عــــــود الـــنـــــــد

مـجـلـة ثـقـافـيـة فـصـلـيـة رقـمـيـة

ISSN 1756-4212

الناشر: د. عـدلـي الـهــواري

 

إبراهيم قاسم يوسف - لبنان

عندما تركتً سكني في المدينة/ج2


كان برنامج الأسبوع الأول يقتضي أن ندرس الغازات، من الأوكسجين "والأزوت" والهواء وزيت الكوابح المستخدم "والإيدروليك"، والتركيز على خصائصه في الكثافة ودرجة تجمُّدِه وغليانه، بالإضافة إلى مبدأ القنوات المتصلة للعجلات، ورافعة الساق أو "العفريت"، واختفائها في جسم الطائرة "لديناميكيَّة" الطيران، وتخفيف ما تتعرض له في الجو من مقاومة هائلة يسببها الهواء أثناء السرعة العالية. وتتلخص المعادلة بأن القوة = الكتلة × بالتسارع (f=ma) وهي ما تمخضت عنه عبقرية نيوتن، العالم الإنكليزي.

هذه المعادلة تعني بتفصيل بسيط ودقيق أن من كان وزنه على سبيل المثال سبعين كيلو غراما في حالة السكون، يمكنه أن يرفع وزنه إلى الثمانين فالتسعين والمئة ثم أكثر بموجب المعادلة إيَّاها. ما عليه إلا أن يقفز من مكان عال قليلا ليلاحظ كيف يرتفع مؤشر الميزان إلى الأعلى. ولو أن عصفورا بوزن الجرادة اصطدم بطائرة في الجو، لترك في معدنها الصلب آثرا وخللا بالغا يتجاوز إصلاحه أياما في بعض الأحيان. حتى الحشرات والناموس تبدو دماؤها واضحة، وقد سحقتها السرعة العالية على حواف صَدْمِ الجناح.

أما باسكال الذي اخترع رافعة العجلات ومبدأ الأوعية المتصلة، فصاحب فضل كبير في تاريخ العلوم وصناعة الطائرات والشاحنات القلاّبة، تلك التي تُفْرِغُ في لحظات قليلة حمولتها الهائلة وتسهِّلُ أعمال الحفر والبناء. وباسكال هذا تنوَّعتْ أعمالُه ومواهبُه في الرسم والموسيقى والفن والتشريح والفلسفة والدين. كان يسرق الموتى من المدافن ليشرِّحَ الجثث، ويعرف ما تحتويه في داخلها من أسرار كانت عصية على الإدراك. وفي الدين كان يدعو الناس للإيمان بالله، فإن كان الله موجودا، كانوا من الرابحين. أما إذا حدث العكس فلن يخسروا شيئا على الإطلاق.

تَنَوُّع المعارف والاهتمامات وتعَدُّدها عبر التاريخ كانت سمة العلماء فيما مضى، وهو ما كان عليه ليوناردو داڤينشي صاحب المونوليزا، الذي أسَّسَ للطيران ولعب دورا رائدا في الرسم والفن، ومارس الصناعة فوضع الكثير من التصاميم لأجزاء البنادق والأقفال والولاّعات والدّراجات والطائرات.

رسم توضيحي طيرانأبرز ما تم التركيز عليه في الدورة، مبدأ ضيق واتساع قنوات السوائل والغازات "Venturi"، وما يواكبها من معادلات معقَّدة أحيانا كثيرة، وما تسببه المساحة من قوة هائلة في الضغط. أما انحسارها فيساعد في خلق الفراغ وغايات أخرى تساعدُ في الطيران. والأسبوع الثاني والأخير من الدورة في الشركة خصصوه لنا لدراسة العجلات والكوابح "والميني ستوب".

"الميني ستوب" هذه الأداة الصغيرة العجيبة التي لا يتجاوز حجمها عشرة سنتمترات مكعبة، تتولى تنظيم عمل ضغط الكوابح بدقة متناهية على طائراتُ عملاقة تتسع لمئات المسافرين، وتختزلُ مسافةَ الهبوط على المدرج إلى الثلثين، وتحافظ على العجلات المطاطية من التلف السريع. يومئذ اعتبرتُ هذه الأداة البسيطة خلاصة الفكر "وصرعة" العصر.

لم تمضِ عشر سنوات على دراستي الـ"ميني ستوب" الآلة العجيبة حتى اشتريتُ سيارة عمرها لم يتعدَ خمس سنوات، حين أذهلتني مفاجأة جديدة مماثلة: نظام منع انغلاق المكابح (ABS)، وغايته زيادة الكفاءة في عمل الكوابح ومنع التزحلق عند المنعطفات وعلى الجليد والأوحال، وصيانة العجلات أيضا من التلف السريع. الأهمية أن نظام (ABS) يتجاوز "الميني ستوب" في الكفاءة وسرعة الاستجابة بمئات المرات"، تلك التي كانت يوما آلة عجيبة على الطائرات، بفارق زمنيّ لا يتجاوز خمسة أعوام.

* * * * *

زرنا كنيسة البلدة التي يخيم على شوارعها سكون الأبدية، لانشغال أغلب الناس فيها بالعمل في مصنع الشركة طيلة ساعات النهار. بعض الطحالب نبتت على جدران الكنيسة من الخارج، ويعود تاريخ بنائها قريبا من عهد المسيح.

في الكنيسة أضأنا بعض الشموع. يقولون في البلدة إن مقاعد الكنيسة التي تبدو في حال جيدة، لم تزل على حالها مذ تمَّ بناؤها بعد مئتي عام أو أكثر بقليل على ميلاد المسيح. لعلها من عمر بعض الكنائس في الموصل، تلك التي هجّر أهلها، ودمر في زمن العجلة والخبر السريع ما تحتويه من عبق التاريخ، ومن الرسوم والمنحوتات والأيقونات والمخطوطات والذخائر.

عاملة الغرف في الفندق شابةٌ حوراءُ العينين، سوداء الشعر حنطيَّةُ اللون ممتلئة الجسم. خيل إلي أنها من اليمن السعيد. وحينما سألتها، قالت باقتضاب إن أصولها تعود إلى تونس، لكنها ولدت ونشأت في هذه البلاد دون أن تتعلم شيئا من العربية.

سألتها عن المحلات المناسبة للتسوق وقد أشرفت الدورة على نهايتها، فأشارت علي بالذهاب إلى پو (Pau)، عاصمة الإقليم ففيها الكثير من حاجات التسوق، الغالي منها والرخيص. ونصحتني بشراء المجسمات الخشبية من هناك لأنهم بارعون يتقنون هذه الحرفة إلى حد بعيد.

وحين سألتها أن ترافقني إلى هناك ترددت قليلا ثم صارحتني بأن أحدا في البلدة لو رآها معي لعيَّرها بأنها كانت برفقة رجل غريب، وهو ما يؤثر سلبا على مستقبلها في اختيار العريس. ثم من يضمن لها أنني لن أضايقَها أو أتحرش بها؟

قلت لها إنني سأضع في حقيبتها خمسين فرنكا فرنسيا "بالعملة الجديدة"، كانت كافية أو تفيض عن حاجتها لتستقل سيارة وتعود إذا شعرتْ أنني أضايقها أو كانت رفقتي لها لا تطيب. على هذا الأساس تمَّ الاتفاق بألا نلتقي في بهو الفندق حيث يعرفها الناس، بل في محطة القطارات. وهكذا أيضا التقينا في اليوم الموعود في مناخ وحال يساعدان على راحة الأعصاب.

في محطة القطارات اشتريت بطاقتي سفر إلى "پو"، وسألت مرافقتي أن نشتري بعض الشطائر والشوكولا والعصير أو ما يسلينا أثناء الطريق، فأشارت عليّ بألاَّ أفعل ففي القطار يمكننا أن نشتري ما نريد، فالرحلة إلى المدينة لن تستغرق إلا الوقت القليل.

لذنا بالصمت في الدقائق الأولى على انطلاق القطار. لكنني باشرتُ الحديث معها بالسؤال عن مسكة حمراء فوق باب الدخول، وملاحظة مدونة تحتها تقول: "ستدفع عشرين فرنكا إذا رغبتَ للضرورة في إيقاف القطار".

قلت لها: ما الضرورة التي تستوجب إيقاف القطار؟ تفكَّرت قليلا بالسؤال وقالت: لك أن تتخيل ما تريد، كأن تقرر فجأة أنك لا تريد السفر، أو نسيتَ أمرا يستدعي إلغاء رحلتك، أو أن أحدا تأخَّرَ بالوصول إلى المحطة لوداعك، أو حادثة وقعت لأحد المسافرين. هناك أيضا عشرات من الأسباب.

كنت أراقب ردة الفعل عندها بعد كل سؤال أطرحه عليها. في البداية كانت تبدو نادمة ومتوجسة تخشاني وتخشى ما أقدمتْ عليه. لكنني لاحظتُ بعد وقت قصير أنها بدأت ترتاح إلي، وتتخلص من حذرها شيئا فشيئا وهي تسألني من أي بلد أتيت؟

وحين أخبرتها، فكَّرت قليلا وقالت: بلادُكم على الحدود مع إسرائيل. أجبتها بأنها فلسطين وليست إسرائيل كما تقول، فإسرائيل مجموعة شعوب من مختلف أصقاع الأرض، أتوا إلى فلسطين فقتلوا وأرهبوا سكان البلاد الأصليين وهجّروهم واحتلوا أرضهم وزوروا التاريخ، وادَّعوا أن فلسطين أرض الميعاد لليهود. هذا ما قلته لها وأنا أجالد لكي أبتسم لها فلا أبدو حاقدا أو متعنتا فيما أقول.

قالت لي إنها لم تدرس ولا تعرف الكثير عن التاريخ. ما تعرفه أن العرب شعوب تفتقر إلى المعرفة بل قالت: إنهم جهلة لا يحسنون استثمار الأرض، أو يستفيدون من الثروات الهائلة بين أيديهم. أما اليهود فمن خلاصة الشعوب الغربية المتحضرة، أتوا إلى "إسرائيل" لكي يعلِّموا جيرانهم العرب المدنيّة وزراعة الحقول، والصناعة وسائر سبل الحياة الأخرى.

الحقيقة لم أنفر من رفيقتي ضنّا مني ربما لكي تستمر رحلتي معها على خير، فلا أؤذي مشاعرها أو عينيها الجميلتين. لكنني قلت لها: هل ترين من العدل مثلا وأنا أحسن القيادة أن أسلبكِ سيارتك بالقوة ما دمتِ لا تحسنين قيادة السيارات؟ فسكتت ولم تحر جوابا، وأبديت لها استغرابي ودهشتي بقناعتها وأصولها التونسية. لكنني ولكيلا تفشل الرحلة معها استدركتُ أقولُ لها ما لنا وللسياسة، ما دمتُ لستُ المسؤول الوحيد عن ضياع الأرض العربية أو فلسطين؟

لكن "مور" وهذا اسمها الحقيقي، كانت تتمتع بما يكفي من الجرأة والذكاء لكي تصارحني أنها يهودية من أصول تونسيَّة. ولا ينبغي لي أن أندم وألجأ إلى المسكة الحمراء فوق باب الدخول لكي أوقف القطار، وأدفع عشرين فرنكا فرنسيا وأغادر القطار؛ فأفسد رحلتها ورحلتي أيضا. لكنني أكَّدتُ لها أنني لست نادما أبدا على ما فعلت. ولن أفسدَ الرحلة مهما كانت الدوافع والأسباب، فاليهودية لا تقلقني كدين أو تتناقض مع فكري وقناعتي.

وصلنا الساعة التاسعة عند الصباح إلى قلب المدينة، فتناولنا أربع قطع "كرواسان" بالجبنة، وبعض القهوة اللذيذة بالحليب التي لم أذق مثلها من قبل. وأخبرتني ونحن نحتسي القهوة عن جغرافيا المدينة وحضارتها في التاريخ، وتجنَّب كلانا الخوض في الحديث مجددا عن العرب وإسرائيل.

لا أدري "مور" في أي أرض تكون. لعلها تزوجت ولا زالت تعيش في "أولورون سانت ماري" في هناء أو شقاء. أو لعلها أتت إلى "أرض الميعاد" الأرض المغتصبة في فلسطين، ولعلّ أولادها وربما أحفادها يقاتلون من طائراتهم ودباباتهم في غزة وفلسطين. الحقيقة لا أحب أن أعرف لكيلا أسيء إلى حلاوة الرحلة التي جمعتنا ليوم لا يزيد. مهما يكن شأنها فإنني لا أتمناها أبدا أن تموت. ولا أدري كيف يكون حالي معها لو التقينا من جديد.

تجولنا في "پو" المدينة التي تعرفها "مور" جيدا، وتعرفُ الأزِقّة الضيِّقة فيها حتى تعبتْ أقدامنا. رافقتني إلى المحلات التي اشتريت منها بمال قليل هدايا جميلة، نالها منها زوجا من الجوارب ووشاحا ملونا وقارورة عطر. واشتريت من "بوتيك" للمنحوتات الخشبية مجسمين لسنونوة تطعم فراخها في العش، وجحش يسوقه فلاح فرنسي ينقل على ظهره أسمدة للحقول. وقفت أتأمل المجسمين بالكثير من الإعجاب، بلغ حدَّ الذهول بهذه الحرفة البديعة. أحلى ما اشتريت في حياتي السنونوة والحمار. والرحلة التي قمت بها برفقة "مور" اليهودية كانت من أحلى الرحلات.

مررنا عصر النهار على بعض المكتبات بناء على اقتراحي، واشتريتُ كتابا بفعل ما أوحاه لي العنوان: "قصة فرنسا الحب". لكنه بدلا من أن يتحدث عن الحب العذري كما كان يفهمه ويمارسه العرب عبر التاريخ، أو كما حدث ذات يوم بين ليلى وقيس بن الملوح أو عبلة وعنتر، وما بين روميو وجولييت عند "الطليان"، كان يتحدث عن الحب كما عاشته ماري أنطوانيت، لا كما رآه أو عاشه "لامارتين".

ماري أنطوانيت المشهورة بمقولة "البسكويت"، مما أوصت به طعاما لشعبها المتظاهر الجائع. هذه الملكة لكثرة ما شَرَّقتْ وغرَّبَتْ، لم يبقَ في خاطرها ما لم تنله من متع الدنيا، وحين أعيتها الحِيَل في التفتيش عن وسائل مبتكرة للمزيد من الملذات قالت قولة أخرى: "تعالوا لنضجر معا" (Allons ennuyer ensemble).

لعلَّه من المناسب ما دمتُ اشتريتُ الكتاب أن أنقل بكثير من التّحَفظ والتصرّف فصلا مختصرا، دون الإشارة إلى الأشياء بالدقة التي اتّسم بها المضمون، وفيه أن فلاحا كان يعمل على حراثة أرض الحديقة في الصباح الباكر، حينما ألحَّتْ عليه مَثانتُه فراح يطلقَ حاجته على جدار القصر. والملكة وقد استيقظت لتوِّها من النوم ترى المشهد عبر النافذة من فوق.

أمرت الملكة حرس القصر بالقبض على الرجل وإحضاره إليها على الفور، والفلاح المسكين استبدَّت به هواجسه من الرعب ورهبة الموت المتوقّع. لكنه وهو يمثل أمام جلالتها أنِسَ منها لطفا ووداعة ورقّة، فاطمأن قلبه وزال خوفه ولعن ظنه، فجلالة الملكة لم تكن تريدُ له إلاّ الراحة والخير وحسب.

صحافي بريطاني شَهِدَ عملية تنفيذ حكم الإعدام بالملكة يقول: لم أرَ طيلة عمري عنقا أجمل من عنق ماري أنطوانيت تحت المقصلة. أخفيتُ الكتاب ورميته بين الكتب المهملة، لكنني ما زلتُ أحتفظ به حتى اليوم، ولا أدري ما عساي أفعل به، فالقيمة الحقيقية التي توخاها المؤلف للكتاب انحسرت كثيرا، بفعل الإباحة والنت وهذا الزمن المُضطربُ التّعيس.

كتاب آخر لفتني تزيِّنُ غلافه صورة "لكاريكاتور" عن عيد الأضحى. يمثل مجموعة جزّارين لا تخفى جنسيتهم العربيَّة عن الرائي من خلال الكوفية والعقال، وأجسامهم الضخمة وشواربهم الكثّة وعضلاتهم، يحيطون من كل جانب برجل هزيل يحمل على صدره نجمة سداسيّة، يفتحون أفواههم على وسعها يكبِّرون كما يشيرُ التعليق تحت الصورة، ويشهرون سكاكينهم لذبح الرجل المسكين قربانا لتضحية العيد. "مور" شاركتني النظر إلى غلاف الكتاب وكأنَّها تَشْمَتُ بي، وتُشْهِدُ الصورة على صحة ما كانت تقول.

يا لشدة غبائي حينما لم أشترِ ذلك الكتاب بعينه! كانوا منذ عقود ضحايا على غلاف الكتاب، وتحولوا إلى قتلة وسفَّاحين في قانا وصبرا وشاتيلا وغزة وسائر الأرض في فلسطين.

في اليوم التالي مباشرة غادرنا "أولورون سانت ماري" إلى باريس. ولم تكن "مور" في وداعي مع أنني تمنيتها لو تكون، فأنا ككثير من العرب ممن تقتلهم عواطفهم وتقودهم رغباتهم إلى الهلاك وبئس المصير.

D 25 آذار (مارس) 2015     A إبراهيم يوسف     C 22 تعليقات

21 مشاركة منتدى

  • سيدي
    تمنيت أن أعود للوراء طالبة أتلقى دروسآ في الكيمياء على يديك ، لهذا الإبداع السردي المشوق للمعادلات والمعلومات الهامة في عالم التحليق والطيران إلى الإبداع القصصي الذي حكته بلغة بسيطة متينة حملت أفكارك إلى المتلقي دون أن تغفل الجوانب الإنسانية من خلال حديثك عن الكنيسة و الحب العذري وماري إنطوانيت والمقصلة وحوارك مع الفتاة البهودية الذي كان له الدور الأكبر في إظهار مشاعرك الصادقة اتجاه فلسطين وما شهدته من أحداث أليمة على يد عدو بنجمات سداسية ..
    أعتقد أن هذا النص إضافة نوعية ومهمة للأدب ، ولا بد لمن يحظى بقرائته أن يخرج بمذاق وشعور خاص ،ويشتاق للعودة مرة أخرى للتمعن والغوص في أوراقه ..
    أشكرك
    تحياتي


  • مريم من القدس
    إسمع يا رضا:
    (مبارح كنَّا عالحديدي.. وهلق صرنا عالحديد)

    نفسي حزينة حتى الموت يا سيدتي.. كل ما نكتبه ونقوله لم يعد يجدي. كنَّا في فلسطين وجرحها ما زال نازفاً ومفتوحاً، وصرنا في العراق وسوريا ولبنان وتونس وليبيا ومصر واليمن - والحبل على الجرار.. فلا ندري غداً في أي أرض نكون..؟

    الهم الأخير مؤرق يا سيدتي غطّى على ما عداه من الهموم. معه ما حاجة بنا إلى الكيمياء والفيزياء، "وسلي الرماح العوالي عن معالينا". نحن يا سيدتي في أدنى نقطة على المنحدر. نأكل لحمنا بأيدينا وننتظر قيامة مخلص جديد.

    " أيها السائل تغفو تذكر العهد وتصحو
    وإذا ما التام جرح جدَّ بالتذكار جرح
    فتعلم كيف تنسى وتعلم كيف تمحو


  • تحية طيبة أ/إبراهيم تنوع الاهتمامات والمعارف سمتك المميزة ,وقدرتك على الربط بينها في نصوص ممتعة وثرية تضيف إلينا فنتابع نصوصك بكل تقدير رغم همومنا العامة والفوضى المحيطة بنا.


  • الأستاذة هدى أبو غنيمة

    الله يكرمك يا سيدتي ويطيل في عمرك.. وشكرا جزيلا على العناية والاهتمام وعاطفتك النبيلة. مهما كانت التداعيات المحيطة قاسية وصعبة..؟ يبقى الحل في إرادة النهوض والثقة بالله وقدرة الشعوب على التغيير.


  • تحية طيبة استاذ ابراهيم يوسف

    أن يشد أسلوبك السردي المتلقي فالأمر بات متوقعاً فيما أنت تسترسل بلغتك الفارهة في تفاصيل الأحداث والمعلومات وتنتقل بنا من مفصل إلى آخر دون أن نستشعر شكل او حجم القفزة بسلاسة متناهية وعبقرية فنية تجعلنا نعيش اللحظة والمعلومة والفنية في تركيبة متقنة ومتقبلة..

    يخطئ من يظن أن خوض الذاكرة في السيرة الذاتية يفقد النكهة الابداعية في السرد لأني كما أرى في أسلوبك أستاذ ابراهيم فإن أسلوب الشد يكمن في ممارستك لفنيات السرد بواقعها الجميل فتأتي مواضيعك بنكهة جمالية فاخرة بجمال حقيقتها.. بارك الله بقلمك الإبداعي الراقي


  • هيام ضمرة

    حينما ينال استحسانك ما أقول..؟ فيعني أنني استوفيت حقي كاملاً. تقديري.


  • سردية رائعه تنقلنا بين العلم وفضاءاته بلغة بسيطة، وبين رحلة تخللها الكثير من المشاعر والافكار..سلم قلمك وفكرك


  • منال الكندي- اليمن

    شكرا لك على اهتمامك وعنايتك
    أسأل الله لكم السلامة


  • ماذا أقول يامعلمي إبراهيم؟
    يشرفني التتلمذ على يديك في الأدب بكل فنونه والجغرافيا والعلوم والانسانية واحترام الأديان أيضا.
    تمنيت لو كنت موجودة حينها في هذه الرحلة الجميلة الممتعة الغنية.
    لك كل الاحترام.


  • إيناس تابت- اليمن

    شكرا لك على إطرائك وتواضعك وعاطفتك النبيلة.
    أنت أستاذة وشابة يا صديقتي.. والمستقبل مفتوح على اتساعه أمامك، للقراءة والكتابة وكل الرحلات الممتعة الجميلة.


  • أستاذي الفاضل :

    اليهود بينهم السيء وبينهم الجيد، وهم ليسوا ملائكة كما يريدون ان يقولوا عن أنفسهم، وليسوا شياطين. وهذا ما يشير الى أنهم شعب طبيعي، ومن حسناتهم انهم ليسوا فقط شياطين او ملائكة، وهم مجموعة من الشياطين والملائكة".
    هذا ما ورد على لسان شاعرنا الفلسطيني رحمه الله محمود درويش .
    أحب درويش فتاة يهودية بل عشقها وقال فيها قصائد منها
    ريتا والبندقية إذ يقول :
    بين ريتا وعيوني.. بندقيه
    والذي يعرف ريتا ، ينحني
    ويصلي
    لإلهٍ في العيون العسليّهْ!

    وعن سبب تركه لها يقول أن حرب 1967أنهت قصة الحب :"دخلت الحرب بين الجسدين بالمعنى المجازى، وأيقظت حساسية بين الطرفين لم تكن واعية من قبل. تصور أن صديقتك جندية تعتقل بنات شعبك فى نابلس مثلا، أو حتى فى القدس. ذلك لن يثقل فقط على القلب. ولكن على الوعى أيضا".

    نص رائع بكل ما فيه يشد القاريء إلى النهاية دون مل..


  • الأستاذ إبراهيم
    شكرا على درس الفيزياء الذي قرأته ولم يغلبني النعاس
    فعادة ما كنت أغفو في محاضرة الفيزياء النظرية خاصة في الصباحات الشتوية، على يد الدكتورة سهام طرابيشي – يسر الله لها الخير أينما كانت- بحركتها الرزينة (البندولية) أمام الصف جيئة وذهابا، ولهجتها الشامية المحببة، ونفسها الطيبة التي تبعث للراحة والطمأنينة، فحتى إن ضبطت إحدانا وقد غلبها النعاس كانت تكتفي بالتعليق اللطيف والابتسامة.
    هذا السرد الشيق أخذنا معك على متن القطار، لو كنت مكانك لشعرت بالضيق وربما كنت سأشكرها حين يصل القطار وأنزل بدونها ولو تهت في المدينة! هكذا نحن العرب نغالي في قناعاتنا أيضا.
    ربماإن التقيت (مور) مرة أخرى تهدي إليها نسخة من رواية ليون الأفريقي لأمين معلوف، لتقرأ فيها كيف عاش اليهود تحت الحكم الإسلامي في الأندلس، وكيف خرجوا منها مع المسلمين ونزحوا إلى شمال إفريقيا هربا من محاكم التفتيش!
    تحيتي واحترامي


  • ليلى ابراهيم- من فلسطين

    أنا يا سيدتي الكريمة؛ لا أستطيع أن أمنح الصهاينة اليهود شهادة في حسن السلوك، لهول ما رأيت من فظائعهم في غزة. وفي قانا وصبرا وشاتيلا بأم العين.. وما تقولينه قطعا؛ ليس تسويقا أو دعوة للعرب أن يعيشوا مع اليهود جنباً إلى جنب، كما قد يتراءى للبعض مما أشارت إليه أيضاً الصديقة الكريمة أشواق مليباري وما قاله أمين معلوف في ليون الأفريقي، أو ما قلتِه عن محمود دريش في ريتا محبوبته اليهودية، وما حدث مع "مور" اليهودية الفرنسية. فاليهود الصهاينة لم يعيشوا مطلقاً إلاَّ لأنفسهم. هكذا تقول كل تجارب التاريخ.

    لك مني خالص محبتي واحترامي وتقديري.


  • أشواق مليباري

    كنت طالبا شغوفا بالرياضيات والفيزياء، ومقصرا باللغتين العربية والفرنسية. أرجو الخير وطول العمر لأستاذتك ولكِ وأشكر وفاءك لها. معظم بلاد الشام تَجَرَّحَت يا صديقتي بفعل الأنانية والتعصب والغباء والصهاينة أيضاً، وينبغي لأهل الشام إجراء كشف دقيق وصارم لهذا الحساب.. لكن سيعود السلام يوما إلى ربوعنا من جديد. أليس "أجملُ التاريخِ كان غدا"..؟


  • الاستاذ ابراهيم يوسف
    سيدي
    كنت قد اطلقت عليك سابقا غوغل عود الند الفائق الاحساس،
    فإذا بك وبهذه القصة تحيرني بين ألقاب عدة
    ااسميك الاستاذ الجامع، الذي يدرس كل المواد ويحبها الطالب لاعتزازه وتقديره لمدرسه؟
    ام حكواتي هذا الزمان ، الذي نود ان لا يفوتنا شيء من كلماته وإن كانت في الفيزياء التي لا يطيقها الكثير منا؟
    أم انت ذاك الدراماست المتمكن الذي يوجه تفكيرنا لشيء فاذا به يقلب كل تفكيرنا بتغيير مسار الاحداث.
    بوركت يا استاذ وكلمة استاذ التي يطلقها عليك الجميع ما جاءتك من فراغ.
    اعتزازي
    هدى الكناني


  • هدى الكناني- العراق

    أنا صديقكِ وحسب.. أمّا أنتِ..؟ فصديقتي وسيِّدتي وتاجُ كسرى على رأسي.

    خالص محبتي واحترامي وتقديري.


  • المبدع إبراهيم يوسف، عندما نكون على موعد مع إحدى قصصك، نكون بالتأكيد مع موسوعة ، توجه عقولنا نحو الميكانيك والفزياء وعلم التاريخ وعلم الفنون.
    كما أن القراءة لم تخل من رحلة سياحية ممتعة ، فصادفنا جغرافية فرنسا، بمدنها الصغيرة، بأدبها وفنها وتاريخها.
    وكانت "مور"الشخصية اليهودية من أصول تونسية قلب الحدث، صراع صهيوني /عربي ، كان ومازال قائما، واستحضارك لهذه الشخصية ، يؤكد مدى تشبت الصهاينة بحقهم المزعوم وان لبسوا كل أثواب اللطافة واللياقة والأدب، وترسم تفاصيل العربي الذي تطغى عليه العاطفة، ولكن لا تنسيه حقه الحق الذي يدافع عنه بأدبه وفكره.
    دمت مبدعا موسوعيا أستاذنا القدير إبراهيم قاسم يوسف.كل التقدير والود.


  • أ/ جليلة الخليع- المغرب: تميز الشرقيون بعواطفهم الغلابة في الحكم على الأمور.. فلو كانت لهم عواطف الشرق ومنطق الغرب..؟ لغدوا أسياد العالم بلا منازع. أشكر لكِ سيدتي مرورك الكريم.


  • لقد ضممت الجزأين إلى بعضهما، وبذلك تجدني قد قرأت المقالة بالكامل، وتبادر إلى ذهني من وحيها سؤال، عن الفوضى الخلاقة في الكتابة؟ فعلا شيء مذهل.
    دامت أخوتنا.
    والسلام.


  • الأخ العزيز- المهدي كرومي

    لا ينبغي إلاَّ أن أحسن النوايا وأنت أخي، فلا يتبادر إلى ذهني على الإطلاق، مقولة "كونداليزا رايس" وزيرة الخارجية الأميركية، عن الفوضى الخلاقة..؟ لبناء شرق أوسط جديد تسوده الديموقراطية والعدالة.


  • الأخ الصديق- المهدي كرومي

    كنت واثقاً من نظافة قلبك ولسانك
    شكراً على التوضيح

    كن دائماً بخير


في العدد نفسه

كلمة العدد 106: المكتبة الجامعية المفتوحة دائما

أسماء الأفعال: دلالتها في شعر البحتري

قراءة في مسارات الإبداع الصوفي

قراءة في سيرة شكري عياد

المرأة ليست مرآة