ركن الحكاية في زاوية من زوايا ذاكرته المتعبة العجوز، لكنّها أبتْ إلاّ أن تنشط وتستفيق في نفس الموعد من كلّ عام، لتتمرّد عليه وتنغّص عليه هناءة عيشه، كلما حلّ الشتاء ببرده وثلجه وزمهريره، وعواصف تنوّعت تسمياتها من زينة وهدى إلى وندي وجنى ويوهان والحبل على الجرّار، فتعود ذكرياته وتجلده من جديد.
كان عليه أن يسافر على جناح السّرعة في مناخ انخفضتْ حرارته كثيرا وبلغت عشر درجات مئويّة تحت الصفر وما دون، فالصقيع يتجاوز الثياب السميكة ومعاطف الصّوف، ويخترق اللحم حتى يصل إلى العظام. ينال من الأنف (…)
الغلاف > المفاتيح > نصوص > خاطرة
خاطرة
المقالات
-
سمعة مستباحة
25 أيار (مايو) 2015, ::::: إبراهيم يوسف -
إلى طفلتي: لا تكفّي يوما عن اللعب
25 أيار (مايو) 2015, ::::: غانية الوناسأكتب إليك، قبل سنوات من وجودك في حياتي، ربمّا إن حدث ذات يوم وإن حالفك الحظ، ستقرئين ما أكتبه لك هنا، لست أدري دافعي لفعل ذلك، لكنها رغبة اجتاحتني، فما رغبت في كتمانها ولا كبتها وحرمانها من نور الوجود والواقع.
ربما بمنظور أي شخص عادي، يكون هذا الأمر لا معنى له، وربما هو أمر سخيف للبعض الآخر، ولكنه بالنسبة إلي أمر ذو شأن كبير لدي، أحمل في ذاكرتي أشياء كثيرة، ربما تكون هي التي جعلتني ما أنا عليه اليوم، ربما لست شخصا مثاليا لأتحدث عن نفسي، لكن فعلت ما استطعت حتى لا أصبح مثالا سيئا لأحد، وحتى (…) -
إلى فلسطين وكفى
25 تموز (يوليو) 2014, ::::: غانية الوناستعلمني فلسطين أن الحب امتداد على طول المسافات، وأنه وحده يستطيع كسر الحصار، واختراق الحواجز، وحده يصمد حتى النهاية ليمنحنا أخيرا جواز العبور إلى نبضها.
لم أكن أحمل الموت في قلبي، كانت الحياة تغمرني من رأسي حتى قدمي. كنت أكتب لها وأهديها قصائد مبتورة، أنصافها جميعا معلقة هناك على جدران العودة، لحين اكتمال عقد الرجوع.
كنتُ أرسمها في أحلامي وطناً نرتمي في حضنه آخر الوجع، نرتديه معطفاً إذا ما بردنا، نتنفسه هواء إذا ما اختنقنا، نسكبه ملحاً على آخر الجراح ولا نبكي ولا نتألم، فقط نبتسم لأن (…) -
أمي كلمة حفرت على الشغاف
25 أيار (مايو) 2013, ::::: هدى الكنانيبحثت الأم عن طفلتها الصغيرة في أنحاء المنزل كافة فلم تجدها حتى أعتصر قلبها قلقا عليها، فرجعت إلى غرفة نومها لترتدي عباءتها وتخرج للبحث عنها، فإذا بها تسمع بكاء مكبوتا.
تتبعت الأم مصدر البكاء وهي واثقة أنه صوت صغيرتها، فبحثت هنا وهناك، حتى اقتربت من دولاب ملابسها، وفوجئت بأن البكاء يصدر من هناك، ففتحته، وإذا بطفلتها تحتضن إحدى قطع ثيابها تشمها وهي تبكي.
ضحكت الأم وقالت: "غاليتي أنت هنا؟ إذا كنت تخاصمينني فلماذا تقبلين ثيابي؟"
نظرت إليها صغيرتها ودموعها تنهمر كاللآلئ على خديها البيضاويين (…) -
أحاسيس
27 حزيران (يونيو) 2015, ::::: رجاء رحاليعلى نفس الطاولة، وفي نفس المكان، كل شيء غريب وموحش، طلبت مجرد فنجان، مرت الدقائق كأنها ساعات بذكريات أثقلتها الأحزان. غادرت؛ التفت في غير عادتي، لن أعود إليك أيها المكان.
في روايتي الكثير من الجروح وعلى جرحي وقف وابتسم، وهو آخر من على صورتي ارتسم، أهو يهزأ مني أم من تصوري أن النور يغلب العتم؟ وأن الحياة قد تخلق من العدم، وزاد الروح أن تسمو بمثاليات القيم، إنه من رقص على جرح هو من له وسم.
كنت في طريقي، وبين أحلامي صادفته، وكنت قد رسمته، عرفته وهو في علم الغيب، ولواقعي أحضرته. استأمنته، (…) -
ثلاث خواطر
1 تشرين الثاني (نوفمبر) 2006, ::::: منال الكنديصرت بعيدا
أرادت أن تكون بعيداً تنسج عالماً آخر غير العالم. أن توقف الزمن للحظة لترجع للوراء عندما كان حبيبها. حينها كانت تسارع الخطوات لتلقاه. تخطف من الساعات ثوانيها لتسمعه، لتقول له إن الحياة ولدت له ولها فهو آدم وهي حواء. إنها نصفه، أحبته كما أحبها. معه لم تنس شيئاً من الذكريات: اللحظات الجميلة والحزينة، بعيداً عنه حياتها ذكريات تعيشها لتصارع ألم فراقه. كان صباحه من نور، ومساؤه نسمات من الحب الصافي.
سعادة
سألوها: "هل أنت سعيدة؟" لم ترد. وقفت أمامهم حائرة، فظنوا أن السعادة أكبر من أن (…) -
استفاقة الأمل
21 آذار (مارس) 2016, ::::: عود الند: الإدارةقبل أن تدق الساعة ويذكروا اسمي بين قائمة المغادرين، سأكتب لك وأنا أنتظر قطار الرحيل، أحبك وأنت تعلمين، يا أرضا باتت أجمل من أَرجِ المسك والياسمين، ما الذي حل بكِ وجعلك تهرمين؟
لا أسمع منك إلا صوت الأنين، وأنت من كل مكان تنزفين وتنزفين، هل ستعودين صنديدة كما كنت قبل سنين؟
أخبريني إلى أين ذهب رفاقي إن كنت تعلمين، رأيتهم يخرون سُقطا بائسين، ومدامعي مستهلة تبكي عليهم حين تركوها بعزلة، كيف لها أن تَجِّفَ وهي تشعر بحيرة، على أرض مليئة بالحسرة، وأوراق العمر المنهمرة؟
تحطمني الحيرة كثيرا؛ (…) -
وداعا أنيس البرغوثي
24 شباط (فبراير) 2016, ::::: عدلي الهواري: بحوث ومقالات وقصصانتقل إلى رحمته تعالى المناضل الفلسطيني أنيس البرغوثي عن عمر يناهز ثمانين عاما. وقد وافته المنية في قريته دير غسانة في 2 شباط (فبراير) 2016. أتقدم لأسرة المناضل بأصدق التعازي.
تعرفت على الفقيد المناضل أثناء مرحلة دراستي في نيويورك (1981-1983)، فقد كان من الناشطين في أوساط الجالية الفلسطينية في منطقة نيويورك ونيوجيرزي، وكان مديرا لقسم المقاطعة الاقتصادية لإسرائيل في بعثة جامعة الدول العربية لدى الأمم المتحدة. وقد مكنني من العمل معه بصورة غير رسمية ودون ساعات عمل محددة، فكنت أطالع الصحف وأقص (…) -
شرفات حب
25 كانون الثاني (يناير) 2013, ::::: نورة صلاحعشق يذوبني، عشق يلونني، وآخر يبدل أسارير وجهي يضحكني ويبكيني، ينسيني المنطق وعلم الكلام.
**
أشتاق لصفاءٍ يملأ قلبي، وماءٍ يسقي صحراء روحي، أشتاق لو تأتي، تنسج من الضوء تفاصيل يومي، أشتاق لو تأتي، تقلب العتمة من حولي، تلفني تحت ذراعيك وتمضي، أشتاق لو تأتي، تهمسني بكلمتين، حبيبتي أنت غاليتي.
**
قريبا أتخلص من حمل عطرك الذي دسسته بأنفاسي عنوة، قريبا أنسى كل خطواتنا التي مشيناها سويا، وأبدأ برسم طريق جديد، قريبا لن أزور الشجر الذي ظلّـلنا أيام الحر، ولن أطمئن على أسمائنا المحفورة على (…) -
نصيحة صديق
25 تشرين الأول (أكتوبر) 2012, ::::: غانية الوناسوقفتُ اليوم ولأوّل مرّةٍ أمام المرآة منْ دونِ خوفٍ ولا قلقٍ، وبكثيرٍ من الشجاعةِ التي استحضرتُها هكذا كما لمْ يسبقْ لي من قبلُ أن فعلتْ، وبقوّةٍ كنتُ لا أحسبُ نفسي أتحلّى بها لحينِ هذِه اللّحظةِ، فما انتابنِي كان أكبرَ من مجرد قوّةٍ عاديةٍ، كان شيئًا أكثر توهّجًا واشتعالاً، أكثر عزيمةً وإرادةً، وبجرأةٍ كبيرةٍ فاقتْ تصوّرِي، بجرأةٍ عارمةٍ تغلغلتْ ما بين أوصالِي فجأةً، كأنّني شخصٌ جديدٌ، كأنّني أرَى أحداً آخر يقفُ مكانِي.
وقفتُ أمامَ مرآتِي الّتي تعرفُني وأعرفُها جيّدًا، لكنّني وجدتُها (…)