اضغط/ي على الصور لمشاهدتها بحجم أكبر.
في أواخر شهر أيلول/سبتمبر 2014، تلقيت عرضا من مركز تطوير الإعلام في جامعة بير زيت الفلسطينية لأكون المدرب في دورة استخدام الوسائط المتعددة في سياق العمل في وكالات الأنباء والمواقع الإخبارية.
أعطيت موافقتي المبدئية على الفور، وزودتني ياسمين مسك، منسقة وحدة الصحافة المكتوبة، بما أحتاج من معلومات إضافية لتساعدني على تحويل الموافقة إلى نهائية. بعد أيام قليلة، اتفقنا على المواعيد المناسبة للطرفين لعقد الدورة، وتولى المركز ترتيبات السفر والإقامة، وبدأت أنا (…)
الغلاف > المفاتيح > مقالات > ذكريات وسيرة
ذكريات وسيرة
المقالات
-
ولفي يا مسافر
25 كانون الأول (ديسمبر) 2014, ::::: عدلي الهواري: بحوث ومقالات وقصص -
بقرة حسين
1 أيلول (سبتمبر) 2023, ::::: عبد الحميد صيامتجمعت النساء في وسط الحارة مع ساعات الغروب. عشرون امرأة أو أكثر ومعهن أطفالهن. الليلة سيتوجهن إلى مقام سيدي «الدوير» يتضرعن إلى الله لعله ينزل غيثه على الأرض العطشى. القناعة لدى أهل القرية أن أهازيج الاستسقاء والدعاء في مقام سيدنا «الدوير» جنوبي القرية مستجاب بوجود الأطفال الذين لا ذنب لهم في هذا الجفاف والقحل والمحل الذي يهدد الزرع والشجر والموسم الزراعي بكامله.
مر شهر كانون الأول وكانون الثاني وشباط «الخبّاط الذي يحل البقر من الرباط» دون نقطة مطر واحدة. بدأت سيقان الزرع في أوائل آذار (…) -
بغل الوالي
1 آذار (مارس) 2011, ::::: إبراهيم يوسفهبّت رياح الخيل
وانطفأت رياح الخيل
وأتى من البعيد
البعيد
فاصعد بنا سفحا فسفحا
واهبط الوديان
فأنت أدرى بالمكان
وأنت أدرى بالزمان
يا نشيد (1) . امتعض صاحب الفرس ورفض عرضا لا يخلو من وجع بدا واضحا على وجهه، لكنّه لم يتعد آداب الناس في بيوتهم فاعتذر عن بيعها، لكيلا يذبحوها طعاما لضواري "سيرك" يتواجد في إحدى مدن الاصطياف. ثمّ "أغمض عينيه" لاحقا فاتخذ القرار، وتخلى عنها بلا مقابل لبيطريّ طبيب، يعمل في مركز للأبحاث الزراعية، كان عالجها ولم تشف. تنازل مكرها عن الفرس واحتفظ بمهرها بعد (…) -
"خيميائية" الحب والفوضى
1 آذار (مارس) 2019, ::::: مرام أمان اللهمنذ أن تركتها بضع سنوات خلت وأنا أرتادها كزائرة على عجل. لا أفكر بنبش تفاصيلها على اعتبار أنها موطن ذكرياتي ومولد شبابي الذي أعرف تماما كما أعرف تفاصيل وجهي كلما نظرت إلى المرآة.
لا فضول في المرآة، فهي تكرر في كل صباح ما رأيته بالأمس دون تغيير يذكر. هي المرة الأولى التي انتابني فيها العطش لأمسح كل ما حولي بمقلتيّ، ولأستنشق كل ما لامس أنفي من هواء رغبة مني في حمل أقصى ما أستطيع معي من تفاصيلها في صندوقي الأسود، لتحتويني تفاصيلها عندما تنفجر مرارة الغربة في أنحائي وقت السفر.
رام الله، (…) -
رذيلة الاعتراف
1 آذار (مارس) 2009, ::::: أمل النعيميأمي: مع أنهم يقولون إن الاعتراف فضيلة، ما سأهديه لك في عيدك يندس تحت جلدي كالعلق الذي يمتص الصديد، وما دام فيه راحتي وربما شفائي فاني أطمع في غفرانك مع أنني ربما لن أعرف أبدا إن كنت ستفعلين. أنت في عالمك الآخر الذي يلتفع بالأسرار نأيت منذ زمن بعيد.
أمي: الكارثة لا تكمن في أنك عندما كنت نزيلة عالمنا يلفنا جدار منزل واحد ودفتر عائلة. ولم أعرف أن لك بين الأعياد عيدا. الكارثة ليست في أنني لا أستطيع وضع باقة ورد فوق قبرك البعيد. الكارثة كانت عندما عانق اليراع راحتي وطافت الدموع بمقلتي أحسست (…) -
العمة الطيبة
1 تشرين الثاني (نوفمبر) 2010, ::::: أشواق مليباريفي قريتنا الصغيرة، كان الجبل يحتضن بيوت جدي وأعمامي التي تداخلت وتحلّقت حول مزرعة النخيل المثمرة صيفا. عند تلك البيوت الطينية وقرب المسجد الصغير الذي بناه جدي يقع بيته الأبيض، جدرانه الداخلية الزرقاء وأبوابه الحديدية، وسقفه الذي رُصف بجريد النخل، يمتزج ذلك كله بروائح البخور والقهوة التي تغلي على النار في ذلك المطبخ الصغير، لتغمرني ببهجة الأعياد التي كنّا نمضيها هناك.
كان الباب الذي يطل على المزرعة يُظهر أقراط الرطب الأصفر والأحمر المتدلية، القوام الممشوق للجذوع المعمّرة، السعف الأخضر الذي (…) -
تداعيات من قبر
1 كانون الأول (ديسمبر) 2007, ::::: آمال يحياويالإهداء: إلى روح أختي، وإلى الموت في نشوة انتصاره. . المدخل: كنا موتى صديقي، موتى. قتلنا الحضور. . ضمني إليك أيها الليل الغارق في سواده القاتم كقبر، ضمني إليك أيها الليل المتخم بتخاريفه الأزلية، بأمنياته المسروقة، بسخرياته الخريفية. امنحني أغنية الشتاء الأخيرة، وألحان الهذيان المجنونة. دع المطر يجتاح سنواتي المشردة. امنحني في غربة انصهاري، حقيبة احتضار جاهزة، قليلا من الدموع، وكثيرا من الصمت.
ضمني إليك أيها الليل الأبدي. افتح جراحي على أنغام سكونك. امنح ضياعي تأشيرته الأخيرة، خذني أين (…) -
العادة تغلب الإرادة
1 حزيران (يونيو) 2017, ::::: مرام أمان اللهكان المسافرون يتوافدون إلى الحدود في خطوط لا تشبه خطوط سير النمل إلا بالكثرة، محمّلين بالصبر "الموقوت" في رحلة أظنها الأكثر إتقانا لاختطاف فرحة المغتربين القادمين شوقا، أو المغادرين الساعين أملا.
لم يعتادوا السير في خطوط مستقيمة، فقد تم تصميم مساراتهم بأكثر الأشكال الهندسية تعقيدا ما يتطلب من الوقت والطاقة الحدود القصوى.
في كل مرة يفكرون فيها بالخروج من سجنهم الكبير "الضيّق" أو الرجوع إليه، كانوا يسلكون نفس المسارات الحلزونية التي ترمي بدوارها على من لم يعتادوها بعد.
ما حدث ذلك اليوم (…) -
مـــواســـم
1 تشرين الأول (أكتوبر) 2010, ::::: إبراهيم يوسفوكانت الأرض سخية في أيامهم، وقلوبهم سخية في محبة الأرض، وأيديهم لا تعرف غير العطاء. هم يعطون، والله يملأ بطن الأرض بالخيرات ويعطيهم. هؤلاء راحوا. لم يبق منهم في بلادي غير السكة المكسورة والمعول المهجور. وبيادر القمح، تنوس فيها الحياة، على بقرات عجفاء وحبات عجفاء، لا تشبع عصفور الدار الحبيب. (فؤاد سليمان (*))
يتساوى في العمل جنبا إلى جنب، الرجال والنساء، ويتم الحصاد وجني المحصول من القمح والحبوب المختلفة "يالعونة" واستخدام المنجل الأداة البدائية البسيطة التي عرفها الفلاح منذ أقدم العصور. (…) -
غزة: كلنا أصدقاء في الحرب
25 آب (أغسطس) 2014, ::::: أحمد بعلوشةنجوت من معارك كثيرة ولم أعد طفلا لأعرف كيف يرى الأطفال هذه الطائرات. ابنة أخي دائما ما ترسل التحية إلى الطائرة وتتمتم بلغتها التي لا أفهمها، لكنها هي اللغة ذاتها التي تستخدمها حين تقابلني لترحب بي أو لألعب معها في فناء البيت. ترحب بالطائرة، إلا أنها تخاف من القذيفة، والواضح أنّها لا تعرف العلاقة التي تربط بينهما.
لم أحاول أبدا أنْ أعدّ أيام العدوان، لأني كنت مشغولا ربما برواية القصص التي تسقط في الشوارع وأمام البنايات، الناس الذين يختفون فجأة ودون سابق إنذار، أبادر الاتصال بمن وجدوا في (…)