رحيل مناضل معطاء
وداعا أنيس البرغوثي
انتقل إلى رحمته تعالى المناضل الفلسطيني أنيس البرغوثي عن عمر يناهز ثمانين عاما. وقد وافته المنية في قريته دير غسانة في 2 شباط (فبراير) 2016. أتقدم لأسرة المناضل بأصدق التعازي.
تعرفت على الفقيد المناضل أثناء مرحلة دراستي في نيويورك (1981-1983)، فقد كان من الناشطين في أوساط الجالية الفلسطينية في منطقة نيويورك ونيوجيرزي، وكان مديرا لقسم المقاطعة الاقتصادية لإسرائيل في بعثة جامعة الدول العربية لدى الأمم المتحدة. وقد مكنني من العمل معه بصورة غير رسمية ودون ساعات عمل محددة، فكنت أطالع الصحف وأقص الأخبار المتعلقة بالشركات التي لها أعمال في إسرائيل، وحفظ القصاصات في ملفات.
وبعد ذلك، كان له الفضل في قبول طلبي للحصول على معونة مالية من المؤسسة العالمية لمساعدة الطلبة العرب في مرحلة حرجة اسلتزمت دعما ماليا وقانونيا، وساعدني على الحصول عليهما بطيب خاطر ودون تردد.
ورغم عمله في السلك الدبلوماسي في ذلك الحين، فقد كان يشارك في تنظيم وحضور النشاطات المختلفة، بما في ذلك الندوات والاحتفالات والمؤتمرات التي تقيمها الجمعيات العاملة في أوساط الجالية الفلسطينية.
رحم الله الفقيد المعطاء، وألهم عائلته الصغرى والكبرى الصبر والسلوان. إنا لله وإنا إليه راجعون.
عدلي الهواري
= = = = =
أدناه مقتطف من مقالة تأبينية نشرها الصديق المشترك، رفيق دربه، د. عبد الحميد صيام، في عدد صحيفة "القدس العربي" الصادر في 11 شباط (فبراير) 2016. رابط المقالة في ختام المقتطف.
- أنيس البرغوثي
أنيس إنسان بسيط مثل وردة، شهم كحصان جموح، دائم الحركة كنحلة. فلاح مع الفلاحين وابن مدينة مع المدنيين ومثقف مع المثقفين- متواضع كأنه ناسك في معبد، صلب عندما يتعلق الأمر بقضية شعبه كأنه الفولاذ. نظيف اليد والقلب والروح. كان أبعد الناس عن طريق الفساد الذي جرف الكثيرين فاغتنوا على حساب معاناة شعبهم. بل عاش وقضى نقيا. يحمل الهم العام ولا يتهرب من مسؤولية ولا يتكل على غيره في إنجازها. لم يكتف مثل الكثيرين بمقعد الوظيفة وجلس وراء كرسي مخملي يطالع آخر ما جاء من أخبار- لم يغلق نوافذ العقل ولم يكتف بالعمل الميداني بل جمع الإثنين معا وهو يحمل الهم العام وينزل به إلى الميدان ليخوض التجربة التنظيمية والسياسية والطلابية والجماهيرية بكل تفاصيلها.
أكاد أجزم أن أنيس لم يتغيب عن مؤتمر طلابي أو حشد جماهيري أو مؤتمر للمجلس الفلسطيني في أمريكا الشمالية أو رابطة الخريجين العرب أو مؤتمرات المدن والقرى. إن النشاط بالنسبة لأنيس الهواء الذي يتنفس، كالسمكة التي لا تعيش خارج الماء كان أنيس لا حياة له بعيدا عن الجماهير.
تسمع صوته صارخا أحيانا وهادئا بسيطا مصغيا في أكثر الأحيان. يغضب بسرعة ولكن ثورة الغضب لا تستمر أكثر من ثوان قليلة فيمسح ذلك الوجه الغاضب ويستبدله ببسمته المعروفه وضحكته القلبية. صوته يرعد أحيانا لشحذ الهمم وتقوية العزائم وتصويب التطرف أو كبح جماح التعصب التنظيمي.
أينما اتجهت تجده أمامك ولا أكاد أذكر إنجازا فلسطينيا أو عربيا على الساحة الأمريكية دون أن يكون لأنيس دور ريادي في التخطيط والتنظيم والتنفيذ والقيادة. لا يكل ولا يمل ولا ييأس ولا يرفع يديه مستسلما أبدا وكلما حاورته وجدته مستعدا للعطاء. غير متعصب لرأي ولا متهاون في موقف هو مقتنع بسلامته.
http://www.alquds.co.uk/?p=480705
- أنيس البرغوثي
"عود الند" تشكر د. عبد الحميد صيام على صورة الفقيد أعلاه.
◄ عدلي الهواري: بحوث ومقالات وقصص
▼ موضوعاتي
المفاتيح
- ◄ أشخاص: مقالات
- ◄ خاطرة
3 مشاركة منتدى
وداعا أنيس البرغوثي, إيناس ثابت اليمن | 27 شباط (فبراير) 2016 - 13:53 1
دعائي لله أن يرحمه ويسكنه جنته، وينزل الصبر غيثا على أهله واصدقائه وكل محبيه.
وداعا أنيس البرغوثي, مريم -القدس | 28 شباط (فبراير) 2016 - 08:59 2
الوفاء وحفظ الجميل من سمات الإنسان الحر النبيل
لك كل الشكر أستاذ عدلي على هذه الكلمات التي قلتها في حق المناضل الفلسطيني الأستاذ أنيس البرغوثي .
العزاء لفلسطين وأهل الفقيد ..أسكنه الله فسيح جناته .
وداعا أنيس البرغوثي, الدكتور اسماعيل نور | 27 آذار (مارس) 2016 - 22:38 3
كنت أنا وأعضاء الهيئة الإدارية لاتحاد طلبة فلسطين في امريكيا نلتقي أنيس البرغوثي كلما ذهبنا إلى نيويورك لملاقاة وفد منظمة التحرير الفلسطينية إلى الأمم المتحدة، أو إذا زرنا واشنطن العاصمة لأي نشاط كان. كان أنيس دائما هناك، حريص خدوم لقضيته ولما يعتقد أنه حق وصواب. دائم النشاط...ناقشناه في السياسة، اختلفنا معه..احترمناه....رحم الله أنيس البرغوثي واسكنه فسيح جناته...وجزاه بقدر ما عمل لفلسطين..والهم ذويه الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون.