب من نسمات عابرة؟
ما بين السُّطور
مُدوّنة عجّت بالحروف ارتدت قبعة الإخفاء وبرعت بالعزلة عن الظهور، أشعلت شمعة وجمعت الأحاسيس بثرثرات مع الحواس الخمس فغفت على (…) -
ثلاث خواطر
1 أيار (مايو) 2011, ::::: ميادة عوداتالخاطرة الأولى: أحزاني
عندما يتوقف بك الزمن لحظه تشعر فيها بأن الوقوف لا بد منه لتتأمل ما يدور في هذا الزمن الغريب ويراودك شعور حزين عندها لا بد لك أن تصنع حزنا. عندما تشعر بملايين البشر حولك لكن لا تجد من يسليك وحدتك التي تشعر بها عندها تستحق يا قلبي أن تصنع حزنا آخر. عندما تكتشف للحظة أن المشاعر التي كنت تعتقد بأنها خارجة من القلب مزيفة عندها لا بد أن تصنع حزنا. عندما تفكر بأنك ستواصل في هذه الحياة الأليمة رغما عنك عندها سأجبرك على أن تصنع حزنا بحجم الجبال. عندما تموت أحلامك فجأة دون (…) -
بعد هذا وقبل
25 آب (أغسطس) 2015, ::::: إيناس ثابتبلغني عنك أنك حاني الظهر، ضعيف العظام من حمل الهموم، وزادها حمل الحقيبة على ظهرك سائرا بلا اتزان، مودعها ناويا هجرها مُقسما ألا تعود.
خاصمتها وهجوتها في القصائد ونثر الكلام، وما لبثت عائدا تائبا على يديها، كالمجنون، ناظما في هواها أعذب قصيدة، وأجمل غزل لم يُقل حتى في أجمل النساء، مُسرا لها بمعشوقتي الأزلية، فمدتْ لك الأحلام كاسفة مزينة الوعد بغد أجمل.
و بلغني أيضا حبك لها حد الصبابة من بين جميلات متعطرات بتخايل وكبرياء، ومدللات بحسن من رب السماء، وأخر حزينات منكهات بحلاوة البساطة وقصص لا (…) -
يوميات عنِ الحاسوب
26 تشرين الأول (أكتوبر) 2011, ::::: إبراهيم يوسفهذه صلاةٌ وليستْ أُغنية يا عزيزتي! "جِلْنَارْ" اسمٌ جميلٌ يليقُ بالفتيات، ويعني بالفارسيَّة زهرُ الرمَّان، وهي قصيدة من الشعر الشعبي البديع، نَظَمَها "ميشال طراد". وُلِدَ الشاعر في "زَحْلَة"، إحدى أكبر مدن محافظة البقاع اللبنانية ، منتجعٌ سياحي مشهور "بِوادي العرائش" وكروم العنب والنبيذ الفاخر في أقبية "كْسَارَة"، والصبايا الجميلات، زارها "شوقي"وتَغَنّى بها في قصيدته المشهورة "جارةُ الوادي"، والمدينة مسقط رأس "فوزي المعلوف"، "وسعيد عقل"، وقد تناولتُ الأخير؛ مع المدينة في نص طويل (…)