عدلي الهواري
كلمة العدد 13: لا تزال الياسمينة على باب الدار
غلاف العدد الأول من عود الند كان صورة لياسمينة حقيقية، تقف على باب الدار، وترحب بالساكن والمار بعطر لا يشمه إلا من يقترب منها. وكان فأل الياسمينة فألا حسنا، فقد استقبل القراء والكتاب عود الند بالترحاب. واشتد عودها، وفاح عطرها عددا بعد عدد. ومع صدور العدد العاشر بدا واضحا أن عود الند حجزت لها مكانا في رحلة تدوم عاما آخر على الأقل. ودعني، عزيزي القارئ، عزيزتي القارئة، ألخص سمات عود الند:
** مجلة تصدر في موعد محدد من كل شهر، ومفتوحة للقارئ والكاتب، ولا تضع شرطا على أحد للكتابة في المجلة أو قراءة أي صفحة من صفحاتها.
** مراجعة كل النصوص وتطبيق ضوابط جودة، تشمل مراجعة النص إملائيا ونحويا، واستخدام علامات التنقيط بشكل صحيح، والتحقق من صحة المعلومات، كنسب بيت شعر إلى شاعر ما، أو كتاب إلى مؤلف ما، والتأكد من أن النص ليس منشورا في موقع آخر.
** مفتوحة للمبتدئ والمحترف، وقد توفر هذا المزيج من الكتاب في كل عدد، فهناك من كتب مرة واحدة واكتفى، وهناك من كتب بانتظام، فصار له مريدون.
** الرد على رسائل القراء والكتاب، وتم ذلك أحيانا رغم أن الرد على الاستفسار متوفر من خلال الاطلاع على صفحات باب أساسيات.
ومن علامات تعاملنا باحترام مع الجميع ما يلي:
** نادرا ما بعثنا أكثر من رسالة واحدة في الشهر، فنحن حريصون على عدم إزعاج أحد برسائل متكررة.
** أننا نتعلم من الأخطاء والمشكلات، وخاصة التقنية، ولذا لدينا موقع رديف، وأغلقنا الثغرات التي أدت إلى استغلال عود الند لإرسال رسائل لقرائها.
ومن سمات عود الند المهمة أنها لم تستخدم تصميما معتمدا على قالب مجاني، فهذا يجعل المواقع تتشابه، وتكون الصفحات مكدسة بالكثير من الأبواب والاستطلاعات والإعلانات. والتصميم المعتمد في المجلة بسيط، وغايته عرض المحتوى بيسر وسهولة، لأن النص هو الأهم في عود الند. وثمة سمة أخرى تتمثل في التعاون مع الفنانين التشكيليين، الذين تزين لوحاتهم غلاف المجلة، وتكون البوابة التي يجد المرء بعدها روضة غناء.
وأود أن اشكر العشرات، قد أنسى بعضهم لو حاولت حصر الأسماء هنا، الذين شاركوا في دعم عود الند بشكل أو بآخر: بالكتابة، أو بالموافقة على نشر لوحاتهم، أو الرسوم الكاريكاتيرية، أو كتبوا عن صدور أعدادها في الصحافة، أو وضعوا رابطا لها على مواقعهم أو مدوناتهم، أو اختاروا مادة للنشر في باب مختارات، أو دققوا بعض النصوص. وأشكر أيضا كل من قرأ المجلة، وكل من أرسل رسالة، فمن خلال الرسائل والتعليقات تتجدد الطاقة فينا، ويسعد بها الكتاب والكاتبات.
ربما أكثرت الحديث عن معلم مرور سنة على صدور عود الند قبل المناسبة وبعدها، وهذه اللهفة طبيعية، فالجهود المبذولة من أجل نجاح هذه المبادرة ليست جهودا بسيطة، وثمة شبه بينها ولهفة والدين على الاحتفال بالعيد الأول لميلاد الطفل البكر. ولا يلامان في هذه الحالة، بل نشاركهما الفرحة. ما أعرفه يقينا أن عود الند مستمرة في الصدور عاما آخر على الأقل، بالمستوى نفسه من الجودة، والالتزام بموعد الصدور، والروح المنفتحة على التعاون مع المحترف ومد يد العون للمبتدئ، لتكون تجسيدا لحكمة: "أن تشعل شمعة خير من أن تلعن الظلام."
◄ عدلي الهواري
▼ موضوعاتي
- ● كلمة العدد الفصلي 35: التاريخ يكرر نفسه
- ● كلمة العدد الفصلي 34: أعذار التهرب من المسؤوليات السياسية والأخلاقية
- ● كلمة العدد الفصلي 33: تنوير أم تمويه؟
- ● كلمة العدد الفصلي 32: حكّم/ي عقلك وأصدر/ي حكمك
- ● كلمة العدد الفصلي 31: قيم لا قيمة لها
- ● كلمة العدد الفصلي 30: النقد والمجاملات
- ● كلمة العدد الفصلي 29: عن الذكاء الصناعي (والغباء الطبيعي)
- [...]