عــــــود الـــنـــــــد

مـجـلـة ثـقـافـيـة فـصـلـيـة رقـمـيـة

ISSN 1756-4212

الناشر: د. عـدلـي الـهــواري

 

علي أحمد عبده قاسم - اليمن

عناصرِ التّجريب وعلامات النضوج

مجموعة ق ق ج "ركامُ الدّموع" لخلدون الدالي


علي أحمد عبده قاسمشكلت القصة القصيرة جدا منذ بداية التسعينيات ظاهرة سردية حديثة، حيث انتشرت في فلسطين وبلاد الشام والمغرب العربي، ومصر، العراق، وبدأت إصداراتها تتوالى على الرواد أمثال: فاروق مواسي (فلسطين) وعبد الله المتقي وعبد الرحيم التدلاوي (المغرب) وغيرهم في البلاد العربية. وتلك الظاهرة تحددت بانتشار كتاباتها وإصداراتها وإقبال الكتاب عليها.

وفي اليمن، ظل هذا الفن السّردي مرتبطا بالقصة القصيرة، يكتب في نهايات الإصدارات كخواتم تحت مسميات أقصوصة وغيرها. وفي نهاية القرن العشرين بدأت تصدر بشكل مستقل، ينقصها الكثير من المعايير الفنية، والخصائص السردية المرتبطة بهذا الفن. ومنتصف وبداية العقد الثالث من القرن الواحد والعشرين، بدأ قاصون يصدرون مجموعات قصصية ناضجة ومكتملة، لعل من أهمها المجموعة القصصية «ركام الدّموع» للقاص خلدون الدالي.

المتتبع للإصدارات اليمنية الأخيرة يلحظ أنها انشغلت بالحرب، والهموم العاطفية، والإنسانية. وهذا يواكب السبب الرئيس لظهور القصة القصيرة جدا، وهو المتغيرات السياسية والأحداث الكبرى التي يحاول القاص أن يطرقها بشكل سريع ولاذع، محاولا تغيير الواقع، ليلبي طموحاته، وأحلامه الإنسانية المختلفة سواء اقتصادية أو سياسية أو اجتماعية أو ثقافية.

وبالعودة للمجموعة لا بد من دراسة خصائصها وموضوعاتها، وعنونتها وجديتها ليتبين القارئ أهمية المجموعة ونضجها الفني.

العـنوان

أولى الكثير من الدارسين العنونة أهمية خاصة بوصفها مصباح عالم النص، وثريا النص الذي يهدي المتلقي لعوالم النص الداخلية، والسياقات والمؤثرات الخارجية، بوصفه أيقونة الجذب وإشارة لفت الانتباه.

ويعد العنوان لوحة إشهارية مميزة تجذب المتلقي ليشتبك مع النص لفك شفرته فهو تلك الطريق التي تفضي لاختزال مضامينه ونسيجه الداخلي، بوصفه رسالة الخطاب في النص. ولابد أن يكون جاذبا مثيرا ملغزا، يفسح للقارئ المجال للتأويل والتفسير اللامحدود بآفاق متعددة.

وقد جاء عنوان المجموعة مركبا إضافيا "ركام الدموع" حيث أضاف الركام للدموع زيادة في التأويل، ويتحول العنوان لشاعري تأثيري مأساوي. وبالنظر في جذره اللغوي، فقد جاء من الجذر "ركم" أي جمع وحوّل الأشياء كومة مركومة. وقيل إن "المركوم" هو المتجمع من أجزاء كثيرة فتراكمت في مكان واحد. والركمة هي الطين المتجمع فوق بعضه.

ومن خلال المعاني نستخلص من دلالاته أن العنوان مناسب للقصة القصيرة جدا، فهو نص قصير جدا سريع، يتضمن قضية كبيرة ذات أجزاء وتفاصيل في سطور وجمل مختزلة، فالنص القصير جدا يساوى قول "خير الكلام ما قل ودل"، مما يفضي لآفاق تأويلية لا تنتهي. بينما جذر "دمع" يأتي بمختلف مترادفاته بدلالة التدفق، فيقال: جرى الدمع، أي سال أو انسكب أو تدفق.

وأيضا تعكس معانيه دلالة التفسير والتأويل الذي لا ينتهي، فالدّمع قطر، ودمعة. لكنه يجري وينسكب لحالة عميقة، وقضية في الأعماق، أدت لذلك التدفق، فالدمع معادل رمزي للنص، والركام معادل رمزي للتأويل الذي لا ينتهي. العنوان إذن محترف جدا مختزل لمضامين النص والمجموعة.

القارئ لخصائص النص القصير جدا يدرك أن القصة القصيرة جدا تأتي من جمل باقتناص الفكرة بتأويل لا محدود، حسب ثقافة المتلقي ورؤاه؛ فكأن الرّكام هو قضايا متراكمة بدلالات عديدة، والدمع سيول لا تنتهي من التفسير ومن الألم بقضايا متعددة إنسانية، اجتماعية، واقتصادية. إلاّ أن الهم الإنساني في نصوص المجموعة علامة مُلفتة. ومن خلال نص "إنسانية" تتضح رؤية القاص الإنسانية بجلاء:

"إنسانية"

"تحاشيتها، أصرتْ على التناسل في مسامات جلدي، أردتُ التّنصل منها، جذبتْني نحوها بحنو. كلما قطعوه التأم؛ ذلك الشريان الذي يصل جذورها بدمي" (ص 24).

كنت أود دراسة المجموعة من جانب انشغالها بالهم الوطني والإنساني، ولكن المتلقي يحتاج لمعرفة الخصائص والمميزات. وسأتناول بعضا من تلك الميزات بطريقة تعسفية، وسوف آخذ الميزات منفردة، بينما كل نص يحتوي على جميع الميزات بمستويات مختلفة ولكن هذا التناول يهدف إلى تقريب الميزات من فهم المهتم.

التكثيف (الاختزال اللغوي)

يأتي التكثيف كميزة في القصة القصيرة جدا بحيث يبتعد القاص عن الإسهاب والوصف والحوارات والتطويل، ويستخدم الجمل القصيرة بكثير من الدلالات برغم قصرها، ويبتعد النص عن الحشو بحيث لا يستغني عن جملة، ولا يحتمل الزيادة والنقصان فإن زيدت الكلمات أو نقصت اختل النص. وجاءت معظم النصوص مكثفة متواترة الجمل بتتابع مدهش واحترافي.

خلدون الداليوقد حفلت مجموعة الدالي بهذه الميزة في كثير من النصوص. على سبيل المثال، يلحظ المتلقي أن نص "توحد" كُتب بثلاث جمل فعلية لا يمكن الاستغناء عن واحدة منها وإلا سيختل النص.

"توحد"

التصقتْ به حد التّوحد، ظلوا يُحيكون الدسائس، ضحتْ بنفسها" (ص 28).

يلحظ المتلقي أن النص يحكي قصة حب وصلت حد الذوبان. لم ترق للعذال وللمجتمع، فانتحرت الفتاة ليحيا الحبيب. القصة تتسع لرواية ولم يستخدم سوى أربع جمل. وهناك نص آخر بعنوان "انكسار". يحكي النص مآسي الحرب التي تتعارض مع الأمل والحياة، بل وصل ذلك الأمل أن التشبث بالحياة يأتي مع الإيمان بنهايتها:

"انكسار"

"عندما بدأت الحرب، كانت بيدها فسيلة، غرستها دون تردد، بعد سنوات صارت القرية خربة؛ ثمة نخلة ظلتْ تتحدى الحرب؛ لكنها تنفثُ دخانا أسود."

النص يحكي صراع الخير والشر والأمل واليأس والفتنة والسلام. فالفسيلة رمز الأمل والنخلة رمز الخير والسلام لكن هناك من دمرها لتحترق الحياة والحرية ليحيلها لموت وعبودية. النص مكثف جدا ولا حشو سوى كلمة "لكنها" والمفترض أن يستخدم المصدر نافثة دخانا أسود"، فهي القضية.

وفكرة الحرب تكتب فيها الروايات، كتبها القاص بخمسة جمل، لتنتهي القصة بموت الحياة. واستخدم القاص في النص الرموز كثيرا ليكسر أفق المتلقي. وسيأتي الحديث عنها في خاصية الرمزية.

المفـارقة

تأتي المفارقة في القصة القصيرة جدا لاسترجاع ماضي أحداث القصة وحاضرها. وتأتي المفارقة في القصة القصيرة جدا لخلق السخرية باجتماع معنيين متناقضين أو مشهدين متناقضين في النص، والرسالة في مضمون القصة كلها.

والهدف من السخرية في المفارقة خلق التباين في المواقف والقيم وصدمة مشاعر المتلقي. وجاءت معناها في اللغة من "فارق مفارقة" أي باين ونأى. وفارق الرجل زوجته أي باينها بالطلاق. المفارقة إذن هي أن يعبر المرء عما يريد قوله بمعنى يناقض قوله في الحقيقة وبذلك تدرك المفارقة من سياق التضارب والتباين بين المعاني والدلالات.

وتعد المفارقة في القصة القصيرة جدا من أهم الخصائص بوصفها ما يخلق التنافر والاصطدام المدهش بين الخفي والظاهر. ويعمد إليها القاص لخلق الدهشة والوخزات التي تهز المشاعر. وسأختار نصين من المجموعة، ففي نص "بؤس" يعتمد القاص على التوازي ما بين قضيتين متوازيتين من خلال النص الواحد في حكائية النص:

"بؤس"

"أمسك ريشته وبدأ يرسم شمسا ونخلة، وجبالا، ووديانا، وفي منتصف اللوحة؛ تذكر أنه لا يملك وطنا" (ص 34).

جاءت المفارقة ما بين الاعتزاز والفخر بالوطن وحريته وخيراته، من خلال رسمه "شمسا، نخلة، وديانا" لينتهي به الأمر بوهمية الوطن الكبير الحر المترع خيرا، فأتت السخرية ما بين وطن موجود في الحقيقة وفي الروح، وبين وهمية ذلك الوطن الذي لا يشعر المحب بوجوده وممارسة حقه فيه، وكأن الوطن مستلب من الروح في الواقع، فالتناقض بين الخيال والواقع وما بين الفقر ووجود الخير وبين الحرية والاستبداد، فالتوازي يلحظ بين وجود في الوطن في الحقيقة وعدميته في الواقع والخيال، وهذا تصادم فارق.

ويأتي في المجموعة نص بعنوان "خوف" راسما الواقع والفضاء المفتوح سجنا، والسجن الحقيقي هو الحرية، وإن ما فعلته شعارات التحرر والحرية هو المنفى والفوضى:

"خوف"

"فتحتُ الباب، قفز مدهوشا، فارا إلى غصن شجرة التوت؛ عاد مسرعا يرتعش فزعا من الحرية" (ص 43).

على الرغم من قصر النص، إلاّ أنه يسرد قضية الحرية سواء تلك الحرية الفاضحة الخارجة عن القيم أو الحرية التي تخلق الفوضى والدمار والحروب والاقتتال، فتحولت الحرية إلى رعب مستبد واستبداد أكثر من الاستبداد نفسه.

ولا يخفى على أحد ما صنعت الشعارات من دمار للشعوب، وما تصنع الحرية غير المنضبطة في الغرب من خروج عن القيم والمثل والأخلاق والتي تصل بالإنسان للرعب. والمفارقة ما بين تحول الحرية لاستبداد مرعب، والسجن للحرية والأمان. ما يعيب النص أن عنوانه مكشوف ومفضوح.

الترميز

ويسمي الإيحاء والإيماء والإيهام، وهو السهل الممتنع. وتأتي الرمزية في النص الأدبي عموما وفي القصة القصيرة جدا خصوصا لتكون عنصرا من عناصر التكثيف خاصة والترميز، ويضفي التسريع على النص ويخفي حقيقة واقعية لقضية ما فيختفي المبدع (الكاتب والقاص) وراءه ليظهر حقيقته ويكثف الحقائق الواقعية بطريقة انفعالية، تشد الذات وتعمق أثر الرسالة، ويتفاعل معها المتلقي. ويعد الرمز توظيفا لحقيقة عبر معادل رمزي لحقيقة واقعية.

وبالنظر في نصوص المجموعة يلحظ المتلقي أن الرمزية بدأت من العنوان "ركام الدموع"، فالركام معادل رمزي لتجمع المآسي من هنا وهناك، سواء كانت تلك المآسي من خيبات الذات أو خيبات الإنسان والمجتمع معا، ليتحول كل ذلك لركام طاغ ماثل للذات وللعيان يتمنى الإنسان زواله وتبدده، فقد تجمعت المآسي من أشياء بسيطة تساهل الفرد والمجتمع في حلها، فالركام معادل رمزي للمآسي والأحزان والخراب والحرب، سواء على مستوى الفرد والمجتمع أو الوطن.

في نص "انكسار" يذكر القاص "الفسيلة" وهي رمز التعلق بالحياة برغم نهايتها. وهذا رمز تناصي من حديث للنبي صلى الله عليه وسلم يقول فيه: "إذا قامت القيامة وفي يد أحدكم فسيلة واستطاع أن يغرسها فليغرسها".

وجاء رمز تراثي من التاريخ الإسلامي، إذ وظف الكاتب السفينة رمزا للأمة المحترقة بالفتن والحروب وهي بلا طارق بن زياد الذي يعد رمزا للمخلص والمنقذ.

واستخدم الكاتب الرمز الأيقوني كالنخلة التي جاء رمزا للوطن وللخير وللعطاء، ولكنها محترقة. ويحاول من خلال الرمزية استنهاض الهمم لتصاغ الحياة بقيم إنسانية إسلامية عربية قوية مناهضة للفتن وبعيدة عن الحروب والدماء.

العنونة

تعد العنونة في النص الإبداعي السردي والقصير جدا احترافا كبيرا يوليها الكاتب الكثير من الأهمية بوصفها تعكس قدراته الإبداعية والنقدية معا، لأن العنوان اختزال لمضامين النصوص وهو المصباح الذي ينير الدرب ليتشابك المتلقي مع النص. والعنونة محاورة ما بين المتلقي والنص ورسالة النصوص، فلا يعد العنوان المكشوف والفاضح عنوانا محترفا.

والعنوان خاصة يتميز بالإثارة والتلغيز والجذب والاختزال وأفضل العناوين ما يكون كلمة واحدة أو مصدرا أو مركبا إضافيا بشرط ألا يكون العنوان جزءا من النص أو كلمة داخل النص، وقد عني القاص بعنونة نصوصه بدءا من عنونة المجموعة والذي اختزل رسالة النصوص إلى عنونة النصوص الداخلية مما يعكس قاصا محترفا وبارعا.

إلاّ أنه لم يوفق في عنونة بعض النصوص فجاءت مكشوفة ولا تفتخ آفاقا للتأويل. ومن النصوص التي جاءت عنونتها مكشوفة: "خوف. واحرباه. توحد. الثمن. نشرة الأخبار. وغيرها ". فيجب ألا يكون العنوان مكشوفا غير متميز بالجمالية والإثارة، والتلغيز والاختزال والتكثيف خاصة.

وللعنوان مرجعيتان: شكلية بنائية: وهو ما يتمثل باختيار اللفظ سواء مصدرا أو تركيبا إضافيا أو جملة، وناحية معجمية نحوية وهي التي يقوم عليها التأويل، فعلى سبيل المثال في العنونة المكشوفة استخدم عنوانا "نشرة الأخبار" وهذا يحيل لشيء وحيد هو نشرة بعينها متكررة. فلو استخدم النكرة "أخبار" لكان العنوان أكثر عموما وأكثر تأويلا وأكثر عمقا، فاهتم بالشكل والمرجعية الشكلية ولم يهتم بالمعجمية والنحوية، التي يقوم عليها التأويل. وهنا لا أقلل من أهميتها وقوتها لكني أشير للقصور الذي يجب تلافيه ليتنسى الكمال.

البنية التركيبية وعلامة الترقيم

القصة القصيرة جدا فن رفيع يعتمد بالمقام الأول على الاشتغال على اللغة بتسريع يقتنص الفكرة واللحظة بإدهاش مباغت بعيدا عن التفاصيل التي تتميز بها القصة القصيرة من طول الزمان والحبكة والصراع والشخوص والتطويل السردي، وإن كان النص القصير جدا يستخدمها كل ذلك بتلميح وإيماء بأسلوب يناسب العصر ويتواكب مع الزمن فجل بناء القصة القصيرة جدا الجمل الفعلية المتتابعة التي تنتهي بنهاية صادمة وبطريقة مغايرة.

وتعد علامة الترقيم في القصة القصيرة جدا علامة سيميائية لا تختلف عن التركيب والبناء، بل تتعاضد معه ليتكون عنصر التسريع والدهشة، فتكوّن البنية التركيبية مع العلامات رؤية بصرية دلالية تؤدي لاكتمال النص.

وفي المجموعة عني الكاتب بعلامات الترقيم ليتضافر الشكل والمضمون في اقتناص الفكرة والسرعة التعبيرية التي تهز المتلقي بمتتاليات تدهش القارئ لينجذب للنص والمضمون،

والعلامات تعد ذائقة فنية وأسلوبا كتابيا يسرع النص، ويعطيه قوة خاصة ما بين التناقض والتجاذب المتنافر، وتلك ممارسة كتابية تحيل للتأويل، فيعطي الحذف والإضمار الذي يتميز به النص القصير جدا، وعلامات الترقيم شكله الاتزان، ومضمونه العمق خاصة في التتابع والتضارب البعيد عن الحشو والزيادات خاصة.

والمجموعة ابتعدت عن الجمل الإسمية الثقيلة وابتعدت عن الظروف والتعليل، مما أعطى النصوص سرعة وتتابعا إلا فيما ندر، إذ نجد حشوا في بعض النصوص. وسأكتفي بالاستشهاد بنص واحد على البنية التركيبة وعلامات الترقيم في نص "الشعائر الأخيرة":

"ترددتِ الصرخات، انزويتُ في غرفة مظلمة، رفعتْ صوتُها بالعويل؛ اخترقَ الصوت مسامعي. استفقتُ مَذعورا؛ رأيتُ شرّرا يتطايرُ من عينيّها؛ وقد تحلّقَ حول ثديها- الجاري حليبا أسودا- ذئابا تنهشٌ تفاصيلَ بسمةٍ عذراء" (ص 19).

يلحظ المتلقي أن القاص استخدم خمس جمل فعلية خالية من المتعاطفات والظرف والتعليل لتنتهي القصة بنهاية صادمة "ذئابا تنهش تفاصيل بسمة عذراء". استخدم القاص الفاصلة بدلا عن الواو. وفي النهاية استخدم الفاصلة المنقوطة بدلا عن فاء العطف ليعطي النص التتابع والتضارب والحذف والإضمار فيضفي كل ذلك لسرعة النص.

::

JPEG - 36.2 كيليبايت
غلاف: ركام الدموع
D 1 آذار (مارس) 2020     A علي أحمد عبده قاسم     C 1 تعليقات