لا ادري لمَ تهرب مني كلماتي، فها أنا استجمع قواي لكتابة بضع كلمات. كم كتَبتُ من كلام قبل اليوم، واكثر منه ما قلته مع نفسي، فلقد عوّدتني أيامي على الكتمان.
عديدة هي الكلمات التي كتبتها أخاطب بها طيفك الحاضر أمامي في لحظات الصعاب، فأبثُ فيها حزني وحيرتي بين كفي طيفك، ثم أعود فأخبأها بين طيات الكتب، فقد لا أجد فيها لغتي القادرة على التعبير عني. أشعر باني غير قادرة على كتابة الفرح أو وصف السعادة، ربما لأن الكلمات غير قادرة على وصف تفاصيل الفرح أو السعادة مثلما تكون واقعاً. ولكني قد أروض نفسي (…)
الغلاف > المفاتيح > نصوص > خاطرة
خاطرة
المقالات
-
صدى كلمات
1 تموز (يوليو) 2006, ::::: منى كاظم -
آه يا بحر غزة
1 آب (أغسطس) 2007, ::::: زينب عودةجثمت أنفاسي على صدري تشكو ضيق بؤس وحال. لم أجد أمامي سواك أيها البحر. تقودني قدماي إليك بخطوات مثقلة، وببركان غضب، وأكوام حزن، وهموم تتراكم هنا وهناك. ألقيت نفسي على رمالك الناعمة، وكنت أنت أمامي.
تركت الحصى جانبا. كفاني صلابة الأحداث. وعلقت عيناي بأمواجك: موج يتلوه موج. وجدت نفسي بسرير فوق الرمال. أغمضت عيني لأراك أنت وحسب.
آه يا بحر غزة
تفترش همومي على تلاطم أمواجك العاتية، تصب غضب البركان. وكلما اقبل موج، دخل غرفة منامي، وأزاح ذرة عبء على صدري من قسوة الزمن.
آه يا بحر غزة
لو لم (…) -
لَكُم عالمُكم ولي عالمي
1 حزيران (يونيو) 2023, ::::: مليكة علاوي"لكُم عالمُكُم ولي عالمي". عالمي أتمثله، أسرح فيه خلال ما أتصوره ضِمنه. يبدو لي الأمر هكذا، حتّى وإن أبى عازفا عنّي متمنعا، فإنّي أستمرُّ أطلبه، ويأتيني طوعا. عالمي كلّه ألوان وصُور. لكن لا صوت فيه؛ لا صوت للمياه الجاريّة في صهاريج المنازل المجاورة للبيت الذي يأويني، ولا للعصافير المُحلّقة في سما صديقتي شجرة الليمون وصويحباتها من نعنع الماء وزهْر القرنفل والخزامى وهي ترشق شذاها المُوقّع بسمات على الشّفاه هنا وهناك؛ فلا جريان الماء قد يضطرب في أذني، ولا حركة تحليق الطيور تصل سمعي.
عالمي (…) -
أم الأسير
25 تموز (يوليو) 2014, ::::: نادية شيخةفي أحد الأيام، كنت عائدة إلى المنزل بعد يوم مرهق من العمل. استقللت الحافلة مثل العادة، ودفعت للسائق الأجرة وذهبت لأجلس.
جلست بالقرب من امرأة كبيرة السن، في ملامحها علامات من الصمود والصبر والقوة. نظرت لي بعينيها المرهقتين وقالت لي: اجلسي يا بنتي.
طرحت التحية وجلست. سألتها: ما بالك يا خالة؟ لماذا عينيك حزينتين لهذه الدرجة؟ ألست سعيدة بقدوم العيد؟"
قالت لي: أي عيد وابني عني بعيد؟
سألتها: أين هو؟ هل هو مسافر أم ماذا؟
قالت لي: ليته كان مسافرا أو حتى مريضا. ابني خلف القضبان أسير. أراه (…) -
ست خواطر
1 تشرين الأول (أكتوبر) 2009, ::::: رها الخرابشةكم هو جميل فصل الخريف
كنت دائما أقول كم هو جميلُ ذلك الخريف أو لربما كل خريف. تتناثر الأوراق الصفراء لتفرش ثوبها على الرمال، تلك الرمال التي تبعثرت هنا وهناك. تطايرت من قسوة الرياح لها ولكنها سرعان ما عادت لتحتمي بتلك الأوراق. في فصل الخريف عندما تتساقط الثمار، ربما للوهلة الأولى نحزن، ولكننا لا ندرك تماما أنها في سقوطها تفرح الأراضي التي طالما عانت من الجوع والألم. نعم إني أتكلم تماما عن أولئك الذين يفكرون دائما بأنفسهم وينسون الآخرين. لا يمدون يد المساعدة لهم. دعونا لا نكون تلك الرياح (…) -
تسأله الأمان
1 أيار (مايو) 2010, ::::: إبراهيم يوسففي خبايا النفس، في زواياها المضيئة أو المظلمة، ما تخزنه أو ما يطفو منها على السّطح، بين طيّات الكتب، في صحبة الأقلام إلى دنيا الله الواسعة، إلى الواحات الخصبة إلى الصّحارى المجهولة والجزر البعيدة النّائية، إلى سماوات بلا حدود، مع أوراق الخريف تلهو بها الريح، تبعثرها وتجمعها بعد شتات، تخبر عن موت مرتقب وولادة قادمة.
الغروب سخي بريحه وروحه وألوانه، من الأحمر الخفيف إلى البرتقالي المتوهّج، سخي بغيوم متناثرة تتحرك في السماء كما الشّراع يتهادى في مياه ساكنة. الغروب صديقها وتوأم روحها لكنّه يثير (…) -
انهــــزام
25 تموز (يوليو) 2013, ::::: وفاء علييومَ عرفتك كانت حواسّي مبعثرة وأفكاري مرتبكة، كنت هائمةً في لجّة الحياة فلا أدري إلى أيّة وجهة أمضي، كنتُ أنظر دون أن أبصر، أخطّط بلا وعي، أعيش دون أحلام دون أوهام ودون مشاعرَ تقريباً.
كانت الدنيا قد أشبعتني إيلاماً فما كنت أنتبه إلى سحرك، ما توقّعت أن أنتبه. كنتُ حين أراك أبشّ لمرآك وأحتفي بك جدّاً حين ألتقيك صدفةً. لكنْ هذه عادتي دوماً مع معظم الناس حتّى في أحلك ظروفي وحالاتي النفسيّة. لم أشعر يوماً بجاذبيّتك الخاصّة، أقرّ بأنّي كنت بك منبهرة لكن دونما أدنى إعجاب.
مع الأيّام أصبحتُ (…) -
الحنين إلى أنا
1 كانون الأول (ديسمبر) 2022, ::::: منى كاظماحتضنت كتبها وقراطيسها وفيها آمالها وشتات فكرها، احتضنتها لتحتفظ بها في مكان يليق بها. كانت تتأمل أن تعود إليها بعد جزء من الزمن ظنّت أنه قريب. هذه قراطيسي وكتبي. لن يفتحها أحد سواي. إنها عنواني. إنها (أنا).
سأعود إليك عندما انتهي من هذا المشوار. سأذهب للبحث عن فرصة في هذه الحياة لأضمن الوقوف على أرض صلبة، لكي أنظر إلى ضوء الأمل في وسط الزحام. إنها كومة من الأعباء تلاحقني. ستنتهي يوما ثم أعود إليك يا (أنا).
أصبحت يداي مكبلتين بهذه الأعباء. ليس الأمر باختياري، فالضوء لا يزال في نهاية (…) -
مَن بعدك "يُمّة" مَن؟
1 كانون الثاني (يناير) 2010, ::::: سمية الشوابكةمَن يقسو على مَن؟ مَن بغفر لمَن؟ يا حبة القلب أمي. نحن الممتلئين بأمهاتنا وبكل ما يشبههن من قريب أو بعيد. من لنا سواهن وطنا دافئا؟ من لنا سواهن معينا زاخرا؟
فكلما تقدم بنا العمر والزيف تقدم بهن الدفء والعطاء. آآآآآآآآآه لو أن العمر يغسل، لغسلنا أعمارنا فداء لأعمارهن. لخلعنا عنا رداء العمر وألبسناهن إياه. غير أن من النعمة أننا لا نستطيع. فلعلها أمنية جميلة في الظاهر، قاسية أنانية في الباطن. أنخلع أعمارنا البائسة المثقلة هما من أجلهن فنرتاح نحن ويشقين هن؟ يا الله، من لنا سواهن حناء لما ابيض (…) -
ذات الرداء الأزرق
1 أيار (مايو) 2008, ::::: منال الكنديحلمت بها كثيرا، يا إلهي لم اصدق نفسي عندما زٌف لي الطبيب الخبر بأني حامل، سنوات طالت وأنا أنتظر أن تحمل أحشائي حياة طفل أعيش معه الوجه الآخر من جمال دنيتي. طفلة حلمت بها، تمنيت أن أرى وجهها المنير بندى الصباح بين يدي.
رزقت بها وكانت جميلة بالنسبة لي، جمال يفوق عالمي، فهي نعمة رزقني بها الله. لطالما كنت أناجيه بأن ينعم عليّ بخيره. كنت أحلم بأن أخيط لها رداء أزرق مطرزا، لأراها تلبسه وتطير كالفراشة وسط حديقة الحياة، تجري إلى أحضاني، أشم براءتها وشقاوتها، أسمع لنغمات حديثها كأنه حديث الطير (…)