أتمنى لو
لو أن حجم المحبة تكبر بحجم كبر الكون، ولو أن الكون يصغر ويصبح بحجم قلوبنا. لو أنني أصبح أمنية تتحقق لطفل يطلبها، ولو أن الأطفال يضحكون بدون خوف من حرب أو مأساة تحدث بجانبهم.
لو أن الحروب تنتهي، كما أتمنى أن تمسح من قلوب الذين يعانون منها.
لو أن الغربة تصبح كتذكره سفر، ولو أن هذه التذكرة ترجعنا إلى أوطاننا.
لو أن البحر يبتلع الفقر، ولو أن الغيوم تمطر بمستقبل واعد لأحلامنا.
لو أن الخوف طعام يرمى في المحيط لتأكله الأسماك، ولو أن الأسماك تأخذني لترقص معي في القاع.
لو أن (…)
الغلاف > المفاتيح > نصوص > خاطرة
خاطرة
المقالات
-
أتمنى لو
26 كانون الأول (ديسمبر) 2015, ::::: ليلى زخريا -
ولادة يائسة
25 تموز (يوليو) 2014, ::::: جليلة الخليعأضع رأسي في ركام الأفكار المتزاحمة، أستل حلمي من أهرامات الذاكرة التي أتعبت كاهلي بدون جدوى، أمرر الأرقام علني أتصل بذاتي في لحظة حيرة، أو في هنيهة من غربة، أو عندما يرمي بي العباب الثائر إلى اللاأمان مني.
أتناسل ضعفا، يتضاعف القلق برحم ثقلي، وأنتظرني مولودا آخر لا يصلني بحبل سري أو بجينات من ذاكرتي.
هزيمة أخرى أطرز بها أذيال ثوبي، والمولود القلق ما زال عند أعتاب المخاض، ينتظر حتفه بعملية قيصرية تجهضه من رحم تكهناتي، من الآمال الموعود بها قلبي، من أحلامي المغروسة بوسادة عمري، من ذاكرتي (…) -
افتتاحيات وشعراء
1 أيلول (سبتمبر) 2006, ::::: رعد مطشروانغلق الهواء بين يديَّ الحائرتين ممّا تكتبان، انغلق على خسائرَ أخرى وسوء ِفهمٍ آخر: خسائر الشعراء وسوء فهم الحياة لبدايتهم وخاتمتهم، فالشعراءُ لا يشبهون البدايات في جمودها ولا الكتابات في رتابتها، ولا الزمن في وحشته. لياليهم هائمة في سُهادٍ تملأهُ وحوش النوم الراكضة بصور الفراغ. قيسُهم مجنون بالحرف والنقطة والدائرة. أعوامهم محض ُسرابٍ في زمن الكابوس حيث تندمجُ الحواجزُ بالسلاسل، والأغلالُ بالعوارض ونقاط التفتيش، والأصدقاء بأدلاّء القتلى وتقرير المخابرات، وإشارات المرور بالحواجز والدبابات، (…)
-
إبصار مؤقت
25 تموز (يوليو) 2014, ::::: نورة صلاحودعت بصري بعد اثنين وثلاثين عاما أمضيتها بإنارة كل طريق أسلكه، أبدل ملامح الوحدة بكثير من الألفة والحيوية.
في ليلتي الأخيرة من الإبصار، وقبل أن تهب ريح الخذلان لتطفئ جذوة الأمل المؤقت الذي عشته ولم أتمتع بضيائه، عدت بذاكرتي لما كنت أفعله بسنين البراءة عند انقطاع الكهرباء والسهر على ضوء الشموع.
الحائط مسرحي المتواضع، وضوء الشمعة المتراقص يحفز كفي على رسم ظلال الحيوانات بعقد الأصابع: ذاك أرنب يقفز، وتلك قطه تموء. أنسج قصصا يتبعها صوت يغرد فرحا وضحكا في المكان. وإن عاد الضوء من جديد، ألملم (…) -
أيام من الأيام
1 حزيران (يونيو) 2020, ::::: يوسف بونينيمنذ أن تقاعدت عن العمل، وقد كنت قاضيا في مجلس المحاسبة، وعدت إلى الديار بعد غيبة فاقت العشرين سنة لازمت بيتي. لم أغادره إلا لقضاء الحاجات الضرورية المفروضة أو لأداء عمل خيري. ترسخت هذه العادة في نفسي حتى أصبحت طبعا لا تطبعا، بحيث لا أحس في حياتي اليومية بالرتابة، ويرجع الفضل الأكبر في هذا إلى قراءة الكتب والانهماك في حفظ الأشعار والحكم واتقان الكتابة بخط النسخ. وقد ساعدتني هذه العادة في التعامل بصفة مثالية مع وباء "كورونا" الذي حل بديارنا دون سابق إنذار.
لذا، لم يغير الحجر الصحي، الذي فرض (…) -
ضاع المنديل المزركش
25 كانون الثاني (يناير) 2012, ::::: أشواق مليباريكانت تحمله بين ذراعيها كما تحضن طفلتها عندما أخرجته من باب الحظيرة، وانحدرت به نحو سور الحديقة، حمل أبيض عمره أيام معدودة لا تزيد. اتخذت لجلستها في الظلّ جذعا يابسا إلى جانب السّور. تحلّق حولها أطفالها. ألفرحة تغمر وجوهم، وتقفز من عيونهم مقرونة بالدهشة والإشفاق. أجلست الحمل في حجرها وهم يقتربون منه بحذر، ابنتها الكبرى تجرأت بعد تردد، واقتربت منه تحاول تقبيله كما تفعل مع دميتها، ما شجّع إخوتها بالاقتراب أكثر وهم يلاطفون صوفه، ويلامسون بخشية ملحوظة أذنيه الصغيرتين.
الجدة قادمة إلى المكان، (…) -
ق ق ج: حبذا لو ينطقون
25 تشرين الأول (أكتوبر) 2012, ::::: عبير درويش.
قطرة ماء
الحنفية تُغلق بابها المسائي بعد رحلة شاقة مع التدفق. قطرة الماء الأخيرة تختنق وتختنق. تلتفُّ حولها الدائرة النحاسيّة. تُعاني قلة الهواء. تتعرّق بعد الجنون وتكبر في الداخل. إرهاق وانتظار. فجأة يأتي مغفلٌ في لحظة تطفّل. يتملّقها بجهل. يشد صنبور المياه بقوّة أكثر فأكثر. تسقط القطرة بوجع. تموت بصوتٍ محزن.
رحلة حصى
قذفتها امرأة معتوهة من الوطن. لم تكن الحصى تعلم شيئاً عن الحياة. هي خائفة ومسكينة. لم تعد تجد إخوتها هنا. غرباء. غرباء. الجو بارد وليس من أمكنة للنوم. أرهقتها (…) -
إلى فلسطين وكفى
25 تموز (يوليو) 2014, ::::: غانية الوناستعلمني فلسطين أن الحب امتداد على طول المسافات، وأنه وحده يستطيع كسر الحصار، واختراق الحواجز، وحده يصمد حتى النهاية ليمنحنا أخيرا جواز العبور إلى نبضها.
لم أكن أحمل الموت في قلبي، كانت الحياة تغمرني من رأسي حتى قدمي. كنت أكتب لها وأهديها قصائد مبتورة، أنصافها جميعا معلقة هناك على جدران العودة، لحين اكتمال عقد الرجوع.
كنتُ أرسمها في أحلامي وطناً نرتمي في حضنه آخر الوجع، نرتديه معطفاً إذا ما بردنا، نتنفسه هواء إذا ما اختنقنا، نسكبه ملحاً على آخر الجراح ولا نبكي ولا نتألم، فقط نبتسم لأن (…) -
حلم العنقاء البدوية
25 آذار (مارس) 2014, ::::: الهادي عجب الدور=1=
الكلمات تتوهج كالقناديل السحرية عندما انظر إلى عينيك بلا انقطاع، كالمطر الاستوائي يروي غابات الأبنوس بغبطة وسرور، فأولد بين يديك رجلا مستحيلا بحجم أرخبيل العسل والأحلام وصدى الرياح، وأتجلى قديسا وشاعرا من زمن خرافي، وأتوج نفسي ملكا على حروف الورد، وكل القصائد المهاجرة على مسارات رمشة عيونك، ومدن النور والبلور والياسمين ورمال الصحراء، موشحا بكل لغات العالم شرقا وغربا. وأنت احلى من كل أناشيد الشجن القديم، وقبلات الوادع الدافئة، وابتسامة الموعد المدهش، وروحي العنيدة ترنو إليك، وتتراقص (…) -
نقتات كلمات من أجل الحرية
1 كانون الثاني (يناير) 2007, ::::: منال الكنديسبب المنافسة بين الثورتين الفرنسية والأمريكية، كلتاهما تدعي الكونية وتحاول تعميم ذاتها على الكرة الأرضية بأسرها، وكلا الشعبين معتقد بأنه محمل رسالة حضارية إلى العالم. (بول ريكور: كاتب فرنسي).
كل يوم يأتي نفقد الكثير من أنفسنا، من قيمة كانت تسكن داخلنا وتعطينا الحياة والأمل لنبقى. كنا في الماضي نكتفي بأغنية للعندليب لتلهب الحب بيننا ونعيش معها الحب والأمل. عشرات بل مئات الكلمات والصور من الحب والعشق لا تعني لنا شيئا سوى أنك رجل لا حبيب.
خرجت بكل حماسك وانتفاضتك لتصرخ، لتقول كلمة حق، لتصنع (…)