عــــــود الـــنـــــــد

مـجـلـة ثـقـافـيـة فـصـلـيـة رقـمـيـة

ISSN 1756-4212

الناشر: د. عـدلـي الـهــواري

 

إبراهيم قاسم يوسف - لبنان

على كرسي لويس الرابع عشر/ج2


ها أنذا برفقة غازويل صاحبة الفندق، الأرملة الألمانية الشقراء ذات الأصول الآريّة الواضحة للعيان، التي تحمل الجنسية الفرنسية كما أخبرتني، وتفوح من أردانها رائحة (سوار دي باري)، العطر الأرقى في ذلك الزمن الجميل.

تركت العزيز ڤيكي في عهدة غريمتي فتاة الاستقبال إيّاها، التي قلت لها عند وصولي وقد علا صراخها في وجهي: أخفضي صوتك قليلا يا سيدتي لكيلا تخسري جمالك في نظري، ولكيلا أحْسب أنك غير فرنسية، فالفرنسيات الجميلات أكثر تهذيبا من أن يصرخن هكذا.

جنّت الفتاة ولم تحفل بثنائي المبطّن على جمالها؛ حينما أشرت إلى التهذيب، وأجابتني كمن لسعته نحلة في حلقه، أنها ألمانية ولم تكن فرنسية ليوم واحد من الأيام. لكأنّ الجنسية الفرنسية لا تليق بها ولا تشرّفها على الإطلاق، أو لكأنها تستدعي الحرب العالمية من جديد بين البلدين الجارين المتعاونين.

ڤرساي تبعد عشرات الأميال القليلة إلى الجنوب الغربي من باريس. قطعناها بسيارة غازويل "السّتْروين" التي زيّنتها حاملة المفاتيح من جزّين، وموسيقى خفيفة تنبعث من المذياع والسيارة تعلو وتهبط بتمهل مريح، وتتهادى في سيرها على طرقات معبّدة جيدا، بمساعدة ضغط "الإيدروليك"، التكنولوجيا الفرنسية المتقدمة، لكأننا على بساط الريح أو نسبح فوق فراش من حرير.

مررنا في طريقنا فوق جسر على نهر السين، حيث ينهمك الرسامون مع أدواتهم إلى جانب النهر في مناخ مرتفع البرودة. لم تستغرق رحلة الطريق أكثر من نصف ساعة، وغازويل تقود السيارة بمهارة وانتباه ملحوظ، حتى وصلنا إلى ڤرساي حيث اختارت الدخول إلى حديقة القصر أولا.

تمشينا في بعض أجزاء الحديقة القريبة براحة وأعصاب هادئة، دون أن تنال منّا وتعرقل رحلتنا برودة الطقس، فحدثتني عن "كولونيا" مدينتها في الأوقات المقتطعة من مشاهدات الحديقة. وأخبرتها عن بلد الأرز وموئل الأبجديّة والحرف وعن عشتروت وبعلبك مدينة الشمس، وأن قصر بيت الدين يتفوق على قصر ڤرساي، وعن مهابة حاجبيّ الأمير بشير الشهابيّ ولحيته الكثّة، وشاربيه المعقوفين يغطّ عليهما نسر منشور الحناحين. أما نظرة عينيه فترعب أعتى الرجال. وهو أشجع وأكثر عدلا من جميع ملوك أوروبا وكل تاريخ لويس الرابع عشر، ففي عهده صادق الذئب الحمل ومشيا يدا بيد وجنبا إلى جنب.

وادّعيت باطلا أن لبنان لا يقل أهمية عن أرقى البلدان في الشرق والغرب؛ دون أن أبوح لها عن التبعيّة والقرار المرتهن في البلاد، وقانون السريّة المصرفية المشبوه وفساد السياسة، والرشوة التي تنخر فيه.

تجوّلنا طويلا حتى تعبت أقدامنا؛ كيف لا والحديقة واحدة من أجمل وأكبر حدائق الأرض، وتبلغ مساحتها مع المنتزهات مئة هكتار أو أدنى من ذلك بقليل.

تنمو في الحديقة مساكب الأزهار في كل الفصول، كما تنمو مختلف نباتات الزينة وأنواع الأشجار، ومنها أشجار البرتقال المثقلة بالثمار إلى الجنوب الشرقي من القصر، ودفق مياه غزيرة تتعالى من تماثيل عملاقة هي الأجمل في الحديقة، حيث تتوزع في بركة واسعة للغاية، على شكل نافورة مذهّبة مستوحاة من أسطورة "ليتو" وابنها "أبولو" على مركبته مع الحوريات، من أساطير اليونان القديمة. أبولو العاري حتى من ورقة التين، إله الرجولة الكاملة والجمال المطلق؛ وابن "زيوس" كبير آلهة اليونان.

تتصل البركة على نفس المستوى بباحة واسعة مستطيلة الشكل. تحيط بها الأشجار من الجانبين الطوليين، حيث تنتشر بموازاة الأشجار بضع عشرات من التماثيل الرخامية المدهشة بالأحجام الطبيعية، وفي الأفق غابة حرجية كثيفة الأشجار لا تدرك العين تفاصيلها.

درج مرتفع في ناحية أخرى من البركة، فباحة تشرف من عل على ساحة تاريخية للمجالدة؛ بين الحيوانات الضارية المفترسة والمحكومين بالإعدام، ممن كانوا يزوّدون بسلاح كالسيف أو رمح يدافعون به عن أنفسهم، وعهدة الرواية دائما على غازويل رفيقتي ودليلي في زيارتي.

أما الباحة المبلّطة بعد بوابة القصر الرئيسة من الداخل، فيقوم في وسطها تمثال ضخم للويس الرابع عشر، على صهوة حصان يرفع قائمتيه الأماميتين إلى الأعلى بزاوية حادة.

كان قد انتصف النهار حينما ولجنا إلى باحات القصر الداخلية، بعد أن أكلنا "على الماشي" في الحديقة "سندويشات" من اللحوم الباردة "الپاتيه" مع الكبيس الحار والزيتون من إعداد غازويل. في داخل القصر التقينا ببعض من صادفناهم في الحديقة فتبسمنا لهم وتبسموا لنا.

هكذا راحت غازويل تشرح لي، بل تغرد بمهارة البلبل بفرنسيّة راقية أتقنتها كالفرنسيين وأكثر، ولهجة رنانة تشنف الآذان؛ فلم تدع زاوية من زوايا القصر أو باحاته المسموحة إلاّ ودخلناها، ولا تحفة أو لوحة أو قبّة مزدانة بالأزهار ورسوم الملائكة والأطفال، ولا تمثالا عاريا أو مستورا إلاّ ووقفنا إزاءه طويلا. حتى الرسائل المعروضة وراء واجهات زجاجية، كانت تقرأ بعضها وتفسر لي مضمونها وأهميتها.

ناهيك عن حكاية الحكايات: قاعة المرايا أو "غراند غاليري"، وتحتوي على الكثير من الرسوم الجدارية والقبب التي تختزل أهم المنجزات الحربية والفنون لعقود سبعة من الزمان، فترة حكم الملك لويس الرابع عشر، وفيها ثريات "الكريستال" النفيسة المدهشة، والمرايا، ومقابل كل مرآة نافذة مقنطرة تطل على حدائق القصر المذهلة.

الحقيقة أن قاعة المرايا هذه تأسر القلب والعين، ويضيع في داخلها الصواب وينعقد اللسان؛ فيعجز عن وصفها لشدة بهائها وروعتها.

يؤم القاعة سنويا ومختلف أرجاء القصر والحديقة، ملايين الزوار من جميع أقطار الأرض، وأعمال الترميم تتواصل على مدى العام فتشمل: إعادة الطلاء، والإنارة والنقش والخشب والحديد، والبناء التقليدي من الإسمنت، والهندسة المناخية ومجاري المياه، ووسائل الإطفاء، والعناية العامة بالحديقة.

أثناء جولتنا داخل القصر، مررنا إزاء كرسي خمريّ اللون بديع الصنعة في إحدى زوايا القاعة، موضوع على منصّة مغطاة بسجادة وردية، تعلو عن الأرض قدما واحدة أو أكثر من ذلك بقليل، وبضع كلمات باللون الأسود محفورة على لوحة نحاسية مذهّبة، تشير إلى تاريخ الكرسي وماهيته.

مقعد ملك فرنسا لويس 14قالت لي رفيقتي: هذا كرسي من عهد الملك لويس الرابع عشر (الملك الشمس) الحاكم المطلق وهبة الله على الأرض؛ باعتباره ولد بعد ثلاث وعشرين سنة على زواج أبيه لويس الثالث عشر. كان يختزل بشخصه صلاحيات الدولة والمسؤولين فيها ويقول عن نفسه: "أنا الدولة"، واعتبره بعض الحاشية يمثّل سلطة الله على الأرض.

لكن الملك كان يعاني من رائحة الفم وتسوس الأسنان، وعشيقاته عند المعاشرة كن يتّقين الرائحة الكريهة فيضعن على أفواههن المناديل. وكان أصلع الرأس يخفي صلعته بشعر مستعار، وينتعل حذاء عالي الكعب لكي يبدو أطول مما كان عليه. وكان مزهوا بنفسه أكثر من كل الملوك؛ لا يستعين بخدم القصر لارتداء ملابسه، بل الحاشية من الوزراء هي التي كانت تتولى خدمته في ارتداء ثيابه وانتعال حذائه.

أما لويس الخامس عشر وريث هؤلاء الملوك، فكان زير نساء بحق، ومفردة زير لها مدلول دقيق في التعبير عن هذا الملك، خاصة وأن "مدرّبة" موظّفة دائمة في القصر، كانت تشرف على إعداد الفتيات الأكثر جمالا في المملكة. تحضّرهن له منذ الصغر فتدربهنّ سنوات عديدة، وتشرح لهن متى بلغن كيف يجتهدن في إرضاء رغبات الملك.

قصر فرساي هذا الذي بدأ بناءه لويس الثالث عشر كمنزل يقيم فيه في رحلات الصيد، أكمله واتخذ منه لويس الرابع عشر قصرا رسميا لحكم البلاد، ويحتوي من الغرف على ما يتجاوز الألف، خصّص العدد الأكبر منها لعشيقاته ونومه وطعامه واستراحته، وللحرس وإدارة شؤون الدولة والخدم.

والمفارقة اللافتة أن القصر كان على أهميته الخيالية لا يحتوي على قنوات للصرف الصحي. لذلك، كانوا يستخدمون بعض المراحيض النقالة القليلة لقضاء حوائجهم ويفرغونها لاحقا في حفر بعيدة من القصر.

أقامت لاحقا في القصر ماري أنطوانيت التي أعدمت مع زوجها لويس السادس عشر بواسطة المقصلة، وهي صاحبة المقولة المشهورة عن الخبز والبسكويت؛ وذلك استنادا إلى ما نقله جان جاك روسو دون سواه.

"أوروپا" شقيقة "قدموس"، الأميرة السورية التي خطفها من شواطئ لبنان "زيوس" كبير آلهة اليونان، المتلبّس هيأة ثور أبيض، تنتسب إلينا ولنا فيها نصيب كبير. أوروپا هذه في الوقت الراهن غيرها عن أوروپا الأمس إبّان العصور الوسطى، حينما كان ساكنوها يخشون الاغتسال بالماء، ويعتقدون أنه يسبب آفات جلدية وأمراضا جسديّة. لذلك فقد اقتصر الاغتسال في العموم، على أهم مناسبتين: الزواج؛ أو مرض الموت، رحمة بأنف الإله.

حتى نساء ذلك الزمن كن يغتسلن مرة أو مرتين على الأكثر في العام، وهناك الكثير من المراجع الموثّقة التي تؤرّخ لعهد الوساخة في أوروپا، حينما كان الناس يطلقون حاجاتهم ويتبرّزون على الطرقات. ربما لهذه الأسباب اجتهدت وبرعت فرنسا على وجه الخصوص بصناعة العطور ومستحضرات التجميل، لكي يبعدوا شبح المياه عن مخيلتهم، ويغطوا روائح النتنة بالعطور، فلا يتجشموا عناء الاغتسال مرة واحدة في الشهر أو الأسبوع، أقلّه للقضاء على القمل.

وكان الناس يرمون أكياس النفايات والقمامة من نوافذ منازلهم، والجزارون يذبحون خنازيرهم ومواشيهم في الطرقات، لتختلط الدماء بالأوساخ المنتشرة في كل مكان. ثم يلجأون إلى الخنازير يتركونها تقتحم الشوارع وتنظفها، فتلتهم الفضلات المنتشرة، ثم تترك الخنازير بدورها فضلاتها في الشوارع وعلى الطرقات. وبعد كل ذلك، فالفرنسيون لا زالوا حتى يومنا هذا يأكلون نقانق "البودان"(1).

ذلك بعض ما كان يجري في أوروپا عبر فترة من التاريخ، حينما سبقتها بوقت طويل الحمامات والصابون والعطور، في الأندلس وفي بغداد ومعظم بلاد الشام، حيث كان العرب ومنهم هارون الرشيد ويزيد بن معاوية بن أبي سفيان، وغيرهما من الخلفاء والأمراء والحكام والميسورين يغتسلون بالطيب، والصابون المعطّر في حمّامات من المرمر، ويتوضؤون في النهار الواحد ثلاث مرات على الأقل.

ولولا النساء والعطور والبخور وعود الند، والعيون الملونة الجميلة والترف ورخاء البلاد، وليالي الوصل وجادك الغيث، ولسان الدين بن الخطيب، وفيض لا يحصى من المغنّين والمغنّيات والشعراء، ولولا أمراء الطوائف، والأنانية والخيانة وحبّ الذات، لما ضاعت تلك البلاد وضاعت معها تضحيات طارق بن زياد واحترقت سفنه، فسقطت الأندلس بيد الفرنجة أصحاب الأرض والحق، وطرد منها أو قتل فيها العرب؛ وآخرهم بنو الأحمر، لتعود شوارع المدن الأندلسية مرتعا للقمامة والنفايات.

خطر في بالي ونحن في الجوار، أن أجرب الجلوس على الكرسي من عهد الملك لويس الرابع عشر، الذي أشارت إليه رفيقتي. وحينما أبديت لها عن رغبتي هذه، استنكرتْ عليّ الأمر ونصحتني بألاّ أفعل.

لكنني كنت عازما على "المغامرة". وعندما أدركتْ أنني جاد وأعني جيدا ما أقول. قالت لي: حسنا؛ عندما أبتعد عنك ما يكفي لكيلا نكون معا، عندها يمكنك أن تفعل ما تشاء، ثم تركتني غير غاضبة تماما وانصرفتْ.

ابتعدتْ عني السيدة غازويل؛ وأخذت راحتي في الجلوس على الكرسي واضعا رجلا فوق رجل، وقدم الرجل الحرة تتأرجح طليقة في الهواء. هذا ما فعلته بلا زيادة أو نقصان. لم يمض إلاّ وقت قصير ليس أكثر من بضع ثوان لا تزيد، حتى أقبل حارس مع هراوته بخطى واسعة تشبه الهرولة، لينبّهني بفظاظة وغضب وصوت مسعور أن الكرسي أو "الكنبة" ليست لاستراحة الزوار، وأنها معروضة للفرجة وحسب.

استغباني الرجل واستصغر سنّي وتهاون معي عندما نهضت عن الكرسي، وأبديت له أسفي وجهلي وأنا أبتسم له ببلادة وأدعوه إلى الجلوس مكاني. تغيّرتْ سحنته وكاد يبتسم هو الآخر؛ لكنه سألني من أي بلد أتيت؟ وفتح الله على قلبي فألهمني الرد السريع، وقد استفاقت نقمة الدهر في قلبي على ثأر قديم جديد؛ ممن اغتصب أرضنا وشوّه صورتنا وشهّر بنا في العالم، وأحلّ دماءنا في فلسطين وسائر الأرض العربية.

فلسطين قبلة أنظار الأحرار العرب من المسلمين والمسيحيين، فلجأت إلى سلاح الصهاينة وأساليب خداعهم، وقلت له بدهاء الحفاظ على تلك الشعرة السياسيّة، التي لم يشأ أن يقطعها مع الناس أول الخلفاء الأمويين: إنني يهوديّ قادم من إسرائيل. وهكذا لم يتردد الحارس في أن يعود إلى تجهّمه وغضبه ويقذف في وجهي شتّى أنواع الشتائم والتقريع.

ما يخفى عن الكثيرين أن معظم الفرنسيين لا يحبون "شعب الله المختار". هكذا تركت المقعد الملوكي من عهد لويس الرابع عشر يهوديا مطرودا وإسرائيليا مغضوبا عليه، ورحت أفتش عن رفيقتي فرأيتها بمعطفها الكشمير الأسود من بعيد. كانت تنتظرني للعودة معا في باحة القصر الخارجيّة إزاء المدخل الرئيس.

أخبرتها ونحن في الطريق عمّا حصل معي وما كان من أمري مع الحارس، دون أن أدخل كثيرا في التفاصيل، فعاتبتني على فعلتي بلطف لم أكن أتوقعه؛ وبدا لي أنها أحبتْ جرأتي وطيشي، وفارق العمر بيننا لا يتجاوز عقدين من الزمن أو أدنى من ذلك بقليل.

ولم تجد السيدة غضاضة ولا حرجا في أن تمازحني وتسألني، إن كنت قد شعرت بمتعة الجلوس على الكرسي، أو شممت مخلفات النتانة المتروكة من عهد الملك لويس الرابع عشر، يوم كان الفرنسيون يقيمون احتفالا سنويا لمناسبة اغتسال "الملك الشمس" وهبة الله على الأرض، فتتقدم الموكب الفرق الموسيقية والخيّالة الفرسان. ثم يستنفدون الوقت وهم يسكرون ويعربدون ويرقصون في باحات القصر وممراته، حتى ساعات متقدمة من الليل ليزفّوا "الملك لويس" إلى عشيقاته، كما تزفّ العروسة للعريس.

= = = = =

(1) بودان (boudin): نقانق محشوة بفصيد دماء الخنزير.

D 25 آب (أغسطس) 2015     A إبراهيم يوسف     C 19 تعليقات

18 مشاركة منتدى

  • لا اقرأ رحلة ممتعة فقط، بل تاريخ وثقافة وسلوكيات انسانية.
    لا أشبع من وصفك الجميل الدقيق أستاذ إبراهيم، وردك على الحارس لم يخطر ببالي.
    دائما أجد شيئا من البسمة فيما تكتب كأصالتك.
    دمت مبدعا معلمي العزيز.


  • وادّعيت باطلا أن لبنان لا يقل أهمية عن أرقى البلدان في الشرق والغرب؛ دون أن أبوح لها عن التبعيّة والقرار المرتهن في البلاد، وقانون السريّة المصرفية المشبوه وفساد السياسة، والرشوة التي تنخر فيه.هذا الجزء قال الكثير والكثير عما يعيشه العالم العربي المحتل وكأنه مكتوب عليه الانكسار أم هو حكمة من رب العالمين لامتحانه.
    دائما رحلاتك رائعة وتحكي الكثير عن الالم وعن الفرح وعن التاريخ.
    سلم قلمك وفكرك


  • تحية طيبة أستاذ إبراهيم زيارتك الممتعة لقصر فرساي استدعت إلى ذاكرتي زيارتي لهذا القصر قبل عقود ورغم فخامته وجماله لم أستمتع بالزيارةفقد كانت نفوسنا متشحةبالسوادإثر هزيمة ال 67 وكانت صور قصر الحمراء وأندلوثيا كما يسميها الإسبان تزاحم بهاء مانشاهده .نقل عن الشاعر الإسباني لوركا أنه قال :علمونا في المدارس عن غزو العرب المسلمين لبلادنا.لكننا عرفنا في مابعد أننا خسرنا حضارة عظيمة أنارت أوروبا.كل الشكر والتقدير لرحلتك الممتعة وظرفك المعهود ولماحيتك وأنت تقرأالمكان باقتدار .دمت بخير وسلم لبنان من كل سوء.


  • الأستاذه هدى أبو غنيمة- الأردن

    لبنان؛ "الويل لأمة تأكل مما لا تزرع، وتلبس مما لا تنسج".. لبنان الطبيعة الخلابة والروابي الخضر، هذا "اللبنان" يستحق دعاءَك يا سيدتي "مش" "لبنان الكرامة والشعب العنيد"..!؟ التي توسلتْ سلطتُه أتباعها لإجهاض المظاهرات الأخيرة.

    أجل يا سيدتي الحضارة العربية في الأندلس كانت منارة حقيقية لكل الغرب. بقصورها وأرصفة شوارعها ومدارسها وجامعاتها ومنها جامعة قرطبة، ومكتبة كانت تضم مئات الآلاف من أمهات المجلدات، في الطب والصيدلة والفلسفة والكيمياء والرياضيات والهندسة وعلم الفلك. بالإضافة إلى الحدائق المذهلة والكتاب والشعراء، "وجاءت معذبتي في غيهب الغسق"- منقوشة بماء الذهب على حائط في قصر الحمراء في غرناطة.

    قرأت "عرس الدم" ولا زلت مسحورا بما قرأت.
    شكرا لك سيدتي. أسعدني حضورُك وثناؤك ودعاؤك بالخير للبنان.. أكثر مما تتصورين.


  • أستاذ إبراهيم

    ن لم يرق للحارس أن تجلس على كرسي لويس الرابع عشر؟ فأنت تستحق بلا شك أن تجلس على كرسي بجانب أديب كبير، من وزن توفيق الحكيم وطه حسين. أنت منذ الكلمة الأولى والسطر الأول، استخدمت لغة راقية وغير معقدة. لا تحتاج إلاّ إلى قارىء بسيط لديه الرغبة ليقرأ ويستمتع بما يقرأ. النص فيه الكثير من الالتفات الكريم إلى فلسطين وأهلها، وفي جزئيه الكثير من الطرافة واللماحة

    شكرا لك. أتمنى للبنان الخير والمحبة والسلام.


  • إيناس تابت- اليمن

    أنت اللماحة الجميلة
    وأنت الأستاذة يا صديقتي

    شكراً لك على ثنائك
    وعلى مرورك المعطّر
    بالكلام العفوي الجميل.


  • مريم من القدس الشريف

    سيكفيني ويشرفني كثيراً أن أجلس في الصفوف الخلفية حيث كان يتواجد هذان الأديبان العظيمان. أما فلسطين كما لواء الإسكندرون وكل الأرض العربية السليبة فإنها في قلب ووجدان معظم اللبنانيين. يسعدني ويشرفني منك هذا الثناء الجميل.


  • لقد استأثر باهتمامي الاسلوب الذي كتبت به قصتك انه يرقى الى مستوى الكتاب الكبار في الادب الاوروبي خاصة منه الانجليزي والفرنسي
    اتمنى لك المزيد من التألق .


  • د. ابراهيم الدشيري- المغرب

    شكرا على الثناء الطيب والحضور الكريم.


  • أيها العبقري المبدع قلتها مرارا وكررتها ، بمساراتك التي نضع فيها خطى قراءتنا ، ونسير معك فيها حرفا حرفا ،كلمة كلمة ، نجد أنفسننا أمام موسوعة ثقافية حية، نخزنها بمتعة ، ونتمتم بلسان الاستفادة : " كم هو عظيم هذاا المبدع الكبير إبراهيم قاسم يوسف."
    فشكرا أريدها لاتشبه مفردات الشكر حتى تفيك حقك أيها المبدع جدا.
    كل التقدير وكثير ود.


  • تحية لك ولمحرر المجلة الغراء
    لست أذكر ما وضعته من تعليق سرعان ما ابنلعته بلحظة ظلمة انقطاع الكهرباء
    لكني وقد عرفت نهجك المشوق وسردك المحترف ولغتك الأدبية الرفيعة لست أرى هنا إلا الجمال وذات الاحتراف والتشويق في شد المتلقي إلى عرين ما تخطه باستلهام واضح أولا وأخيرا من جمال الطبيعة اللبنانية رغم صعوبة الظروف التي تمر بها لبنان التي يعشقها كل العرب ورغم كل محاولات أعداءها في خططهم الدنيئة في تخريبها لأنها اليوم وأمس وما ستظل عليه موئلاً للأدباء من أمثالك أستاذ ابراهيم الذين يتوجون هامة الوطن بالدرر النفيسة
    ظللت مشدودة للقراءة لآخر سطر ونفسي تقول هل من مزيد من صنف هذا العطاء الذي يليق بأمة العرب التي باتت اليوم تفقد مع كل ما تفقد عروبة الاتحاد وصارت كما عصر الطوائف والممالك بالأندلس التي أدت إلى نهاية أفخر الحضارات حتى صارت الأم المرضع للحضارة العالمية والتي قدمت لها القاعدة الصحيحة التي بنت عليها الحضارة الحالية


  • الجزء الثاني
    لهذا السبب فالعربي بات مغرماً بتجميل الخاصية العربية في عين الأجنبي وكأنه لا يقرأ عنا كما نقرأ عنه، ونحن أمة إقرأ لا تقرأ وهم امم غارقة بالقراءة لكنهم فعلا يوقفون قراءتهم على ما يعنيهم فقط أن يضيفوه إلى مخزون معلوماتهم
    مغامرتك التي توهجت بقلمك قد تبدو عادية بحدثها لكنها رائعة بأسلوب تصويرك لها بالمعلومات التي تبثها بإنصاف من خلال السرد دون أن تبدو مقحمة اقحاما بغيض، نتلذذ اكتسابها كمعلومة بكل اريحية وعبق خاص
    الكراسي التي يجلس عليها الشخصيات الحاكمة وذوي الأثر العظيم لها وهجها هي الأخرى.. وقفت طويلاً أمام ذلك المقعد الفرعوني المذهب بأناقته السخية وأنا أحاول رسم صورة ونفسية من جلس عليه وصولجانه بيده كأداة ساحرة تحرك الكون.. واليوم نرى حكامنا يلتصقون بمقاعدهم كأنهم التمائل الباردة، يحاولون احتلالها ليس للممات بل للتوريث، فهل تراها هذه المقاعد تسبب لوثة العقول وتفاهة الخضوع وعنجهيات السلطة غير الناضجة
    دام يراعك المتألق أبدا


  • الاستاذ إبراهيم يوسف
    تحياتي لك ولأسرة عود الند
    شعرت وأنا أقرأ قصة " على كرسي لويس الرابع عشر" بأنني أقوم بثلاث رحلات:
     رحلة ممتعة بين الكلمات الهادئة والجذابة
     رحلة مشوقة في قصر فرساي
     رحلة بعيدة ومحزنة في التاريخ
    أشكرك وأتمنى أن تمتعنابالمزيد من إبداعاتك


  • الأستاذة الصديقة هيام ضمرة - الأردن

    بالأصالة عن نفسي والنيابة عن الأستاذ عدلي. أهلا بك من جديد بين زملائك وأهلك ومحبيك. نورك يعوِّض عن انقطاع الكهرباء يا صديقتي. والله زمن يا ست هيام.. طالما تحادثنا طويلا وكتبنا معا لعود الند. يجب أن تصدقي أنني شعرتُ بفيض من الوداعة والمودة؛ وتسارَعَ دفقُ الدم في عروقي، وأنا أرى اسم هيام يلوح لامعاً جذابا في أعلى صفحة التعليق.

    لبنان يعاني من حكامه المُسْتَولَدين بعد الحرب الأهلية يا صديقتي، ويمر الآن بامتحان عسير. على قادة المشاركين في المظاهرات أن يروا بدقة ويتّعظوا بما حدث في غير مكان وزمان، لكي لا ينزفوا ويُجهضوا هذا الجنين بتواطىء مع السواد الأعم من الصحافة ووسائل الأعلام.

    سأصدقك القول في رواية قصيرة وأنا أتوجه إلى مكتبة في الجوار أفتش عن بطاقة بريدية، أرسلها لصديق ابني وزميله في بلاد الاغتراب بمناسبة عيد الميلاد، لاقول له عن لبنان كم هو رائع وجميل..؟ لكنني رجعت من منتصف الطريق وعزفت عن شراء البطاقة.. قلت في نفسي علام أفعل..!؟ ما دمت من أول المتضررين، وآخر المنتفعين بخيرات هذا البلد وشعبه المسكين.

    النص المتوقع في العدد المقبل أرجو أن يكون فيه بعض الإضاءة على بعض جوانب ما يحدث في ساحتي الشهداء ورياض الصلح. شكرا لك من القلب مباشرة يا ست هيام.


  • أ/ جليلة الخليع- المغرب

    أخجلتني والله وأغرقتني بفيض محبتك واهتمامك يا ابنة المغرب العربي العظيم. لله أنت وما تكتبين.. لله أمك وأبيك وإخوتك، وجميع أهلك وعشيرتك وسائر الشعب المغربي العريق.


  • الأستاذ إبراهيم يوسف

    المرايا عالية الجودة كانت تصنع في مدينتي نورنبرغ والبندقية

    وفي عهد لويس الرابع عشر، اقترح الملك نقل الحرفة إلى فرنسا بدلا من شراء المرايا لقصر فرساي، فهرب الحرفيون أسرار تلك الصناعة تحت تأثير إغراء المال، مخالفين بذلك القوانين التي فرضها قضاة البندقية، لتزدهر أيضا صناعة المرايا في فرنسا 

    أما في مجال الزينة والعطور فقد أشتهرت فرنسا بمساحيق التجميل، وكان من الضروري قبل الخروج إلى الحفلات مباشرة، استخدام بودرة (التالك) التي تحتوي على بعض مركبات الكبريت، لأنها كانت كفيلة بإبعاد البراغيث عن الوجه!

    رحلة جميلة

    أعجبتني النهاية

    دهاة العرب المشهورين أربعة 

    وبيننا ألف داهية ولكن للأسف ..قليلة هي الفرص

    شكرا جزيلا على النص الممتع
    تحيتي


  •  فنار عبد الغني- لبنان

    الشكر لك مباشرة من القلب سيدتي الكريمة، مقرونا أيضا بشكر أسرة عود الند بالنيابة. من دواعي غبطتي وسروري أن يكون الموضوع ممتعا ومفيدا وفيه بعض الانصاف من ناحية التاريخ.
    خالص مودتي وشكري وامتناني.


  •  أشواق مليباري- السعودية

    ماتزال مدينة البندقية حتى يومنا هذا هي الأشهر بصناعة الزجاج. اشتريت في رحلة إلى هناك بعض النماذج المدهشة، من الزجاج الملون الذي يعدُّه الحرفيّ أمام الزبون الزائر.

    وما لا يعرفه الكثيرون..؟ أن مستحضر بودرة التجميل (التالك) مستخرج من معدن بهذا الإسم؛ خفيف كالألمينيوم، تضاف إليه بعض العطور.

    لو كان اليوم بيننا واحد من هؤلاء الدهاة يا صديقتي..؟ لما كانت أحوالنا في الويل.

    خالص محبتي.. وأمنياتي بعام دراسي موفق.


في العدد نفسه

كلمة العدد 111: بدء العام الدراسي 2015

الأدب الجزائري القديم ج2

جغرافية اللغة ونظم المعلومات

أعمدة الأدب العربي

رجل بين أوراقي